قالت الصحف: قضم أراضي واعتداءات جنوبا..مؤتمر شكلي للإستثمار والتضييق على القرض الحسن دون سواه!

الحوارنيوز – خاص
فيما واصل العدو سرقة الأراضي في الجنوب وتنفيذ اعتداءاته اليومية، تحتفي السلطة في بيروت بإنعقاد مؤتمر بيروت 1 للإستثمار وسط غياب كلي لرؤية اقتصادية لبنانية متكاملة، ما يحول المؤتمر الى لقاءات شكلية يتخللها وعود بفك الحصار الاقتصادي والمالي!
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: “العودة” السعودية تتوّج المؤتمر الاستثماري “حزب الله” يشوّش و”ينصح” بوقف التضييق
وكتبت تقول”: لم يفوّت “حزب الله” فرصة التنغيص والتشويش على الدولة واللبنانيين وسط بروز بعض معالم الإيجابيات الواعدة، فانبرى على لسان أمينه العام، عشية انعقاد أول مؤتمر استثماري خلال العهد الحالي والحكومة الحالية إلى إطلاق “نصيحة” تستبطن تهديداً مقنعاً للحكومة ومصرف لبنان لوقف الإجراءات المالية التي تضيق على حزبه، كما وسّع بيكار تهجماته وتهديداته تحت ذريعة دفاعه عن “الأخ الأكبر” شريكه في الثنائية الشيعية الرئيس نبيه بري. تشويش الشيخ نعيم قاسم في توقيته ومضمونه، جاء فيما انتقلت كرة تعطيل تعديل قانون الانتخاب مجدداً إلى مربعها الأول والأساسي أي إلى ملعب رئيس المجلس بحيث سيغدو انتقالها إليه بمثابة تحميله نهائياً تبعة ما سينجم عن إفساد انتخاب المغتربين للنواب الـ128 كما كل مفاعيل تأخير أو دفن مشروع تعديل القانون الذي أحيل إلى المجلس البارحة. إذ إن رئيس الجمهورية جوزف عون وقّع المرسوم الرقم 1832 القاضي بإحالة مشروع قانون معجل إلى مجلس النواب يرمي إلى تعديل وتعليق بعض مواد القانون 44 تاريخ 17 /6/2017 وتعديلاته (قانون انتخاب أعضاء مجلس النواب). وأرفق المرسوم بنص مشروع القانون الذي كان أقره مجلس الوزراء في جلسته تاريخ 6/11/2025. وحمل المرسوم تواقيع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، ووزراء المال والداخلية والبلديات والخارجية والمغتربين والعدل. ويشار في هذا السياق إلى أن وزارتي الخارجية والداخلية أعلنتا أن عدد المسجلين بلغ 87 الفاً.
وإذ سيكون للرئيس عون كلمة اليوم في افتتاح مؤتمر “بيروت 1” الاستثماري، فهو سيوجّه كلمة أخرى للبنانيين عشية عيد الاستقلال وصفت بالمهمة جداً. وأشارت معلومات إلى أن الظروف الأمنية التي تمر بها البلاد تُحتّم عدم إقامة احتفالات أو عرض عسكري في ذكرى الاستقلال هذا العام، كما لن يقام حفل استقبال في قصر بعبدا في المناسبة.
وتشابكت التحركات البارزة في الساعات الأخيرة بين الجولة الأولى للسفير الأميركي الجديد ميشال عيسى على الرؤساء وتسليمه أوراق اعتماده من جهة، ووصول وفد سعودي ووفود أخرى والاستعدادات للمؤتمر الاستثماري من جهة أخرى. وبعدما قدَّم السفير عيسى نسخة عن أوراق اعتماده إلى وزير الخارجية يوسف رجي زار قصر بعبدا وسلّم الرئيس عون أوراق اعتماده، وأعرب عن سعادته لتعيينه في لبنان، ناقلاً تحيات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومؤكداً العمل لتعزيز العلاقات اللبنانية- الأميركية وتطويرها في المجالات كافة. ورحّب الرئيس عون بالسفير عيسى متمنيًا له التوفيق في مهامه، لا سيما وأنه من أصل لبناني، مشدداً على أهمية العلاقات بين لبنان والولايات المتحدة. ثم زار الرئيس نبيه بري، واختتم جولته بلقاء رئيس الحكومة نواف سلام، وأكّد حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع الجمهورية اللبنانية. بدوره، تمنّى الرئيس سلام للسفير عيسى التوفيق في مهامه، كما أهداه نسخةً من كتابه “لبنان بين الأمس والغد”.
في غضون ذلك، وصل إلى بيروت الموفد السعودي يزيد بن فرحان على رأس وفد، فيما التقت اللجنة الفنية السعودية المتخصصة بملف رفع الحظر عن الصادرات اللبنانية الرئيس سلام في السرايا، على أن تشارك غداً في مؤتمر “بيروت 1”.
وكتب الرئيس سلام على منصة “أكس”: “استقبلت اليوم الوفد السعودي الزائر للبنان لمناقشة إجراءات استئناف الصادرات اللبنانيه للمملكة العربيه السعوديه، وقد طلبت من كل الجهات المعنية العمل السريع لإنهاء أي عوائق لعودة هذا الرافد المهم لاقتصاد لبنان. إن هذا التحرك جاء استجابه لما دار في لقاء فخامة الرئيس جوزف عون ولقائي مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربيه السعودية. فمواقف سموه والمملكة في دعم لبنان واستقراره يشهد لها الجميع. فلهم منّا كل التقدير والشكر ودوام المحبة. وبهذه المناسبة جددت للوفد الكريم تعهدنا بأن لا يستخدم لبنان منصّة لزعزعة أمن أشقاءه العرب أو أن يكون معبراً لتهريب المخدرات أو أية ممنوعات. كما رحّبت بالوفد السعودي المشارك في مؤتمر بيروت 1، والذي يعطي وجوده في بيروت دافعاً كبيراً لنهوض لبنان الاقتصاد”.
في هذا الاطار، التقى سلام، وفدًا كبيرًا من شركة “مورغان ستانلي” المشاركة في مؤتمر “بيروت 1 “، وأكد أنّ “هذه الزيارة تعكس إيمانًا حقيقيًا لدى المستثمرين بقدرة لبنان على الصمود، وبكفاءة موارده البشرية، وبإمكاناته الواعدة لإعادة البناء وتحقيق النمو”. كما شدّد على أنّ لبنان “يرسم اليوم مسارًا جديدًا قائمًا على الإصلاح الشامل، والشفافية، والنمو الاحتوائي”، لافتًا إلى أنّ “عمل الحكومة واضح، والتقدّم مبذول على مختلف المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية”. وأشار إلى أنّ “الحكومة ماضية قُدُمًا نحو هدفها في تحديث المؤسسات العامّة، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، بالإضافة للاستثمار في البنى التحتية الأساسية”.
الرئيس عون استقبل الوفد أيضاً، و شدّد أمامه على “أن لبنان ملتزم بوقف الأعمال العدائية وفق الاتفاقات المعلنة، فيما يعمل الجيش اللبناني على مراقبة الوضع ميدانياً والمحافظة على الهدوء. وأضاف أن الدولة لا ترى أي مصلحة في التصعيد، وأن الأولوية تبقى لحماية المدنيين وتثبيت الاستقرار”.
وسط كل هذه الاجواء استأنف الشيخ نعيم قاسم هجماته على الحكومة، معتبراً “أنها تخطئ عندما تسلك طريق التنازلات طمعًا بإنهاء العدوان”، وقال: “أيها الحكومة، كم مرة جربتم التنازلات وقدمتم العروض المسبقة من طرف واحد ولم تثمر هذه العروض ولا التنازلات؟”. واعتبر “أن الانتشار الذي يحصل في جنوب نهر الليطاني رغم العدوان المستمر هو تنازل، وإعلان الاستعداد للتفاوض هو تنازل، وإقرار مبادئ ورقة برّاك المخزية هو تنازل”. وأضاف: “يا من “تبخون السم”، الخراب إن وقع سيقع على الجميع وعلى أولادكم أولاً”، معتبراً “أن الهجوم على الرئيس بري ليس له مبرر إلا تسهيل السيطرة من خلال استدعاء السيطرة الأجنبية”. وقال: “قبل أيام تم إرسال وفد من الخزانة الأميركية بهدف التضييق مالياً على حزب الله وكل اللبنانيين، وأنصح الحكومة وحاكم مصرف لبنان والمعنيين بوقف الإجراءات التي تضيّق على الحزب”.
مراجعة القرار 1701 أمام مجلس الأمن الخميس
يعقد مجلس الأمن يوم الخميس المقبل في 20 الجاري جلسة مشاورات مغلقة تتعلق بتقرير الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش حول تنفيذ القرار 1701. والمتحدثان المتوقعان هما المنسقة الخاصة للبنان جانين هينيس بلاسخارت ووكيل الأمين العام لعمليات السلام جان بيير لاكروا. هذا التقرير حول القرار هو الأول بعد قرار مجلس الأمن الرقم 2790 في 28 آب الماضي الذي مدّد ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) لمرة أخيرة تنتهي في 31 كانون الأول 2026، ووجّه البعثة لبدء انسحاب منظم وكامل اعتبارًا من ذلك التاريخ، وفي غضون عام واحد.
وذكر موقع مجلس الأمن أن من الخيارات المطروحة أن يوفد المجلس بعثة زائرة إلى لبنان قبل نهاية العام من أجل دعم الزخم نحو تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية والقرار 1701. بالإضافة الى تقويم الوضع الميداني في ضوء التطورات الأخيرة، مثل خطة انتشار القوات المسلحة اللبنانية، والتخفيض المتوقع في عدد أفراد اليونيفيل في سياق مبادرة الأمم المتحدة رقم 80، وقرار المجلس الصادر في آب بشأن سحب قوات اليونيفيل. كما يمكن أن يُطلع أعضاء المجلس بشكل مباشر على مدى احتياجات إعادة الإعمار في جنوب لبنان.
- صحيفة الأخبار عنونت: قاسم ينصح الدولة: لا تقتربوا من القرض الحسن
وكتبت تقول: مسار الضغوطات لنزع سلاح المقاومة ومحاصرتها مالياً، ليس بعيداً عن مسار تسريبات وسائل إعلام العدو التي تُنذِر بتوسّع نطاق الحرب الإسرائيلية على لبنان، ما وضع المشهد الداخلي أمام استعصاء لجهة إمكانية تحقيق خرق ما، خصوصاً في ظل التجاهل الأميركي التام لدعوة رئيس الجمهورية جوزيف عون إلى التفاوض غير المباشر مع إسرائيل عبر لجنة «الميكانيزم» وموافقة لبنان على تطعيمها بمدنيين تقنيين وفنيين.
وفيما يُنتظر كيفية تطبيق التعميم الذي أصدره مصرف لبنان بدءاً من مطلع كانون الأول لجهة إلزام المؤسسات المالية غير المصرفية بـ «جمع المعلومات والبيانات المتعلقة بعملائها وعملياتها، عند إجراء أي عملية نقدية تساوي أو تتجاوز قيمتها مبلغ ألف دولار»، وجّه الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم نصيحة إلى «الحكومة وحاكم مصرف لبنان والمعنيين، بوقف الإجراءات التي تضيّق على حزب الله وكل اللبنانيين». وشدّد على أن «القرض الحسن مؤسسة اجتماعية لكل الناس وهي رئة التنفّس الاجتماعي في هذا الوضع الصعب. ولا يملك أحد سلطة منع الخير والمساعدة والتكافل»، داعياً إلى أن «لا يدخل أحد في عدوان مجدّداً، وأن لا يكون أحد أداة».
وفي خطابه بمناسبة ذكرى استشهاد مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب محمد عفيف النابلسي ورفاقه، اعتبر قاسم أن «ما يجري اليوم في لبنان ليس عدم تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، بل عدوان موصوف يهدف إلى السيطرة على لبنان وتجريده من أنواع القوة التي يملكها عسكرياً واقتصادياً وسياسياً»، لافتاً إلى أن «الدولة اللبنانية بأركانها مسؤولة عن وضع برامج لمواجهة هذا العدوان».
وشدّد على أن «العدوان هو المشكلة، وليس المقاومة أو أركان الدولة اللبنانية أو الجيش اللبناني. ومن يقول إن المقاومة مشكلة لأنها لا تستسلم، يقبل أن يسلّم البلد لإسرائيل. نحن شركاء في هذا البلد، ولنا كلمتنا، ومعنا قسم كبير من الشعب اللبناني والقوى السياسية والحليفة، لا نقبل أن يُسلّم لبنان لإسرائيل لتعبث به كما تشاء». وقال إن «الحكومة تخطئ عندما تسلك طريق التنازلات طمعاً بإنهاء العدوان»، مؤكّداً أنّ «الانتشار جنوب الليطاني في ظل العدوان تنازل، وإعلان الاستعداد للتفاوض تنازل، وإقرار مبادئ ورقة برّاك المُخزية تنازل».
التهويل الإسرائيلي مستمرّ
في غضون ذلك، بقيت الأعين شاخصة نحو كيان الاحتلال، حيث واصل إعلامه ضخّ أجواء تصعيدية، وآخرها ما جاء في صحيفة «معاريف» أمس بأن «الجيش الإسرائيلي يدرك أن جولة أخرى من القتال مع حزب الله هي مسألة وقت»، وأن «استمرار حزب الله في تسليح نفسه يتطلّب من إسرائيل التحرك بقوة ضد التنظيم في المستقبل القريب».
في الأثناء، باشر السفير الأميركي الجديد في لبنان ميشال عيسى، مهمته الدبلوماسية بجولة على الرؤساء جوزيف عون ونبيه بري ونواف سلام ووزير الخارجية يوسف رجّي، وقالت مصادر متابعة، إن «لا شيء مؤكّداً حتى الآن» بشأن ما إذا كان عيسى سيحلّ محل المبعوثين الأميركيين توماس برّاك ومورغان أورتاغوس.
من جهة ثانية، تكشّف المزيد من خلفيات انفتاح الرياض المستجدّ تجاه لبنان، وقرارها اتخاذ «خطوات وشيكة لتعزيز العلاقات التجارية»، وباشر الموفد السعودي يزيد بن فرحان واللجنة الفنية السعودية لقاءات للبحث في فتح أبواب المملكة أمام الصادرات الزراعية اللبنانية. وبحسب مطّلعين، فإن الانعطافة السعودية تأتي ضمن «مقاربة شاملة تهدف إلى تعزيز الاستقرار، ومراقبة الملفات الأمنية والاقتصادية الحساسة، ووضع أسس تعاون يضمن للبنان الخروج من أزماته».
وعزا هؤلاء ذلك إلى أسباب منها أن «النقاش السعودي – الإيراني، والذي يشمل الملف اللبناني، وصل إلى توافق على تخفيف الضغط عن لبنان»، وهو ما دفع الشيخ قاسم، في أيلول الماضي، إلى دعوة المملكة لـ«فتح صفحة جديدة بين السعودية والمقاومة». وقالت المصادر إن «ما نشهده اليوم ترجمة لبدء التجاوب السعودي مع هذه الدعوة، وهذا ما يعكسه أيضاً السفير السعودي في بيروت وليد البخاري الذي أصبح أقل حدّة في حديثه عن حزب الله، وأكثر حرصاً على الحديث عن التهدئة مع الشيعة وإيران».
وتضيف المصادر أن «وراء هذه الصورة الأمنية – الاقتصادية توجّساً سعودياً من التطورات في المنطقة، تحديداً على الساحة السورية، وأن جزءاً أساسياً من زيارة ابن فرحان للبنان يرتبط بالمشهد السوري بعد زيارة الرئيس أحمد الشرع لواشنطن»، إذ يحاول السعوديون استطلاع مدى انعكاس التفاهمات الإقليمية – الدولية حول سوريا على الدور السعودي في ساحات عدة من بينها لبنان.
ومع أن المعلومات تشير إلى أن السعودية دعمت المبادرة المصرية التي حملها مدير المخابرات المصرية حسن رشاد إلى لبنان قبل فترة، إلا أنها حريصة على ألّا يتجاوز أي دور عربي دورها على الساحة اللبنانية».
الحركة السياسية شملت طهران، حيث عقد المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل اجتماعات على هامش تمثيل بري في مؤتمر «القانون الدولي تحت الهجوم».
وفيما رُوّج بأن الهدف من زيارة خليل استطلاع رأي القيادة الإيرانية في بعض الملفات بمعزل عن حزب الله، خصوصاً بعد الكتاب المفتوح الذي وجّهه الحزب إلى الرؤساء الثلاثة أخيراً، أكّدت مصادر مطّلعة أن «لقاءات خليل تدخل في إطار التنسيق القائم بين طهران وعين التينة منذ الحرب، وحمل خلالها خليل أسئلة حول عدة نقاط لها علاقة بالجبهات في المنطقة والمفاوضات الأميركية – الإيرانية وبالجبهة اللبنانية، خصوصاً أن طهران كما بيروت مهدّدة بعدوان إسرائيلي في أي لحظة».
- صحيفة الديار عنونت: الرهان على محطات إقليميّة ودوليّة تمنيات لا وقائع
قاسم يدعو لوقف التنازلات: حذار «القرض الحسن»!
حضور سعودي والأمل في خطوات عمليّة لاحقة… وعيسى يزور الرؤساء الثلاثة
وكتبت تقول: اذا كان البعض يتحدث عن انتظار لبنان لمحطات اقليمية او دولية، قد تساعد على اخراجه من دوامة المراوحة القاتلة على الاصعدة كافةً، فان الثابت حتى الآن، ان كل ما تقدم ليس سوى رجاء وامنيات لا ترتبط بحقائق او معطيات لدى الجانب الرسمي، الذي تسلم بالأمس اوراق اعتماد السفير الاميركي الجديد ميشال عيسى. وقد كشفت الساعات القليلة الماضية عن حقيقة الرجل غير المطلع على نحو جدي وعميق على ملفاته اللبنانية، وهو يحتاج الى الكثير من العمل والجهد للتأقلم مع مهمته، التي تولاها على خلفية علاقة الصداقة مع الرئيس دونالد ترامب، دون ان تكون له اي تجربة في العمل الديبلوماسي.
وقد ابلغ احد اللبنانيين-الاميركيين في واشنطن مسؤولا لبنانيا كبيرا، انه لن يطول الامر قبل ان يكتشف اللبنانيون ان السفير الجديد «خفيف»، وليس قادرا على ان يكون «رجل المرحلة»، وهو لا يملك «خطة عمل»… الا اذا اتخذ ترامب قرارا حاسما في اتجاه ما وكانت مهمته التطبيق، لأنه ليس قادرا على اجتراح الحلول.
ووفق معلومات «الديار» صارح عيسى عددا من الاعلاميين ورجال الاعمال اللبنانيين، في لقاء تعارفي قبل وصوله الى بيروت، بانه ليس ملما بالعمل الديبلوماسي ولا يفقه كثيرا تعقيدات الاوضاع في لبنان، طالبا مساعدتهم في تطوير معلوماته!
«رسائل» حزب الله
في هذا الوقت، وجه الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم «رسائل» متعددة الاتجاهات، كان اهمها مطالبة الحكومة بوقف سياسة التنازلات، لانها لا تجدي نفعا مع «الاسرائيليين»، خصوصا اعلان الاستعداد للتفاوض، كما «نصح» حاكم مصرف لبنان بعدم الخضوع للضغوط الاميركية، ودعاه الى وقف اي اجراءات ضد «القرض الحسن». اما انتخابيا، فدعا الى عدم تعطيل مجلس النواب، واجراء الانتخابات وفق القانون النافذ.
«جس نبض» سعودي
ومع وصول الموفد السعودي الامير يزيد بن فرحان، على رأس وفد تقني – اقتصادي الى بيروت، لا تزال حدود الانفتاح السعودي غير واضحة حتى الآن، بانتظار ما يمكن ان تكشفه محادثاته في بيروت.
ووفق معلومات «الديار»، لا موعد سعودي لرفع الحظر عن تصدير المنتجات اللبنانية الى المملكة، ويدقق الوفد السعودي في الخطوات اللبنانية على المعابر البرية والجوية، ولا قرار بعد برفع حظر السفر الى لبنان، فضلا عن ملف الاستثمارات، لكن الجانب اللبناني يعتبر ان مجرد وصول الوفد السعودي الى بيروت، «بادرة خير» و «جس نبض»، بانتظار ما يمكن ان يليهما من خطوات.
الرهان على زيارة بن سلمان؟
وفي الانتظار، تتجه الانظار الى زيارة ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الى واشنطن، وفيما اعلن الديوان الملكي انه سيبحث اليوم مع الرئيس ترامب العلاقات الثنائية، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، تترقب المقرات الرسمية اللبنانية نتائج هذه المحادثات، دون اي معطيات جدية حيال حضور لبنان على «الطاولة»، لكن كل تقدم في العلاقات السعودية – الاميركية على قاعدة تعزيز فرص التسوية في المنطقة، قد تنعكس ايجابا على الساحة اللبنانية كما تعتقد مصادر مطلعة على اجواء بعبدا والسراي الحكومي، لكن يبقى الحذر سيد الموقف، لان عدم وجود «خارطة طريق» شاملة لحل كل القضايا، قد يدفع الجانبين الاميركي والسعودي الى تجزئة الملفات، والتوافق على القضايا الاقل تعقيدا.
تفكيك الملفات
وفي هذا السياق، لفتت صحيفة «هآرتس الاسرائيلية» الى ان بن سلمان قد يحاول إقناع ترامب بأن ما يظهر كعقدة لا تنفصم، بين التطبيع وحلف الدفاع وصفقة شراء طائرات إف35 والمشروع النووي السعودي، هو عبء لا حاجة إليه ويضر بمصالح الدولتين. قد يرى أنه من الأفضل تفكيك «الصفقة السعودية» إلى مكوناتها، ومناقشة كل قضية على حدة، ما سيؤدي إلى استقرار العلاقات بين الدولتين، على أساس ثنائي مريح، دون اشتراطها بعلاقة إقليمية، بطريقة تجعلهما رهينة لازمات وملفات تعنى بها «إسرائيل» ولبنان، وحزب الله وحماس…
ماذا يريد ترامب؟
وفي هذا السياق، لا يمكن الجزم بماهية استراتيجية ترامب تجاه لبنان، وهل سيكون تعاونه مع السعودية في سوريا، نموذجا يحتذى به؟ فهو اتخذ قراراً بأن الرئيس المؤقت احمد الشرع سيكون رجله في دمشق، بعد ان سبق وقال» إن سوريا لا تهمه حقاً، وهي»رمال وموت»، وسكانها غارقون في نزاعات قبلية، ولا نية للتدخل في ما يجري في هذه الدولة». لكنه الآن بات هو من يقرر عن الجميع بمن فيهم «اسرائيل» ويفرض سياسته.
كما تخشى «الحكومة الاسرائيلية» من تحولات في سياسات ترامب تجاه لبنان، ولهذا تصعد وتتوعد بالحرب مجددا، ثمة استعجال من «خصوم» حزب الله في الداخل، لتضيق الخناق عليه لعزله واسقاطه بالضربة القاضية، لانهم يعتقدون ان الوقت لا يعمل لمصلحتهم، كما تقول مصادر ديبلوماسية عربية.
«جرس الانذار»
وما يحصل في غزة يدق «جرس الإنذار» لدى حلفاء واشنطن، فقد كشفت مصادر «إسرائيلية» لشبكة «سي إن إن»، أن الإدارة الأميركية تدرس خيارا مثيرا للجدل، يقضي بتجاوز مرحلة نزع سلاح حركة حماس، وهي الخطوة التي ينص عليها مشروع القرار الأميركي المطروح أمام مجلس الأمن، والانتقال مباشرة إلى مرحلة إعادة إعمار قطاع غزة. وقال المسؤول إن هذا التوجه يثير «غضبا شديدا» في «إسرائيل»، معتبرا أنه سيبقي الحركة مع كامل ترسانتها العسكرية، الأمر الذي «يقوض أسس الخطة الأميركية»، ويجعلها غير مقبولة لدى الحكومة الإسرائيلية. وتابع أن الولايات المتحدة «تتجه نحو حلول مؤقتة لا يمكن «لإسرائيل» قبولها».
والسبب الرئيسي، بحسب المواقع «الاسرائيلية» هو صعوبة حشد الولايات المتحدة لقوة دولية لدخول قطاع غزة لتهدئة الأوضاع، وتقول مصادر مطلعة على المحادثات: إننا نقترب من طريق مسدود، والسبب أن الأميركيين يواجهون صعوبة في تشكيل القوة الدولية، التي يُفترض أن تكون مسؤولة عن نزع السلاح من القطاع. وتريد إدارة ترامب تجاوز هذه المرحلة، والانتقال مباشرةً إلى مسألة إعادة إعمار القطاع.
القلق من نموذج غزة
وهذا النموذج، يقلق الكثيرين في لبنان، لانهم يعتقدون ان ترامب قد يتجاوز ملف سلاح حزب الله في الفترة المقبلة، وقد يجبر «اسرائيل»» على القبول بتسويات لا تقبلها راهنا، كما ان ذلك قد يحبط الكثيرين على الساحة اللبنانية، لانهم يعتقدون ان المرحلة الراهنة فرصة قد لا تتكرر لاضعاف الحزب، وهم قلقون من حصول انعطافة اميركية لسبب او لآخر.
ترقب لكلمة عون؟
وبغياب العرض العسكري، والاستقبال المعتاد في القصرالجمهوري، نتيجة الظروف الامنية التي تمر بها البلاد، ثمة ترقب لكلمة رئيس الجمهورية عشية ذكرى الاستقلال، والتي ستتضمن وضعا للكثير من «النقاط على الحروف»، كما ينقل زوار بعبدا، تسبقها كلمة اليوم في افتتاح مؤتمر بيروت الاقتصادي.
انطلق الاسبوع، بحضور سعودي في بيروت، وبدء السفير الاميركي ميشال عيسى لمهامه مستغربا، وفق مصادر مطلعة، المماطلة وعدم استغلال الفرصة المتاحة راهنا، لبناء لبنان الجديد؟ وابلغ السفير عيسى بعض من التقاهم في بيروت، ان «واشنطن لا تريد سماع المزيد من التبريرات»، واستغرب المماطلة سائلاً: «ماذا تنتظرون»؟ واكد ان «على لبنان الافادة من نافذة الامل والفرصة المتاحة راهناً»، دون ان يقدم المزيد من التوضيحات عن طبيعة هذه الفرص.
تجدر الاشارة الى ان قائد الجيش العماد رودولف هيكل يغادر في الساعات المقبلة بيروت، متوجهاً الى الولايات المتحدة الاميركية للقاء عدد من المسؤولين، ومتابعة ملفات على صلة بالمؤسسة العسكرية وبرنامج دعمها.
تحذيرات قاسم
وعلى وقع كشف «هيئة البث الإسرائيلية» ان اسباب عدم التوصل حتى الآن إلى تفاهمات مع سوريا، هو ان « إسرائيل» اشترطت توقيع «اتفاق سلام» مع سوريا، مقابل الانسحاب من المناطق التي تحتلها، دعا الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الشهيد محمد عفيف ورفاقه، الحكومة الى وقف التنازلات، وقال» أتوجه إلى الحكومة، ونحن جزء من هذه الحكومة، ونريد لها أن تنجح في بناء لبنان وتحريره. وتخطئ الحكومة عندما تسلك طريق التنازلات طمعا بإنهاء العدوان». أضاف:» أيتها الحكومة، كم مرة جربتم التنازلات وقدمتم العروض المسبقة من طرف واحد، ولم تثمر هذه العروض ولا التنازلات»؟ واعتبر ان «الانتشار الذي يحصل في جنوب نهر الليطاني رغم العدوان المستمر هو تنازل، وإعلان الاستعداد للتفاوض هو تنازل، وإقرار مبادئ ورقة براك المخزية هو تنازل». وتابع قاسم:» جربوا قول كلمة «لا» على أساس حقوق لبنان، ونكون جميعا معا».
«نصيحة» للحكومة والحاكم
ورأى ان «الوصاية الأميركية على لبنان خطر كبير جدا»، وأضاف:» يا من «تبخون السم»، الخراب إن وقع سيقع على الجميع وعلى أولادكم أولاً»، معتبرا ان «الهجوم على الرئيس بري ليس له مبرر، الا تسهيل السيطرة من خلال استدعاء السيطرة الاجنبية»، وقال:»توقّفوا عن تعطيل المجلس النيابي، لأن هذا التعطيل لا مبرر له، والهجوم على دولة الرئيس بري هو هجوم آثم»… ونصح قاسم الحكومة وحاكم مصرف لبنان والمعنيين «بوقف الاجراءات التي تضيّق على الحزب». واعتبر قاسم ان «القرض الحسن مؤسسة اجتماعية، والكل يستفيد منه، واميركا تريد الخراب لكل اللبنانيين».
واضاف:»اليوم هناك ضغوطات كثيرة، لكنها لن تنجح مع الصمود، نتحملها كمرحلة ولا نقبل ان نصبح عبيدا لاحد».
وعن القانون الانتخابي، قال:»الدول الاجنبية قسم منها معادٍ لنا، ويضيق على العاملين هناك، فأين العدالة للتحرك في الانتخابات؟» داعيا الى الالتزام بالقانون الانتخابي الموجود.
«اوراق اعتماد» السفير الاميركي
في هذا الوقت، تسلم رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون قبل ظهر امس اوراق اعتماد السفير عيسى في احتفال أقيم في القصر الجمهوري. واعرب السفير عن سعادته لتعيينه في لبنان، ناقلا تحيات الرئيس الأميركي، ومؤكدا العمل لتعزيز العلاقات اللبنانية- الأميركية وتطويرها في المجالات كافة.
