قالت الصحف: عشية الاستقلال.. سلام يجدد الإستعداد للتفاوض ومتري في دمشق واكثر من 10000 خرق جوي وبري

الحوارنيوز – خاص
عكست صحف اليوم موقف رئيس مجلس الوزراء نواف سلام بما تضمنه من استعداد للتفاوض مع العدو الإسرائيلي، فيما جيش الاحتلال يمعن في ارتكاب جرائمه ويواصل بناء جدار القضم ويرفض تنفيذ القرار 1701، وقد سجلت اليونيفل أكثر من 7500 انتهاك جوي ونحو 2500 انتهاك بري شمال الخط الأزرق خلال عام..
فماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: أجواء ملبّدة وقلق تصاعدي عشية الاستقلال… سلام يجدّد استعداد لبنان للتفاوض مع إسرائيل
وكتبت تقول: يبدو أن ترددات الانتكاسة الحادة والصادمة في العلاقات بين الإدراة الأميركية والجيش اللبناني، وضمناً مع رئاسة الجمهورية، لم تتوقف على المسار الثنائي، إذ أثارت نقزة فرنسية تحديداً عكست توجّساً متنامياً لدى باريس ودول الاتحاد الأوروبي عموماً من تبعات أي تطور سلبي من شأنه أن يفاقم الوضع المتفجر في جنوب لبنان. ولذا تتخذ التحركات الديبلوماسية في قابل الأيام كما المواقف الرسمية لأركان السلطة دلالات بارزة، إذ يبدو واضحاً أن الانتكاسة الأميركية فعلت فعلها في إحداث تداعيات تستدعي إعادة تصويب عاجلة لمسار العلاقة اللبنانية الأميركية بما يمنع تطور المأزق إلى أزمة غير قابلة للاحتواء.
وعشية إحياء الذكرى الـ82 للاستقلال، بقيت هذه الانتكاسة طاغية على المشهد وعلى جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في قصر بعبدا، ولو أنها لم تخرج بأي تعليق رسمي على ما جرى، فيما تحدثت معلومات عن تحريك قناة المجموعة الخماسية، فأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أنها تعمل مع واشنطن على تخفيف التوتر بين إسرائيل ولبنان. واستقبل الرئيس جوزف عون في هذا السياق السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، وأجرى معه جولة أفق تناولت مواضيع الساعة لا سيما منها التطورات في الجنوب وعمل لجنـة “الميكانيزم”.
وبدا لافتاً أن “اليونيفيل” أعلنت أنه منذ توقيع اتفاقية وقف الأعمال العدائية العام الماضي، رصدت قواتها أكثر من 7500 انتهاك جوي ونحو 2500 انتهاك بري شمال الخط الأزرق، إلى جانب اكتشاف أكثر من 360 مخبأً متروكًا للأسلحة تم تحويلها إلى الجيش اللبناني.
وأضافت: “تُرفع جميع هذه الانتهاكات والتقارير المتعلقة بها إلى مجلس الأمن الدولي. ويستمر الوضع على طول الخط الأزرق في حالة من الاستقرار الهش، حيث يقوم حفظة السلام التابعون لليونيفيل والجيش اللبناني بدوريات يومية تهدف إلى منع أي تصعيد والمساهمة في إعادة الاستقرار إلى جنوب لبنان”.
وفيما يوجه رئيس الجمهورية جوزف عون في الثامنة مساء اليوم رسالة إلى اللبنانيين في الذكرى الـ82 لاستقلال لبنان، تردّد أنها تحمل “مفاجأة” من دون الافصاح عنها، اتّسم كلام رئيس الحكومة نواف سلام أمس عن موضوع التفاوض بدلالات لافتة في توقيته ومضمونه. وقد أعلن سلام في حديث إلى وكالة “بلومبرغ” أنّه “سيبحث مع مسؤولين أميركيين رفض إسرائيل للتفاوض والتسوية”، مشيراً إلى أنّه “عندما نظهر استعدادنا للتفاوض لا نحصل على موعد”. وشدّد سلام على أنّ “لبنان مستعدّ للانخراط في مفاوضات مع إسرائيل”، لافتاً إلى أنّه “يكرّر عرض لبنان السابق للاستعداد للتفاوض بشأن الحدود البرية والمناطق التي ما زالت إسرائيل تحتفظ بها”. وأوضح سلام أنّ “خطّة نزع السلاح جنوب لبنان تسير على المسار الصحيح، وأنّ الجيش يوسّع انتشاره قرب الحدود مع إسرائيل”. وأشار إلى أنّ “إسرائيل لا تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار وتواصل البقاء في 5 مواقع حدودية “عديمة القيمة الأمنية والعسكرية”. وأضاف سلام، أنّ “الجيش شدّد السيطرة على طرق التهريب خصوصاً على الحدود مع سوريا”. وأعلن أنّ “الحكومة تعمل مع فرنسا والسعودية لعقد مؤتمر مانحين لدعم إعادة إعمار لبنان وتعافي الاقتصاد”، مؤكدًا “أنّ لبنان لن يفوّت فرصة التغيير في المنطقة هذه المرة.
