سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: لبنان بين الضغط الخارجي والتعطيل الداخلي

 

 

الحوارنيوز – خاص

  بين الضغط الخارجي على لبنان للتنازل عن حقوقه  ، وسياسة تعطيل مؤسسات الدولة الدستورية، موفدون ينقلون رسائل للتفاوض المباشر خارج اطار القرار 1701 ولبنان متمسك بالقرارات الدولية …

ماذا في التفاصيل؟

  • صحيفة النهار عنونت: أورتاغوس تنقل إطاراً لتوسيع سياسي لـ”الميكانيزم”… الأكثرية أسقطت الجلسة واختبار جديد لمجلس الوزراء

وكتبت تقول: “تنافست” الأحداث والتطورات المتزامنة ديبلوماسياً و”حربياً” وسياسياً فوق سطح المشهد اللبناني الداخلي أمس، راسمة صورة مثيرة لشتى أنواع السيناريوات المتصلة بالتأزم الخطير ميدانياً من خلال المخاوف المتعاظمة من اتّساع الحرب من جهة، والتوتر السياسي– النيابي الآخذ بالتصاعد على خلفية انفجار الخلاف الانتخابي من جهة مقابلة. وإذا كانت إطاحة الجلسة التشريعية لمجلس النواب أمس شكلت نقطة متقدمة للأكثرية في تسديد الضربات المعنوية لرئيس مجلس النواب نبيه بري، فإن الأنظار ستتوجه اليوم إلى “الاختبار– الملحق” في جلسة مجلس الوزراء التي أدرج على رأس جدول أعمالها مشروع قانون تعديل قانون الانتخاب، وما إذا كانت الجلسة ستتعرض لامتحان التصويت.

وعلى وقع تزامن التطورات هذا، بدا من الصعوبة الجزم بما إذا كان المسؤولون “اطمئنوا” فعلاً إلى فارق ملحوظ بين الأجواء الاعلامية التي سبقت جولة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس عليهم وما أعقب الجولة، ولو أن بعبدا وعين التينة سارعتا إلى نفي نقل أورتاغوس أي تهديدات أو مواقف تهوّل بهجمة إسرائيلية جديدة أو بحرب على لبنان. ذلك أن ما رشح عن الجولة، التي تميزت بقرار الموفدة الأميركية عدم الإطلالة إعلامياً أبداً وعدم إصدار أي بيان، يشير إلى طرح مسار تفاوضي جديد بين لبنان وإسرائيل ووضع الجانب اللبناني في أجواء خطورة المعطيات التي يدلي بها الجانب الإسرائيلي عن مضي “حزب الله” في إعادة هيكلة قدراته التسليحية، بما يعني أن ميزان الجولة يتأرجح بين مدّ يد التفاوض بعد الاتفاق على إطاره مباشراً كان أم غير مباشر، على وقع معطيات لا تطمئن أبداً إلى ضمان انكفاء إسرائيل عن تصعيد عملياتها. وإذ تشارك أورتاغوس في اجتماع لجنة “الميكانيزم” اليوم في الناقورة، تترقب الأوساط الرسمية وصول الموفد الأميركي توم برّاك الذي يتردد أن زيارته ستكون الأخيرة كموفد إلى لبنان وقدّم موعدها لاستباق وصول السفير الأميركي المعيّن في لبنان ميشال عيسى.

