
الحوارنيوز – حرب غزة
ما يزال الغموض يلف نتائج المحادثات التي أجراها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الإثنين الماضي في فلوريدا ،في غياب أي إعلان رسمي عن هذه النتائج ،في وقت تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن اتفاق بين الطرفين على الولوج إلى المرحلة الثانية في قطاع غزة وإمهال حركة “حماس” شهرين لتسليم سلاحها والبدء بمسيرة الإعمار في المناطق التي تسيطر عليها قوات الاحتلال في القطاع.
ونقلت القناة 12 عن مصادر إسرائيلية قولها إن نتنياهو وترامب، توصلا إلى تفاهمات تقضي بالانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة ترامب المتعلقة بإنهاء الحرب على قطاع غزة، بما يشمل بدء خطوات إعادة إعمار في مناطق خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي، وتحديدًا في محيط رفح، وذلك قبل التوصل إلى اتفاق حول “نزع سلاح” حركة حماس.
وبحسب ما أوردت القناة 12 مساء الثلاثاء، أن هذه التفاهمات جرى التوصل إليها خلال اللقاء الذي عُقد بين نتنياهو وترامب، مساء الإثنين، في منتجع مارالاغو في فلوريدا، ولفتت إلى أن إعادة الأعمار ستبدأ في المناطق التي يقول الجيش الإسرائيلي إنه “أحبط ودمر معظم البنى التحتية العسكرية فيها”.
بدورها، نقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” عن مصادر وصفتها بـ”المطلعة”، مساء الثلاثاء،أن إسرائيل والولايات المتحدة اتفقتا على منح حركة حركة حماس مهلة زمنية تمتد لشهرين من أجل نزع سلاحها، بحسب التفاهمات التي توصل إليها نتنياهو مع الرئيس الأميركي.
وذكرت الصحيفة أن طواقم مهنية من الجانبين تعمل حاليًا على بلورة معايير واضحة ومتفق عليها، تهدف إلى تحديد المعنى العملي لما يُسمّى “نزع سلاح حماس”، بما يشمل نطاق الخطوات المطلوبة وآليات التحقق من تنفيذها.
وبحسب المصادر ذاتها، في حال لم تُقدم حماس على نزع سلاحها خلال المهلة المحددة، كما هو متوقع إسرائيليًا، فإن “الكرة ستعود إلى الملعب الإسرائيلي”، وسيُعاد النظر بالخيارات المطروحة.
في المقابل، ذكرت القناة 12 أن التفاهمات بين ترامب ونتنياهو لم تشمل أي اتفاقات تتعلق بآلية أو مدة نزع سلاح حركة حماس، أو بطبيعة القوة الدولية أو حكومة التكنوقراط التي يُفترض أن تدير القطاع لاحقًا. ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله: “في هذه المرحلة، ومع غياب أي وضوح بشأن مستقبل غزة، لم يكن لأي من الطرفين مصلحة في إبراز الخلافات”.
وأضافت أن الإدارة الأميركية، وخصوصًا مستشاري ترامب، يمارسون ضغوطًا مباشرة على نتنياهو لفتح معبر رفح “في الاتجاهين”، إلى جانب بحث “خطوات أو مبادرات إضافية” تمكّن ترامب من إظهار ما وُصف بـ”تقدم ملموس” في ملف غزة.
ولفتت إلى أن نتنياهو واجه صعوبة في الدفع بفتح معبر رفح قبل سفره إلى الولايات المتحدة. ووفقا للتقديرات، فإن نتنياهو سيُضطر إلى تجاوز التعقيدات الائتلافية الداخلية والمضي نحو فتح المعبر، في ظل المطالب الأميركية.
ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي مطّلع على فحوى اللقاء قوله إنّه “كان واضحًا خلال الاجتماع أن ترامب لا يقبل بالاشتراط الإسرائيلي القاضي بالانتقال إلى المرحلة الثانية فقط في حال عودة جثة ران غفيلي (الأسير الإسرائيلي الأخير في غزة)”، مشيرًا إلى أن هذا الانطباع تشاركه أيضًا عائلة الأسير نفسها.
وبحسب القناة، قال مصدر أميركي في هذا السياق أن “الرئيس ترامب لا يضلل العائلة، لقد قال لهم إنه سيعيد ران، لكنه لم يقل ما كانوا ربما يتوقعون سماعه. وعلى خلاف الرئيس السابق، هذا الرئيس لا يلتزم بما لا يستطيع الوفاء به”.
وأضاف مسؤول إسرائيلي مطّلع على مضمون المحادثات أن هناك، في هذه المرحلة، “تفاهمات هادئة بين نتنياهو وترامب”، تشمل “التقدّم في المناطق التي أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قام بتطهيرها داخل ما يُعرف بالخط الأصفر في قطاع غزة، على أن يبدأ هناك مسار إعادة إعمار وفق النموذج الأميركي، وتحديدًا في رفح”.
بدورها، أفادت القناة 13 الإسرائيلية، في تقرير أوردته في نشرتها المسائية، بأن نتنياهو عرض أمام المسؤولين الأميركيين خلال زيارته معطيات تفيد بأن نحو 60 ألف بندقية من طراز كلاشينكوف لا تزال بحوزة حركة حماس في قطاع غزة.
وبحسب التقرير، فإن هذه المعطيات قُدّمت في سياق التأكيد الإسرائيلي على أن قطاع غزة ما يزال بعيدًا عن أي حالة نزع سلاح فعلي، في محاولة لنفي ما يُطرح في بعض الأوساط السياسية بشأن التقدم في مسار “تفكيك القدرات العسكرية الهجومية” للفصائل الفلسطينية.
وفي السياق السياسي الداخلي، رجّحت تقديرات في المنظومة السياسية الإسرائيلية تقديم موعد الانتخابات العامة إلى شهر حزيران/ يونيو المقبل، في ظل دعوة ترامب لزيارة إسرائيل في أيار/ مايو لتسلّم “جائزة إسرائيل”. وبحسب التقديرات، فإن هذه الزيارة “ستندمج بشكل طبيعي” في الحملة الانتخابية التي سيقودها نتنياهو.



