موقف بري يتجاوز اقتراع غير المقيمين..(حسن علوش)

حسن علوش – الحوارنيوز
هو هو الرئيس نبيه بري بعد اتفاق الطائف.. رفض وما يزال أي خلل أو اختلال أو إعتلال بالوفاق الوطني والمبدأ الميثاقي المسمى العيش المشترك.
أخذ بصرخة البطريرك الراحل الكاردينال نصرالله بطرس صفير عندما علا صوته، طالبا عدم تأليف لجنة وطنية لدراسة إلغاء الطائفية.
أخذ بها رغم ادراكه أن في ذلك مساً بواحدة من أهم أركان وثيقة الوفاق الوطني المعروفة باتفاق الطائف، والتي بموجبها وُضح حد للإقتتال الداخلي بين من يسعى لتطوير النظام السياسي في لبنان ( الصيغة)، وبين يرفض ويعمل لتأبيد النظام /الصيغة بما هو تكريس لامتيازات طائفية.
وافق تباعا على قوانين انتخابية غير دستورية، مراعاة للمناصفة ولمصالح الأحزاب المسيحية، رغم إدراكه أن كل القوانين التي جرت على أساسها الانتخابات السابقة لا تخالف الدستور فحسب، بل تكرس بنية النظام الطائفي، خلافا لما نصت عليه “وثيقة الطائف” لجهة إقرار قانون انتخابات خارج القيد الطائفي، بالتزامن مع انشاء مجلس شيوخ طائفي تناط به القضايا المصيرية التي تشكل مخاوف أو هواجس لدى المكونات الطائفية.
رفض أن يتحول تمسك الأحزاب المسيحية بالمناصفة، ما دون الفئة الأولى كما ينص الدستور، إلى أزمة وطنية وانقسام طائفي يزيد من تباعد المكونات اللبنانية بدلا من تقاربها…
الرئيس بري، هو هو، ضابط العيش المشترك ومايسترو الوفاق الوطني. ومن هذا الموقع بالذات يرفض تعديل قانون الانتخابات الحالي، إلا بالاتجاه الصحيح: قانون وطني خارج القيد الطائفي.
المشكلة أن بعض من تضامن معهم من موقع وطني، محترما مبدأ الشراكة، أو الشركة كما يسميها البطريرك بشارة الراعي، يرفضون احترام هذه القيم ويعتبرون انه آن الآوان للإنقلاب نهائيا عل الطائف واستعادة الامتيازات والسطوة السياسية على مجمل المؤسسات الدستورية.