وأفادت المعلومات عن جولة الموفدة الأميركية أنها طرحت في لقائها مع رئيس الجمهورية جوزف عون توسيع عمل لجنة “الميكانيزم”، وأبدت جهوزية الإدارة الأميركية لمساعدة لبنان في طروحاته. كما أشارت المعلومات إلى أن أورتاغوس طرحت أمام رئيس مجلس النواب نبيه برّي خيارين، الأول، هو التفاوض المباشر مع إسرائيل، والثاني التفاوض غير المباشر عبر لجنة الميكانيزم وربّما تتوسّع وتضمّ مدنيين (سياسيين)، وقد يكون هذا هو المخرج الذي يُعمل عليه. كما أن أورتاغوس نقلت إلى برّي ما يُشاع عن تهريب أسلحة من سوريا إلى لبنان، وقالت إنّ الإدارة الأميركية لم تتأكد بعد من هذا الموضوع وهي لم تتبنَّ الرواية الإسرائيلية إنّما نقلتها كما هي وأكّدت المخاوف في حال ثبوتها. وتعليقاً على لقائه أورتاغوس ومدير المخابرات المصري، قال بري مساءً: “ثمة تضخيم في التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان. العمل السياسي في لبنان أصبح كل أسبوع بأسبوع ولا حرب حتى الآن”. ورداً على سؤال عن عدم توفر النصاب للجلسة النيابية، قال: “لا انتصارات لأحد، المهم أن ينتصر كل لبنان بالمقيمين والمغتربين وإجراء الانتخابات في موعدها.

أما المعلومات الرسمية عن الجولة، فأشارت إلى أن الرئيس عون أكد “ضرورة تفعيل عمل لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية “الميكانيزم” لا سيما لجهة وقف الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان، وتطبيق القرار 1701 في الجنوب لتمكين الجيش اللبناني من استكمال انتشاره حتى الحدود الدولية الجنوبية”. كما شدّد الرئيس عون على “ضرورة تمكين المواطنين الجنوبيين من العودة إلى منازلهم وترميم المتضرر منها خصوصاً مع اقتراب فصل الشتاء”. وفي عين التينة، “تناول اللقاء عرض الأوضاع العامة والتطورات الميدانية المتصلة بالخروق والاعتداءات الإسرائيلية اليومية على لبنان، إضافة إلى عمل اللجنة الفنية الخماسية لمراقبة وقف النار (الميكانيزم) وتفعيل دورها”. وفي السرايا، شدّد الرئيس نواف سلام على “أن هدف أي مفاوضات هو تطبيق إعلان وقف الأعمال العدائية الصادر في تشرين الثاني الماضي، ولا سيّما لجهة وقف الاعتداءات الإسرائيلية والانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلّة. وأضاف أنّ من أهداف هذا المسار أيضًا الوصول إلى الإفراج عن الأسرى اللبنانيين. وأشار إلى أنّ تطبيق قرار الحكومة لحصر السلاح، سواء جنوب نهر الليطاني أو شماله، يتطلّب الإسراع في دعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، من خلال عقد مؤتمر دولي مخصّص لهذه الغاية. كما أكّد أنّ تثبيت الاستقرار في الجنوب يستدعي أيضًا دعمًا دوليًا لعقد مؤتمر للتعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار”. كما التقت أورتاغوس وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيّد وتم خلال اللقاء البحث في دور وزارة الشؤون الاجتماعية في الاستجابة للاحتياجات الإنسانية وتعزيز حضور الدولة في المناطق المتضرّرة.

في موازاة جولة أورتاغوس، جال أيضاً على الرؤساء وفد أمني مصري برئاسة رئيس الاستخبارات المصرية حسن رشاد، حيث أفيد أنه وضعهم في جوّ الجهود التي تم القيام بها في غزة، وأبدى استعداد مصر للمساعدة في إرساء الاستقرار في لبنان. وأبدى رشاد استعداد بلاده للمساعدة في تثبيت الاستقرار في الجنوب وإنهاء الوضع الأمني المضطرب فيه. كما جدّد التأكيد على دعم مصر للبنان. وحمّل الرئيس عون رشاد تحياته إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، شاكراً الدعم الذي تقدمه جمهورية مصر العربية للبنان في المجالات كافة، ومرحباً بأي جهد مصري للمساعدة في وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وإعادة الاستقرار الى ربوعه” .

