قالت الصحف: الجيش اللبناني بين الضغوط السلبية والاقرار بخطته لحصر السلاح

الحوارنيوز – خاص
بالتوازي مع رصد الجهود الديبلوماسية، أبرزت افتتاحيات صحف اليوم عودة الحديث عن زيارة مرتقبة لقائد الجيش الى واشنطن وسط تجاذب سياسي داخلي وخارجي حيال المؤسسة العسكرية، حيث تتراوح هذه التجاذبات بين التدخل السلبي والدفع باتجاه مواجهة بينه وبين المقاومة أو الاقرار بخطته المتعلقة بحصر السلاح بما يتوافق مع المصلحة الوطنية والاستقرار..
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: مزيد من الجهود لتعزيز فرصة التفاوض… فتح الطريق الأميركية لزيارة قائد الجيش
وكتبت تقول: في “زمن التفاوض والديبلوماسية” كما وصفه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من قصر بعبدا مستبعداً الحرب، تعاظمت الرهانات اللبنانية الرسمية والسياسية على تزايد الحركة الديبلوماسية المتصلة بالوضع بين لبنان وإسرائيل، من دون ان تلغي استمرار الحذر الشديد حيال الإمكانات الواقعية والثابتة لتقدم “تفاوضي” جدي ضمن لجنة الميكانيزم يكون كافياً لمزيد من التمديد للفرصة التفاوضية. وتبعاً لما أبرزته “النهار” أمس حيال “التدخل الأميركي الحميد”، أقله ضمن ما يتردد عن مهلة حتى نهاية السنة، للإفساح أمام فرصة إنجاح الميكانيزم المطعمة بمفاوضين مدنيين في إحداث تقدم حيال القضايا الأمنية أولاً، بدا واضحاً أن تلويح السفير الأميركي في بيروت ميشال عيسى أمس بإزالة الأجواء السلبية التي أدت إلى إلغاء زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل قبل أسابيع قليلة، صبّ في إطارين متلازمين: الأول، بدء تسليط الأضواء على إناطة الدور الأساسي في ملف العلاقات اللبنانية الأميركية وملف التفاوض أيضاً بالسفير عيسى بعد “تعددية” الموفدين بين توم برّاك ومورغان أورتاغوس. والثاني، إبراز قدرة السفير اللبناني الأصل على معالجة العقبات وتدوير الزوايا بما يتلاءم والدور الممنوح له في ظل علاقته الوثيقة المعروفة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأكدت أوساط ديبلوماسية مطلعة أن الجولة الجديدة التي بدأها أمس الموفد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان في بيروت، لا تختلف في أهدافها عن التحركات الديبلوماسية الأميركية، خصوصاً أن باريس تشجعت بتعيين السفير السفير السابق سيمون كرم رئيساً مدنياً للفريق اللبناني العسكري في لجنة الميكانيزم بغية توسيع الإطار التفاوضي للجنة، ويرجح أن تقوم فرنسا بدورها بتعيين ديبلوماسي فرنسي بالإضافة إلى الجنرال الفرنسي الذي يمثلها في الميكانيزم. ويتمحور تحرك لودريان على نقطة مركزية هي السعي إلى استبعاد تدهور عسكري واسع ينجم عن عملية إسرائيلية جديدة ضد “حزب الله” في لبنان، بما يوجب على لبنان مضاعفة الجهد لإنجاز خطة حصر السلاح وتوسيعها بسرعة نحو شمال الليطاني. كما أن لودريان يولي عبر مهمته موضوع دعم الجيش أولوية أساسية، وأفادت معلومات لـ”النهار” أن لقاءً سيعقد في باريس في 18 الحالي ويجمع لودريان ومستشارة الرئيس الفرنسي آن كلير لوجاندر والموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس والموفد السعودي يزيد بن فرحان وقائد الجيش اللبناني للتحضير لمؤتمر دعم الجيش المرتقب في مطلع السنة المقبلة.