ورحب الرئيس عون بالسفير عيسى متمنيًا له التوفيق في مهامه، ولا سيما انه من أصل لبناني، مشدداً على أهمية العلاقات بين لبنان والولايات المتحدة. كما استقبل رئيس المجلس النيابي نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، السفير عيسى في زيارة بروتوكولية بمناسبة توليه مهامه. وجرى خلال اللقاء عرض للاوضاع العامة، حيث كان اللقاء جيداً وصريحاً. واختتم عيسى جولته في السراي الحكومي، حيث التقى رئيس الحكومة نواف سلام، وأكّد حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع الجمهورية اللبنانية.
الوفد السعودي
والى بيروت، وصل ظهرامس الموفد السعودي يزيد بن فرحان على رأس وفد. والتقت اللجنة الفنية السعودية المتخصصة في ملف رفع الحظر عن الصادرات اللبنانية سلام في السراي، على ان تشارك غدا في مؤتمر بيروت1. وقال رئيس الحكومة نواف سلام، انه استقبل الوفد السعودي الزائر للبنان، لمناقشة إجراءات استئناف الصادرات اللبنانيه للمملكة العربيه السعوديه، وقد طلب من كل الجهات المعنية العمل السريع لإنهاء اي عوائق لعودة هذا الرافد المهم لاقتصاد لبنان.
الاعتداءات مستمرة
جنوبا، مارست قوات الاحتلال حربا نفسية على ابناء بلدة عيترون، وأعلنت البلدية في بيان أنها تبلغت عبر الجهات الأمنية أن «إسرائيل ستستهدف هدفًا موضعيا في البلدة، وقامت البلدية بإخلاء مركزها وأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر». وطلبت من أهالي البلدة «توخي الحيطة والحذر، وذلك بعد ورود معطيات حول نية العدو القيام بعملية استهداف لهدف موضعي بحسب زعمه في بلدة عيترون غير معروف مكانه».
على الاثر، ألقت مسيرة معادية 5 قنابل صوتية باتجاه أطراف البلدة، كما اطلقت قذائف هاون من النقطة المستحدثة في جل الباط – جل الدير. وأصيب خليل ابراهيم القادري بجروح طفيفة، ونفق نحو 30 رأسا من الاغنام جراء إلقاء قوات العدو الاسرائيلي قنبلة من مسيرة، أثناء رعيه لماشيته في منطقة عذرائيل جنوب بلدته كفرشوبا. كما تعرضت أطراف بلدتي حولا ومركبا لرشقات نارية معادية، من الموقع المستحدث على الطريق الرابط بين البلدتين. كما سجل تحليق مسير فوق بلدات عدلون والمصيلح وزفتا والمروانية والجوار، على علو منخفض.
كما حلّق الطيران الحربي المعادي على علو متوسط فوق الهرمل والسلسلة الشرقية لقرى البقاع الشمالي. وسجل تحليق للطيران في اجواء بلدة الناقورة وفي اجواء الضاحية الجنوبية والعاصمة بيروت.
اقبال اغترابي ضعيف
انتخابيا، وقع الرئيس جوزاف عون مرسوم احالة مشروع قانون معجل على مجلس النواب، لتعديل وتعليق بعض مواد قانون الانتخابات النيابية، وأصحب المرسوم بنص مشروع القانون، الذي كان اقره مجلس الوزراء في جلسته بتاريخ ٦ تشرين الثاني الجاري.
وفي إطار متابعة التحضيرات الجارية للاستحقاق الانتخابي النيابي المقبل، اعلنت وزارتا الداخلية والبلديات والخارجية والمغتربين أنه، ولغاية تاريخ 17/11/2025، تم تسجيل 87,067 طلبا عبر المنصة الإلكترونية التابعة لوزارة الخارجية والمغتربين.
ومع تبقّي ثلاثة أيام فقط لانتهاء مهلة التسجيل المحددة بتاريخ 20 تشرين الثاني الجاري، جددت الوزارتان دعوتهما إلى اللبنانيين غير المقيمين على الأراضي اللبنانية، إلى الإسراع في تسجيل طلباتهم، حفاظا على حقهم في الاقتراع والمشاركة في العملية الانتخابية.
هذا الاقبال الضعيف للمغتربين المسجلين، يثير الكثير من علامات الاستفهام حيال جدوى «المعركة» التي تخاض على تعديل القانون، وبرأي اوساط نيابية، فان الاعداد الضئيلة قد تساعد في فكفكة التعقيدات الحالية، بعدما ينتفي السبب لافتعال مواجهة سياسية لم تعد ذات قيمة فعليا. علما ان عدد المسجلين في الانتخابات الماضية تجاوز 300 الف مغترب.



