سياسةصحفمحليات لبنانية

هل تتجه السعوديّة لتغيير استراتيجيّتها وتعزيز حضورها السياسي في لبنان؟ (محمد بلوط)

إهتمام بتفاصيل الإنتخابات النيابيّة... وتكوين كتلة سنيّة مُتجانسة

 

الحوارنيوز – صحافة

 

تحت هذا العنوان كتب محمد بلوط في صحيفة الديار:

رفعت المملكة العربية السعودية من منسوب اهتمامها بالوضع اللبناني بشكل مباشر، منذ مشاركتها الفعالة في “اللجنة الخماسية”، بعد مرحلة من الانكفاء عن الساحة اللبنانية بقرار ذاتي، تحت عنوان “النأي بالنفس” عن السلبيات الناشئة، من وجهة نظرها، عن غياب الدولة لصالح تعاظم نفوذ حزب الله .

ومن خلال الدور الذي لعبته داخل اللجنة المذكورة وخارجها، عادت الرياض الى متابعة الوضع اللبناني من كل جوانبه، وكان واضحا دورها وترحيبها بانتخاب رئيس الجمهورية جوزاف عون، وتشكيل حكومة نواف سلام . وتعبيرا عن هذا الموقف، حرص ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان يومها على الاتصال بالرئيس عون وتهنئته بانتخابه، ووجه له دعوة رسمية لزيارة المملكة .

واكد البيان المشترك بعد اللقاء بين الرجلين على النقاط الاتية :

– التطبيق الكامل لاتفاق الطائف، وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة .

– بسط سلطة الدولة على كامل اراضيها، وحصرية السلاح بيد الدولة .

– التأكيد على دور الجيش اللبناني الوطني واهمية دعمه .

– ضرورة انسحاب جيش الاحتلال الاسرائيلي من الاراضي اللبنانية كافة .

– البدء بالاصلاحات المطلوبة دوليا وفق مبادىء الشفافية.

وعكس في حينه ايضا تصريح السفير السعودي وليد البخاري وتمني المملكة، ان يكون عهد الرئيس جوزاف عون عهد وفاق وطني واستقرار .

ولم تترجم السعودية هذا الاندفاع الايجابي نحو لبنان بعد انتخاب الرئيس عون وتشكيل حكومة سلام، الى خطوات عملية لا على صعيد دعم اعادة الاعمار، ولا على صعيد التسريع في عقد مؤتمر لدعم الجيش اللبناني، مبررة تريثها بانه مرتبط باولوية تنفيذ حصرية السلاح بيد الدولة.

ومؤخرا اخذت بعض الاوساط تتحدث عن رغبة لدى المملكة بالانخراط اكثر، في متابعة الوضع اللبناني على الصعد كافة، وترافق ذلك مع المعلومات التي تسربت وما زالت تتسرب عن حركة سعودية ناشطة مرتقبة باتجاه لبنان، ان من خلال الموفد يزيد بن فرحان، او من خلال مسؤولين سعوديين آخرين . ويذهب البعض الى القول ان السعودية بصدد مراجعة دورها في لبنان، والتحضير لنقلة نوعية في مقاربتها للوضع اللبناني على الصعد كافة .

ويقول مصدر مطلع على الموقف السعودي، ان الرياض مهتمة فعلا بزيادة وتعزيز حضورها في لبنان من باب مشروع بناء الدولة، لكنها ليست بصدد تبديل الاولويات التي تراها ضرورية، لاعادة الاستقرار الى لبنان .

ويضيف المصدر ان هناك اشارات صدرت عن القيادة، تدل على ان المملكة ترغب بتفعيل وتوسيع اطلالتها على المشهد اللبناني وتفاصيله، كاشفا عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية السعودي للبنان الامير فيصل بن فرحان في المرحلة المقبلة، لكن لم يحدد موعدها بعد . ويلفت الى ان القيادة السعودية بصدد اجراء بعض التغيير باستراتيجيتها في التعاطي مع الوضع اللبناني، وتكثيف حضورها على الساحة اللبنانية، وعدم الاكتفاء بحراك سفيرها وليد البخاري، رغم النشاط الملحوظ الذي قام ويقوم به مؤخرا .

ويستدرك المصدر قائلًا ان تطور هذا التغيير مرتبط بالدرجة الاولى، بتطبيق “حصرية السلاح” وبناء الدولة، لكن هذا لا يعني ان السعودية ستكتفي في كل الحالات بدورها الحالي .

وفي الاطار نفسه، تنقل مصادر مطلعة اجواء مفادها ان السعودية لن تعود الى النهج الذي اتبع في العهود السابقة تجاه لبنان، وان توجيهات ولي العهد الامير محمد بن سلمان تتركز على العناوين المعلنة، بدءا من الالتزام بالطائف، مرورا بالتشديد على “حصرية السلاح” بيد الدولة، وانتهاء باستكمال الاصلاحات، وهي عناصر اساسية وضرورية لتوفير الدعم واعادة وتنشيط الاستثمارات في لبنان.

ولذلك، تتريث السعودية في اتخاذ قرارات وخطوات عملية لجهة مسألة اعادة الاعمار، او موضوع تقديم الدعم اللازم لتقوية وتعزيز الجيش اللبناني، لكنها في الوقت نفسه ترى ان الوقت قد حان لزيادة وتعزيز حضورها في لبنان .

وتكشف المصادر عن ان السعودية تنظر الى الانتخابات النيابية المقبلة في ايار، على انها استحقاق بالغ الاهمية، وهي لن تدير ظهرها لهذه العملية بكل تفاصيلها، وستتابع كل التحضيرات لها، لتشجيع ودعم تكوين كتلة نيابية سنية متجانسة تتفق مع مواقفها، من دون الحاجة الى ممثل حصري كما كان يحصل سابقا، مع تأييدها للمواقف والنهج الذي يتبعه الرئيس نواف سلام .

وتهتم السعودية، وفق المصادر ايضا، ان تفرز الانتخابات اكثرية تدعم هذا النهج .

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى