
الحوارنيوز – ثقافة
نبشت الكاتبة الصحافية الزميلة هدى سويد ذاكرتها عن الحرب اللبنانية في كتاب جديد بعنوان “عزف على أوتار مدينة”،صادر عن دار بيسان، وهو الكتاب الثالث لها بعد نتاجين توثيقيين صدرا ما بين العام 2020 و2021 حملا عنواني “إيطاليّا الخفيّة” و”أنا أبقى في البيت”.
الكتاب الذي عمل على خطوط غلافه الفنيّة الفنّان سمير الصايغ، يقع في 252 صفحة من الحجم الوسط، ويتضمن ثلاث شهادات لكل من الزميل الشاعرالناقد محمّد فرحات والكاتب أحمد أصفهاني اللذين عملا في كل من جريدة السفير والحياة، والشاعروالأكاديمي الناقد أنطوان أبو زيد.

عملت الزميلة سويد على جمع ما نشرته من نصوص في الصفحات الثقافيّة لعدد من المطبوعات ما بين مجلّة وصحيفة خلال فترة الحرب الأهليّة اللبنانيّة، وعملت بجهد على تعديل بتصرف دون المساس بالقالب أو روح النصوص التي انتقتها ووزّعتها في فصلين حملا عنواني وجدانيّات شملت ( 16نصاً) وسرديّات (13نصّاً) .
هو نتاج مُختلف عمّا سبقة وإن كان التوثيق الذي عبّرت عنه الكاتبة نثراً أو شعراً لا يغيب ، كونه مُتعلق برموز وأحداث الحرب بصورة مُباشرة أو غير مُباشرة كالباص، المعبر القنّاص، القصف والتهجير، المُساعدات، الأحزاب إلخ..
في المّقدمة تشير سويد : “أقول بصدق إنّه بمطالعتي للنصوص والتدقيق فيها من جديد اعتراني ذهول كما حيرة وتساؤل “أصحيح أنّ من خطّها هو أنا؟ كما بمطالعتي لها من جديد وضعتني أمام إرهاق ومأزق الإنصهار في تلك المرحلة بكل حيثياتها وأحداثها .. ولم أتمكن من المُباشرة في مشروعي هذا إلاّ بعد ذوباني في تلك المرحلة والعودة إلى اندلاع شراراتها الأولى،التي بدأت تتوالى بكل تفاصيلها وما آلت إليه من تطورات، أشبه بشريط تسجيلي لمشاهد فيلم ممّا قادني بصدق إلى سني القصف ، وضعت ذاتي في لياليه ونهاراته …كانت تلك الليالي في المدينة بيروت بكل عتمتها ودوّي مدافعها ورصاصها مداداً للكتابة على ضوء شمعة..
إن نصوص هذا الكتاب وإن كانت تنتمي للوجدانيّات والسرديّات قد تكون أيضا إطلالة وإضاءة على مختلف ما حصل ومرّ بنا ـ تحديدا للجيل الذي لم يُعايشهاـ فلا ينتظر القارئ منها ما يُنعشه فرحاً وإن كان الحب في إطلالاته سعى للتخفيف من هول وتشابك وصفعات الأيّام”.



