سياسةمحليات لبنانية

العدو يسعى لسلب لبنان قراره الأمني .. فهل يستقيل كرم؟(حسن علوش)

 

حسن علوش – الحوارنيوز

لعل غالبية اللبنانيين، من كلا المحورين، المناصر للمقاومة والمناصر  للمخانعة، يدركون أهداف العدو التاريخية في المنطقة بعامة وفي لبنان بخاصة.

تدل على ذلك أدبياتهم وأساطيرهم المؤسسِة لدولة إسرائيل والمراسلات بين الوكالة اليهودية وأقليات المنطقة العربية، واستجابة البعض من هذه الاقليات وفي مقدمتها البطريركية المارونية.

خارج الإطار النظري العام، ماذا يريد العدو من لبنان اليوم، بعد انهيار محور المقاومة، واعتماد أن المقاومة في لبنان دخلت مرحلة انهيار تنازلي عسكريا وشعبيا؟

بحسب خبراء على صلة بعمل لجنة الميكانيزم فإن العدو، وبعد أن قدم لها فساد الطبقة الحاكمة في لبنان عنق لبنان المالي، يسعى لتكريس منطقة واسعة من حدوده الجنوبية كمنطقة “تعاون” اقتصادي بعد أن ضمن سحب قانونية ملكية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ( جبل الشيخ) وسط صمت رسمي لبناني ومن أصحاب الحقوق وابرزهم دار الإفتاء اللبناني.   

واليوم يحاول العدو سلب القرار الأمني اللبناني في كل لبنان وتحويل الجيش إلى شرطي لديه.

هل صحيح أن المقاومة دخلت مسارا انحداريا كما يعتقد العدو وحلفاؤه في الداخل والخارج؟

يقر الجميع أن المقاومة تلقت ضربة موجعة، لكنها لا زالت حاضرة في المشهد وقادرة على المواجهة، أو منع العدو من تحقيق كامل اهدافه بالحد الأدنى.   

لكن ما يعوزها موقف لبناني رسمي يدرك كيف يستفيد من حضورها لتحقيق مكاسب في مفاوضاته، لا تقديم التنازلات غب الطلب من دون تحقيق اي شيء مقابل ذلك!.

بحسب الخبراء، لقد سلمت المقاومة مواقعها  جنوب الليطاني بالكامل إلى الجيش اللبناني، أما سلاحها شمال الليطاني فسيكون خاضعا لحوار وطني يفضي إلى وضع السلاح في صالح ومصلحة لبنان لا العدو، كما عبر بطريقة واضحة الرئيس نبيه بري سابقا والشيخ نعيم قاسم بالأمس.

الخطاب الرسمي لرئاسة الحكومة، لم يرق إلى مستوى المخاطر، فالرئيس نواف سلام ترك أزمات لبنان المتعددة ومحنه الاقتصادية، ولا يرى في نومه ويقظته الا سلاح  المقاومة، رغم ادراكه أن السلاح كان موجودا من عشرات السنين ولم يكن سببا فعليا لازمات لبنان. 

والاخطر انه كرئيس للسلطة التنفيذية لم يحرك ساكنا حيال الخطاب الطائفي والمذهبي الداعي لتصفية مكون وطني، وتحريض، اذا لم نقل التعاون مع العدو للقضاء عليه!!

هذا الخطاب يرقى إلى مصاف الخيانة العظمى، والتغاضي عنه أيضا. 

هل يستقيل سيمون كرم من منصبه كرئيس للوفد اللبناني في لجنة الميكانيزم؟

تؤكد مصادر متابعة وعلى مقربة من كرم بأن الأخير  أبلغ المعنيين بأن رفض إسرائيل تنفيذ اتفاق وقف النار وربطه باتفاق سياسي سيكون سببا كافيا للاعتذار عن مهامه، كما أن تعيين شخصيات من طوائف أخرى في الوفد اللبناني، “يعني انتقاصا من أهليتي ووطنيتي وهو ما ارفضه”!

المصادر تشير إلى جدية كرم وتجربته خلال ولايته كسفير لبنان في واشنطن، حيث استقال انتصارا لمقامه كسفير بعد أن رفض الرئيس الراحل رفيق الحريري ضمه إلى الوفد الرسمي لمقابلة الرئيس الاميركي حينها.

 

فوضى سياسية واقتصادية وخطاب يعزز الاحقاد وتهديدات إسرائيلية، كل ذلك يعزز القناعة لدى فريق المقاومة بضرورة حماية نفسه على غير جبهة!

 

الى  اين؟

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى