اذهبوا وديمقراطيتكم الى الجحيم …
منذ عقود من الزمن والاعلام العالمي الموجه من منظرين خبثاء، يخوض معركة تسويق الديمقراطية كحلّ لأزمات حكم وسلطة ولازمات معيشية ولازمات اقتصادية ولازمات ثقافية ولأزمات اجتماعية.
وفي الحقيقة ان الديمقراطية تلك، وهمٌ جميل يصلح لقصيدة شعر من شاعر يجلس تحت شجرة تعج بالعصافير المزقزقة .
استشارة الناس عبر الاقتراع تسبقه برمجة فكرية أعلامية وأيحاءات غرائزية ومحاكاة لمشاعر كامنة وتسويق لآمال كاذبة وابداع في كيل الاتهامات والفضائح وتفنن في تشويه المعطيات بهدف انجاح عملية التنويم المغناطيسي للعموم من الناس المختلفة في مستوى فهم واستيعاب الاشكاليات ،وغير المتساوية بالعلوم وبالاستقلالية المالية وبالحاجة وبالوعي وبالجوع وبظروف السكن وبالثقافة السياسية بهدف كسب اصواتها كيفما اتفق في يوم الاقتراع.
هم انفسهم يغيرون اقنعة وجوههم بتبديل اسمائهم كل عدة سنوات ليتهموا انفسهم بالتقصير وبنكران وعودهم الانتخابية السابقة ليعودوا الى السلطة ، انما بدم و بوجوه جديدة والحاكم الفعلي واحد ونفسه:
الطغمة المالية الحاكمة في البلاد من مصارف ومن شركات كبرى:الرأسمال.
نفسها الديمقراطية الغربية المتألقة انتجت سلطات ديكتاتورية مدنية بتطلعات عسكرية تحقق مصالحها الذاتية والانانية خارج حدود بلادها لتعذر ذلك ولاستنفاذه داخل الحدود.
يحكى عن مسؤوليات كبرى لفرنسا عن مجازر رواندا بين التوتسي والهوتو وفي زئير وفي الجزائر وفي فيتنام ومؤخرا في ليبيا، كما تروى الروايات عن مسؤولية بريطانيا عن القلاقل في الهند وعن حرب الافيون في الصين وفي العراق مؤخرا وعن دورها في ولادة الشريرة اسرائيل كما تفتخر الولايات المتحدة الاميركية بإفتراءاتها على افغانستان وعلى العراق وباحتلالهما ظلما تحت شعارات كاذبة، كما تفتخر بدورها في زعزعة ينيان الدولة السورية وبدعمها غير المحدود والقذر لاسرائيل الظالمة غير عابئة بآلام شعب فلسطيني كامل وتفتخر ايضا بحنكتها بالدفاع عسكريا عن انظمة امارات الخليج المالية رغم ابداعاتها في خنق الحريات وغياب الدساتير فيها واللائحة تطول.
اجمل بدع الديمقراطيات تقع في روسيا اذ يتناوب بوتين وميدفيديف رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة وطبعا بإرادة وبأصوات الناخبين.
اي ديمقراطية هي تلك الديمقراطية التي تأتي بسلطات جائرة وظالمة بحق شعوب ودول اخرى كل تهمتها انها تعوم على نفط وغاز؟
لا يمكنك ان تكون ديمقراطيا تحب الخير لبلادك ،وفي نفس الوقت تاتي بسلطة حربية ضد غيرك خارج البلاد ،والا فأنت شرير تعي ما تفعل ولا تهمك الا المحافظة على مكتسباتك باي ثمن فأين الرقي بالاخلاق التي زعمت الديمقراطية انها تعمل بآلياتها.
يسال احدهم وما البديل عن الديمقراطية؟
البديل عن الديمقراطية تطويرها لترتقي اخلاقيا فيكون صوت واحد للناخب غير الجامعي وصوتان للناخب الجامعي وثلاث اصوات للناخب حامل الدراسات العليا ،لتعمل قدر الامكان على ايجاد توازن ما بين الذين يعلمون وبين الذين لا يعلمون بخبايا الرأسمالية وبقذارة التاريخ وبالألعاب الشريرة للاعلام وللتسويق وللمال في التأثير على راي الناس اضافة لايجاد آليات تمنع من تحولها لديكتاتورية خارج الحدود تنقض على اي فريسة لتلتهمها ولتنسب لنفسها نموا اقتصاديا كاذبا…
تعويض اصوات الذين لا يعلمون باصوات الذين يعلمون هو البديل الثوري.
كانت ليبيا وكانت اليمن وكان العراق وكانت سوريا بحاجة لاصلاحات ولتعديلات ليتحسن وضع الشعوب فيها نحو الأفضل، ولم يكونوا بحاجة لديمقراطية ولحرية اكثر على بحور من الدماء وتلال من الجماجم.
دكتاتورية صدام والقذافي لم تقتل 5%مما تسببتم به بديمقراطيتكم.
ما اتت ديمقراطيتكم في لبنان الا بأجود نوعية من اللصوص وخونة المال و الاقتصاد.
ديمقراطية داخل الحدود وديكتاتورية خارجها:اذهبوا وديمقراطيتكم الى الجحيم.