وقد استهل الموفد الفرنسي جان إيف لودريان نشاطه في لبنان بعد وصوله عصر أمس من قصر بعبدا، حيث التقى، يرافقه السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، رئيس الجمهورية جوزف عون قبيل سفر عون ووفد وزاري مرافق اليوم إلى سلطنة عمان. وأفادت معلومات بعبدا الرسمية أن لودريان أثنى على خطوة رئيس الجمهورية بتعيين السفير سيمون كرم رئيساً للوفد المفاوض في لجنة الميكانيزم، وجرى خلال اللقاء البحث في التطورات الميدانية في الجنوب والمستجدات الداخلية إضافة إلى التحضيرات لإمكان انعقاد مؤتمر دعم الجيش اللبناني المفترض عقده بداية السنة المقبلة.
وسيلتقي لودريان اليوم الثلاثاء رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام، كما ستكون له لقاءات سياسية، إذ يزور معراب مساء فيما سيجمع عشاء تقيمه السفارة الفرنسية عدداً من النواب والسياسيين مع الموفد الفرنسي.
في غضون ذلك، زار السفير الأميركي ميشال عيسى وزارة الخارجية والتقى الوزير يوسف رجي بعد اجتماع رباعي، غداة موقف نُقِل عن توم برّاك من أن السفير لدى لبنان ميشال عيسى سيتولى مهمة إقامة حوار مباشر بين لبنان وإسرائيل غير حوار الميكانيزم. وكشف السفير عيسى اثر زيارته لوزير الخارجية وجود “اتصالات لعودة زيارة قائد الجيش رودولف هيكل إلى واشنطن”. وفيما أعرب عن اعتقاده بأنّ “الزيارة ستتم”، قال إن “الأمور تصبح أوضح بالنسبة إلى زيارة قائد الجيش لواشنطن، ولكن لا شيء محدّدًا حتى الآن”. ورداً على سؤال أشار إلى أن “لا علم لديه في شأن ضم سوريا ولبنان”. وعن اجتماعات الميكانيزم، قال: “لم ننتظرالسلام من الاجتماع الأوّل، فعلى الأطراف أن تلتقي ومن ثم يقدمون على الطاولة ما يمتلكون”.
والتقى السفير عيسي أيضاً وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار في زيارة تعارف جرى خلالها عرض للتطورات والتحضيرات الجارية لإنجاز الاستحقاق الانتخابي المقبل.
ولفت ما أكده البطريرك الراعي بعد لقائه الرئيس عون في قصر بعبدا أمس من “أننا في زمن التفاوض وفجر السلام حط رحاله”. وأكد أن “الجيش اللبناني يقوم بعمله في جنوب الليطاني”، موضحاً أنه “لا يتخوّف من وقوع حرب”، ومشيراً إلى أن “الأميركي يمون على الإسرائيلي ونحن في زمن التفاوض والديبلوماسية”. وأكد في السياق أن “المباشرة بالمفاوضات علامة جيدة والسفير كرم شخصية ممتازة للمهمة”. وقال إن “رئيس الجمهورية فوق الجميع وحتى البطريرك، ولا توجد هوة بيننا، ونحن نفرح بفجر السلام بعد زيارة البابا”.
وعلى صعيد الدعم الدولي للجيش اللبناني، أفادت وكالة رويترز أنها اطّلعت على وثيقة تظهر أن الاتحاد الأوروبي يدرس خيارات لتعزيز قوى الأمن الداخلي اللبناني لتخفيف العبء عن الجيش اللبناني حتى يتسنى له تركيز الجهود على نزع سلاح “حزب الله”. وقالت الوثيقة، التي أصدرتها الذراع الديبلوماسية للاتحاد الأوروبي ووزعتها على الدول الأعضاء وعددها 27، إنها ستواصل المشاورات مع السلطات اللبنانية وإن بعثة استطلاع ستتم في أوائل عام 2026 بشأن المساعدة الجديدة المحتملة لقوى الأمن الداخلي في البلاد. وذكرت الوثيقة أن جهود الاتحاد الأوروبي يمكن أن “تركز على المشورة والتدريب وبناء القدرات”، مضيفة أن التكتل لن يتولى مهام قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل)، التي من المقرر أن ينتهي تفويضها في نهاية عام 2026 حين يتوقع أن تبدأ عملية تستمر عاما لخفض حجمها تدريجياً والانسحاب من لبنان. وبدلاً من ذلك، يمكن للاتحاد الأوروبي “المساهمة في النقل التدريجي لمهام الأمن الداخلي” من الجيش اللبناني إلى قوى الأمن الداخلي، ما يسمح للجيش بالتركيز على مهامه الدفاعية الأساسية، بحسب الوثيقة. ومن المتوقع أن يضع الأمين العام للأمم المتحدة خطة انتقالية في حزيران 2026، والتي ستعالج المخاطر الناجمة عن رحيل اليونيفيل.
على الصعيد السياسي الداخلي وغداة توجيه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع رسالة مفتوحة إلى رئيس المجلس نبيه بري، قال معاون الرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل من مجلس النواب إن “إجراء الانتخابات في موعدها مسألة ثابتة”. وردًّا على جعجع، قال خليل: “نذكّر جعجع، الذي يتحدث وكأنه مرشد للجمهورية، بأن موقع رئاسة مجلس النواب وصلاحية الدعوة إلى الجلسات دستورية وقانونية، ولا تقبل المصادرة أو الوصاية من أحد، ولن نسمح لأي جهة بمحاولة التأثير عليها”. وقال إن “ما يجري ليس تصويبًا تقنيًا بحتًا، بل محاولة لاستغلال لحظة سياسية”. أضاف: “من يريد تعطيل الانتخابات هو من يحاول ربطها بشروط جديدة. ونذكر الدكتور جعجع أن كتلة القوات من عطلت النقاش في إقتراح لتعديل قانون الانتخابات. نذكر جعجع بأن صلاحية رئيس المجلس لا تقبل المصادرة”.
- صحيفة الأخبار عنونت: الجيش تحت الترهيب الأميركي: مواجهة حزب الله أو الحرمان من المساعدات
وكتبت تقول: ما أقدم عليه لبنان برفع مستوى تمثيله من العسكري إلى المدني – الدبلوماسي في لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار مع العدو الإسرائيلي، لم ينجح في تبديد مناخ الحرب أو تغيير السلوك الإسرائيلي تجاه لبنان. فكل المعلومات الواردة من كيان الاحتلال، سواء عبر موفدين دوليين أو وسطاء، تؤكد أن إسرائيل ليست معنيّة بالقيام بأي خطوة تلتزم بموجبها بالاتفاق، بما يشمل وقف الاعتداءات والانسحاب وإطلاق سراح الأسرى.
مع ذلك، تفيد المؤشرات بأن تل أبيب استجابت لطلب أميركي مُلِحّ بالانتقال من لغة التهديدات العسكرية إلى المسار الدبلوماسي في لبنان، ضمن فسحة زمنية مؤقّتة، خصوصاً أن الضربات العسكرية المتواصلة لم تُحقّق أي نتائج، فيما يُمكن الاستفادة من مسارات موازية عبر الضغط على أكثر من صعيد، بما في ذلك جهات سياسية داخلية تُبرِّئ إسرائيل من العدوان وتُحمِّل حزب الله المسؤولية، فضلاً عن نشاط اللوبي اللبناني في الولايات المتحدة الذي يضغط في الولايات المتحدة ويسرّب أخباراً هستيرية عن ضربة كبيرة ستقوم بها إسرائيل في حال رفض الحزب الاستسلام.
وفيما لم يُقدِم العدو على أي خطوة مقابل تسمية السفير السابق سيمون كرم، فإن الولايات المتحدة نفسها تبدو ماضية في ممارسة ضغوط إضافية. فقد علمت «الأخبار» أن «لا موافقة أميركية حتى الآن على زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل لواشنطن، ولا هي في وارد استقبال رئيس الجمهورية جوزيف عون قبل تحقيق جملة من الشروط»، خصوصاً بعد التأويلات التي ترافقت مع تصريحات السفير الأميركي في بيروت ميشال عيسى عن «وجود اتصالات حول زيارة قائد الجيش لواشنطن»، مُعرِباً عن اعتقاده بأنّ «الزيارة ستتم».