في الشق الداخلي النيابي، نجحت الاكثرية النيابية المؤيدة لمنح المغتربين الحق بالتصويت لـ128 نائباً، في تعطيل نصاب جلسة التشريع أمس، ولم يلتئم المجلس في جلسة كان يفترض أن تستكمل الجلسة السابقة، لعدم اكتمال النصاب، وقد رفعها الرئيس نبيه بري إلى موعد لم يحدد. وكان حضر إلى ساحة النجمة 63 نائباً ودخلوا القاعة، فيما قاطع نواب كتل “الجمهورية القوية “و”الكتائب” و”تحالف التغيير” و”الاعتدال الوطني” وعدد من النواب. وبدا واضحاً أن الكتل المقاطعة نجحت في بعث رسالة قاسية للرئيس بري تحديداً تحت عنوان “إعادة تصويب مسار التسلّط على المجلس”.

لكن نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب، قال بعد رفع الجلسة: “لو كانت هناك نية بإجراء الجلسة اليوم كانت حصلت وبداية حلّ الأزمة هو عدم انعقاد الجلسة اليوم. وهذا القرار يعزز أن الجميع يعودون ويبحثون عن قاسم مشترك، لأن ما حصل اليوم ليس بعيداً عن ما يمكن أن يحصل في الحكومة غداً”.

وعشية جلسة لمجلس الوزراء اليوم يتصدر جدول أعمالها مشروع قانون وزير الخارجية للتخلي عن الست نواب والسماح للانتشار بالتصويت لـ128 نائباً، عقدت خلوة بين رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة نقل بعدها كلام إيجابي عن استبعاد حصول تصويت في جلسة مجلس الوزراء اليوم حول مشروع تعديل قانون الانتخاب.

وتوجّه نائب رئيس حزب “القوات اللبنانية” النائب جورج عدوان إلى رئيس الحكومة نواف سلام، قائلاً: “قُم بما يجب في جلسة الغد الأربعاء لأنّ وضع المجلس النيابي واضح وعليك أن تكون إلى جانب الأكثرية لأنّ لولاها لما كنت رئيساً للحكومة”، مشيرًا إلى أن “أملنا كبير في موقف الحكومة غداً”. وطالب “الوزراء بأن يقوموا بواجباتهم ولا ينسوا أننا أعطيناهم الثقة لكي يقوموا بواجباتهم، ونحن لا نقاطع التشريع وسنحضر جلسة الموازنة”. وأوضح أن “لا خلاف إطلاقاً بين رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ولكن الخلاف هو بين نهجين”.

  • صحيفة الأخبار عنونت: القاهرة تعرض الوساطة وواشنطن تشدّد على التفاوض مع إسرائيل | أورتاغوس: حزب الله يعيد بناء قوّته

وكتبت تقول: عكست الحركة الدبلوماسية – الأمنية، الأميركية والعربية، في اليومين الماضيين حساسية المرحلة التي يمرّ بها لبنان، بما يُذكّر بالأجواء التي أعقبت اتفاق غزة، خصوصاً مع دخول الجانب المصري على الخط لاحتواء أي تصعيد عسكري إسرائيلي محتمل.

فمن زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس يوم الإثنين، والزيارة المُرتقبة للمبعوث الرئاسي الأميركي توماس برّاك، إلى محطة مدير المخابرات المصرية حسن رشاد في بيروت، بالتزامن مع حضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بدا وكأنّ لبنان يقف أمام منعطف مصيري قد يعيده إلى أتون حرب مدمّرة إذا أصرّ حزب الله على الاحتفاظ بسلاحه. أمّا ما رشح عن اللقاءات التي عقدها الموفدون مع المسؤولين اللبنانيين فيُشير إلى أنّ الجهود تتركّز على تمديد مفاعيل اتفاق غزة ليشمل الجبهة اللبنانية، باعتبار ذلك «المخرج الوحيد» لتجنّب الانفجار الكبير.