ولمناسبة ذكرى الاستقلال وجّه رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى اللبنانيين، رسالة شدد فيها على “السعي الحثيث لتأمين كل مستلزمات الدعم والمؤازرة لتمكين الجيش من تحقيق وإنجاز كل المهام المناطة به، باعتباره مؤسسة ضامنة وحامية للبنان واللبنانيين ولسلمهم وبالطبع لمكافأة قيادتها وجنودها وضباطها ورتبائها على عظيم ما يقدمون، وليس التشكيك والوشاية والتحريض عليهم في الداخل والخارج واستهداف دورهم الوطني المقدس الذي كان وسيبقى عنواناً للشرف والتضحية والوفاء من أجل حماية لبنان، وصون كل تلك العناوين من عدوانية اسرائيل التي كانت ولا تزال تقف حائلاً بين اللبنانيين وبين استقلالهم الحقيقي الناجز براً وبحراً وجواً”.
وسط هذه الاجواء، انعقدت جلسة مجلس الوزراء في بعبدا التي حضر إليها وزير الإعلام بول مرقص، حاملاً معه العدد الخاص الذي أطلقته “النهار” واليونيسف لمناسبة يوم الطفل العالمي تحت عنوان “بكرا إلنا”. ووزع النسخ على الرئيسين عون وسلام والوزراء. وأعلن مرقص بعد الجلسة عدم إقامة احتفالات وعرض عسكري في عيد الاستقلال نظراً للظروف التي يمر بها لبنان. وأوضح أن الرئيس عون “جدّد الإشادة بما يقوم به الوزراء من عمل دؤوب وبالإنجازات التي يُحقّقونها، والتي تعود لهم وحدهم رغم كل المحاولات للتقليل من أهميتها لأنّ الحقائق واضحة والناس تراها وتُدركها”. وأقرّ مجلس الوزراء معظم جدول أعماله العادي، ولفت مرقص إلى أنه تقدم بطلب رسمي لإدراج قضية المصوّر سمير كساب على جدول أعمال اللجنة اللبنانية- السورية.
وفي تحرّك جديد بارز يتصل بتطوير العلاقات بين لبنان وسوريا، قام نائب رئيس الحكومة الدكتور طارق متري، بزيارة رسمية إلى دمشق حيث التقى الرئيس أحمد الشرع. وأفيد أنه قد تم خلال اللقاء “بحثٌ معمّق في سُبل تحسين وتطوير العلاقات الثنائية بين لبنان وسوريا، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين ويسهم في تعزيز الاستقرار والتعاون على مختلف المستويات”.
كما عقد متري سلسلة لقاءات مع عدد من المسؤولين السوريين، فالتقى وزير الخارجية أسعد الشيباني ووزير العدل مظهر الويس. وتم خلال الاجتماعين بحث مختلف الملفات المشتركة، بما في ذلك ملف الموقوفين، والمفقودين ومسألة الحدود، “حيث تم التأكيد على العمل الجاد لإيجاد حلول ومعالجات عادلة لهذا الملف بما يضمن الحقوق ويعزز التعاون القضائي بين البلدين”.
