قالت الصحف: لودريان في بيروت مستطلعا وعون في عُمان والعدو على عدوانه..

الحوارنيوز – خاص
فيما واصل العدو اعتداءاته ورفضه تنفيذ اتفاق وقف النار، تستمر الإدارة الأميركية بالضغط السلبي على لبنان من اجل تقديم المزيد من التنازلات، في وقت تحاول فرنسا تثبيت حضورها في لبنان من خلال زيارات ومبادرات وزيارات متقطعة.. أما لبنانيا فيعود رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الى بيروت بعد زيارة خاطفة الى سلطنة عمان!!
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: عُمان محطة عون لتحصين المناخ التفاوضي تجدد الغارات… وتلويح “بما بعد الأعياد“
وكتبت تقول: على رغم أن معاودة إسرائيل شن غاراتها الجوية على مناطق مختلفة من جنوب الليطاني وشماله جدّدت المخاوف من احتمالات مخبأة ومفاجئة لا يمكن إسقاطها من الحسابات السياسية والعسكرية في أي لحظة، بقيت صورة التحركات الديبلوماسية المكوكية، إن في بيروت أو عبر المشاورات الجارية بين الدول المعنية برعاية الوضع اللبناني غالبة على المشهد، بما يعزّز المعطيات التي تربط تطور الوضع بين لبنان وإسرائيل بالاختبار التفاوضي من جهة، والنتائج المحققة لخطة حصر السلاح في يد الدولة اللبنانية من جهة أخرى. وإذا كان انحسار “العاصفة” الميدانية الواسعة التي كان يخشى هبوبها في أي توقيت قبل التطور الذي أفضى إلى تعيين لبنان السفير السابق سيمون كرم رئيساً للفريق اللبناني في لجنة الميكانيزم، يكتسب طابع انحسار ظرفي موقت، فإن مجمل الانطباعات التي تركها الموفدون الدوليون المتعاقبون على لبنان ومن ضمنهم حالياً الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، لم تُزل المخاوف من تجدّد احتمال التصعيد الواسع ما لم يبرز جديد ملموس في قابل الأيام وتحديداً في الجولة المقبلة للجنة الميكانيزم، باعتبار أن كلاً من لبنان وإسرائيل يتحفّز لرفع وتيرة التفاوض حول أولوياته بما سيشكل اختباراً عملياً مهماً لنتائج توسيع إطار الميكانيزم عبر الطابع السياسي المدني الذي طُعمت به. وعلى صعوبة الجزم بأي احتمالات حاسمة في فترة نهاية السنة وما بعدها، تبدو الأوساط اللبنانية المعنية شديدة التطلع إلى دلالات التحركات الديبلوماسية للموفدين بما يعكس رغبة دولية باحتواء ومحاصرة أي حرب متجددة ودفع لبنان إلى تسريع خطواته لحصرية السلاح، بما يزوّد المجتمع الدولي بالقدرة على إلزام إسرائيل بتجميد خططها التصعيدية والإفساح أبعد من مجرد هدنة عابرة لفرصة التفاوض.
ولأن سلطنة عُمان معروفة برمزيّتها التفاوضية الدولية، لم تكن الزيارة الرسمية التي بدأها أمس رئيس الجمهورية جوزف عون للسلطنة تلبية لدعوة رسمية من السلطان هيثم بن طارق الذي كان في مقدمة مستقبليه، بعيدة عن آفاق الحركة الناشطة على مستويات متعددة لتجنيب لبنان تصعيداً واسعاً جديداً.
وأما في الجانب الثنائي، فأكد الرئيس عون أن زيارته لسلطنة عُمان “ستفسح في المجال أمام تعزيز التعاون الثنائي اقتصادياً وتجارياً وثقافياً وتعليمياً”، لافتاً إلى أن “اللبنانيين يتطلعون إلى آفاق جديدة من التعاون بين لبنان والسلطنة”، منوهاً بعمق العلاقات الثنائية. ومن جهته، شدّد سلطان عُمان هيثم بن طارق على “اهتمام السلطنة بالوضع في لبنان ومتابعتها لآخر التطورات فيه”، مركزاً على “عمق العلاقات بين البلدين وضرورة تعزيز التعاون والتنسيق الثنائي”، ومؤكداً “الدور الإيجابي الذي يقوم به اللبنانيون المقيمون في عُمان”. وقد عقد عون والسلطان هيثم بن طارق لقاء قمة في قصر العلم مساء أمس.
ونوّه عون لدى وصوله “بالدور الحكيم والمسؤول الذي تضطلع به سلطنة عُمان الشقيقة على الصعيدين الإقليمي والدولي”، معتبراً أن “سياسة عُمان القائمة على الحوار والوساطة والتوازن وحسن الجوار قد أكسبتها مكانة مرموقة ودوراً محورياً في تعزيز الاستقرار وحل النزاعات بالطرق السلمية. نحن في لبنان نقدّر عالياً هذا النهج الحكيم، ونثمّن مواقف السلطنة الداعمة للبنان في مختلف المحافل الدولية، ووقوفها إلى جانبنا في مواجهة التحديات التي نمر بها”.
في غضون ذلك، واصل المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان جولته على القيادات المحلية، فالتقى لودريان رئيس مجلس النواب نبيه بري وتناول اللقاء تطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.
وأفادت معلومات بأن الرئيس نبيه برّي شدّد خلال لقائه لودريان على ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيليّة، وأن زيارة لودريان تأتي في إطار الموقف الفرنسي الداعم لقرار تعيين السفير سيمون كرم في رئاسة الوفد المفاوض، كما أن ملف الانتخابات النيابية كان حاضراً وأن لودريان يشدد على إجراء الاستحقاق في موعده وعدم إعطاء أي إشارة سلبية خلال العهد الجديد.
والتقى لودريان أيضاً قائدُ الجيش العماد رودولف هيكل، وجرى عرض سبل دعم الجيش في ظلّ التحديات الراهنة، وذلك قبيل اجتماع سيعقد في باريس في 18 كانون الأول الحالي، بمشاركة لودريان ومستشارة الرئيس الفرنسي آن كلير لوجاندر والموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس والموفد السعودي يزيد بن فرحان، بالإضافة إلى قائد الجيش اللبناني، سيُخصص للتحضير لمؤتمر دعم الجيش المرتقب مطلع السنة المقبلة.
وزار لودريان النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط في كليمنصو. كما زار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب مساء ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل. وليلاً التقى لودريان رئيس الحكومة نواف سلام على مأدبة عشاء في قصر الصنوبر في بيروت بمشاركة عدد من الوزراء.
وفي اطار المواقف البارزة من الوضع في لبنان، قال سفير قطر الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني في حفل استقبال أقامه لمناسبة ذكرى اليوم الوطني لتولي مؤسس دولة قطر الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني الحكم، “لم تتوان دولة قطر يوماً عن الوقوف إلى جانب لبنان ومساندته لتخطي الأزمات والظروف. وها هي اليوم تجدّد التزامها الثابت بدعم الأشقاء اللبنانيين في مختلف المجالات، من الاستثمار والتنمية إلى الثقافة والتعليم والصحة وغيرها، كما تواصل دعمها للجيش اللبناني بالتنسيق مع الجانب الأميركي انطلاقاً من حرصها الصادق على استقرار لبنان وسيادته ووحدة أراضيه”.
أما ميدانياً، فعاودت إسرائيل عملياتها جنوباً ونفّذ الجيش الٳسرائيلي عملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة من تلة حمامص باتجاه سهل مرجعيون. وكان الطيران الحربي الإسرائيلي، شن منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء، سلسلة من الغارات على مواقع في الجنوب، فاستهدف بما لا يقل عن ثماني غارات مرتفعات إقليم التفاح، ومنطقة جبل صافي ووادي رومين وأطراف بلدة جباع ووادي عزة بين قضائي النبطية وصيدا. وتسللت قوة إسرائيلية فجر أمس إلى وسط بلدة عديسة، وفجّرت منزلاً على الطريق العام. كما تسللت قوة إسرائيلية ليلًا إلى أطراف مدينة الخيام – تحديدًا في منطقة وادي العصافير قرب المسلخ – وفجّرت أحد المنازل.
إلى ذلك، لفتت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية إلى أن تقديرات في تل أبيب تشير إلى إمكان تحرّك الجيش الإسرائيلي بعد تحسن الأحوال الجوية وانقضاء أعياد الميلاد ورأس السنة، وذلك بهدف استكمال عملية نزع سلاح “حزب الله”. وحذّرت قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي من أن الظروف الجوية القاسية المتوقعة خلال الأيام المقبلة، بما في ذلك الضباب وانخفاض مستوى الرؤية، قد تمنح حزب الله فرصة لنقل أسلحة وذخائر أو تحريك وحدة “قوة الرضوان” لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل، وفق صحيفة “معاريف”. وأكد الجيش الإسرائيلي أنه رفع مستوى الجاهزية والاستعداد على الحدود الشمالية لمواجهة أي تحرك محتمل.
- صحيفة الديار عنونت: لودريان يجول عارضا «طرحه الجديد»
كرم أعدّ «جدول عمله» لعرضه على اجتماع «الميكانيزم»
واشنطن على موقفها من الجيش ووفد أميركي في بيروت قريبا
وكتبت تقول: في لحظة سياسية وأمنية دقيقة تشهد اعادة خلط أوراق، حط الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في بيروت، املا في اعادة ضبط الإيقاع الداخلي قبل بلوغ استحقاق 19 كانون الأول، موعد اجتماع لجنة «الميكانيزم»، بصيغتها الجديدة، على وقع التصعيد الإسرائيلي، وسط اختبار اسرائيلي لحدود تدخل الوسطاء الدوليين.
لودريان، العائد إلى بيروت بالتنسيق مع المعنيين بالملف اللبناني، مصرّ على تفادي أي انزلاق نحو مرحلة أكثر خطورة، فالتصعيد الإسرائيلي ليل الاثنين، وإن اتخذ طابعا موضعيا، الا انه حمل رسائل مباشرة إلى بيروت مفادها أن تل أبيب ستواصل الضغط بالنار ريثما تتبلور «الترتيبات الحدودية الجديدة»، وأن أي تباطؤ في هذا المسار سيواجَه بسياسة الأمر الواقع.
ومع اقتراب موعد اجتماع «الميكانيزم»، تتقاطع دوائر القرار الدولية عند قناعة بأن لبنان بات يقف عند منعطف دقيق: فإما ينجح في وضع أسس ثابتة للتهدئة تجنب البلاد الانزلاق إلى مواجهة أوسع، وإما انفتاح مرحلة تفاوضية صعبة تستخدم فيها الضغوط العسكرية كورقة تحسين شروط. وبين هذا وذاك، تبدو زيارة لودريان محاولة لالتقاط الأنفاس قبل حلول لحظة الحقيقة.
في ظل هذا المشهد، يعود إلى واجهة النقاش الداخلي، الوضع الأمني والسياسي، مع ارتفاع وتيرة الغارات الإسرائيلية وتزايد التهديدات بالتصعيد، على وقع توترات امنية في اكثر من منطقة لبنانية، من صيدا امتدادا الى بيروت، على خلفية الاحتفالات بذكرى سقوط نظام الرئيس بشار الاسد، والتي نجحت الاتصالات والاجراءات الميدانية في تطويقها ومنع امتدادها، وبين الضغوط الدولية والإقليمية والمساعي اللبنانية لتثبيت آليات التهدئة، حيث يبقى السؤال إلى أي حد قد يذهب التصعيد الإسرائيلي؟
عون في عمان
في هذا الاطار شكلت زيارة الرئيس اللبناني جوزيف عون إلى سلطنة عمان محطة ديبلوماسية لافتة في توقيتها ورسائلها، اذ جاءت لتعيد فتح نافذة عربية جديدة أمام لبنان، وتؤكّد أنّ بيروت ما زالت قادرة على بناء جسور الثقة مع العواصم الخليجية، إذا ما توافرت الإرادة السياسية والرؤية الواضحة، على ما تشير مصادر مقربة من بعبدا.
فمن مسقط، حرص الرئيس عون على التأكيد أنّ لبنان «منفتح على كل دعم عربي صادق»، مشدداً على أنّ إعادة النهوض تمرّ عبر تعزيز «الشراكات» الاقتصادية وتثبيت الاستقرار الأمني، حيث لاقت تصريحاته اهتماماً عُمانياً واضحاً، خصوصاً لناحية تأكيده أنّ الجيش اللبناني سيبقى الضمانة الأولى لوحدة البلاد ومنع الانزلاق إلى الفوضى، وأنّ المؤسسة العسكرية تحتاج إلى دعم مستدام كي تتمكن من القيام بواجباتها.
هذا ويحمل عون معه، وفقا للمعلومات، ملفات اقتصادية وتنموية تتعلق بالطاقة والاستثمار والتعاون في مجالات البنى التحتية، إضافة إلى أفكار حول انخراط الشركات العُمانية في مشاريع حيوية داخل لبنان. أما في الجانب السياسي، فسيشدّد على أنّ أي تسوية داخلية يجب أن تكون لبنانية الهوية، مدعومة عربياً ودولياً، من دون إملاءات أو مقايضات، مؤكدا ان لبنان يبحث عن مظلة عربية تحمي استقراره، وأنّ مسقط تُعدّ إحدى العواصم القادرة على القيام بدور توازني في المرحلة المقبلة.
زيارة لودريان
اما في بيروت، فقد عادت الحركة الفرنسية لمواكبة المستجدات الجديدة، اذ استكمل الموفد الفرنسي الرئاسي جان ايف لودريان جولاته امس بين عدد من المقرات، من عين التينة، الى كليمنصو، اليرزة، ومعراب، مستمرا بالتمسك بصمته، ممتنعا عن الادلاء باي تصريح، تاركا للسفير هرفيه ماغرو التاكيد ان اللقاء مع رئيس مجلس النواب «كان جيدا جدا»، وسط التساؤلات التي اثارها غيابه عن السراي، واكتفائه بلقاء رئيس الحكومة نواف سلام على مادبة عشاء في قصر الصنوبر في حضور عدد من الوزراء والشخصيات.
مصادر مواكبة اشارت، الى ان زيارة لودريان تأتي في اطار الموقف الداعم لقرار تعيين السفير سيمون كرم في رئاسة الوفد المفاوض الى الميكانيزم، بعد التشاور مع القاهرة، التي تدرس امكان ارسال موفد لها الى بيروت لاعادة تفعيل مبادرتها، بعد الخطوة اللبنانية، وكلام توم براك، حول السلاح، الذي يتقاطع مع المسعى المصري، وسط توقعات بان يزور الامير يزيد بن فرحان بيروت، عشية لقاء باريس المنتظر في 18 كانون الاول، مؤكدة ان لودريان يحمل «طرحاً جديداً لخفض التصعيد يدمج بين جملة طروحات»، أولها، إقناع لبنان بوضع جدول زمني لحصر السلاح على نحوٍ كامل مقابل خفض التصعيد الإسرائيلي.
وكشفت المصادر ان ملف الانتخابات النيابية كان حاضرا في لقاءاته، حيث اكد على ضرورة اجرائها، وايجاد الحلول اللازمة للخروج من عنق زجاجة التعطيل النيابي، الذي بدأ يترك اثره السلبي في النظرة الدولية، في ما خص الاصلاحات الاقتصادية المطلوبة، في ظل التعثر والعرقلة الواضحة، ما سيؤخر مؤتمرات الدعم والمساعدات التي قد تحصل عليها بيروت.
وكانت اشارت معلومات الى أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط طلب من الموفد الفرنسي جان إيف لودريان دعم الخطوات اللبنانية الإيجابية، سواء مبادرة رئيس الجمهورية بتكليف السفير سيمون كرم لقيادة الوفد في لجنة «الميكانيزم»، أو الإجراءات التي ينفذها الجيش اللبناني على الأرض، كما شدّد جنبلاط خلال لقائه لودريان على البنود التي ناقشها مع الرئيس نبيه بري، وفي طليعتها تثبيت وقف إطلاق النار، وعودة أهالي الجنوب إلى منازلهم، إضافة إلى متابعة ملف تحرير الأسرى ضمن المسار التفاوضي القائم.
مؤتمر الدعم
لودريان الذي زار ايضاً قائد الجيش العماد رودولف هيكل، عارضا معه التطورات وسبل دعم الجيش في ظل التحديات الراهنة، ناقش في اليرزة جدول الاجتماع الذي سيعقد في باريس في 18 كانون الأول الجاري، بمشاركته، ومستشارة الرئيس الفرنسي آن كلير لوجاندر والموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس والموفد السعودي يزيد بن فرحان، بالإضافة إلى العماد هيكل، والذي سيخصص للتحضير لمؤتمر دعم الجيش المرتقب مطلع السنة المقبلة، والذي ما زالت واشنطن على موقفها منه، بحسب اوساط اميركية متابعة، والتي كشفت أن مسؤولين لبنانيين يجرون سلسلة اتصالات تهدف إلى تجنب الضغوط التي يمارسها بعض أعضاء الكونغرس الأميركي لوقف المساعدات المقدمة إلى الجيش اللبناني، حيث من المتوقع أن تصل إلى بيروت خلال الأيام المقبلة بعثة من مجموعة العمل الأميركية لدعم لبنان، على رأس جدول أعمال مباحثاتها موضوع الجيش.
اجتماع الميكانيزم
وليس بعيدا علم ان رئيس الوفد اللبناني، السفير سيمون كرم سيحمل معه الى طاولة الناقورة في 19 الجاري»جدول اعماله»، وفقا لما تم الاتفاق عليه مع الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس، بعد «كسر الجليد» خلال اللقاء الاول بين الوفدين اللبناني والاسرائيلي، على ما اكد السفير الاميركي ميشال عيسى. ووفقا للمعلومات، فان «الاجندة اللبنانية» تتضمن اربع نقاط تم الاتفاق عليها بين الرؤساء الثلاثة، لتكون محور التفاوض: وقف الاعمال العدائية الاسرائيلية، الانسحاب من النقاط المحتلة، اطلاق الاسرى، وحل الخلافات حول النقاط الحدودية العالقة وانجاز ترسيم الخط الازرق.
ورأت مصادر مطلعة، ان الارباك ما زال يسيطر على المشهد السياسي الداخلي، خصوصا ان لبنان لم يتسلم أي ضمانات مقابل الخطوة التي قام بها، والتي لم تقابل باي مبادرة من الجهة المقابلة، مع استمرار التهديدات والاعتداءات، مشيرة الى ان الرهان على نجاح النقاش الديبلوماسي ووصوله إلى نتائج عملية على صعيد ردع إسرائيل، دونه عقبات كبيرة ومعقدة مرتبطة بالمعادلة الميدانية في الجنوب، والتي يبدو واضحاً فيها التشدد من قبل الاطراف المعنية، رغم امتلاك لبنان لاوراق قوة في هذه المعركة.
اوساط وزارية قالت، ان واشنطن «ألمحت» الى انه في حال لمست تعاملا جديا في عملية حصر السلاح في منطقة شمال الليطاني، فان الادارة الاميركية ستمارس ضغوطا على رئيس الوزراء الاسرائيلي لاجباره على الانسحاب من نقطتين او ثلاث، من النقاط المحتلة داخل الاراضي اللبنانية، واشارت المصادر الى ان الجيش اللبناني الذي يواصل عمله في جنوب نهر الليطاني لانجاز مهمته، على أن يقدم تقريره الرابع للحكومة يوم 5 كانون الثاني المقبل، سيعمل على وضع خطة لحصر السلاح في شمال الليطاني، فوره تلقيه قرار الحكومة بشأن ذلك.
دعم قطري
ودائما على خط المواكبة الخارجية للاوضاع اللبنانية، قال سفير قطر الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني في حفل استقبال اقامه لمناسبة ذكرى اليوم الوطني لتولي مؤسس دولة قطر الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني الحكم «لقد جمعت دولة قطر والجمهورية اللبنانية علاقات أخوية راسخة، شكلت نموذجاً مميزا للتعاون الثنائي القائم على الاحترام المتبادل والدعم المتواصل، بحيث لم تتوان دولة قطر يوما عن الوقوف إلى جانب لبنان ومساندته لتخطي الازمات والظروف. وها هي اليوم تجدد التزامها الثابت بدعم الاشقاء اللبنانيين في مختلف المجالات، من الاستثمار والتنمية الى الثقافة والتعليم والصحة وغيرها، كما تواصل دعمها للجيش اللبناني بالتنسيق مع الجانب الأميركي انطلاقا من حرصها الصادق على استقرار لبنان وسيادته ووحدة أراضيه».
تصعيد اسرائيلي
وفي موازاة الجهود الدولية لمنع تدهور الامور عسكريا في لبنان، عاودت اسرائيل اعتداءاتها، حيث شن طيرانها الحربي، منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء، سلسلة من الغارات استهدفت منطقة جبل صافي ووادي رومين وأطراف بلدة جباع ووادي عزة بين قضاءي النبطية وصيدا، بالتزامن مع تسلل قوة اسرائيلية الى وسط بلدة عديسة، وفجرت منزلا على الطريق العام، كذلك، إلى أطراف مدينة الخيام، تحديدًا في منطقة وادي العصافير قرب المسلخ، وفجّرت أحد المنازل.
«معاريف»
وليس بعيدا، أفادت صحيفة «معاريف» بأن تقديرات تل أبيب تشير «إلى إمكان تحرّك الجيش بعد تحسن الأحوال الجوية وانقضاء أعياد الميلاد ورأس السنة، وذلك بهدف استكمال عملية نزع سلاح «حزب الله»، حيث حذرت قيادة المنطقة الشمالية من أن الظروف الجوية القاسية المتوقعة خلال الأيام المقبلة، بما في ذلك الضباب وانخفاض مستوى الرؤية، قد تمنح حزب الله فرصة لنقل أسلحة وذخائر أو تحريك وحدة «قوة الرضوان» لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل»، مؤكدة ان «الجيش الاسرائيلي رفع مستوى الجاهزية والاستعداد على الحدود الشمالية لمواجهة أي تحرك محتمل»، فيما نشر مركز «معهد القدس للاستراتيجيا والأمن» تقريرًا أفاد فيه أنّ لبنان يقف فعليًّا أمام خيارين فقط: الحرب أو الحرب، مع اختلافٍ في توقيت اندلاعها.
