هؤلاء الذين ينتصرون عليكم دائماً…
الذين يحكمون العالم بعنف ويدفعونه للحرب، هم انفسهم الاطفال الذين كانت تشتكي منهم مدارسهم من كثرة افراطهم بالحركة ومن قلة الانتباه والتركيز مع افكار نزقية وعدوانية عشوائية.
هم انفسهم من احتار بهم اهلهم وشعروا من اجلهم بالقلق على مستقبلهم غير المضمون، والذين خافوا عليهم من مخالفة القانون والتسبب بالمشاكل معالجيران ومع رجال الامن وفي المحاكم.
هم انفسهم الذين بحث اهلهم عن المخدرات في جيوب ثيابهم وفي احذيتهم وسألوا اصدقاءهم اسئلة عن الطريقة التي تساعدهم على التعرف على المدمنين .
هم انفسهم الذين اهلهم فقدوا من اموالهم ومن مجوهراتهم وحامت الشبهات عليهم لأنهم يقسمون بالرب كذبا ولانهم يعتبرون قنص واذية غيرهم ظلماً لحق شرعي طبيعي لهم ، أؤلئك الذين يدّعون أنهم مميزون ، فهموا وادركوا اسرار الحياة والدنيا والمال والسلطة والجنس والقوة باكرا ،ما جعلهم يتعاطون مع الحياة الدنيا كأنّها مقامرة اكثر منها مغامرة ،فإما انخرطوا بأحزاب او نوادٍ شريرة او انتسبوا لعصابات ولطوائف ماكرة او جعلوا انفسهم كلابا مأجورة عند اصحاب المخدرات ومخبرين انذال لدى ادارات العمل او لدى المخابرات.
هكذا عبروا وهكذا وصلوا وهكذا تسللوا الى مفاصل القوى الامنية والجيوش والسلطة والرأسمال ،لانهم من ذوي العقل المقامر والشرير الذين يعيشون من وخز ضمير ومن دون لومة انا اللوامة، فكل شيء عندهم مباح وكل شيء عندهم ممكن ، المبادىء عندهم تدوير زوايا والمُثل العليا عندهم مدعاة احتقار والمحترم عندهم إما احمق إما مهرج.
زملاؤهم المهذبون والمجتهدون من ابناء جيلهم الذين تحملوا فظاظتهم امضوا وقتهم بين القلم و الكتاب والجامعة ،وبين همّ توفير المال على اهلهم وبين عبء العمل الاضافي ليشقوا طريقهم العلمية الطويلة الأمد، ولان الكتاب انيسهم عاشوا في المُثل العليا وعاشوا المبادىء .
شريرو المدرسة حكموا مجتهديها لان القوة والشرّ والعدوانية اقوى، لا ينفع معها كلام رقيق ولا اغنية رومانسية.
هكذا انتفض في لبنان التلامذة الاطفال المجتهدون السابقون برومانسية الشارع والشتم المغنى بلحن جميل ضد الاطفال المفرطين في الحركة والعدوانيين المدججين بفنّ السرقات والاجرام ، انما في الشارع هذه المرة ، ففاز ككل مرة زعران المدرسة وشبيحة الجامعة وزعران المؤسسات والهيئات الرسمية على ابناء البيوت الهادئة والاوادم.
اعيدوا النظر بتربية اطفالكم وعلموهم رشق رفاقهم بالحجارة وضربهم بالسكاكين، إن اردتم لهم ان يصبحوا حكاما في الدولة واقوياء في الحياة وان يكونوا من الناجحين بربطة عنق كالدجالين.