وأما في الملف الانتخابي، وبينما انتهت المهلة المعطاة للبنانيين غير المقيمين للتسجيل للتصويت في الانتخابات المقبلة من حيث هم، أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أنه “ليس لرئيس مجلس النواب نبيه بري الحق في أن يعطل عمل المجلس أو أن يمنع النواب من ممارسة دورهم الدستوري”، وقال متوجهاً إليه: “لماذا لا تدعو إلى جلسة تشريعية فورية وتضع مشروع القانون المعجّل واقتراح القانون المعجّل المكرّر على جدول الأعمال؟ أم أنك تخشى الديموقراطية وآراء النواب؟”. وأضاف: “ليت الرئيس نبيه بري، يأخذ عبرة مما حصل في انتخابات نقابة المحامين. ففي تلك الانتخابات، كنا مختلفين، وكان هناك خلاف حول من يجب أن يكون النقيب. لم نغلق العدلية، ولم نمنع الجلسات، ولم نرفض إدراج الاستحقاق على جدول الأعمال. ليست هكذا تحل الأمور. وضعنا المسألة على جدول الأعمال كما يجب، واحترمنا المهل الانتخابية كاملة، وذهبنا إلى الانتخابات بروح طيبة وديموقراطية عالية”. ولفت إلى أن “فريق الممانعة يقول اليوم، والآن فهمت لماذا خسروا الحرب، لأنهم يقضون أوقاتهم في الكلام والجدالات العقيمة، وفي فبركة المعادلات النظرية التي لا ترتكز إلى واقع، بل تقوم على الأضاليل والأكاذيب، هذا الفريق يقول لنا اليوم إننا وافقنا على قانون الانتخابات في الأساس، فلماذا لم نعد راضين عنه الآن؟ الجواب بسيط: نعم، وافقنا عليه، لكننا نريد تعديله اليوم. أليس هذا جائزاً في أي قانون أو دستور أو شرعة في العالم؟ أليس طبيعياً أن يعدل قانون قائم لتصحيح بعض مواده؟ هذا أمر مألوف في العمل التشريعي… فلماذا لا تعرض المسألة على الهيئة العامة لمجلس النواب لتقرر هي ما تراه مناسبا؟”.
على خط آخر، وفي انجاز نوعي، أعلن الجيش اللبناني توقيف أحد أكبر المطلوبين من رؤوس عصابات تجارة المخدرات نوح زعيتر في كمين محكم لمخابرات الجيش في الكنيسة في البقاع. وأفيد أن زعيتر لم يتعرّض لأي إصابة خلال توقيفه، إذ القت قوة خاصة من المخابرات القبض عليه في بلدته. وأفاد مصدر رسمي أن توقيف نوح زعيتر يصب في مصلحة كل لبنان ويحسّن صورة البلد لأن الدولة مصممة على مكافحة الاتجار بالمخدرات ولا تراجع عن توقيف بقية المطلوبين الخطيرين.
- صحيفة الأخبار عنونت: دمشق مُنزعِجة من وزير العدل والبحث مؤجّل في مصير مزارع شبعا | الشرع لمتري: لا حاجة إلى وساطة خارجية بيننا
وكتبت تقول: بعدَ عدد من اللقاءات بين بيروت ودمشق، والتي تمّ خلالها البحث في الملفات الأمنية والقضائية، شملت أيضاً البحث الجدّي في ملف ترسيم الحدود، يستكمل كل من لبنان وسوريا الخطوات العملية في إعادة بناء إطار للعلاقة بينهما.
في هذا السياق، أتت الزيارة الرسمية التي قامَ بها نائب رئيس الحكومة طارق متري لدمشق حيث التقى الرئيس السوري أحمد الشرع، وتمّ خلال اللقاء «بحث معمّق في سبل تحسين وتطوير العلاقات الثنائية بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين ويسهم في تعزيز الاستقرار والتعاون على مختلف المستويات.
وفي الزيارة نفسها، أجرى متري سلسلة لقاءات مع وزير الخارجية أسعد الشيباني ووزير العدل مظهر الويس. وقد تمّ خلال الاجتماعين البحث في مختلف الملفات المشتركة، بما في ذلك ملف الموقوفين، المفقودين ومسألة الحدود، حيث تمّ التأكيد على «العمل الجادّ لإيجاد حلول ومعالجات عادلة لهذا الملف، بما يضمن الحقوق ويعزّز التعاون القضائي بين البلدين».
وعلمت «الأخبار» أن الرئيس السوري حرص على إظهار الرغبة الكبيرة بتحسين العلاقات مع لبنان، داعياً إلى تعزيز التواصل المباشر. ونقل عنه تأكيده «أن ملف الحدود البرية، وكذلك بقية الملفات بين البلدين لا تحتاج إلى وساطات خارجية من أحد، وأنه يمكن للجان مشتركة بين البلدين إنجاز الأمور بطريقة مناسبة، من دون ترك أي تبعات مع المؤسسات الدولية أو العواصم الخارجية».
وقال مصدر سوري لـ«الأخبار»، إن الرئيس السوري كان واضحاً في أن بلاده «تريد ترسيماً للحدود بين لبنان وسوريا من الشمال حتى الجنوب».
لكنّ الشرع «كان حاسماً في أن الوقت والظرف غير مناسبيْن للبحث في ملف مزارع شبعا المحتلة، والذي يبقى مرتبطاً بعناصر إقليمية ودولية أكبر من قدرة البلدين على معالجتها في الوقت الراهن». كما بدا حرصٌ، أن المسؤولين السوريين «لا يريدون أن ينجرّ لبنان خلف التهويل أو العروض من دون استعداد، وأنهم تطرّقوا إلى ما تسرّبه إسرائيل عن عمليات تهريب أسلحة عبر سوريا إلى حزب الله في لبنان، وأنها أخبار غير صحيحة، ولم يقدّم أي طرف أدلة على وجودها».
خطوة متري تأتي بعد جولة قامت بها في بيروت المستشارة الرئاسية الفرنسية آن كلير لوجندر، وطرحت خلالها مع المسؤولين اللبنانيين المساعدة في ملف ترسيم حدود البلدين، عن طريق تقديم خرائط تعود لأيام الانتداب الفرنسي، وسط معلومات تشير إلى سعي فرنسي لعقد اجتماع تقنيّ يتضمّن مشاركة وفد لبناني وآخر سوري للبحث والاطّلاع على هذه الخرائط، ومن ثمّ المباشرة بترسيم الحدود بينهما والتي يبلغ طولها حوالى 375 كيلومتراً من مزارع شبعا جنوباً حتى سواحل عكار شمالاً. ويبدو أن الجانب الفرنسي «يبالغ في تقدير الحاجة إلى دوره».
وقال مصدر سوري: «إن الوثائق التي يتحدّث عنها الفرنسيون، توجد نسخ منها لدى لبنان وسوريا، والقسم الأساسي موجود في الأمم المتحدة، وإن لبنان وسوريا ليسا في حاجة إلى منح أحد أدواراً مقابل أدوار يمكن معالجتها بين البلدين مباشرة».
زيارة متري أثارت بعض التساؤلات بشأن توجّهه وحيداً إلى العاصمة السورية، من دون أن يكون هناك أي وفد مرافق له أو حتى زملاء له في الحكومة مثل وزير الخارجية أو وزير العدل، علماً أن الوفود السورية التي كانت تأتي إلى بيروت غالباً ما كانت تجتمع مع وزراء عديدين أو كان هؤلاء ينضمون إلى الاجتماعات التي كانت تحصل، على سبيل المثال كانَ وزير العدل عادل نصار في أغلب الأوقات ينضم إلى هذه اللقاءات حتى من دون التنسيق مع متري.
وبحسب معلومات «الأخبار» فإن «الزيارة تمّت جدولتها بعدما طلب الجانب السوري لقاء متري بصفته رئيس لجنة التنسيق بين البلدين، بهدف التنسيق معه حصراً»، وسط امتعاض عبّر عنه السوريون من «أداء وزير العدل نصّار بما يتعلّق بملف الموقوفين السوريين في لبنان». وكشفت مصادر مطّلعة عن أن المعطيات بأنّ «الجانب السوري، اشتكى للسعودية وفرنسا، بشكلٍ مباشر من أنّ نصّار يؤخّر توقيع اتفاقية تعاون قضائي وتبادل موقوفين بين لبنان وسوريا».
وهو أمر أثاره الجانب السوري مع الوزير متري مستوضحاً ما إذا كانَ هناك قرار لبناني على مستوى الحكومة غير راغب بتسوية الملف، خصوصاً أن الوزير نصار يرفض التعاون حتى في ما يتعلق بالموقوفين السوريين غير المتورّطين في أعمال إرهابية، ما أثار قلق هؤلاء من إمكانية أن يكون نصار يريد المقايضة بملفات يستفيد منها الطرف السياسي الذي ينتمي إليه! وبخلاف ما يروّج له خصوم حزب الله، لجهة الادّعاء بأنه يعرقل تحسين العلاقات مع سوريا، فإن معنيين يؤكدون أن وزراء الثنائي في الحكومة لا يسجّلون أي تحفّظاً أو اعتراضاً ربطاً بالملف السوري.
وبحسب المصدر السوري فإن الجهات المعنية في العاصمة السورية أبدت أمام الوزير متري «استغرابها، من عدم قدرة الحكومة على إيجاد مخرج قانوني لمعالجة ملف السجناء والموقوفين حتى الآن» مع «خشية أن يكون هناك قرار سياسي عند قوى بارزة في لبنان، ولا سيما من الجانب المسيحي ترفض معالجة الملف».
وفيما أشارت المصادر إلى أنه خلال محادثات الوزير متري مع الجانب السوري تمّ التأكيد على ضرورة الإسراع في توقيع الاتفاق القضائي، قالت إن «زيارة متري لدمشق تعني دخول العلاقة بين البلدين مرحلة جديدة تحمل عنوان الحسم، ولا سيما في ما يتعلق بقضية الحدود التي ستدخل فرنسا فيها كوسيط مساعد»، علماً أن «تكليف متري بملف العلاقات اللبنانية السورية مرتبط أيضاً بالدور الذي يراد له أيضاً في ملف التفاوض مع إسرائيل، وتُعد مسألة الحدود مع سوريا واحدة من النقاط المشتركة بين الجهات الثلاث وهو المُصنّف بالسوبر وزير».
ولفتت المصادر إلى أنه «على الرغم من تركيز الجانب السوري على ملف الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية أكثر من أي ملف آخر، إذ لم يُبْدِ الموفدون السوريون في الاجتماعات السابقة التي عُقدت في لبنان اهتماماً راهناً بملف الحدود»، إلا أن «التحرك الفرنسي الأخير، بغطاء أميركي، دفع دمشق إلى إعادة ترتيب الأولويات لتكون الحدود على رأس قائمتها، وكانت أساس النقاش خلال اللقاءات».
- صحيفة الديار عنونت: «اسرائيل» تصعّد لفرض «الخط الاصفر» وتفتيش المنازل؟
عون يتحدث عن «سوء فهم»… لا تخلّ اميركيا عن الجيش
كمين محكم للمخابرات بقاعا يسقط «اسكوبار» لبنان نوح زعيتر
وكتبت تقول: لا تغيير في المشهد السياسي والامني، ترقب للتطورات والاحداث دون القدرة على التحكم بها، جلسة للحكومة في بعبدا تظهر العجز الرسمي عن مواكبة التصعيد الاسرائيلي الخطير، والاكتفاء بوعد معلق بعقد جلسة حكومية في الجنوب. في المقابل «اسرائيل» لا تزال تهدد بجولة قتالية جديدة، وتسريبات حول نقاش مستمر عما اذا كانت «الايام القتالية» تضمن توغلا بريا او فقط تصعيدا وتوسيعا للغارات الجوية؟! فيما برز سيناريو تكرار سيناريو غزة من خلال ايجاد» خط اصفر» داخل الاراضي اللبنانية، عبر توسيع الاحتلال، وخلق مناطق عازلة، وهو امر بات على «طاولة» الحكومة الامنية، بحسب الاعلام العبري الذي واصل التشكيك بالجيش.
سابقة خطيرة؟
في هذا الوقت، لم يتبلغ لبنان جديدا يتعلق بالاتصالات الدبلوماسية، لا سعوديا، ولا اميركيا، وحدها باريس تتحرك في محاولة للجم التصعيد الاسرائيلي خوفا من انهيار دراماتيكي للدولة اللبنانية، كما أكد مصدر دبلوماسي «للديار»، اشار الى ان المخاوف جدية من توسيع «اسرائيل» نطاق استهدافاتها للقرى والمدن في الجنوب ومناطق اخرى بهدف اجبار الجيش اللبناني على تنفيذ مهمة تفتيش المنازل المدنية، بعد رفض قيادته الرضوخ للضغوط الاميركية- الاسرائيلية. وما حصل في بلدة بيت ليف مساء امس الاول، يشكل سابقة خطيرة، بعدما هددت قوات الاحتلال باستهداف نحو 35 منزلا في البلدة بحجة احتوائها على اسلحة، وبعد مناشدة اهالي البلدة، دخلت قوات مؤللة للجيش الى البلدة، ودخلت عناصره بعض المنازل بطلب من اصحابها لخشيتهم من استهدافها. ووفقا لمصادر مطلعة، قد تستغل «اسرائيل» هذه السابقة لتوسيع نطاق تهديداتها، وفرض امر واقع ميداني، مع العلم ان المصادر العسكرية تؤكد عدم وجود اي تغيير في التعليمات، والاصرار على رفض تنفيذ الاملاءات الخارجية، لان في الامر مخالفة للقانون اللبناني الذي يشترط الحصول على استنابات قضائية لتفتيش المنازل.
مطالب مستحيلة
من جهته، أكد مصدر عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية ان الجيش ملتزم بالخطة ضمن الجدول الزمني المصدق عليه في مجلس الوزراء والذي يعرفه الأميركيون والاطراف المعنية كافة، لكن المطالبة بسحب سلاح حزب الله مع نهاية هذا العام امر مستحيل، وهو ما يعرفه الجميع. ونقلت الوكالة عن مسؤول في جيش الاحتلال قوله» إن لجنة مراقبة وقف إطلاق النار تعمل لكن ليس بالسرعة التي نرغب بها، ولا في الأماكن التي نرغب بها»، وزعم ان حزب الله يعيد بناء نفسه.. ولن نسمح بتنامي هذا النوع من التهديدات في منطقتنا. وقال «لن يحدث هذا وعندما أنهينا الحرب، كنا نعلم أنه تبقى لديهم ما بين 20 و30 في المئة من قدراتهم النارية، مضيفا لا يمكن أبدا تحقيق الصفر.
الاستعداد لجولة قتالية؟
وفيما واصل الطيران المسير المعادي استباحة الاجواء اللبنانية، اكدت القناة 13 الإسرائيلية، بأن الجيش الإسرائيلي يستعد لجولة قتال تستمر عدة أيام ضد حزب الله. بدورها، نقلت صحيفة «اسرائيل اليوم» عن مسؤول عسكري ان «الهجوم الإسرائيلي المرتقب على لبنان يأتي في ظل تقديرات برد حزب الله بالصواريخ والمسيّرات». أما موقع «والا» الإسرائيلي فزعم ان «واشنطن تمنع تل أبيب من رد قاسٍ على خروقات حزب الله». وفي سياق متصل، نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن مسؤولين إسرائيليين، قولهم إنّ الضغط الأميركي يقيّد حالياً أي ردّ إسرائيلي أشد على خروقات حزب الله لاتفاق وقف إطلاق النار.
علاقة الجيش وواشنطن
في غضون ذلك، لا يبدو رئيس الجمهورية جوزاف عون قلقا حيال مستقبل العلاقة بين الجيش اللبناني وواشنطن، وعلمت «الديار» انه اقفل «باب النقاش» امام عدد من الوزراء، حاولوا الحصول على اجابات حول اسباب الازمة، وتحدث عن سوء تفاهم يجري العمل على حله عبر الاتصالات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة. وفي هذا الاطار، تلقى قائد الجيش رودولف هيكل «رسالة» دعم فرنسية نقلها السفير هيرفيه ماغرو ، كما وصلت تطمينات اميركية، شبه رسمية الى بعبدا، واليرزة، تفيد بان واشنطن لا تزال تعتبر الجيش «حليفا استراتيجيا»، وان المشكلة مع«القائد» قابلة للحل، لكن هذا لا يعفي الجميع من ضرورة احداث تغيير ما في المقاربات الحالية.
سلام يستغرب..؟
من جهته، استغرب رئيس الحكومة نواف سلام عدم استجابة «اسرائيل» لعرض التفاوض الذي جدد الالتزام به، مجددا الرهان على «الوساطة» اميركية، واكد أنّه «عندما نظهر استعدادنا للتفاوض لا نحصل على موعد». لافتاً إلى أنّه «يكرّر عرض لبنان السابق للاستعداد للتفاوض بشأن الحدود البرية والمناطق التي ما زالت إسرائيل تحتفظ بها». وجاءت الاجابة على استغراب الرئيس سلام، من «اسرائيل» عبر صحيفة «يديعوت احرنوت» التي لفتت الى ان المشكلة تكمن في ان دولة الاحتلال تُفضّل التركيز على مخاوفها بدلًا من إدراك أن الوقت الحالي هو الأنسب لعملية «السلام» – من حيث ضعف الفلسطينيين واستعدادهم للإصلاح، ومن حيث الاعتراف الدولي باحتياجات «إسرائيل» الأمنية مع كل الدول المحيطة بها. لكن لا توجد قيادة اسرائيلية مستعدة للذهاب الى اي تفاهمات.
لا جدية اسرائيلية
واعتبرت الصحيفة ان الأمور مُحيّرة أيضاً فيما يتعلق بلبنان. وزعمت، ان لبنان يطالب بمفاوضات مباشرة بشأن الانسحاب من المواقع جنوب لبنان، مقابل استمرار تفكيك حزب الله والتوصل إلى اتفاق سلام. واضافت» من المُحتمل أن تكون الحكومة اللبنانية ضعيفة للغاية، لكن من المُؤكد أن أفضل طريقة لإحباط تهديد حزب الله هي التوصل إلى اتفاق مع لبنان. وحتى الان لا يوجد أي نقاش جاد حول السياسة الإسرائيلية في هذا الشأن.
فشل الاستراتيجية
وينطبق الأمر نفسه على سوريا. فمع سقوط نظام الأسد، استولى الجيش الإسرائيلي على جبل الشيخ، وهي خطوة لم تُعتبر يومًا هدفًا إسرائيليًا. الآن، يقترح الشرع اتفاقية أمنية مقابل الانسحاب. هل يدور نقاش في إسرائيل حول جدوى انسحابنا واغتنام هذه الفرصة التاريخية؟ لا يبدو ذلك لأن «إسرائيل» تُفضل بالأساس الحفاظ على ما هو قائم، والتركيز على الجانب الأمني الضيق، وعدم إدراك أن الأمن الحقيقي ينبع من الاتفاقيات. وينطبق الأمر نفسه على السعودية. فمزايا السلام مع السعوديين واضحة. لكن المفارقة تكمن في أن التبادل الذي يسعى إليه السعوديون – وهو طريقٌ نحو دولة فلسطينية منزوعة السلاح وخاضعة للإشراف – يُنظر إليه في إسرائيل على أنه تهديد، بينما هو في الواقع مكسبٌ ضخمٌ آخر، لكن القيادة في «اسرائيل» تفتقر الى استراتيجية دبلوماسية شجاعة، وهو ما سيُذكر بأنه الفشل الأعظم للحرب.
دعم فرنسي للموقف اللبناني
واليوم يوجه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في الثامنة مساء اليوم رسالة الى اللبنانيين في الذكرى الـــ 82 لاستقلال لبنان وذلك عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة، ويتناول فيها التطورات وموقف لبنان منها. هذا واستقبل الرئيس عون سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو واجرى معه جولة افق تناولت مواضيع الساعة لا سيما منها التطورات في الجنوب في ضوء استمرار الاعتداءات الإسرائيلية وعمل لجنـة «الميكانيزم»، إضافة الى مواضيع تتناول العلاقات اللبنانية- الفرنسية، وعلمت «الديار» ان السفير الفرنسي ابلغ الرئيس ان باريس تؤيد موقف لبنان، وتختلف مع واشنطن واسرائيل، وهي كدولة تشارك في «الميكانيزم» تعرف جيدا ان الجيش يلتزم بتعهداته، ولا تحصر خروقات من الجانب اللبناني. ومواكبة لجولة السفير الفرنسي في بيروت، اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن باريس قلقة بشأن تكثيف الهجمات الإسرائيلية في جنوب لبنان، وقال»نحن قلقون بشأن تكثيف الهجمات الإسرائيلية في جنوب لبنان. نندد بالهجمات الإسرائيلية التي تقتل المدنيين في الجنوب. موقفنا هو موقف احترام وقف إطلاق النار. واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية انها تعمل مع واشنطن على تخفيف التوتر بين «إسرائيل» ولبنان. لكن حتى مساء امس، لم يتبلغ المسؤولون اي جديد من الفرنسيين.
عون يحدد موقع لبنان؟
وفي موقف يعكس استياءه من «لوبي» لبناني يعمل ليل نهار على تقويض عهده، ويسعى لإفشاله، نوه رئيس الجمهورية جوزاف عون في بداية جلسة مجلس الوزراء، بالمؤتمرات الدولية التي يستضيفها لبنان، وقال نُقدّر الجهود التي يبذلها الوزراء في إنجاحها عبر عملهم وتنسيقهم، ونشكر كل المشاركين فيها، وخصوصًا الأشقاء السعوديين. ونأمل أن تُشكّل هذه المؤتمرات بادرة خير ونجاح للبنان. وهذا هو الردّ الحقيقي على بعض النفوس السوداء التي تتقصّد تشويه صورة البلد وعدم تقبّل وجود دولة تعمل للنهوض. وهناك ثلاثة أنواع من المعارضين: من لا يرغب في العمل، ومن كان يريد أن يقوم بعملك، ومن يعمل عكس ما تقوم به. وفي موقف لافت، قال عون «تسلّمنا دراسة من المدير العام لسكك الحديد والنقل المشترك تتضمّن مشروع ربط بيروت بالبقاع وبطرابلس عبر القطار، والجدوى المالية والاقتصادية منه. وقال» إنها دراسة تستحق المتابعة الفعلية، لأنها قادرة على نقل لبنان إلى مرحلة جديدة في عالم النقل العام، خصوصًا مع المشاريع التي تُعَدّ في المنطقة، ومنها الخط الذي يربط الهند بالمملكة العربية السعودية».
جلسة حكومية جنوبا؟
تجدر الاشارة الى ان رئيس الحكومة نواف سلام، وردا على مطالبة وزير الصحة ركان ناصرالدين عقد جلسة للحكومة في الجنوب، اكد انه يفضل عقدها بعد اقرار قرض البنك الدولي 250 مليون دولار في المجلس النيابي،وهي تحتاج الى تحضير مناسب.
بري يدعم الجيش
ولمناسبة ذكرى الاستقلال وجه رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى اللبنانيين رسالة جاء فيها «الإستقلال ليس يوماً من تاريخ، وليس فعلاً ماضياً مبنياً على المجهول، إنما هو امتحان يومي للبنانيين شعباً وجيشاً ولسائر السلطات، وهو دعوة دائمة لهم لاستكمال معركة إستقلال الوطن وتحصينه من الإرتهان والخضوع، وصون السيادة، وتحصين الإرادة الوطنية من التبعية، وتحرير الأرض والإنسان من براثن الإحتلال، والسعي الحثيث لتأمين كل مستلزمات الدعم والمؤازرة لتمكين الجيش من تحقيق وانجاز كل المهام المناطة به باعتباره مؤسسة ضامنة وحامية للبنان واللبنانيين ولسلمهم وبالطبع لمكافأة قيادتها وجنودها وضباطها ورتبائها على عظيم ما يقدمون، وليس التشكيك والوشاية والتحريض عليهم في الداخل والخارج وإستهداف دورهم الوطني المقدس الذي كان وسيبقى عنواناً للشرف والتضحية والوفاء من أجل حماية لبنان وصون كل تلك العناوين من عدوانية اسرائيل التي كانت ولا تزال تقف حائلاً بين اللبنانيين وبين إستقلالهم الحقيقي الناجز براً وبحراً وجواً».
توقيف «اسكوبار» لبنان
وفي انجاز نوعي في الحرب على الرؤوس الكبيرة في عالم تجارة المخدرات، اعلن الجيش اللبناني توقيف المطلوب نوح زعيتر، المعروف بانه بابلو «اسكوبار» لبنان، اشهر تجار المخدرات الكولومبيين، في كمين محكم لمخابرات الجيش في الكنيسة في البقاع، ودون حصول اي مقاومة تذكر من المطلوب، واعلن الجيش اللبناني عبر اكس ان «الجيش أوقف زعيتر ووصفه انه أحد أخطر المطلوبين بكمين على طريق الكنيسة – بعلبك، واعلن مصدر أمني ان نوح زعيتر لم يتعرّض لأي إصابة خلال توقيفه. من جهته، اكد محامي نوح زعيتر اشرف الموسوي ان موكله مطلوب بتهم ترويج وزراعة المخدرات، ولا علاقة له بتهريب الأسلحة. وكانت المحكمة العسكرية، أصدرت حكماً يقضي بإنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة بحق زعيتر، المطلوب بمئات مذكرات التوقيف، لارتكابه أعمال الإتجار بالمخدرات وممارسة العنف المسلّح، وسعت السلطات الأمنية، منذ سنوات، لاعتقال زعيتر الذي يتمكن من الفرار مستخدماً الأسلحة النارية في مقاومة القوة العاملة على اعتقاله، مثلما حصل عام 2014، حيث أصيب بطلقات نارية وأدخل إلى المستشفى ثم فرّ منها، وهو مطلوب للانتربول.
الانتخابات النيابية
انتخابيا، وبينما انتهت امس المهلة المعطاة للبنانيين غير المقيمين، للتسجيل للتصويت في الانتخابات المقبلة، واصل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع حملته على الرئيس نبيه بري، وقال أنه «ليس لرئيس مجلس النواب نبيه بري الحق في أن يعطل عمل المجلس أو أن يمنع النواب من ممارسة دورهم الدستوري، وقال متوجها إليه «لماذا لا تدعو إلى جلسة تشريعية فورية وتضع مشروع القانون المعجل واقتراح القانون المعجل المكرر على جدول الأعمال؟ أم أنك تخشى الديمقراطية وآراء النواب.. في المقابل، أكد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب هاني قبيسي أن «الانتخابات النيابية المقبلة توازي عمل المقاومة وبالمستوى نفسه، والاهتمام بها لا يقل أهمية عن الاهتمام بالمجتمع والشهداء والمقاومة، لأنها استحقاق يسعى البعض من خلاله للسيطرة على كل ما في لبنان من ثقافة مقاومة ودفاع عن الأرض. فالاستحقاق القادم هو مواجهة مع كل من يحمل مواقف ملتبسة ويستهدف المقاومة وسلاحها ولا يكترث بتضحيات شهدائها».


