سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: قراءات في نتائج زيارة البابا وما بعدها.. لترك السلاح ومفاوضة إسرائيل

 

الحوارنيوز – صحف

قرأت صحف اليوم في نتائج زيارة البابا لاوون الرابع عشر الى بيروت والتطورات الأخرى لجهة مواصلة العدو لاعتداءاته بغطاء من الإدارة الأميركية، ورفض كل منهما المساعي والمبادرات لتطبيق القرارات الدولية.

ماذا في التفاصيل؟

  • صحيفة النهار عنونت: بيروت تفيض بحشدٍ قياسي في القداس الختامي البابا: اتركوا السلاح… يا لبنان قم وانهض!

وكتبت تقول: ثلاثة أيام استثنائية بكل المقاييس عاشها لبنان مع زيارة استثنائية للبابا لاوون الرابع عشر، الذي خطف الأنظار وترك لدى اللبنانيين أعمق انطباعات التعلق بمواقفه ومشاعره حيال لبنان، والتي عكست عمق إدراكه ومعرفته بكل ما يتصل بمعاناة لبنان كما بتعقيدات تركيبته وأوضاعه الداخلية والخارجية، الأمر الذي ترجمته كلماته وعظاته ومحطات لقاءاته على امتداد الأيام الثلاثة التي اكتسبت بحق صفة تاريخية.

غادر البابا لاوون الرابع عشر مطار رفيق الحريري الدولي وكلماته تدوي في أسماع اللبنانيين، إن لجهة اصراره اللافت على إيقاظ وإحياء وتحفيز ثقة اللبنانيين بمستقبل لبنان وتحميلهم المسؤولية الكبرى عن إبقائه الوطن النموذج الفذ الفريد في المنطقة، وإن لجهة الجانب اللافت الآخر في محطاته الروحية غير المسبوقة مثل زيارته كأول بابا لضريح القديس شربل، أو أيضاً لجهة الجانب الاجتماعي الإنساني الذي جسدته زيارة دير الصليب ومن ثم مكان انفجار مرفأ بيروت. ومع ذلك لم تفت البابا الأجواء الشديدة الخطورة التي يبدو لبنان عبرها كأنه يعيش عداًّ تنازلياً غير مسبوق بين نهاية الأيام البابوية المفرحة والباعثة على الآمال العريضة ونذير التهديدات المتصاعدة بحرب أو بعملية حربية واسعة جديدة تنقضّ فيها إسرائيل على مواقع “حزب الله”. ومن هنا اكتسب الإعلان الأخير أو النداء الأخير الذي اختتم به البابا زيارته قبيل دقائق من إقلاع طائرته وقعاً ودوياً كبيرين، إذ استبدل النبرة الإيمانية والقيمية بنبرة “زمنية” واقعية مباشرة عكست تحسّسه الكبير بمخاوف اللبنانيين من خلال مناداته المباشرة بوقف الهجمات والأعمال العدائية واختيار طريق التفاوض والحوار. صرخة لعلها تنطوي على ترجمة تأثير البابا والفاتيكان، ليس فقط عبر رحلة الحبر الأعظم للبنان ودلالاتها في هذا التوقيت الحرج والخطر والحساس فحسب، بل أيضاً من خلال الديبلوماسية الهادئة والصامتة والمصممة التي يتبعها الكرسي الرسولي في متابعته الدائمة لأوضاع ومعاناة لبنان.

وإذا كان من تجليات مؤثرة أخرى للحدث البابوي، فهي تمثلت في ضخامة الحشد الشعبي الذي اجتذبه القداس الكبير الذي ترأسه البابا وفاق عدد المشاركين فيه الـ150 ألفاً وفق المنظمين وتقديرات وكالات أنباء أجنبية.

وعلى الأهمية الكبيرة التي اتّسمت بها عظة البابا في القداس الكبير، فإن كلمته الوداعية في المطار لامست الأوضاع المعقدة والمخاوف، كما تميزت بإشارته إلى مناطق لم تشملها جولته كالجنوب والشمال. قال البابا مودعاً: “أنتم أقوياء مِثل أشجار الأرز، أشجار جبالكم الجميلة، وممتلئون بالثَّمار كالزيتون الذي ينمو في السهول، وفي الجنوب وبالقُرب من البحر. أُحيِي جميع مناطِقِ لبنان التي لم أتمكَّن من زيارتها: طرابلس والشمال، والبقاع والجنوب، الذي يعيش بصورة خاصّةٍ حالة من الصراع وعدم الاستقرار”. وأضاف: “أُطلق نداءً من كل قلبي: لِتَتَوَقَّف الهجمات والأعمال العدائية. ولا يظِنَّ أحد بعد الآن أنّ القتال المسلّحَ يَجلِبُ أَيَّةَ فائِدَة. فالأسلحة تقتل، أمّا التفاوض والوساطة والحوارُ فتَبني. لِنَختَر جميعًا السّلامَ وليَكُن السّلامُ طريقنا، لا هدفًا فقط”.

أما القداس إلالهي الذي أقيم على الواجهة البحرية لبيروت، فتحوّل إلى مشهدية حاشدة وسط حضور عشرات الآلاف من المؤمنين الذين توافدوا من مختلف المناطق اللبنانية ومن دول الجوار، وتقدم المشاركين الرؤساء الثلاثة جوزف عون ونبيه بري ونواف سلام وزوجاتهم وعشرات الشخصيات السياسية والديبلوماسية. وفي عظته دعا البابا “مسيحيي لبنان إلى أن يضعوا مستقبلهم أمام الله”. وأضاف: “لكم يا مسيحيي المشرق، أبناء هذه الأرض بكل ما للكلمة من معنى، تحلّوا بالشجاعة، فالكنيسة كلها تنظر اليكم بمحبة وإعجاب”. وطلب من “المجتمع الدولي دعم لبنان، إسمعوا صوت الشعب الذي يطالب بالسلام”. ومن أبرز ما قال: “يجب أن يقوم كل واحد بدوره، وعلينا جميعًا أن نوحّد جهودنا كي تستعيد هذه الأرض بهاءها. وليس أمامنا إلا طريق واحد لتحقيق ذلك أن ننزع السلاح من قلوبنا، وتسقط دروع انغلاقاتنا العرقية والسياسية، ونفتح انتماءاتنا الدينية على اللقاءات المتبادلة، ونُوقِظ في داخلنا حُلْمَ لبنان الموحد، حيث ينتصر السلام والعدل… هذا هو الحلم الموكول إليكم، وهذا ما يضعه إله السلام بين أيديكم. يا لبنان قم وانهض، كن بيتًا للعدل والأخوة! كُن نبوءة سلام لكل المشرق”.

بداية اليوم الأخير للبابا في لبنان كانت في مستشفى دير الصليب، حيث تجمع الآلاف من مؤسسات الجمعية التربوية والكشفية والصحية في باحة الدير، ثم عرج بعد ذلك على موقع الانفجار في مرفأ بيروت حيث وقف في صلاة صامتة إجلالًا لأرواح شهداء الرابع من آب، في لحظة وجدانية مؤثرة، وكان إلى جانبه رئيس الحكومة نواف سلام. وتلا البابا لاوون الصلاة الصامتة أمام اللوحة التذكارية التي تحمل أسماء 245 شهيدًا وضحية في انفجار مرفأ بيروت في 4 آب، كما وضع إكليلًا من الزهر وأضاء شمعة لراحة أنفس الضحايا. بعدها، صافح البابا أفراد عائلات الضحايا، واستمع إلى شهاداتهم ومعاناتهم.

وبعد مغادرته نقل عن البابا تأكيده في حديث على الطائرة “الاستمرار في محاولة إقناع الفرقاء في لبنان بترك السلاح والعنف والتوجه للحوار”. وأشار إلى أنه إطّلع على رسالة “حزب الله” إليه، وتابع: “هناك اقتراح من الكنيسة بأن يتركوا السلاح ويسعوا للحوار”، كاشفاً أن “اللقاءات السياسية جرت بعيداً عن الاعلام وتركزت على تهدئة النزاعات الداخلية والدولية”.

وغداة مغادرة البابا، تبرز مجدداً معالم السباق المتسارع بين الجهود الديبلوماسية والتهديدات الحربية. ويستقبل لبنان موفدين دوليين أبرزهم اليوم وزير الخارجية القطرية، فالمبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس للمشاركة في اجتماع لجنة الميكانيزم اليوم في الناقورة. وأمس زارت أورتاغوس تل ابيب والتقت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية جدعون ساعر. وقال ساعر بعد اللقاء إنه أجرى مع أورتاغوس نقاشاً مفيداً في شأن الوضع في لبنان، وأضاف: “قلت لها إن حزب الله هو من ينتهك السيادة اللبنانية وإن نزع سلاحه أمر بالغ الأهمية لمستقبل لبنان وأمن إسرائيل”.

