دولياتسياسة

الشرع في البيت الأبيض غدا: أول زيارة لرئيس سوري لواشنطن على الإطلاق.. و6 قمم سابقة خارج أميركا

 

الحوارنيوز – خاص

 

يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض غدا الإثنين ،الرئيس السوري أحمد الشرع ،في أول زيارة يقوم بها رئيس سوري لواشنطن خلال التاريخ ،على الرغم من عدد من القمم بين رؤساء أميركيين وسوريين ،ولكنها جرت خارج الولايات المتحدة الأميركية.

 

وقد وصل الشرع إلى الولايات المتحدة أمس السبت، في زيارة رسمية، بحسب وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، بعد يوم من إزالة واشنطن اسمه من قوائم الإرهاب.

 

وكان الشرع قد زار الولايات المتحدة للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك حيث ألقى كلمة، لكن زيارته إلى واشنطن هي الأولى لرئيس سوري الى واشنطن.

 

وتشير التوقعات إلى أن دمشق ستوقع خلال هذه الزيارة اتفاقا للانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” الذي تقوده واشنطن، وفق ما أعلن المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم براك.

وتسعى سوريا التي خرجت من نزاع مدمر دام 14 عاما، إلى تأمين تمويلات لإعادة الإعمار التي قدر البنك الدولي كلفتها بأكثر من 216 مليار دولار.

 قمم أميركية سورية خارج ألولايات المتحدة

 وتكتسب زيارة الشرع للبيت الأبيض أهمية تاريخية ،ليس من منطلق أنها الأولى ،إنما باعتبارها تشكل تحولا بارزا في تاريخ سوريا التي طبعت علاقاتها بالولايات المتحدة فصول من التوتر والخصام ،إذ لم يقدم رئيس سوري من قبل على زيارة واشنطن ،على الرغم من قمم عدة عقدت بين الطرفين ،ولكن كلها خارج الولايات المتحدة ،وبعضها في سوريا نفسها .

وهذه لائحة بهذه القمم وظروف عقدها:

Saudi Arabia King Saud ibn Abd al-Aziz (C) surrounded on his left by Egyptian president Gamal Abdel Nasser and on his right by Syrian president Shukri al-Kuwatli, arrives in March 1956 at Kubbeh Palace in Cairo for Syria-Saudi Arabia and Egypt meeting. Saud ibn Abd al-Aziz succeeded his father King Ibn Saud in November 1953. In March 1958, bowing to pressure from the royal family, King Saud conferred full powers to the Crown Prince Faisal ibn Abd al-Aziz and was forced to abdicate in his favour in November 1964. Saud died 12 February 1969.
Le roi saoudien SÈoud Ibn Abd al-Aziz est entourÈ du PrÈsident Ègyptien Gamal Abdel Nasser (D) et du PrÈsident syrien Choukri el Kouatli (G) lors de son arrivÈe au Palais de Koubbeh au Caire le 9 mars 1956 o˘ les trois chefs d’Etat arabes doivent participer ‡ des entretiens. (Photo by INTERCONTINENTALE / AFP)

 

القمة التي لم تعقد: القوتلي–روزفلت (1945)

كما هو الحال اليوم في الدور المحوري الذي لعبه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في جمع ترمب والشرع في الرياض، عمل جدُّه الملك عبد العزيز على جمع الرئيس شكري القوتلي بالرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت في مصر سنة 1945. كان ذلك بعد سنة على تبادل السفارات بين البلدين، وفي أعقاب عودة روزفلت من مؤتمر يالطا، واللقاء الشهير الذي جمعه بالعاهل السعودي في 14 فبراير/شباط 1945.

لم يكن أي رئيس سوري قد التقى برئيس أميركي من قبل، باستثناء محمد علي العابد الذي قابل الرئيس تيودور روزفلت في عام 1908، يوم كان سفيراً للدولة العثمانية في واشنطن، وذلك قبل 24 سنة من انتخابه رئيساً للجمهورية في سوريا.

 

 وقد جاء تيودور روزفلت إلى دمشق بعد خروجه من البيت الأبيض في أبريل/نيسان 1910 ولكنه لم يلتق بأي زعيم محلّي.

لم يحدث لقاء القوتلي–روزفلت بسبب تدهور الوضع الصحي للرئيس الأميركي، ولكن كان من المقرر له أن يجلب سوريا إلى صف الحلفاء في الحرب العالمية الأولى، وهو ما حدث بالفعل عندما اجتمع الرئيس السوري برئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل في 17 شباط/فبراير، بترتيب أيضا من الملك عبد العزيز. يومها، أعلنت سوريا الحرب على ألمانيا النازية، وحصلت في المقابل على دعوة للمشاركة في مؤتمر تأسيس الأمم المتحدة في مدينة سان فرانسيسكو في نهاية شهر أبريل من عام 1945. وقد أدى هذا الاحتضان الدولي، مع الوقت، إلى تحرير سوريا من الانتداب الفرنسي عام 1946.

 

تدهورت العلاقات السورية–الأميركية في بعد وفاة روزفلت وأثناء حرب فلسطين عام 1948، وعندما قررت دمشق التحالف مع الاتحاد السوفياتي في الحرب الباردة. قطعت العلاقات الثنائية بين البلدين في رئاسة القوتلي الأخيرة سنة 1957، ولم يتم استئنافها إلا بعد انهيار الوحدة مع مصر عام 1961. ثم عادت للانقطاع مرة ثانية خلال حرب يونيو/حزيران 1967، ولم تعد إلا في يونيو 1974، بعد أربع سنوات من وصول حافظ الأسد إلى الحكم.

القمة الأولى: الأسد–نيكسون (1974)

في 15 يونيو 1974، زار ريتشارد نيكسون دمشق في أول زيارة رسمية لرئيس أميركي إلى سوريا، بهدف دفع عملية السلام قدماً من جهة، والتغطية على فضيحة “ووترغيت” التي كانت مشتعلة في واشنطن، من جهة أخرى.

كانت الولايات المتحدة يومها قد بدأت بالعمل مع الرئيس المصري أنور السادات على إنهاء الحرب مع إسرائيل، وأراد نيكسون أن تكون سوريا شريكة في عملية السلام، ولكن وزير خارجيته هنري كيسنجر رفض إعطاء تعهد خطّي للأسد بضرورة الانسحاب الإسرائيلي من الجولان المحتلة منذ عام 1967.

نجحت الزيارة في طيّ صفحة الخلافات بين البلدين، وفي عودة العلاقات الدبلوماسية على أكمل وجه، ولكنها لم تحقق شيئا يذكر في ما يتعلق بعملية السلام، وقد استقال نيكسون من منصبه في 8 أغسطس/آب 1974، بعد أقل من شهرين على زيارته دمشق.

 

القمة الثانية: الأسد–كارتر (1977)

في 9 مايو/أيار 1977، التقى الأسد بالرئيس جيمي كارتر في فندق “إنتركونتيننتال” في جنيف، بعد خمسة أشهر من وصول الأخير إلى البيت الأبيض، خلفاً للرئيس جيرالد فورد. أراد كارتر مجدداً إشراك سوريا في عملية السلام، ولكن هدف الأسد من هذا الاجتماع كان تعزيز وضعه الداخلي والدولي، في ظلّ تنامي حربه مع الإخوان المسلمين وتداعيات التدخل السوري في الحرب اللبنانية منذ عام 1976.

لم تكن الولايات المتحدة معارضة لدخول القوات السورية لبنان لطرد المنظمات الفلسطينية منه، ولكن الأسد لم يكمل في طريق السلام وكان أول المعارضين وأشدهم ضد زيارة الرئيس السادات إلى القدس في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1977، واتفاقية كامب ديفيد عام 1978. وقد عاد كارتر إلى سوريا مراراً بعد خروجه من الحكم سنة 1981، والتقى بالأسد في دمشق في مارس/آذار 1983، ومجددا في عام 1987 و1990.

 

القمّة الثالثة: الأسد–بوش (1990)

Syrian President Hafez al-Assad (R) meets with former US President George Bush at the presidential palace in Damascus 26 March. Bush is on a tour of the Arab states who joined the US-led military coalition against Iraq in the 1991 Gulf War. AFP PHOTO Loui BESHARA (Photo by LOUAI BESHARA / AFP)

Syrian President Hafez al-Assad (R) meets with former US President George Bush at the presidential palace in Damascus 26 March. Bush is on a tour of the Arab states who joined the US-led military coalition against Iraq in the 1991 Gulf War. AFP PHOTO Loui BESHARA (Photo by LOUAI BESHARA / AFP)

في سنوات الحرب الأهلية اللبنانية، تراوحت العلاقات السورية-الأميركية بين مدّ وجزر، وعلى الرغم من الزيارات المتكررة لمسؤولين أميركيين إلى دمشق، مثل دونالد رامسفيلد وجورج شولتز، فإن الأسد لم يلتق الرئيس رونالد ريغان ولكنه تحدث معه عبر الهاتف. وقد شهدت نهاية عام 1983 ضرب القوات السورية في لبنان من قبل الجيش الأميركي بعد الهجوم على مقر المارينز في شهر أكتوبر/تشرين الأول، وفي بداية عام 1984، تعاونت سوريا في إطلاق سراح الضابط الأميركي روبرت غودمان، المحتجز في لبنان.

 

ثم جاء غزو صدام حسين للكويت في شهر أغسطس 1990، وتشكيل تحالف دولي لطرده بقيادة الولايات المتحدة. وبطلب من الرياض، وافقت سوريا على المشاركة في هذا التحالف، حماية للكويت والسعودية، وفي 23 نوفمبر 1990، اجتمع الأسد بالرئيس جورج بوش الأب في جنيف. كانت هذه القمّة أهم من سابقاتها من حيث المضمون والمخرجات، وقد أدت إلى مشاركة سوريا رسميا في عملية عاصفة الصحراء لتحرير الكويت وبعدها في مؤتمر مدريد للسلام. في المقابل أخذت سوريا ضوءا أخضر لحسم حربها في لبنان بعد هزيمة العماد ميشيل عون في قصر بعبدا في شهر أكتوبر. وافقت دمشق على خروج آمن لعون إلى فرنسا، وأعطت أميركا مباركة غير مكتوبة لبقاء القوات السورية في لبنان، ما عده كثيرون مكافأة على دورها في تحرير الكويت.

 

القمّة الرابعة: الأسد-كلينتون (1994)

US President Bill Clinton (l) in a picture taken 27 October 1994 in Damascus shakes hands with Syrian President Hafez al-Assad at the end of their joint press conference. (Photo by NABIL ISMAIL / AFP)

جاءت هذه القمّة في 16 يناير/كانون الثاني 1994، بعد عام واحد على تولّي بيل كلينتون الحكم خلفاً للجمهوريين، وبفارق أشهر من معاهدة أوسلو التي قام برعايتها في البيت الأبيض في سبتمبر/أيلول 1993، بين ياسر عرفات وإسحاق رابين.

 كانت قمّة في جنيف لدفع عملية السلام، بعد حصول الرئيس الأميركي على “وديعة” من إسحاق رابين، “أودعت” في جيب كلينتون، وفيها تعهد واضح وصريح بالانسحاب الإسرائيلي من الجولان. في هذه القمّة، دخل كلينتون في تفاصيل بناء الثقة مع إسرائيل، ولكن الأسد أراد أن يكون الانسحاب قبل أي مبادرة من طرفه، وقد وافق على مطلب أميركي برفع الحظر عن يهود سوريا والسماح لهم بالمهاجرة إلى أي مكان يرغبونه في العالم، ما عدا إسرائيل.

 

 

القمّة الخامسة: الأسد-كلينتون (1994)

في 27 أكتوبر 1994، وصل الرئيس كلينتون إلى دمشق في أول زيارة له للعاصمة السورية، والثانية لرئيس أميركي منذ زيارة ريتشارد نيكسون قبل عشرين سنة. قدوم كلينتون كان بعد يومين من التوقيع على اتفاقية وادي عربة التي أنهت حالة الحرب بين إسرائيل والأردن، وكان شرطه لانتقال المفاوضات السورية إلى مرحلة متقدمة طرد الفصائل الفلسطينية من دمشق، وتوقيف الدعم السوري لـ”حزب الله”. مع أنها لم تحدث أي خرق يذكر، إلا أن هذه القمّة خدمت حافظ الأسد كثيرا في السياسة الإقليمية، وقد تلاها اجتماع خاطف بينه وبين كلينتون على هامش جنازة الملك حسين في فبراير 1999.

 

القمّة السادسة والأخيرة: الأسد-كلينتون (2000)

تتالت الاجتماعات السورية الإسرائيلية بواسطة أميركية وإشراف مباشر من الرئيس كلينتون في مرحلة التسعينات، ووافق الأسد على إرسال رئيس أركان الجيش السوري حكمت الشهابي إلى واشنطن للقاء نظيره الإسرائيلي أمون شحاك.

 

وفي شهر يناير من عام 2000 كانت لقاءات مدينة شيبردزتاون المباشرة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع، بحضور الرئيس كلينتون. جاءت هذه المفاوضات بعد تعطل وتعثر أثناء وزارة بنيامين نتنياهو الأولى (1996-1999)، ومجيء إيهود باراك إلى الحكم الذي وعد باحترام “وديعة رابين”، الذي كان قد اغتيل على يد متطرف إسرائيلي في نوفمبر 1995.

 

وقد حدث لغط حول المرحلة الأخيرة من المفاوضات السورية–الإسرائيلية، عندما قال كلينتون إنه فهم من فاروق الشرع أن الأسد على أتم استعداد لقبول مبدأ السيادة المشتركة على بحيرة طبريا، وبناء عليه، طلب الاجتماع بالرئيس السوري في جنيف يوم 26 مارس 2000.

كان الأسد مريضا، وهمّه الوحيد تمهيد الأجواء لتوريث الحكم إلى ابنه بشار، ولكنّه لم يقبل بالعرض الأميركي ونفى أن يكون قد وافق عليه في الأساس. لم يستمر هذا الاجتماع إلا دقائق معدودة فقط، ولم يسجّل له محضر، وقد عاد الأسد إلى دمشق خالي الوفاض وتوفي بتاريخ 10 يونيو 2000.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى