بلاء المال والخصخصة…
"الرأسمالية ،اسوأ عدو للانسانية " ..هذا ما قاله رئيس بوليفيا السابق والرئيس الوحيد المنحدر من سكان اميركا اللاتينية الأصليين. الا ان ليس هذا ما دعا اعداءه الى الانقلاب عليه ،بل لأنه ومنذ وصوله الى سدّة الرئاسة شرّع قوانين جعلت من ثروات بوليفيا في باطن الارض ملكية عامة للدولة ،قاطعا الطريق امام الشركات الاجنبية لاستغلال ثروات البلاد لا سيّما مواد الليثيوم التي تدخل في صناعة البطاريات عموما ،وخاصة بطاريات الهواتف والحواسيب والالعاب المحمولة.
لأن ايفو موراليس لم يمض بمشروع الخصخصة ونهب البلاد عبر شركات خاصة كان لا بدّ من الانقلاب عليه…
انها وباء مشاريع الخصخصة التي تنشرها بكتيريا الرأسمالية المتوحشة في الدول كافة بهدف اسقاطها وتحويلها الى تابعة لحركة الرأسمال العالمية…
ليس في بوليفيا شيعة وسنة وموارنة وارثوذكس ودروز وكاثوليك، وليس في بوليفيا حزب لله ،انما المطلوب اقصاء كل من يقف امام الخصخصة…
في لبنان، ومع بروز اسم الرئيس رفيق الحريري، واكبت مسيرته افكار ظاهرها النهضة الاقتصادية والعمران ،و عمقها الخصخصة والاستدانة بآلية عقل اميركي مقامر ومغامر ومراهن على مشروع سلام في المنطقة يتم على اثره شطب الديون مع توطين الفلسطينيين…
حاليا وبعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري باربعة عشر عاماً ،يتقدم لبنان نحو لحظة التنقيب عن النفط والغاز من دون تأسيس شركة وطنية للنفط والغاز تشرف وتدير لتعود الارباح للدولة ،وذلك افساحا في المجال لشركات خاصة دولية ان تعبث بثروات باطن البحر والارض …
وحدها الخصخصة المستمرة، صديقة الدول وصديقة السلطات وصديقة رجال اعمال محليين وعدوة الشعوب…
لا يصدقنّ احد ان الخلافات القائمة بين اطراف السلطة تدور حول سيف ذوالفقار و هلال اهل السنة والجماعة، او حول صليب مربع و مستطيل او نجمة خماسية الالوان ،بل هي ازمة نظام وسلطة حول اعادة توزيع الارباح بين برجوازيات وطوائف مسماة دلعا احزابا وتنظيمات وتيارات…
الخلاف يدور حول اعادة توزيع المال بين اصحاب السلطة بعد بروز لاعبين سياسيين جدد يريدون حصصهم …
انها وباء مشاريع الخصخصة والسمسرة، أزمة النظام الراسمالي الحر الذي لا ينتج الا المآسيّ.
ازمة الازمة الراسمالية انها تعي ان لا بديل عنها.
طالما لا بديل عن هذه الراسمالية حاليا الا يمكن انسنتها وتطعيمها بالأخلاق ؟