موقع «واللا»
من جهته، زعم موقع «واللا» الاسرائيلي، نقلاً عن مسؤولين في جهاز «أمان»، أن «الحكومة الجديدة في لبنان، أضاعت الفرصة التي نشأت بعد الحرب الأخيرة، والإنجازات التي حققها الجيش الإسرائيلي لنزع سلاح حزب الله»، مدعيا، أن «الجيش اللبناني، غير قادر فعليًا على فرض سلطته على حزب الله، والدليل أن عناصر التنظيم واصلوا العمل في الميدان رغم الضربات الجوية الإسرائيلية واستهداف أكثر من 350 عنصرا».
ورأى، أن «حزب الله، مصمم على إعادة بناء قوته العسكرية، ويعمل في مسارين رئيسيين: تهريب صواريخ من أنواع مختلفة، وصواريخ مضادة للدروع، وأجزاء من طائرات مسيّرة تضررت في المواجهة الأخيرة، وبناء مواقع وقواعد ومقرات، ونقل نشاطات إلى تحت الأرض، كاشفا ان «حزب الله لا يزال قادرًا على تنفيذ محاولات تسلل، من خلال قوة الرضوان».
الانتخابات النيابية
على صعيد آخر، ومع احالة رئيس المجلس مشروع الحكومة حول تعديل قانون الانتخاب إلى اللجان، يزداد النقاش حول ضيق المهل الدستورية، وحجم التعقيدات القانونية التي قد تنعكس مباشرة على موعد الانتخابات النيابية المقبلة، ما يفرض سباقاً مع الزمن لتفادي أي خرق في المهل، تحديدا لجهة «إصدار مرسوم دعوة الهيئات الناخبة ونشره في الجريدة الرسمية في شهر شباط كحد أقصى، استنادا إلى قانون انتخاب واضح ونافذ، لا يجوز تعديله قبل فترة قصيرة من الانتخابات»، على ما تقول اوساط دستورية، مشيرة الى انه في حال لم يدرج مجلس النواب المشروع على جدول الأعمال ولم تُقَر التعديلات، فان السؤال المطروح هو حول كيفية تطبيق القانون الحالي، خاصة في ما يتعلق بانتخاب المنتشرين، ما قد يضع العملية الانتخابية برمتها في مأزق قانوني كبير، محذرة من «أن تأجيل الانتخابات نفسه يحتاج إلى قانون يمدد ولاية البرلمان، وهو قانون معرض حكماً للطعن أمام المجلس الدستوري، ما قد يفتح الباب أمام أزمة قانونية ودستورية غير مسبوقة».
قانون الفجوة المالية
على صعيد آخر استمرت موجة الجدل حول مسودة مشروع قانون الفجوة المالية المسربة التي تعمل الحكومة على إعداده، والذي سيعرض امام الوزراء الاسبوع المقبل، على ان ترسل نسخة منه إلى صندوق النقد الدولي لأخذ رأيه قبل إقراره، تحديدا حول التوجّه لإعادة احتساب الفوائد بأثر رجعي وتمييز الودائع وفق معايير غير واضحة، وهو ما نفته مصادر وزارية، مؤكدة ان ما اعد هو افضل الممكن حاليا، مشيرة الى ان الاسابيع المقبلة حاسمة، لجهة السير في اكثر من ملف مالي، اولها، الموازنة، العالقة عند النقاش حول بندي، رواتب القطاع العام والمبالغ المحددة لاعادة الاعمار، كاشفة ان المشكلة الكبرى تبقى في ايجاد المخارج السياسية لمسالة «تعطيل التشريع»، على خلفية معركة قانون الانتخابات.
كنعان
وكانت عقدت لجنة المال والموازنة جلسة برئاسة النائب ابراهيم كنعان، قال بعدها:» اليوم طبقنا القول بالفعل. واتخذنا قراراً مبدئياً بنقل اعتمادات من احتياط الموازنة الى موازنة ديوان المحاسبة والتفتيش المركزي لزيادة امكاناته بعملية تعيين خبراء أو متابعة ملفات تتعلق بقطوعات الحسابات منذ العام 2010 كما تفعيل وتزخيم عمل التفتيش المركزي في القطاعات كافةً. ولا نطلب من الديوان مجرد التدقيق، بل نريد أحكاماً ومحاسبة على هدر المال العام الذي حصل. وتقرير لجنة المال أو وزارة المال بعدما ألزمنا كل المؤسسات والأجهزة التابعة للإدارة العامة بإعادة النظر بالحسابات، وتبيّن وجود 27 مليار دولار من الأموال غير المعروف كيفية صرفها، ولم يصدر أي حكم بشأنها حتى الآن لتحديد المسؤوليات عن الصرف والانفاق خارج الأصول وأي مادة قانونية».