ففي حين تواصل إسرائيل التحريض على الجيش اللبناني من خلال الإشارة إلى وجود عناصر ووحدات لحزب الله داخله، يتصاعد الضغط الأميركي على المؤسسة العسكرية. وفي هذا الإطار، يُتوقّع أن يناقش الكونغرس الأميركي هذا الأسبوع مشروعاً لتعديل شروط المساعدات العسكريّة للبنان. وينص التعديل على أن الدعم الأميركي «يُستخدم فقط لتعزيز قدرة القوات المسلّحة اللبنانية على مواجهة التهديد الذي يمثّله حزب الله وأي منظمة إرهابية أخرى تهدّد أمن لبنان وجيرانه». كما يتضمّن التعديل تمديد العمل بالبند المُتعلِّق بالدعم الأمني للبنان حتى 31 كانون الأول 2026 بدلاً من الموعد السابق المُحدّد في نهاية 2025
وتحت عنوان «تعزيز الشراكة الأمنية مع الأردن ولبنان»، يكلّف التعديل وزير الدفاع الأميركي باستخدام صلاحياته القائمة «لتقديم مساعدات تشمل التدريب والمعدّات والدعم اللوجستي والإمدادات والخدمات لكل من حكومتَي الأردن ولبنان، لدعم وتعزيز جهود القوات المسلّحة الأردنية، وزيادة قدرات القوات المسلّحة اللبنانية بهدف نزع سلاح الجماعة الإرهابية المدعومة من إيران، أي حزب الله». ويُلزِم المشروع وزير الدفاع، بالتنسيق مع القيادة المركزية الأميركية ووزارة الخارجية، بتقديم تقرير إلى لجان الدفاع في الكونغرس في موعد أقصاه 30 حزيران 2026، يوضح فيه خطة الوزارة لتقديم هذه المساعدة، ويتضمّن التقرير إطاراً أو معايير لقياس تقدّم القوات المسلحة اللبنانية في نزع سلاح حزب الله، مع عرض خيارات لتعليق المساعدة إذا تبيّن أن هذه القوات غير مستعدّة للتحرّك في هذا الاتجاه.
في غضون ذلك، كُشف عن لقاء سيُعقد في باريس يجمع قائد الجيش مع كل من الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، والموفد السعودي يزيد بن فرحان، والموفد الفرنسي جان إيف لودريان، لبحث إمكانية عقد مؤتمر لدعم الجيش اللبناني مطلع العام المقبل.
ووصل لودريان إلى بيروت أمس، وبدأ جولته بلقاء رئيس الجمهورية في بعبدا. وأوضحت مصادر مطّلعة لـ«الأخبار» أن لودريان أعاد طرح الوساطة الفرنسية لترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، وهو الطرح الذي قدّمته المستشارة الفرنسية لشؤون شمالي أفريقيا والشرق الأوسط، آن كلير لوجاندر، خلال زيارتها لبيروت الشهر الماضي. كما تناول لودريان الوضع في الجنوب والمفاوضات بين لبنان وإسرائيل، ودور فرنسا في لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار، مؤكّداً ضرورة أن يتوافق عمل الجيش مع المهمة الموكلة إليه لضمان استمرار الدعم الخارجي.
في المقابل، ردّ الرئيس عون برفض الاتهامات بالتقصير الموجّهة إلى الجيش جنوب نهر الليطاني، مؤكّداً أن وحدات الجيش أنجزت مَهامّها بالكامل منذ انتشارها قبل سنة، وقدّمت المؤسسة العسكرية 12 شهيداً، «بشهادة قيادة اليونيفل وزيارات سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن». وأكّد جهوزية الجيش التامة للتعاون مع اللجنة، وأنّ الادّعاءات المعاكسة مرفوضة جملةً وتفصيلاً. وأشار إلى استمرار الجيش الإسرائيلي في تدمير المنازل والممتلكات، ومنع الجيش واليونيفل والـ«ميكانيزم» من التحقّق من خلوّها من أي وجود مسلّح، مؤكّداً ضرورة تأمين التجهيزات الضرورية للجيش ليتمكّن من أداء مهامّه على كامل الأراضي اللبنانية، وليس فقط جنوب الليطاني.
- صحيفة الديار عنونت: دبلوماسية نشطة لإعادة إحياء فكرة «تجميد» السلاح
حراك فرنسي ـ مصري ـ ايراني قبل قمة ترامب نتانياهو
عون يستكشف احتمالات الاختراق من «البوابة» العمانية
وكتبت تقول: عشية زيارة الرئيس جوزاف عون الى سلطنة عمان اليوم، في اطار سعيه للاستفادة من دورها كوسيط موثوق في المفاوضات بين الولايات المتحدة وايران، حيث يسعى الى استكشاف امكانية اعتمادها كقناة خلفية لايجاد ثغرة يمكن النفاذ منها لاستعادة الاستقرار الى البلاد عبر استخدام قوتها الناعمة مع الاطراف المؤثرة على الساحة اللبنانية، تتزاحم الافكار الدبلوماسية التي تحاول الاستفادة من تراجع التهويل بالتصعيد العسكري، بعد خطوة «شراء الوقت» الجديدة بتعيين ممثلين مدنيين في لجنة «الميكانيزم» والتي قد لا تدوم طويلا اذا ما قررت «اسرائيل» اطلاق موجة جديدة من الضغوط للحصول على تنازلات لبنانية اقتربت من الوصول الى «القاع». وفي هذا السياق، عادت الى التداول في «الكواليس» مجددا فكرة «تجميد» سلاح حزب الله بدل نزعه، وهي فكرة مصرية ولدت من «رحم» التسوية المفترضة في غزة، ويفترض ان يعاد تفعيلها بايفاد مبعوث جديد قريبا الى بيروت لم تحدد هويته بعد، فيما بدات هذه الفكرة تجد من يتلقفها في واشنطن ويبدي اهتماما بمناقشتها، فيما ما تسعى «لوبيات» اسرائيلية، واخرى لبنانية معادية للمقاومة على زرع الالغام في طريقها في محاولة لاجهاضها قبل ان تولد.
هل تنضج افكار براك؟
هذه المعطيات، تشكل خلاصة دبلوماسي غربي، لفت امام زواره الى ان المبعوث الاميركي توم براك لا يطلق تصريحاته جزافا، وبعيدا عن نظرياته حول القبائل التي تعيش في المنطقة، وتمنياته بضم لبنان الى سوريا، الا ان كلامه حول ملف سلاح حزب الله لا يبدو مجرد ثرثرة في غير مكانها، فتكرار القول بان نزع سلاح حزب الله امر غير واقعي، والافضل تحييده، اي ضمان عدم استعماله، نظرية بدأت تجد من يسوق لها في محيط الرئيس الاميركي دونالد ترامب في البيت الابيض، وان كانت الفكرة لم تنضج بعد. لكن براك يعد احد المقربين من الرئيس الاميركي، وهو احد المنظرين للفكرة كحل واقعي طويل الامد للتخلص من سلاح حزب الله، وهو خاض «كباشا» ساخنا مع اعضاء في الكونغرس من المناصرين «لاسرائيل، وفي مقدمهم السيناتور لندسي غراهام الذي يخوض معركة مفتوحة، مع اعضاء آخرين من الحزب الجمهوري، لمنع تحول تلك الافكار الى قناعة لدى الرئيس دونالد ترامب.
محطة مهمة واستثنائية
وتعتقد اوساط سياسية بارزة، ان القمة الاميركية- الاسرائيلية نهاية الشهر الجاري، محطة مهمة واستثنائية لمعرفة مدى نضج التسويات المتعلقة بالساحة اللبنانية، وبينما تحتل المرحلة الثانية من خطة غزة الاولوية، وكذلك الملف السوري، في محادثات الرئيس ترامب مع نتانياهو في البيت الابيض، الا ان الحراك السياسي والدبلوماسي ـ والتصعيد الاسرائيلي على الجبهة اللبنانية، اعاد الملف اللبناني الى واجهة الاهتمام، في ظل قلق جدي في واشنطن من محاولات نتانياهو لتفجير الاوضاع، واشعال المنطقة، كمقدمة لنسف التفاهمات حول غزة والتي قبلها على «مضض» ويحاول التملص منها.
موقف ترامب
وتبدو الفرصة مواتية لمحاولة التاثير على الرئيس الاميركي مع اقتراب موعد الانتخابات النصفية، فالانقسام العمودي داخل معسكر الجمهوريين تجاه الدعم المفتوح «لاسرائيل» وازدياد الانتقادات ضدها من قبل مجموعة»اميركا اولا»، واتهامها بانها تورط الولايات المتحدة في حروب وصراعات هي بغنى عنها، تجعل من ترامب شديد الحساسية من اشتعال حرب جديدة في المنطقة، كونه يسعى الى توسيع تمثيل مجموعة «اميركا اولا» داخل الكونغرس، ولا يريد ان يدخل معها بصدام يقلل حظوظها لاسباب خارجية حتى لو كانت «اسرائيل».
مباحثات اميركية – اسرائيلية حول لبنان
وفي هذا السياق، يزور السفير الاميركي في الامم المتحدة مارك والتز «اسرائيل» وجال بالامس على الحدود اللبنانية، يرافقه السفير الاسرائيلي في المنظمة الدولية داني دانون الذي اكد ان نظيره الاميركي جاء للبحث بشكل رئيسي بالملف اللبناني، ووفق الاعلام الاسرائيلي، ابلغ والتز الاسرائيليين ان واشنطن ترغب في عدم التصعيد على اي جبهة في المنطقة.
توقيت الحراك الدبلوماسي؟
ولان الرئيس ترامب مقتنع انه حان الوقت للاستفادة من نتائج الحروب سياسيا في المنطقة بعدما انخرطت فيها واشنطن على نحو مباشر، ولا داع لاستئناف القتال على اي جبهة لانتفاء الغرض منها في ظل قناعة ان اعداء «اسرائيل» في حالة من الضعف، تتحرك الدبلوماسية المصرية بالتنسيق مع السعودية وقطر، وكذلك باريس، بهدف تجنيب لبنان حربا اسرائيلية جديدة. وفي هذا السياق، تتلاقى الافكار المصرية التي تتحدث عن فكرة «تجميد» السلاح مع القناعة القطرية بصوابية هذا الحل الذي تحاول ان تعممه في قطاع غزة مع حركة حماس، فيما لا يزال الموقف السعودي متحفظا، وليس معارضا بالمطلق،بينما لا تزال فرنسا غير حاسمة في موقفها، فهي تعتقد ان الفرصة المتاحة اليوم قد لا تتكرر للتخلص من سلاح حزب الله، لكنها لن تقف في وجه اي تفاهم يمكن ان يفضي الى اخراج السلاح من الخدمة لمدة طويلة، اذا كان نزعه مستحيلا راهنا!.
تواصل مصري – ايراني… ودور تركي
واذا كانت المعلومات تشير الى وجود تواصل مصري- ايراني، بعد تحسن العلاقات الذي أثمر دخول القاهرة وسيطا بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، فان ثمة مستجدا دبلوماسيا يجب انتظار تبلور نتائجه، وقد يكون له انعكاسات على الساحة اللبنانية، وهو يرتبط بالاتصالات الايرانية التركية، عقد بالامس اجتماع بين وزير الخارجية الايراني عباس عراقتشي ونظيره التركي حقان فيدان، لما لانقرة من دور فاعل واستراتيجي في سوريا، وكذلك في اتفاق غزة الذي عزز العلاقة بين الرئيس رجب طيب اردوغان، والرئيس دونالد ترامب.
ما هو موقف حزب الله؟
وفيما تبقى قيادة حزب الله بعيدة عن اي نقاش جدي يرتبط بمستقبل السلاح، مع تمسكها بحصر اي نقاش حوله بخطة الامن الوطني بعيدا عن الضغوط الخارجية بعد التزام «اسرائيل» بمندرجات وقف الاعمال العدائية، الا ان مصادر رسمية لبنانية، سبق وابلغت الجانب المصري ان معرفتها الدقيقة بما اسمته «براغماتية» الحزب، تجعل من فكرة «تجميد» السلاح قابلة للنقاش الايجابي، خصوصا اذا ارتبطت بضمانات جدية بالزام «اسرائيل» بوقف اعتداءاتها على لبنان. وقد جاء قبول حركة حماس رسميا بالامس بانفتاحها على فكرة الهدنة الطويلة مع «اسرائيل» و»تحييد» السلاح، ليثبت ان الفكرة قابلة للتطبيق لدى فصائل المقاومة في المنطقة والتي تقرأ جيدا موازين القوى. لكن يبقى ان تلقى الفكرة قبولا اميركيا واسرائيليا» ليبنى على الشيء مقتضاه».
قلق لدى خصوم المقاومة
ولعل ارتفاع نسق هذه المداولات، يفسر «استياء» خصوم حزب الله في لبنان، ومحاولاتهم لرفع منسوب الضغط على رئيس الجمهورية والحكومة، وحضهم على الاستعجال باتخاذ خطوات «متهورة» تجاه حزب الله، والهواجس بدأت تتحول الى قلق خوفا من خسارة مفاعيل الزخم الخارجي والضربات الاسرائيلية، والاضطرار مجددا الى التعايش القسري مع حزب الله القوي داخليا، بعد ان ظنوا ان الفرصة تبدو مؤاتية لسحقه، عسكريا، وسياسيا، واجتماعيا، ويمكن وضع كلام رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع يوم الاحد في هذا السياق.
السباق مع الوقت
وفي هذا الاطار، جاءت الخطوة اللبنانية بتعيين السفير سيمون كرم في توقيت شديد الاهمية، فقد كانت خطوة»حسن نية» دون مقابل او ضمانات، الا انها منحت الدبلوماسية زخما كانت تحتاجه لمحاولة إخراج الاوضاع من المراوحة القاتلة التي تستنزف لبنان، ويبدو ان الجميع في سباق مع الوقت، لمحاولة اقتناص الفرصة المؤاتية اذا كانت موجودة، قبيل القمة الاميركية- الاسرائيلية، وقد حضر الفرنسيون مجددا الى بيروت عبر جان ايف لودريان دون اي «خارطة طريق» متكاملة، لكن مجرد افكار للتداول حول دور فرنسا المستقبلي في الجنوب بعد انسحاب «قوات اليونيفيل»، والمؤتمر المرتقب مطلع العام المقبل لدعم الجيش في الرياض، والذي يسبقه اجتماع في 18 الجاري في باريس، تحضره المبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس، والموفد السعودي الامير يزيد بن فرحان، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل الذي تلقى «رسالة» اميركية ايجابية عبر اعلان السفير الاميركي في بيروت ميشال عيسى ان الامور باتت اكثر وضوحا وثمة محاولات لاعادة جدولة زيارته الى الولايات المتحدة، دون تحديد موعد محدد.
عيسى يكشف النوايا الاسرائيلية
وبعد ساعات على كلام توم براك بان السفير الاميركي ميشال عيسى سيتولى مهمة اقامة حوار مباشر بين لبنان وإسرائيل، غير حوار «الميكانيزم»، اعلن عيسى من وزارة الخارجية ان لا رابط بين التفاوض ووقف الاعتداءات الاسرائيلية، معتبرا ان ما حصل الاسبوع الماضي في «الميكانيزم» بعد اشراك مدنيين جزء من مفاوضات لكسر الجليد بين الطرفين، وقال ان «اسرائيل» لا تربط بين مسالة التفاوض واستمرار هجماتها. وكشف عن وجود «اتصالات لعودة زيارة قائد الجيش رودولف هيكل إلى واشنطن». وفيما أعرب عن اعتقاده بأنّ «الزيارة ستتم»، قال ان «الأمور تصبح أوضح بالنسبة الى زيارة قائد الجيش لواشنطن ولكن لا شيء محدّدًا حتى الآن». وردا على سؤال أشار إلى أن «لا علم لديه في شأن ضم سوريا ولبنان». ..
عون يرفض الاتهامات للجيش
وفيما ينظم الجيش الاسبوع المقبل، جولة لوفد دبلوماسي على منطقة جنوب الليطاني، ابلغ رئيس الجمهورية جوزاف عون الموفد الفرنسي جان ايف لودريان ان لبنان يرحب باي دور فرنسي في اطار لجنة الميكانيزم يساهم في تحقيق الاهداف الاساسية للمفاوضات التي تجري في اطار هذه اللجنة. واكد عون رفضه للاتهامات التي تدعي قيام الجيش بدوره كاملا في الجنوب الليطاني، وقال»لبنان يؤيد اي تدقيق تقوم به لجنة الميكانيزم في الاجراءات المطبقة جنوب الليطاني وفق القرار 1701. وشدد لودريان على ضرورة التحقق عبر جهة معينة من ان عمل الجيش في الجنوب يتم بالشكل الصحيح. واشار لودريان الى ان آلية التحقق تساعد في اقناع الاميركيين بمساعدة لبنان وعقد مؤتمر دعم الجيش.
رجي يحرض على حزب الله
واللافت وفق المعلومات، ان وزير الخارجية اسهب امام لودريان بالتحريض على حزب الله من خلال اصراره على التاكيد بان تمسك الحزب بسلاحه لا يساعد، لكنه اشار الى ان الجيش يقوم بما عليه ولكن قدراته لا تزال محدودة ما يحتم زيادة المساعدات له. وقال ان المفاوضات في الميكانيزم محصورة بوقف النار. وكان لافتا اهتمام لودريان بالحدود اللبنانية-السورية مع استعداد فرنسا للمساعدة وشدد على ان اي تأجيل للانتخابات قد يعطي صورة سلبية مناقضة للأجواء التي أرستها زيارة البابا. واليوم يلتقي لودريان الرئيس بري ورئيس الحكومة نواف سلام.
خطة اوروبية لتعويض «اليونيفيل»
وفي وقت، نقلت مصادر دبلوماسية غربية اجواء ايجابية حول دور الجيش في جنوب الليطاني، أظهرت وثيقة اطلعت عليها وكالة «رويترز»، أن الاتحاد الأوروبي يدرس خيارات لتعزيز قوى الأمن الداخلي اللبناني لتخفيف العبء عن الجيش اللبناني حتى يتسنى له تركيز الجهود على نزع سلاح حزب الله. وقالت الوثيقة، التي أصدرتها الذراع الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي ووزعتها على الدول الأعضاء وعددها 27، إنها ستواصل المشاورات مع السلطات اللبنانية وإن بعثة استطلاع ستتم في أوائل عام 2026 بشأن المساعدة الجديدة المحتملة لقوى الأمن الداخلي في البلاد. وذكرت الوثيقة أن جهود الاتحاد الأوروبي يمكن أن «تركز على المشورة والتدريب وبناء القدرات»، مضيفة أن التكتل لن يتولى مهام قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل)، التي من المقرر أن ينتهي تفويضها في نهاية عام 2026 حين يتوقع أن تبدأ عملية تستمر عاما لخفض حجمها تدريجيا والانسحاب من لبنان. وبدلاً من ذلك، يمكن للاتحاد الأوروبي «المساهمة في النقل التدريجي لمهام الأمن الداخلي» من الجيش اللبناني إلى قوى الأمن الداخلي، مما يسمح للجيش بالتركيز على مهامه الدفاعية الأساسية، بحسب الوثيقة. ومن المتوقع أن يضع الأمين العام للأمم المتحدة خطة انتقالية في حزيران 2026، والتي ستعالج المخاطر الناجمة عن رحيل اليونيفيل.
لا مصادرة لصلاحيات بري
وغداة توجيه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع رسالة مفتوحة لرئيس المجلس نبيه بري طالبا اياه بفتح المجلس امام مناقشة قانون الانتخابات، رد معاون الرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل من مجلس النواب عبر التاكيد ان إجراء الانتخابات في موعدها مسألة ثابتة. وتوجه الى اليه بالقول»نذكّر جعجع، الذي يتحدث وكأنه مرشد للجمهورية، بأن موقع رئاسة مجلس النواب وصلاحية الدعوة إلى الجلسات دستورية وقانونية، ولا تقبل المصادرة أو الوصاية من أحد، ولن نسمح لأي جهة بمحاولة التأثير عليها». وأكد خليل أن «ما يجري ليس تصويبًا تقنيًا بحتًا، بل محاولة لاستغلال لحظة سياسية». اضاف «من يريد تعطيل الانتخابات هو من يحاول ربطها بشروط جديدة». وتابع «نذكر الدكتور جعجع أن كتلة القوات من عطلت النقاش في إقتراح لتعديل قانون الانتخابات. نذكر جعجع بأن صلاحية رئيس المجلس لا تقبل المصادرة.