كما ستصل مساء غد الخميس إلى بيروت بعثة مجلس الأمن الدولي إلى دمشق وبيروت، والتي تضم سفراء الدول الدائمة وغير الدائمة العضوية في المجلس، على أن تمثل أورتاغوس الولايات المتحدة الأميركية ضمن البعثة.

أدرعي يتّهم “حزب الله” بـ”اغتيالات المرفأ”

واستشهدت النهار بالمتحدث باسم جيش العدو أفيخاي أدرعي ناقلة عن حسابه عبر منصة “أكس” أمس، معلومات تتهم الوحدة 121 التابعة لـ”حزب الله” باغتيال من وصفهم بـ”الشخصيات التي توعدت بكشف النقاب عن دور حزب الله الإرهابي في انفجار مرفأ بيروت”. وحددهم كالآتي:

“جوزف سكاف، الذي كان يشغل منصب رئيس قسم الجمارك في مرفأ بيروت – تم إلقاؤه من مكان مرتفع حتى لقي حتفه من قبل عناصر الوحدة 121 في 2017 بعد أن طلب إخراج كميات نترات الأمونيوم التابعة لحزب الله من المرفأ.

منير أبو رجيلي، الذي كان يشغل منصب رئيس وحدة منع التهريب في دائرة الجمارك – تم اغتياله طعنًا من قبل عناصر الوحدة في ديسمبر 2020 على اثر معلومات أدلى بها حول ارتباط حزب الله بالانفجار في المرفأ.

جو بجاني، مصور كان من أول الذين تمكنوا من توثيق مشهد الانفجار وتم توظيفه من قبل الجيش اللبناني للمساعدة في عملية التحقيق – تم اغتياله بالرصاص وهو بسيارته في شهر ديسمبر 2020 من قبل عناصر الوحدة 121، والتي سرقت هاتفه الخلوي قبل فرارها من مشهد الاغتيال.

لقمان سليم، ناشط سياسي وصحافي كان يوجه انتقادات كثيرة إلى حزب الله – تم اغتياله هو الآخر بالرصاص وهو بسيارته في فبراير 2021 من قبل عناصر الوحدة، وذلك بعد فترة وجيزة من قيامه باتهام حزب الله ونظام الأسد بالمسؤولية عن الانفجار”.

 

 

  • صحيفة الأخبار عنونت: إسرائيل تواصل التهديد والبابا لم يكن بعيداً عن الضغط لـ«الحوار»: عون قرّر إبلاغ واشنطن تكليف سالم بمحاورة إسرائيل

وكتبت تقول: ما إن غادرت طائرة البابا لاوون الرابع عشر بيروت، بعد زيارة استمرّت ثلاثة أيام تحت شعار «طوبى لفاعلي السلام»، حتى وجد اللبنانيون أنفسهم في حالة استنفار جديد بانتظار شبح حرب يلوّح بها العدوّ الإسرائيلي منذ أسابيع، مع تحديد نهاية الشهر الجاري موعداً محتملاً لبدء جولة تصعيد جديدة، فيما نقلت تسريبات أن احتمال اندلاع الحرب يبقى قائماً في أي لحظة بعد مغادرة البابا.

هذه الأجواء القاتمة تعزّزت مع إعلان وزير خارجية العدوّ جدعون ساعر أن «حزب الله هو من ينتهك السيادة اللبنانية، وأن نزع سلاحه يبقى مسألة أساسية لمستقبل لبنان وأمن إسرائيل». وفي ظل هذا المناخ، يترقّب لبنان اليوم اجتماع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية (الميكانيزم)، بمشاركة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس التي وصلت إلى تل أبيب أمس والتقت رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يسرائيل كاتس.

وفي سياق الحملة المفتوحة على حزب الله، تبيّن أن ما تحدّث عنه زوّار العاصمة الأميركية قبل مدة، لجهة اعتبار الحزب «خطراً على المجتمع اللبناني»، لم يكن سوى صافرة انطلاق لحملة جديدة أطلقتها إسرائيل أمس، ويتوقّع أن تتوسّع بمشاركة قنوات إعلامية عربية وسياسيين وإعلاميين لبنانيين. وتتركّز هذه الحملة على تصوير الحزب كمنظمة إجرامية خارجة عن القانون، والدفع نحو المطالبة بحظره بالكامل.

وفي هذا الإطار، نشر جيش الاحتلال أمس ما قال إنها «معلومات» حول قيام حزب الله بتصفية شخصيات لبنانية «تمتلك معلومات» عن دوره في انفجار مرفأ بيروت. وقد جاء البيان ركيكاً ومليئاً بالثغرات، حيث عرض صور أربعة لبنانيين قُتلوا في ظروف غامضة خلال العقد الأخير، مدّعياً أن «وحدة سرية في حزب الله» نفّذت عمليات قتلهم لأنهم «عرفوا أكثر مما يجب عن انفجار المرفأ». وأشار البيان الاحتلال إلى أن الأربعة هم جوزيف سكاف الذي قُتل عام 2017، ومنير أبو رجيلي الذي قُتل في كانون الأول 2020، والمصوّر جو بجاني الذي اغتيل في الشهر نفسه، إضافة إلى الناشط لقمان سليم الذي قُتل في شباط 2021.

عودة التوتّر السياسي

وما إن غادرت طائرة البابا، الذي حثّ اللبنانيين في بيروت على الحوار ونزع السلاح من القلوب، حتى عادت قضية المفاوضات مع إسرائيل إلى الواجهة. فقد علمت «الأخبار» أن رئيس الجمهورية جوزيف عون سيُبلغ أورتاغوس رسمياً بأن لبنان «اختار بول سالم، رئيس معهد الشرق الأوسط في واشنطن، لتمثيله في المفاوضات»، وأنه سيكلّفه بعقد اجتماع مع مندوب إسرائيلي برعاية أميركية لإطلاق المسار التفاوضي.

وكشفت مصادر متابعة أن قرار عون الذي التقى سالم قبل أيام من زيارة البابا، «أحدث توتراً بين بعبدا وحارة حريك، وأثار استياءً في عين التينة»، لا سيما أن لبنان لم يحسم بعد آلية التفاوض، وطبيعة الوفد المفاوض، ولا شكل المفاوضات، ولأن عون «اتخذ القرار منفرداً، من دون التشاور مع أحد، حتى في اختيار سالم، ومن غير الواضح إذا كان التفاوض سيتم عبر الميكانيزم أو عبر قناة أخرى».

وتوقّعت المصادر أن تتّسع الهوّة حول هذا الملف، خصوصاً أن عون، الذي تحدّث خلال زيارة البابا عن «السلام بين أبناء إبراهيم»، سيستند إلى ما قاله البابا لدعم قبل مغادرته لبنان، بأن «الأسلحة تقتل، أمّا التفاوض والوساطة والحوار فتبني».

انتقل العدو إلى
مرحلة جديدة من الحملة على المقاومة بالتناغم مع برنامج أميركي لشيطنة
الحزب وتحويله إلى منظمة إجرامية

وبعد وصوله إلى روما، نقل موقع «سكاي نيوز» عن البابا قوله إن «الفاتيكان سيواصل السعي لإقناع الأطراف في لبنان بالتخلّي عن السلاح والعنف والالتزام بالحوار». ونقلت المؤسسة اللبنانية للإرسال عن البابا، في ردّه على سؤال لـLBCI حول إيصال صرخة اللبنانيين إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمساهمة في وقف الاعتداءات الإسرائيلية، قوله: «تواصلت وسأتواصل مع القادة لإحلال السلام».

وفي السياق نفسه، تردّدت أمس معلومات عن دور يقوم به السفير البابوي في لبنان، المونسنيور باولو بورجيا، في ملف المفاوضات. ونقلت شخصيات لبنانية التقته في اليومين الماضيين أنه «طمأنها بأن لا حرب في المدى المنظور»، وأن البابا «سمع كلاماً واضحاً من المسؤولين اللبنانيين، وسيجري اتصالات إقليمية ودولية بهدف خفض التوتر والدفع باتجاه مفاوضات جدّية».

وفي موازاة ذلك، تحدثت «القناة 14» الإسرائيلية، القريبة من نتنياهو، عن «وساطة تعمل عليها القاهرة بين إسرائيل وحزب الله لمنع اندلاع مواجهة واسعة»، مشيرة إلى أن «حزب الله يرفض حتى الآن هذه الوساطة بحجة أنه لا يريد تجاوز الحكومة اللبنانية». وأضافت القناة أن «دخول مصر على هذا الخط يُعدّ إشارة واضحة إلى مدى اقتراب الوضع في الشمال من الانفجار».

التهديد الإسرائيلي المتواصل

ومع توالي التقارير الصادرة في الأيام الأخيرة عن وسائل إعلام أجنبية وإسرائيلية حول احتمال تنفيذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة ضد بنى حزب الله في لبنان، وسط ما تصفه تل أبيب بـ«التعاظم الخطير والمتسارع» لقدرات الحزب بعد وقف إطلاق النار نهاية عام 2024، نقل موقع «والاه» الإسرائيلي عن «مصادر أمنية وسياسية» قولها إن «احتمالات التصعيد باتت مرتفعة، وإن صبر إسرائيل شارف على النفاد، فيما يواصل حزب الله إعادة بناء قوته العسكرية بوتيرة كاملة».

وبحسب الموقع نفسه، فإن «القيادة السياسية في إسرائيل وجّهت رسائل تهديد واضحة إلى لبنان عبر الوسطاء، محذّرة من أنّ استمرار سباق التسلّح الذي يقوده حزب الله سيدفع إسرائيل إلى خطوات أكبر وأكثر تشدّداً».

وأضاف الموقع أنّ تل أبيب «كانت تعتقد أن الضربة القاسية التي تلقّاها الحزب خلال عملية سهام الشمال بين أيلول وتشرين الثاني 2024 ستمنح الحكومة اللبنانية والجيش فرصة فعلية لفرض سلطة الدولة في الجنوب، لكنّ النتائج جاءت معاكسة». ووفق «والاه»، فإن «حزب الله، بقيادة أمينه العام الجديد الشيخ نعيم قاسم، استأنف عملية إعادة بناء قوته على نطاق واسع، وشمل ذلك تعزيز منظومات الصواريخ والطائرات المُسيّرة، وتطوير قدرات قتالية جديدة، وإنشاء مراكز قيادة وغرف عمليات وبنى تحت الأرض، فضلاً عن تدريب عناصر جدد ورفع مستوى التأهيل العسكري».

وأضاف الموقع أنّ «الجيش الإسرائيلي كان قريباً من تنفيذ ضربات تحذيرية داخل بيروت، غير أنّ تلك العمليات جُمّدت مراراً تحت ضغط الإدارة الأميركية، قبل أن يُسمح الأسبوع الماضي بتخفيف بعض القيود، ما أتاح تنفيذ عمليات نوعية في مناطق لبنانية عدّة باستثناء العاصمة».

وفي هذا السياق، أكّد دبلوماسي أوروبي في حديث إلى صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن «ثمّة خطراً متزايداً من تصاعد التوتر على الجبهة اللبنانية عقب اغتيال أحد قياديّي حزب الله»، مشدّداً على أنّ «من حقّ إسرائيل أن تتحرّك إذا حاول الحزب استعادة نشاطه في جنوب لبنان». وكشف الدبلوماسي أنّ «إسرائيل قد تُقدم على توجيه ضربة إلى إيران خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة»، لكنه أشار في المقابل إلى أنّ «واشنطن لن تسمح لإسرائيل في المدى القريب بشنّ هجوم واسع على إيران، حفاظاً على خطّتها المتعلقة بغزة».

 

 

  • صحيفة الديار عنونت: البابا مودعاً: يا لبنان قم وانهض

 

وكتبت تقول: ودع لبنان امس البابا لاون الرابع عشر، الذي ترك خلفه ساحات امتلأت بقدر نادر من الطمأنينة لأيام ثلاثة، ووعودا بالتواصل مع قادة العالم لحل الازمة اللبنانية، حيث فصلت ساعات قليلة بين مشهد سلام، أعاد للبنانيين شيئاً من يقينهم المفقود، وبين عودة ثقيلة إلى واقع سياسي وأمني مفتوح على كل الاحتمالات، على صوت هدير الطائرات الحربية والمسيرات.

فنهاية الزيارة ادخلت معها البلاد في مرحلة جديدة – قديمة من اختبار إرادات القوى السياسية، والجهات الإقليمية والدولية، حيث التقاط الصور وإطلاق المواقف والتصاريح الإيجابية، لن يكونا كافيين لترميم الانقسامات على انواعها، أو لتبريد التوتر العسكري الذي يخيم.

 

غادر البابا لاون الرابع عشر، تاركا بلدا معلقا بين رجاء وقلق: رجاء بأن تشكل كلماته قوة دفع للاستقرار، وقلق من أن يغيب صوته في ضجة التصعيد السياسي والعسكري المتسارع، حيث يطوي لبنان صفحة الزيارة، ليفتح في المقابل صفحة مشوشة المعالم، تكتب فصولها بين الداخل المنقسم والإقليم المضطرب.

فهل يلتقط لبنان الفرصة الأخيرة قبل أن ينزلق نحو الأسوأ، أم أن المجهول سيغدو عنوان المرحلة المقبلة؟

يوم البابا الثالث والأخير في لبنان

في يومه الثالث والأخير في لبنان، بدأ البابا لاون الرابع عشر نهاره بزيارة دير راهبات الصليب في جلّ الديب، حيث التقى المرضى والمسنّين والمهمّشين، الفئة الأقرب إلى قلبه. في قاعة زيّنتها الورود البيضاء وصورة الطوباوي يعقوب، وجّه رسالة إنسانية لافتة دعا فيها إلى عدم نسيان الضعفاء، مؤكّدًا أنّ «مجتمعًا يتجاهل الفقر والهشاشة يفقد إنسانيّته». وقد بدت لحظة اللقاء مؤثرة، إذ بادل المرضى التراتيل والدموع، فيما شدّد البابا على ضرورة الثبات وعدم فقدان الفرح رغم الألم.

ومن جلّ الديب، انتقل الحبر الأعظم إلى موقع انفجار مرفأ بيروت حيث وقف صلاة صامتة أمام النصب التذكاري، وأشعل شمعة لراحة أرواح الضحايا. عانق أهالي الشهداء واحدًا واحدًا، مستمعًا إلى معاناتهم وغصّاتهم، وحمل معهم عطشهم إلى الحقيقة والعدالة. لحظة بدت كأنها تعيد فتح الجرح، لكنها أيضًا أعادت التذكير بأنّ بيروت لا تزال تنتظر إنصافًا يليق بما خسرته.

المحطة الأوسع جماهيريًا كانت الواجهة البحرية حيث احتشد أكثر من 150 ألف شخص ليشاركوا في القدّاس الاحتفالي الختامي. في عظته، دعا البابا اللبنانيين إلى نزع السلاح من قلوبهم، وإلى حماية حلم لبنان الموحد، قائلاً: «يا لبنان، قم وانهض!». وبعد ثلاث محطات مؤثرة شكّلت ذروة زيارة استثنائية، توجّه البابا إلى مطار بيروت حيث ودّع اللبنانيين بعبارة ستبقى في الذاكرة: «مغادرة هذه الأرض تعني أن أحملكم في قلبي».

زيارات دبلوماسية

وعلى وقع كلمات البابا الاخيرة، التي قال فيها «لتتوقف الهجمات والاعمال العدائية، ولا يظن أحد ان القتال المسلح يجلب اي فائدة، فالأسلحة تقتل اما التفاوض والوساطة والحوار فتبني ولنختر جميعا السلام»، عادت اسرائيل لعادتها القديمة، وعادت طائراتها الحربية والمسيرة الى الاجواء اللبنانية، بقاعا وجنوبا وفوق الضاحية الجنوبية، في وقت تلتقط فيه بيروت انفاسها، استعدادا لموجة استقبالات دبلوماسية، تبدأ مع الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس ووزير الخارجية القطري، لتنتهي الجمعة مع وفد المندوبين الدائمين في مجلس الامن.

الزيارة القطرية

وفيما ارتفعت حظوظ زيارة وزير خارجية قطر الى بيروت، والمتوقعة خلال ساعات، بما تحمله معها من دلالات، خصوصا انها تاتي في لحظة اقليمية ضاغطة، وبعد فترة من الانكفاء القطري الطويل نسبيا، نتيجة تركيز الدوحة على ملف غزة، تبدو هذه الزيارة وفقا لمصادر دبلوماسية، تجديدا لالتزام الدوحة بلعب دور الضامن والوسيط لبنانيا، في مسار يستكمل «ورقة الافكار» المصرية المتعثرة، وغياب اي مبادرة اخرى قادرة على موازنة التعقيدات، خصوصا ان الزيارة سبقها تواصل مع كل من باريس، القاهرة، وطهران.

ورات المصادر ان تحرك الدوحة منسق مع واشنطن، حيث شهدت «الامارة» اكثر من اجتماع على هامش لقاءات ثنائية عقدت خلال الفترة الماضية تناولت الملف اللبناني، وسبل احداث خرق يساعد في الخروج من الازمة الحالية، اذ علم ان الوزير القطري يحمل معه نصائح و«معطيات» وربما «افكارا»، كما رسائل تتقاطع كلها مع مهمة مورغان اورتاغوس.

اورتاغوس في الجنوب

وبين التصعيد الإسرائيلي والضغوط الأميركية، وقبيل اجتماع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية، «الميكانزيم» اليوم، في حضور الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، حطت الاخيرة في تل أبيب، حيث التقت كلا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يسرائيل كاتس، مطلعة على سلسلة من التقارير الامنية والعسكرية، على ما كشفت المعلومات، ستحملها معها الى اجتماع «الميكانيزم»، مؤكدة على «ضرورة سحب السلاح من منطقة الجنوب على نحوٍ كامل حتى من داخل المنازل والأملاك السكنية، وأنه يجب على الجيش اللبناني أن يتولى هذه المهمة»، وفقا لمصادر مطلعة، قبل ان تغادر في اليوم نفسه، دون ان تلتقي أي من القيادات السياسية.

اوساط وزارية لبنانية اكدت ان ما تطلبه واشنطن لجهة الدخول الى المنازل لن يكون ممكنا حاليا، وان الجيش اللبناني ليس في وارد الرضوخ لهذا المطلب، خصوصا ان ثمة قوانين وانظمة ترعى هذه الامور ولن يسمح بخرقها، حتى في أي ظرف من الظروف، ملمحة الى ان بيروت ستجس نبض اورتاغوس لجهة ضم شخصية مدنية الى الوفد اللبناني في لجنة مراقبة وقف النار، آملة ان يساهم ذلك في التخفيف من الضغوط الاميركية المتزايدة، خاتمة بانه على ضوء نتائج زيارة اورتاغوس سيتحدد مصير الاتصالات الجارية لاعادة تحديد موعد جديد لقائد الجيش العماد رودولف هيكل في واشنطن.

الرد اللبناني

 لكن خلف هذا المشهد، تبرز معطيات أكثر حساسية، على ما تقول اوساط سياسية، مشيرة الى أن التواصل السياسي بين واشنطن والدولة اللبنانية ما زال متوقفا عند سقف صارم وضعته الإدارة الأميركية، وأن الرسائل الجديدة، غير المعلنة، وجدت طريقها من بوابة السفارة الأميركية، مؤكدة ان السفير الاميركي ميشال عيسى، نقل رسالة متشددة بضرورة بدء تنفيذ القرارات التي اتخذتها الحكومة اللبنانية في الخامس من آب الماضي، مع إصرار أميركي واضح على أن التنفيذ أهم من القرار نفسه، ولا تراجع في الموقف.

علما انه بعيد انتهاء الاستقبال الرسمي في القصر الجمهوري لقداسة البابا، شهدت احدى زوايا القاعة الكبرى، خلوة «عالواقف» بين السفير عيسى واحد مستشاري رئيس الجمهورية، لم يفصح عن مضمونها.

 

وتتابع الاوساط بان رئيس الجمهورية يحاول من خلال المبادرات التي يطلقها فتح قناة تفاوض غير مباشرة مع إسرائيل برعاية أميركية، لكن هذه الجهود لا تزال من دون آذان صاغية لا في واشنطن ولا في تل أبيب، علما انه اعاد التأكيد على «الاستعداد للالتحاق بمسارات السلام الإقليمية» في كل كلماته امام قداسة البابا، مدرجا هذه الاشارات في سياق فرملة عجلة الانحدار نحو مواجهة كبيرة يخشاها الجميع، في ظل تسارع التطورات وازدياد الحديث عن مرحلة إقليمية حساسة قد تتبلور قبل نهاية العام.

وختمت الاوساط، بالاشارة الى ان ما يقلق ويربك الاجواء في بيروت، الدور الجديد الذي يلعبه السفير الاميركي في تركيا والموفد الخاص الى سوريا، في ضوء المواقف التي يطلقها، وما يجري تسريبه من لقاءاته السياسية، تحديدا بعد زيارته الى العراق، والتي اكدت المعلومات الواردة لاحد المسؤولين ان ما نقل عن رسائل تبلغها الرئيس السوداني «ليس دقيقا»، دون كشف المزيد من التفاصيل.

وفد مجلس الامن

والى الجمعة حيث يتوقع ان يعود وفد مجلس الامن الذي سيزور دمشق، لعقد سلسلة اجتماعات ولقاءات سياسية وعسكرية، على ان يكون برئاسة المندوب الأستوني الدائم لدى الأمم المتحدة صامويل زبوغار بوصفه رئيس مجلس الأمن للشهر الحالي، ويضم كلا من المندوبين الدائمين الأميركي مايك والتز والبريطانية بربارا وودوارد والفرنسي جيروم بونافون والروسي فاسيلي نيبينزيا والصيني هو فو كونغ، بالإضافة إلى بقية الأعضاء الجزائري عمار بن جامع والصومالي أبو بكر عثمان والباكستاني عاصم افتخار أحمد والدنماركية كريستينا ماركوس لاسينا واليونانية أغليا بالتا والغويانية كارولين رودريغيز – بيركيت والبنمي إيلوي ألفارو دي ألبا والكوري الجنوبي تشا جي – هون، والسيراليوني مايكل عمران كانو.

ووفقا للمعطيات فان الوفد سيعاين الوضع على الارض خلال زيارة يقوم بها الى منطقة جنوب الليطاني، حيث سيستمع لشرح مفصل من قبل القيادة العسكرية اللبنانية وقوات الطوارئ الدولية، للوضع وللعقبات التي تواجه تطبيق القرار 1701،، فضلا عن الاجتماع مع قائدي آلية وقف الأعمال العدائية اللفتنانت جنرال جوزيف كليرفيلد والجنرال فلاتين سيلير، واجتماع آخر مع قادة «اليونيفيل»، كما ستكون له ايضا لقاءات يوم الجمعة مع كل من رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري، الذين سيبلغونهم بموقف موحد حول رفض الحرب والإصرار على الاستقرار ووقف الضربات الإسرائيلية، بينما سيكون التركيز على البحث عن بدائل لليونيفيل، بالإضافة إلى قائد الجيش العماد رودولف هيكل.

اختبار الجهوزية

ومع اظهار التطورات المتسارعة في الجنوب أن الأنظار في إسرائيل تتجه بثبات نحو الجبهة الشمالية، وسط تحذيرات من أن الهدوء الظاهر يخفي وراءه واقعا أكثر خطورة، مع تزايد القلق من احتمال انفجار واسع، في وقت تبدو فيه كل الأطراف مقتنعة بأن السؤال لم يعد ما إذا كان التصعيد سيقع، بل كيف ومتى.

فوسط أجواء الترقب والتحضيرات العسكرية التي يحكى عن انها باتت بحكم المنجزة، قامت إسرائيل مؤخرا بصيانة صافرات الإنذار في مدن تل أبيب والقدس وحيفا وبئر السبع، في خطوة فسرت على أنها جزء من استعداداتها لأي مواجهة عسكرية محتملة، حيث يطرح هذا الإجراء علامات استفهام حول انعكاساته على لبنان، لا سيما في ظل التحذيرات الدولية المتكررة من مخاطر اندلاع حرب جديدة.

وفي هذا السياق علم أن رئيس الأركان الإسرائيلي ايال زامير سيزور الولايات المتحدة الأميركية، خلال الايام المقبلة للبحث في ملف لبنان وإيران وكيفية التعامل معهما عسكريا، في محاولة للحصول على ضوء أخضر من أجل توسيع نطاق العمليات الامنية والعسكرية ضد لبنان، بعد الحصول على قرار بتخفيف بعض القيود على عمليات جيشه خلال الايام الماضية، حيث ابدى المراقبون تخوفهم من تصعيد، لا سيما أنه يسبق في العادة الزيارات العسكرية الإسرائيلية لواشنطن أو العكس.

تصاعد التوتر

وفي هذا الاطار أكد دبلوماسي أوروبي في حديث لصحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية، أن «هناك خطرًا من تصاعد التوتر على الجبهة اللبنانية بعد اغتيال احد قياديي حزب الله»، مشددا على أن «من حق إسرائيل التحرك إذا حاول حزب الله استعادة نشاطه في جنوب لبنان»، كاشفا عن أن «إسرائيل قد تشن ضربة على إيران خلال 12 شهرا، مشيرا إلى أن «واشنطن لن تسمح لإسرائيل قريبا بشن هجوم واسع على إيران حفاظا على خطتها بشأن غزة».

رفع سقف السحوبات

على الصعيد الاقتصادي، يستمر النقاش في الصالونات الاقتصادية والسياسية حول «مغزى» قرار حاكم مصرف لبنان، برفع سقف السحوبات المالية وفقا للتعميمات الصادرة سابقا، حيث تكشف المعلومات ان قرار البنك المركزي جاء بعد توافر قناعة لدى جميع الاطراف بان قانون «الفجوة المالية» لن يصدر قريبا، نتيجة عدة عوامل، اولها الخلاف السياسي حوله، ثانيها، الخلاف مع المصارف، وثالثها، تعطيل التشريع في المجلس النيابي على خلفية الخلاف حول قانون الانتخابات.

اسباب كانت كفيلة لمبادرة الحاكم الى اتخاذ الاجراء من ضمن الامكانات المتوافرة في مصرف لبنان وبشكل لا تؤثر فيه على ثبات سعر الصرف، وفي الوقت نفسه على عدم احداث تضخم اقتصادي، في مقابل التخفيف من الاعباء على اصحاب الودائع، في ظل الاوضاع الاقتصادية الراهنة.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى