همسات في وسط مدينة تتأوه…
احرق همومك باللامبالاة، اجعلها شمعة تنير دربك في الظلام.
استحالة عودتك لأحلام اليقظة لا يعني أنك واقعي بل يعني ان الواقع أفقدك ما تبقى من أمل.
لست فاشلا لانك لم تصل الى حيث تستحق، انما يعني ان آخرين و لأسباب كثيرة كانوا اسرع منك في الوصول .
ما تسميه حظّاً ويسمّيه آخرون بركة من الله ليس إلا صدفة نادرة اصابتك بين صواعق الاقدار ولن تتكرّر.
توقك الدائم للحديث وللإنفعال في السياسة ليس دائماً علامة فارقة في الوطنية و الوعي والثقافة، انما ايضاً تنفيس لاحتقان توتر مصدره من مكان آخر ، عادة ما يكون تراكمات لرغبات مقموعة من مصادر تافهة تظنها جوهرية.
عند الفوضى يتحول الغوغاء والرعاع لابطال زمانهم ولا يسيطر على الشارع الا قطاع طرق وقراصنة متقاعدون باسم الحفاظ على الأمن والحفاظ على النظام.
عند انتفاضة الناس على سلطة مارقة يتحول اهل السلطة الشياطين فجأة لملائكة مهرّجين ،و يلوذ رجال الدين المستفيدون منها بالصمت ليكثروا من الصلاة تكفيرا عن ذنوبهم ،بينما المصارف تقفل ابوابها رعبا من اكتشاف مثقفي الثورة لمصادر الفساد وللسرقات القانونية.
اسوأ الانذال من سرق بإسم القانون قانونياً، واسوأ القضاة من حكم بإسم الشعب ليفنى شعبه من الظلم.
ان رموا جثتك تحت جسر او عند قارعة طريق او عند مزبلة، إعلم انها اجمل نهاية لكاتب ولصانع تاريخ مشرّف من اجل خلاص شعب من جلاديه.
ان انتصر الطغاة على انتفاضة طلاب ومثقفين و عمال وكادحين وميسوري الحال من وطنيي الشعب ،إعلم ان الخونة من شعبك الذين تخلفوا عن نصرتك ستسحقهم الاقدام والذنوب والضمائر والايام المقبلة ،و لن يكونوا عند الجلادين الا خدماً وعبيداً وضحايا جدد.