وأضاف «طلبنا من التفتيش المركزي تزويدنا بخطة كاملة لأجهزة الرقابة، خصوصاً أنها تعاني من شغور بنسبة 80%. فكيف يمكن للدولة أن تقوم بظل هذا الفراغ؟ وهل هو مقصود؟ فاذا كانت السلطة التنفيذية لا تولي هذه الأجهزة الرقابية وهذا القضاء المستقل الامكانات ليتمتع بالاستقلالية والقيام بمهامه، فمن يكون المسؤول عن الفساد المستشري وضياع أموال المودعين التي هدرت بسبب هذه السياسة والتفلت من المحاسبة وتعطيل أجهزة الرقابة واخضاعها».
ضرائب صندوق النقد
وسط ذلك اوضحت مصادر مالية، ما كشف عنه وزير المالية ياسين جابر، خلال جلسة مجلس الوزراء الاخيرة في بعبدا، من أنّ «صندوق النقد الدولي» طلب من لبنان فرض مزيد من الضرائب، ان ما طالب به الصندوق ليست ضرائب على الاستهلاك، بل ضرائب مباشرة تستهدف توسيع قاعدة التحصيل الضريبي وإعادة هيكلة النظام الضريبي، وفقا لمعايير الصندوق، اذ إن النظام الضريبي الحالي في لبنان يعتمد بشكل شبه كامل على الضرائب غير المباشرة، أي تلك التي تُحمل مباشرة للمستهلك.
واشارت المصادر الى أن إصلاح البنية الضريبية في لبنان أمر حاسم لمستقبل المالية العامة، إذ يتطلّب إيجاد توازن بين الضرائب المباشرة وغير المباشرة، وكذلك بين الضرائب على أرباح الشركات والضرائب على الأجور، خصوصا ان العديد من الشركات لا تصرح عن أرباحها الحقيقية وهي امور اساسية في أي اتفاق قد ينجز مع الصندوق.
- صحيفة الأنباء عنونت: فرنسا تحاول استعادة دورها… تعويل على دورٍ عُماني في حلحلة أزمة السلاح
وكتبت تقول: عاد الدور الفرنسي مجدداً إلى الواجهة على الساحة اللبنانية، إذ تشكّل زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت حلقةً أساسية في الجهود الدولية لتثبيت وقف إطلاق نار طويل الأمد. ويأتي توقيت زيارة لودريان قبل ثلاثة أسابيع من انتهاء المهلة المحددة لحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، فيما تسعى باريس إلى منع الانفجار الميداني نظراً إلى مخاطره على لبنان والمنطقة من جهة، وإظهار الخطوات العملية التي اتخذها الجيش اللبناني والتقدم الذي أحرزه في تنفيذ الخطة التي قدّمها إلى مجلس الوزراء، إلى جانب ما يعيق أي تعطيل أو تأخير من جهة أخرى.
وخلال زيارته إلى لبنان، استقبل الرئيس وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط لودريان في كليمنصو، بحضور النائبين مروان حمادة ووائل أبو فاعور، حيث تم التشديد على ضرورة دعم الخطوات اللبنانية الإيجابية، سواء مبادرة رئيس الجمهورية بتكليف السفير سيمون كرم رئاسة الوفد اللبناني إلى لجنة “الميكانيزم”، أو الإجراءات التي يقوم بها الجيش اللبناني، وفق معلومات “الأنباء الإلكترونية”.
وأشارت المعلومات إلى أنه جرى التأكيد على الالتزام ببنود التفاوض التي كان الرئيس وليد جنبلاط قد تناولها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ويأتي في طليعتها تثبيت وقف إطلاق النار، وعودة الجنوبيين، وتحرير الأسرى، وإعادة الإعمار. كما أكد المجتمعون خلال اللقاء أهمية الدور الفرنسي في تعزيز المسار الإيجابي للعلاقات اللبنانية – السورية.
عون في مسقط
إلى ذلك، بدأ رئيس الجمهورية جوزاف عون زيارةً رسميةً إلى سلطنة عُمان تستمر يومين، وتكتسب أهمية كبرى في ما ستحمله من عناوين بحث، ولا سيما أن مسقط لعبت دور الوسيط في المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني.
وأشاد عون فور وصوله إلى المطار السلطاني في عُمان “بالدور الحكيم والمسؤول الذي تضطلع به سلطنة عُمان على الصعيدين الإقليمي والدولي”، متطلعاً إلى بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، ولا سيما الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والتعليمية.
حماية الجيش
توازياً، يسود في الأروقة الدولية مطلبٌ للجانب اللبناني بتسريع الخطوات، علماً أن الجيش يقوم بما التزم به، وبجهود تفوق ما يملكه من إمكانيات لوجستية وعديد، ولا سيما في منطقة جنوب الليطاني. وفي هذا الصدد، شددت مصادر سياسية عبر “الأنباء الإلكترونية” على أن السلطة السياسية ومختلف القوى السياسية ترفض تصويب السهام على الجيش، وتحثّ على تقديم الدعم له، إذ إنه أحرز تقدّماً ملحوظاً، وما هو مطلوب بالمقابل اتخاذ الخطوات كافة والضغط على العدو الإسرائيلي لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والقرارات الدولية واحترام السيادة اللبنانية.
كما أكدت المصادر أن توثيق ما يقوم به الجيش من مهام يشكّل خطوة مهمة في هذا الإطار، علماً أنه يقدّم تقريره الدوري إلى مجلس الوزراء، خصوصاً مع وجود تنسيق دائم بين الجيش وقوات “اليونيفيل”. ومن ناحية أخرى، فإن تعيين السفير سيمون كرم رئيساً للوفد اللبناني في لجنة “الميكانيزم” يجب أن يُقرأ من الخارج بإمعان، إذ يدحض أي شكوك تُشاع حول تململ من السلطات اللبنانية، والسفير كرم تحديداً يمكن أن يضطلع بهذا الدور في هذه المرحلة التفاوضية الدقيقة، وفق المصادر.
وفي السياق نفسه، أشارت مصادر لـ”الأنباء الإلكترونية” إلى بذل كل الجهود للتوصل إلى إطار يوفر ضمانات جدية لاستقرار مستدام ضمن الثوابت اللبنانية، محذّرة من أن ما يعيق ذلك هو عدم الثقة بالتزام العدو الإسرائيلي بأي اتفاق.
عضّ أصابع
حتى الآن، تلعب لجنة “الميكانيزم” دور صمّام الأمان لتفادي رفع مستوى التصعيد، ومن هنا تبرز أهمية دعم عملها.
وفي السياق، رأى الخبير العسكري والاستراتيجي العميد هشام جابر، في حديث لـ”الأنباء الإلكترونية”، أن هناك جهوداً أميركية أيضاً، وأن المفاوضات جارية، فيما تضغط الولايات المتحدة على إسرائيل ليكون التصعيد مدروساً وليس واسعاً جداً، على نحو يمكن أن يستدعي رداً عسكرياً من “حزب الله”، إذ قد تستمر إسرائيل في تنفيذ الاغتيالات أو قصف مواقع، والادعاء لاحقاً أنها تعود إلى “حزب الله” في مختلف الأراضي اللبنانية، مستبعداً أي هجوم بري أو عمليات عسكرية واسعة.
وأشار إلى أن عوامل عديدة أثّرت في عدم بدء العدوان الإسرائيلي الواسع مبكراً، منها زيارة البابا لاون الرابع عشر إلى لبنان، والتدخل الأميركي من الرئيس دونالد ترامب شخصياً، معتبراً أنها عملية “عضّ أصابع” وحرب نفسية وتهديد. ولفت إلى أن “الحرب النفسية حاصلة، فعلى الرغم من المفاوضات، فإن النمط الإسرائيلي مستمر”.
ومن ناحية أخرى، لفتت مصادر مراقبة لـ”الأنباء الإلكترونية” إلى أن أحد أبرز المخاوف يتمثل في تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، والذي قد تُترجم نتائجه في لبنان، ولا سيما في ظل امتلاك إيران ورقة سلاح “حزب الله”، مشيرة إلى أن “المفاوضات حول الملف النووي الإيراني متعثّرة، إذ تشهد المنطقة صراع نفوذ بين طهران من جهة، وواشنطن وإسرائيل من جهة أخرى، فيما يستمر التنسيق الأميركي – الإسرائيلي على المستويات كافة، وأبرز مثال على ذلك المناورات البحرية المشتركة بينهما مؤخراً، والتي جاءت بعد مناورات للقوات البحرية الإيرانية في الخليج”.