وعلمت «الأخبار» أن ما سمعه المسؤولون اللبنانيون لم يكن تهديدات مباشرة، بل «نصائح» وتحذيرات دبلوماسية مبطّنة. وكشفت مصادر مطّلعة أنّ رشاد، الذي لعب دوراً محورياً في التوصّل إلى هدنة غزة، «نقل إلى الرؤساء جوزيف عون ونبيه بري ونواف سلام أجواء الجهود المبذولة بشأن غزة، وأبدى استعداداً مصرياً للعب دور أساسي في الأزمة اللبنانية»، مؤكّداً أنّ «مصر قادرة على المساعدة بفضل علاقاتها الإقليمية والدولية، وعلى لبنان أن يتعاون لأن ذلك هو الحل الوحيد لكي لا تذهب الأمور نحو الأسوأ».

كما أكّدت مصادر بعبدا أنّ «رشاد لم يحمل أي رسالة تهديد، بل قدّم نصائح»، في اللقاء مع عون، بحضور المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي. وقد حمّل عون الوزير رشاد تحياته إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، شاكراً دعم مصر الدائم للبنان، ومرحّباً بأي دور مصري يساهم في وقف الاعتداءات الإسرائيلية وإعادة الاستقرار.

أما بالنسبة إلى أورتاغوس، فأكّدت مصادر مطّلعة أن لقاءها مع عون «لم يكن سلبياً أو متوتّراً، لكنها تحدّثت بصراحة عن ضرورة أن يضاعف الجيش جهوده لاستكمال تنفيذ الخطة التي أقرّتها الحكومة». وكرّرت ما قاله رشاد حول أهمية البناء على الأجواء الإيجابية التي خلّفها اتفاق غزة، مشيرة إلى أن «الفرصة متاحة لتثبيت الهدوء في لبنان إذا تمّ تطوير الأطر القائمة للتنسيق». وفي هذا السياق، طرحت تفعيل عمل لجنة «الميكانيزم» وتوسيع صلاحياتها لتشمل كل الحدود اللبنانية، لا الجنوب فقط، إضافةً إلى إشراك دبلوماسيين في عضويتها.

وحضر اللقاء في قصر بعبدا القائم بالأعمال في السفارة الأميركية كيث هاننغان، والمستشار السياسي ماثيو توتيلو. وخلال الاجتماع، شدّد عون على «ضرورة تفعيل عمل لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية، خصوصاً لجهة وقف الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، وتطبيق القرار 1701 بما يتيح للجيش اللبناني استكمال انتشاره حتى الحدود الدولية الجنوبية».

وكانت أورتاغوس استهلّت زيارتها بلقاء الرئيس بري في عين التينة صباحاً، واستمر الاجتماع نحو ساعة، من دون تصريحات إعلامية أو السماح بالتصوير. وعلمت «الأخبار» أن الرئيس بري كان متردّداً في استقبالها بدايةً، نظراً إلى الزيارة المُرتقبة لبرّاك، لكنه نُصِح من قبل محيطه السياسي بعدم رفض اللقاء حرصاً على إبقاء قنوات التواصل مفتوحة مع الجانب الأميركي. ووفق المعلومات، كان اللقاء هادئاً ولم يشهد أي تهويل أو تهديد بالحرب، وتطرّقت فيه أورتاغوس إلى موضوع تهريب الأسلحة من سوريا، مؤكّدة على ضرورة ضبط الحدود. من جانبه، شدّد الرئيس بري على أن لبنان يقوم بدوره، وملتزم بالاتفاقات الدولية واتفاق وقف إطلاق النار، مؤكداً أن «الميكانيزم» هي الآلية الوحيدة لتطبيق ما تمّ الاتفاق عليه.

ولم يكن الاجتماع مع الرئيس سلام مختلفاً في مضمونه، لكنّ أورتاغوس شدّدت أمامه على أن «حزب الله يعيد بناء قوته، ولدى الولايات المتحدة وإسرائيل معلومات تؤكد ذلك»، وهذا «يُحتّم على الحكومة عدم التباطؤ في تطبيق خطتها». كما أكّدت على ضرورة التفاوض مع إسرائيل في ضوء واقع المنطقة. وأشارت مصادر إلى أن أورتاغوس التقت أيضاً قائد الجيش رودولف هيكل لترتيب العلاقة معه بعدما شابها التوتر.

  • صحيفة الديار عنونت: لبنان في سباق الزمن بين الحرب والتفاهمات!

رسائل بيروتية متناقضة: «تقييم» أميركي و«استكشاف» مصري
بعد تعطيل التشريع… عقدة «المغتربين» تهدد الحكومة

وكتبت تقول: يشهد لبنان خلال الأيام الأخيرة، حَراكاً سياسياً وأمنياً مكثفاً، يعكس حجم التعقيد الذي يعيشه البلد على وقع تصاعد التوتير العسكري جنوباً وبقاعا، وتداخل المسارات الديبلوماسية بين العواصم المعنية. ففي وقت تتزايد فيه المخاوف من انزلاق الاوضاع إلى مواجهة مفتوحة، برزت في بيروت زيارتان لافتتان، حملتا دلالات تتجاوز الشكل البروتوكولي: زيارة رئيسة لجنة مراقبة وقف النار، الموفدة الاميركية، مورغان أورتاغوس، وزيارة مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عباس رشاد.

فجولة أورتاغوس، حملت رسائل أميركية واضحة بضرورة ضبط الإيقاع الداخلي، وتوحيد الموقف اللبناني الرسمي من المفاوضات مع اسرائيل وحسم شكلها، لتفادي الاسوأ، بالتوازي مع قيام واشنطن بعملية إعادة تموضع على الساحة اللبنانية، والإمساك بالمشهد عبر قنواتها السياسية، العسكرية، والإعلامية.

في المقابل، حملت الزيارة المصرية بعداً يتجاوز الطابع الأمني التقليدي، فالقاهرة، التي تسعى إلى تثبيت موقعها كوسيط عربي موثوق به في أزمات المنطقة، دخلت بقوة على الخط اللبناني – الإسرائيلي، اذ جاء رشاد إلى بيروت مزوّداً برسائل من القيادة المصرية تؤكد ضرورة تفادي الحرب عبر تسريع الخطوات الحكومية في ما خص «حصر السلاح»، ومحاولة بلورة تفاهمات غير مباشرة بين بيروت وتل أبيب، عبر اتصالاته مع أركان الدولة اللبنانية ومسؤولين أمنيين، كما رصد «حجم نفوذ» الحزب في القرار اللبناني، ومدى تجاوبه مع الضغوط العربية والدولية، وفقا لمواكبين لمباحثاته.

وفي موازاة الحراك الديبلوماسي، جاء تطيير نصاب جلسة مجلس النواب ليؤكد هشاشة التوازنات الداخلية، وتتويجاً لحالة الانقسام العميق حول الاستحقاقات الكبرى، ومؤشراً إلى عجز القوى السياسية عن التوافق على مقاربة موحدة في القضايا المصيرية.

زيارة اورتاغوس

فالحركة الديبلوماسية التي افتتحتها صباحا، الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس، بعيدا عن الإعلام و «بسرية تامة» من عين التينة، وقبل لقائها رئيس الجمهورية، خلافا للمعتاد، بسبب مشاركة عون في مؤتمر حول الارهاب، حملت معها الكثير من الدلالات، حيث اشارت مصادر ديبلوماسية أن الضيفة، تعمدت لقاء الرئيس بري بهدف أن يكون الطرح مباشرا للثنائي، وتحديداً لحزب الله عبر الوسيط المعتاد، على اعتبار أنه المعني المباشر بموضوع حصر السلاح، مؤكدة أن ما حملته يمكن أن يشكل حلا وسطا بين مطلب المفاوضات المباشرة والمفاوضات غير المباشرة، مقترحةً توسيع لجنة مراقبة «الميكانيزم» وتطعيمها بوجوه سياسية تمكنها من القيام بمفاوضات مثمرة، مستعجلة «الدخول في تفاوض «منتج» مع الإسرائيليّين».

وتابعت المصادر، ان الطرح الاميركي واضح وهو على مرحلتين، هدفه النهائي الوصول في مراحله المتقدمة، الى التفاوض المباشر، على ما سبق واكده الموفد توم براك سابقا لرئيس مجلس النواب، كاشفة ان العرض الجديد يعطي لبنان نقاطا في الشكل لا المضمون، اذ يقوم على اعادة تشكيل لجنة «الميكانيزم»، التي يرأسها ديبلوماسي اميركي، وفقا لهيكلية جديدة، تضم ديبلوماسيين رفيعي المستوى من كل من لبنان واسرائيل وواشنطن، على ان تستعين بالخبراء والاشخاص الذين تحتاج اليهم متى دعت الضرورة، على ان تتفرع منها «لجان متخصصة» لبحث الملفات، وهو استنساخ لطرح اللجان الثلاث الذي سبق ورفضه لبنان.

وتابعت المصادر بان الاشكالية الاساسية تبقى في رفض لبنان وجود «مدنيين ديبلوماسيين»، من غير الاختصاصيين، فالسقف اللبناني، هو لجنة مشكلة على غرار تلك التي قامت عام 2022 ابان الترسيم البحري، وهو ما تراه اسرائيل غير ممكن اليوم بعد كل ما تحقق، والتغيير الذي لحق بالتوازنات القائمة، مبدية اعتقادها ان الزيارة المصرية تندرج تحت هذا السقف، حيث تسعى القاهرة الى القيام بدور الوسيط بين بيروت وتل ابيب، منطلقة من دعوة رئيس الجمهورية للتفاوض مع اسرائيل.

في بعبدا

ووفقاً لاوساط مطلعة على أجواء اللقاء في بعبدا، فإن المناخ كان إيجابيا من وجهة نظر الجانب اللبناني، نافية بشكل قاطع ما تم تداوله حول تهديدات أو رسائل تهويلية، موضحة ان اللقاء اتخذ طابعا تقييميا للمرحلة السابقة، حيث جرى تبادل الأفكار حول تطورات الوضع الميداني والالتزامات المتبادلة، في وقت حرص فيه رئيس الجمهورية على اثارة ثلاثة ملفات اساسية: تفعيل «الميكانيزم»، دون الدخول في التفاصيل، الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها، تأمين عودة الأهالي إلى قراهم المدمّرة وترميم منازلهم مع اقتراب فصل الشتاء، مضيفة أن أورتاغوس أبدت استعدادها لنقل الأفكار إلى ادارتها.

رد سلام

وفيما اكتفت كل من بعبدا وعين التينة، بتسريب بعض اجواء اللقاءات مع الموفدة الاميركية، خرج رئيس الحكومة، ليؤكد، ان «هدف أي مفاوضات هو تطبيق إعلان وقف الأعمال العدائيّة ،الانسحاب الكامل من الأراضي اللّبنانيّة المحتلّة، والإفراج عن الأسرى اللّبنانيّين»، لافتًا إلى أنّ «تطبيق قرار الحكومة حول حصر السّلاح، يتطلّب الإسراع في دعم الجيش وقوى الأمن الدّاخلي، وعقد مؤتمر للتعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار».

لقاء السيد

اما العلامة الفارقة في لقاءات اورتاغوس، فكانت في اجتماعها بوزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد، حيث تطرق النقاش إلى ملف الجنوب، وتحديدا «وضع المراكز الاجتماعية هناك، ومدى استجابتها لأي تطور قد يطرأ في الأسابيع المقبلة».

علما ان المباحثات الاميركية في بيروت، جاءت تحت ضغط المستجدات الأخيرة على صعيد التنسيق الأميركي – الإسرائيلي، والتي تمثل نقطة تحول في السياسة الأميركية، إذ باتت واشنطن ترى في تحركات حزب الله «تهديدا مباشرا لاستقرار المنطقة»، على ما يكرر المسؤولون الاميركيون، تثير قلق المعنيين في بيروت، لما تعطيه من إشارات واضحة بان لا قيود على تل ابيب في حال قررت الرد عسكريا على الطرح اللبناني، خصوصا ان زيارة اورتاغوس الى قيادة المنطقة الشمالية، حملت اقله شكلا اكثر من رسالة، اذ شارك الى جانب القيادات العسكرية الاسرائيلية ووزير الدفاع، كلّ من السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة ‏يحيئيل لايتر، والسفير الأميركي في إسرائيل ‏مايك هاكابي، في دلالة إلى التنسيق الوثيق بين الحكومتين حول مستقبل العمليات العسكرية في الشمال.

بن فرحان وبرّاك

وفي اطار المواكبة الدولية للتطورات الميدانية اللبنانية ولتفادي الاسوأ، كان أفيد عن جولة سيقوم بها الموفد السعودي يزيد بن فرحان على القيادات في الساعات المقبلة، الا انها أرجئت لايام قليلة، بينما يصل المبعوث الاميركي توم براك اليوم إلى بيروت للقاء الرؤساء الثلاثة وقائد الجيش في محاولة وصفت بالحاسمة قبل وصول السفير الأميركي ميشال عيسى مطلع الشهر المقبل لاستكمال الاتصالات والضغوط الأميركية في الملف اللبناني، بحسب ما أفادت مصادر في البيت الأبيض في الإعلام.

بولس

اشارة الى ان مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مسعد بولس، صرح بان «حزب الله هو من وافق على خطوة نزع السلاح»، مشيرا إلى أن «قرارات الحكومة اللبنانية لا تنفذ بالسرعة المنتظرة، ما يؤخر تطبيق بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية دولية»، مؤكدا، في مقابلة تلفزيونية أن «الإدارة الأميركية تتابع عن كثب مسار تنفيذ التفاهمات اللّبنانية – الإسرائيلية بعد حرب لبنان الأخيرة»، لافتا إلى أن «المطلوب اليوم هو تثبيت الهدوء على الحدود، وضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة أميركية وفرنسية، وبتأييد من الأمم المتحدة»، خاتما أن «الاستقرار على الجبهة الجنوبية يعد شرطًا أساسيا للمضي في بقية الخطوات، وفي مقدمها تنفيذ التزامات نزع السلاح».

مبادرة مصرية

في موازاة الحراك الاميركي، كان رئيس المخابرات المصرية يجول على المقرات الرئاسية، حيث تحدث المطلعون عن دور تحاول مصر تأديته في لبنان، على غرار ما قامت به في غزة، والذي كان له مساهمته في ترتيب اتفاق وقف النار، كما في عملية تنفيذ مراحله، حيث أطلع من التقاهم على الجهود التي تبذلها القاهرة لتثبيت الاتفاق وتطبيقه فعلياً على الأرض، كاشفة ان رشاد أعرب عن استعداد بلاده للقيام بالدور نفسه في لبنان، عبر المساهمة في الوصول إلى اتفاق نهائي، مؤكداً حرص القاهرة على دعم الاستقرار في لبنان ودرء تداعيات التصعيد الإقليمي، معتبرة ان الزيارة يمكن ادراجها، حتى الساعة، تحت عنوان «الاستطلاعية» اذ لا تحمل أي «شيء عملي»، بقدر ما هي عملية «جس نبض»، بدليل حجم «الوفد الجوال»، بين المقرات، والذي ضم اكثر من مسؤول لبناني ومصري.

وإذا كان لا يمكن التنبؤ بما تخبئه القاهرة في جَعبتها من أفكار ومقترحات، استنادا الى الاسئلة التي طرحت خلال اللقاءات وما بين سطورها، إلا أن المصادر تخمن أن محتوى الطرح المصري «المستقبلي» قد يتضمن الموقفين العربي والأميركي تجاه الوضع اللبناني وسبل التوصل الى مخارج من الانسداد الحالي، عبر الوسائل الديبلوماسية وذلك تفادياً لأي حلول عسكرية، ذلك ان الانفجار الواسع لا يخدم إلا الأجندة الإسرائيلية في المنطقة.

جلسة المجلس

وعلى وقع الجولات المكوكية الاميركية والمصرية السياسية والامنية، استكمل الصراع الانتخابي على الحلبة النيابية، والذي انتهت جولته امس الى رفع الجلسة التشريعية بسبب عدم تأمين النصاب، تزامنا مع زيارة وفد من الثنائي للرئيس نواف سلام حاملا المواقف نفسها التي اطلقها من قصر بعبدا، فيما تبقى الانظار مشدودة الى جلسة مجلس الوزراء اليوم لتحديد مصير اقتراح «الخارجية» حول اقتراع المغتربين.

في السياق، أكدت مصادر سياسية أن «الرئيس بري ترك الأمور لديموقراطيتها ولم يضغط لتأمين النصاب ولو أراد ذلك لفعل، ولكنه لا يحبذ التشريع بغياب مكونات أساسية ويريد أن يتحمل الجميع مسؤولياته وعدم مقاطعة التشريع»، وهو ما أشار إليه أيضاً نائب رئيس المجلس إلياس بو صعب، مؤكداً «بالمعلومات أقولها، لو كان هناك قرار بعقد جلسة لعُقدت وعدم حصولها كان مفتاحاً للبدء بحل»، متابعا: «فرحت لأن الجلسة لم تنعقد لأن التشريع في غياب شريحة كبيرة من اللبنانيين ليس الحل الأفضل للبلد»، معتبرًا أن «بداية حل الأزمة هو عدم انعقاد جلسة تشريعية، ومسار الجلسة الحكومية سيحدد بما حصل في البرلمان».

وكانت اشارت مصادر مطلعة على أجواء الرئيس بري إلى أن عين التينة «لم تعر اصلا الجلسة أي أهمية تذكر، لجهة تامين النصاب، الذي لم يكن قط من الصعب تامينه، فالرئيس الذي اعتاد ضبط الإيقاع السياسي، لم يجر أي تواصل فعلي مع أي من الكتل أو القوى النيابية الأخرى، انطلاقا من ان «انتصار» تعطيل الجلسة مجرد «فقاعة إعلامية» ستنتهي بانتهاء الجلسة، اذ تبقى العبرة في النتائج».

الى ذلك، رأت اوساط المعارضة ان «ما يحصل اليوم في البرلمان ليس حدثًا معزولًا، بل خطوة أولى في مسار تصعيدي واضح المعالم، فمقاطعة الجلسات التشريعية تبدو كفاتحة لمسار أوسع عنوانه شل المجلس النيابي، يليه شل الحكومة، وربما لاحقا تحريك الشارع تحت شعارات الإصلاح والعدالة الانتخابية»، خاتمة «مع تصاعد الخطاب السياسي وارتفاع منسوب التوتر، يطرح السؤال بجدية: هل نعيش فعلا بدايات ما تحدث عنه باراك اخيرا، من مقاطعة الجلسات، تعطّل اللجان، وتهديد الشارع بالتحرك، وكلها مؤشرات إلى مرحلة غليان تسبق الانفجار»؟

جبهة معراب – السراي

وعشية انعقاد جلسة الحكومة اليوم، وعلى جدول اعمالها مشروع قانون وزير الخارجية حول تعديلات قانون الانتخاب، كبند اول، شنت القوات اللبنانية، على لسان نائب رئيسها، هجوما استباقيا من ساحة النجمة، باتجاه السراي، حيث توجه الى الرئيس سلام داعيا اياه لان يتبنى موقف الاكثرية التي «لولاها لما وصل الى السراي»، طالبا اليه اتخاذ اللازم، «بعدما بات الامر في المجلس معروفا»، وهو ما وضعته اوساط سياسية في اطار «الزكزكة والضغط»، في ظل «ريبة معراب» من شيء ما يجري طبخه تحت الطاولة، في ظل رغبة الرئاستين الاولى والثالثة، بالابقاء على «العلاقات الطيبة» مع الرئاسة الثانية، فالرئيس عون اكد لوفد الثنائي النيابي الذي زاره، ان بت مصير الانتخابات في يد المجلس، والرئيس سلام حث شخصيا نوابا محسوبين عليه على عدم مقاطعة الجلسة التشريعية، كيلا ينعكس الامر تعطيلا على حكومته.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى