قالت الصحف: تصعيد أمني وسياسي يقابله تمسك بإتفاق وقف النار

الحوارنيوز – خاص
تابعت صحف اليوم التطورات الميدانية والعدوانية في غير منطقة في لبنان بالتوازي مع مواقف أميركية ضاغطة على لبنان، وفي مقابل ذلك يتحصن لبنان بالقرارات الدولية بالإضافة الى موقف حاسم للمقاومة بأن الأخيرة لا تريد الحرب لكنها جاهزة للدفاع وأن اتفاق وقف النار هو الصيغة الوحيدة المقبولة ويلبي مصلحة الجميع.
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: التصعيد يرسم مخاوف أولية على زيارة البابا
كتل الأكثرية نحو الرد غداً على “تعنّت بري“
وكتبت تقول: يبدو أن الأسبوع اللبناني الطالع سيحمل معطيات وتطورات تتّسم بأهمية كبيرة مفترضة لجهة اتّضاح بعض الخطوط التي ترتبط بالتصعيد الميداني والعسكري الإسرائيلي المتدرج في لبنان، بعدما رسمت وقائع الأيام الأخيرة صورة مثيرة للقلق المتصاعد حيال احتمال انفجار حربي ميداني واسع لم يعد لبنان يقوى إطلاقاً على تداعياته الكارثية. وإذ تتصل هذه المعطيات بتحرك أميركي بدأ مع تحرك مكوكي جديد للموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس بين إسرائيل ولبنان كما بتحرك أمني- سياسي مصري يكتسب دلالات بارزة نظراً إلى الدور الريادي الفعال الذي تضطلع به مصر من غزة إلى لبنان، لم يعد يخفى أن الخشية من عملية إسرائيلية واسعة، اتخذت في الأيام الأخيرة بعداً شديد الأثر على لبنان في ظل انفلاش غير مسبوق للأجواء الإعلامية الغربية والعربية كما الإسرائيلية التي تنذر بخطر حرب متجددة على ما تبقى من ترسانة “حز.ب الله ” في لبنان، وما يمكن أن تطوره إسرائيل في أي هجمات جديدة محتملة. حتى أن ما يبلّغ المسؤولين اللبنانيين من معطيات مباشرة أو ضمنية في الآونة الأخيرة، وسواء كان على سبيل التهويل أو نقل معطيات جدية، يفيد بأنه قد لا يكون أي موعد محتمل لعملية واسعة دقيقاً، لكن الأيام الأخيرة رفعت منسوب التوقعات السلبية إلى الذروة وكأنها صارت مرتبطة بالتوقيت الإسرائيلي فقط. ولذا برزت في الأيام الأخيرة عودة الحديث وتزخيمه عن استعدادات لبنان للتفاوض مع إسرائيل من دون أفق واضح بعد لأي إطار عملي جدي لهذا التفاوض، ولكن تردّدَ أن الأوضاع الزاحفة نحو متاهات تصعيدية خطيرة قد تعيد فتح المشاورات بين رئيس الجمهورية جوزف عون وكل من رئيس الحكومة نواف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري حول آلية التفاوض والاندفاع نحو تأكيد استعداد لبنان للتفاوض تجنباً لخطر تجدّد الحرب الإسرائيلية، خصوصا وأن البلد سيدخل بقوة مرحلة العد العكسي لزيارة البابا لاوون الرابع عشر للبنان في نهاية تشرين الثاني المقبل. ولم يعد خافياً أنه على رغم القرار الحاسم بحصولها في موعدها وإنجاز كل الترتيبات لها بحيث سيعلن برنامجها التفصيلي من الفاتيكان وبيروت معاً في الأيام القليلة المقبلة، فإن ذلك لا يحجب مخاوف على الزيارة بدأت تنساب إلى كواليس المعنيين في بيروت والفاتيكان في حال مضت دورة التصعيد إلى متاهات أخطر، كما بدأت تثار شائعات عن احتمال إرجائها، ولكن معظم الأوساط المعنية يميل إلى ترجيح استبعاد قيام إسرائيل بأي عملية واسعة في لبنان من شأنها أن تستبق زيارة البابا وتؤثر على الاستعدادات الجارية لحصولها.
ويُترقب وصول الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس اليوم الاثنين إلى بيروت بعد زيارتها لإسرائيل، وستشارك أورتاغوس في اجتماع هيئة الإشراف على اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل “الميكانيزم ” الذي سيعقد الأربعاء المقبل. ولم تفد المعلومات الموثوقة عن إمكان قيامها بلقاءات سياسية كما تردد.
وفيما تزور أورتاغوس إسرائيل منذ نهاية الأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أمس أن وزير الدفاع يسرائيل كاتس قام بجولة عند الحدود اللبنانية برفقة مورغان أورتاغوس، وأعلن كاتس خلال الجولة أن إسرائيل ستواصل الدفاع عن المناطق الشمالية ضد أي تهديد.
كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صعّد من وتيرة تهديداته، بالقول إن “إسرائيل لا تحتاج إلى إذن من أحد لضرب أهداف في غزة أو لبنان”.
وتندرج في السياق المأزوم نفسه المعلومات عن الزيارة التي سيقوم بها وفد أمني مصري برئاسة مدير المخابرات المصرية لبيروت حاملاً دعم مصر لموقف الرئيسين عون وسلام في مواجهة التطورات الخطيرة الراهنة، بما يشكّل رسالة مصرية برسم إسرائيل رفضاً لأي تصعيد لعملياتها في لبنان، كما رسالة مقابلة لإيران لحضّها على اتخاذ سياسات عملية ترغم “حز.ب الله” على تسليم سلاحه إلى الجيش اللبناني.
وفي هذا السياق ووسط هذه الاجواء المقلقة، جاء لقاء رئيس الحكومة نواف سلام السبت الماضي مع البابا لاوون الرابع عشر في الفاتيكان في سياق الاستعدادات للزيارة البابوية. وكتب الرئيس سلام بعد اللقاء على منصة “اكس”: “سعدت بلقاء قداسة البابا لاوون الرابع عشر، وأكدت له أن اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم يتطلعون إلى زيارته بفرح. وجدّد قداسته أمامي تعلّقه بمعنى لبنان وتضامنه مع الشعب الفلسطيني في محنته. وبدوري شددت على أن وحدة لبنان وسيادته وحريته حق لأبنائه جميعاً، وأن السلام في المنطقة لن يقوم إلا على العدل، ولا سيّما على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة”.
غير أن الوقائع الميدانية أبقت الأجواء مشدودة وسط مظلة نارية إسرائيلية ممتدة بين الجنوب والبقاع الشمالي بحيث ارتفع عدد قتلى الغارات الاسرائيلية في الأيام الثلاثة الأخيرة إلى عشرة بين كوادر وعناصر “حز.ب الله”، ما رفع عدد الاستهدافات الإسرائيلية لعناصر في الحز.ب إلى 365 شخصاً خلال 11 شهراً منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني 2024، حسبما نقلت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية عن مصادر أمنية إسرائيلية. واستهدفت مسيّرة إسرائيلية بصاروخ حفارة في بلدة بليدا – قضاء مرجعيون فجر أمس من دون وقوع إصابات. كما شنت مسيّرة إسرائيلية غارة على سيارة في بلدة الناقورة أدت إلى سقوط قتيل وهو مسؤول عسكري في “حز.ب الله” عن المنطقة يدعى عبد السيد.
أما بقاعاً، فقد شنت مسيّرة إسرائيلية غارة على سيارة قرب مركز الأمن العام عند مدخل بلدة النبي شيت، ما أدى إلى سقوط قيادي في “حز.ب الله” علي حسين نور الدين الموسوي الذي نعاه الحز.ب. وذُكر أن الموسوي كان عضواً في الحرس الثوري الإيراني وتولى مسؤوليات بعد سقوط نظام بشار الاسد في سوريا. ولاحقاً استهدفت مسيّرة إسرائيلية سهل بوداي بإطلاقها ثلاثة صواريخ. ثم ما لبثت مسيّرة أخرى أن استهدفت منطقة الحفير الفوقا في غرب بعلبك أدت إلى سقوط قتيل وإصابة اثنين بجروح.
أما المشهد السياسي الداخلي، فلا يقل تأزماً عن الوضع الميداني، إذ يتجه العدد الأكبر من الكتل النيابية المطالبة بتعديل قانون الانتخاب بما يتيح للمغتربين الاقتراع لمجموع النواب الـ128 وأبرزها “الجمهورية القوية” والكتائب إلى مقاطعة جلسة مجلس النواب المقرّرة غداً الثلاثاء، اعتراضاً على عدم إدراج بند تعديل قانون الانتخاب على جدول الأعمال ورداً على تعنت رئيس المجلس نبيه بري بعدم إدراجه.
وأفادت معلومات أن لقاءً نيابياً ضم الكتل المطالبة بتعديل قانون اقتراع المغتربين أقر توجهاً نحو إعلان مقاطعة جماعية للجلسة. وفي المقابل، سيقوم اليوم وفد من “حركة أمل” و”حز.ب الله” و”التيار الوطني الحر” بزيارة مشتركة لرئيس الجمهورية جوزف عون رداً على جولة وفد الأكثرية الذي قام به الأسبوع الماضي.
وأكد النائب الكتائبي الياس حنكش “حق كتلة الكتائب في تطيير النصاب إذا توافرت الظروف نفسها التي شهدتها الجلسة السابقة. وهذا يعني أنه إذا ما استمر الوضع كما كان في الجلسة الماضية، فلا مانع من اتخاذ الإجراءات التي من شأنها تعطيل الجلسة، وهو ما يعكس رفضًا صريحًا لأي محاولة للتمرير بالقوة أو بمعزل عن توافق واسع … إلا إذا نزل الوحي على بري”.وقال إن “الكتائب ستسلك كل الطرق الديموقراطية المتاحة، للدفع قدماً بمشروع القانون الذي يضمن حقوق المغتربين. وسنستعمل كل الوسائل الديموقراطية لأننا سنربح التصويت في حال وضع مشروع القانون على جدول أعمال الجلسة”.
- صحيفة اللواء عنونت: عراضة أميركية – إسرائيلية عند الحدود.. و«رسالة حاسمة» مع مدير المخابرات المصرية إلى بيروت
القوات تقاطع الجلسة غداً اعتراضاً على «تسلُّط برِّي».. وحز.ب الله للتعاون مع رئيس الحكومة ولن يبادر إلى الحرب
وكتبت تقول: بصرف النظر عن مسار الجلسة التشريعية غداً، التي دعا إلى انعقادها الرئيس نبيه بري لمتابعة درس بنود الجلسة التشريعية السابقة التي طيَّرها نواب كتلتي القوات النيابية وحز.ب الكتائب وبعض التغييرين والمستقلين تقدم على نحو ثابت، ملف الاعتداءات الاسرائيلية في ضوء الحركة الديبلوماسية الاميركية المنتظرة باتجاه لبنان، وكذلك حركة الموفدين العرب.
وعلى وقع غارات اسرائيلية بالمسيَّرات طالت الحفير من النبي شيت في البقاع والناقورة وحاروف والقليلة في الجنوب، حيث سقط 5 شهداء واستهدفت ايضاً حفارات في بلدتي بليدا وعيتا الشعب كانت تعمل لمصلحة مجلس الجنوب في إزالة الركام الذي خلّفته الغارات الاسرائيلية خلال الحرب تصل إلى بيروت اليوم الموفدة الاميركية السفيرة مورغان اورتاغوس في إطار معلومات عن مشاركتها في اجتماع لجنة الميكانيزم بعد غد الاربعاء في الناقورة.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان زيارة اورتاغوس من شأنها ان تجيب عن اسئلة تتصل بكيفية تفعيل عمل لجنة الميكانيزم، ولفتت الى ان لبنان الرسمي سبق واعلن أهمية تفعيل هذا العمل ودعا الى تفعيل الاتصالات للضغط على اسرائيل لوقف اعتداءاتها المستمرة.
الى ذلك، ذكرت هذه المصادر ان اورتاغوس بدورها ستطلع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على مهمتها وما تحمله من افكار من اجل التقدم في هذه اللجنة.
الى ذلك ما تزال التحضيرات بشأن زيارة قداسة الحبر الاعظم البابا الى لبنان في نهاية الشهر المقبل قائمة على ان تتكثف مع بداية شهر تشرين الثاني المقبل الذي يشهد ايضا ذكرى الاستقلال في ٢٢ منه وعودة حفل الإستقبال الذي يقام على الأرجح للمناسبة في القصر الجمهوري.
وجالت أورتاغوس أمس في كريات شمونة عند الحدود اللبنانية – الاسرائيلية، برفقة وزير الحرب الاسرائيلي يسرائيل كاتس وبعض من ضباط المخابرات وقادة وحدات عسكرية شاركت في الهجوم على لبنان.. كما عاينت تمركز الجيش الاسرائيلي عند النقاط الخمس المحتلة في الجنوب قبالة القرى الحدودية التي تعرضت لدمار هائل، وتمنع اسرائيل اعادة اعمارها.
وشارك في الجولة السفير الاميركي في اسرائيل، والسفير الاسرائيلي في واشنطن، وقائد المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي، وممثلين عن القيادة المركزية الاميركية (ستكوم) وممثلين عن مجلس الامن القومي الاسرائيلي.
وعلى مسمع أورتاغوس، هدد كاتس باستمرار الهجمات على لبنان، واتخاذ كافة الاجراءات لضمان امن شمال اسرائيل والحدود.
وأبلغ كاتس اورتاغوس والوفد المرافق لها عن اغتيال عنصرين من حز.ب الله أحدهما قائد ميداني في قوة الرضوان..
- صحيفة الأخبار عنونت: قاسم: لا نريد الحرب وجاهزون للدفاع
وكتبت تقول: السؤال الوحيد الذي يشغل السياسيين والمواطنين هذه الأيام هو: متى تقع الحرب؟ وسط شعور عام بأن الأمور تسير نحو جولة جديدة من المواجهة مع إسرائيل، وأن العدو يتصرّف وكأنه يُمهّد لعدوان واسع، متذرّعاً بعجز الدولة اللبنانية عن نزع سلاح حز.ب الله. أمّا التبرير الذي يسوّقه أمام الخارج، فهو استناده إلى معلومات استخباراتية تزعم أن حز.ب الله يعيد بناء قدراته العسكرية، وليس فقط المدنية، وأن عمليات القصف والاغتيال التي ينفّذها تهدف عملياً إلى إعاقة هذه العملية.
وفي موقف لافت، تحدّث الأمين العام لحز.ب الله الشيخ نعيم قاسم في مقابلة مع قناة «المنار» عن التطورات الأخيرة، قائلاً، إنّ احتمال اندلاع الحرب وارد، لكنّه ليس حتمياً. وأكّد أنّ المقاومة في حالة جهوزية تامة للدفاع في حال قرّر العدو شنّ حرب واسعة. وتوجّه إلى الإسرائيليين والأميركيين بالقول: «لا تُجرّبوا المزيد من الحروب، لأن ما عجزتم عن تحقيقه في الحرب السابقة، لن تنجحوا في تحقيقه في أي حرب جديدة»، داعياً العدو إلى «الاكتفاء باتفاق وقف إطلاق النار، لأنه يحقّق أهداف الجميع».
وقال قاسم، إنّ المقاومة، عندما وافقت على اتفاق وقف إطلاق النار، سلّمت بمسؤولية الدولة في مواجهة العدوان الإسرائيلي والتصدّي له، مشيراً إلى أنّ المهمة الآن تقع على عاتق السلطة اللبنانية، فيما يبقى الحديث عن دورٍ مباشرٍ لحز.ب الله في الردّ على الاعتداءات الإسرائيلية رهناً بالظروف والتطورات الميدانية.
وأكّد تمسّك المقاومة بسلاحها، معتبراً أنّ هذا القرار مرتبط بوجود الاحتلال الإسرائيلي واستمرار العدوان، وأنّ التمسّك بالسلاح حقّ مشروع للدفاع عن الوجود. وأضاف أنّ العدو لا يحتاج إلى ذرائع لارتكاب اعتداءاته، وما يجري في سوريا خيرُ دليلٍ على نهج التوسّع والعدوان الدائم لدى إسرائيل.
وعن جهوزية المقاومة، قال قاسم: «بصرف النظر عن مستوى التعافي الذي حصل في حز.ب الله، نحن مقاومة، ونقول أمام العالم كله: نحن كمقاومة جاهزون للدفاع، ولسنا جاهزين لشنّ معركة؛ ولا يوجد لدينا قرار لشنّ معركة ولا قرار بمبادرة قتال».
استمرار التهويل الإسرائيلي والغربي بحملة عسكرية جديدة، وموفد
أمني مصري يحمل
تحذيراً لبيروت
وفي ما يتعلق بسياسة المقاومة في هذه المرحلة، أوضح أنه «منذ عام 2006 حتى عام 2023 كان الردع قائماً على إبراز فائض القوة، وقد أثبتت هذه الطريقة جدواها. أمّا اليوم فلدينا تكتيك مختلف. نحن لا نُظهر فائض قوة، ولا نمتلك فائض قوة. نعمل بطريقة اعتيادية، ولدينا ما يكفينا من القوة، فلماذا نُظهر أكثر مما نملك؟.»
في غضون ذلك، واصل العدو الإسرائيلي حملته الإعلامية ضدّ المقاومة. وفي هذا السياق، بثّت قناة «كان» العبرية تقريراً بعنوان «نحو مواجهة جديدة؟»، أشارت فيه إلى أنّ «حز.ب الله يرفض نزع سلاحه، وفي لبنان تسود مخاوف من أن الحرب المقبلة باتت على الأبواب».
كما نشر موقع «والا» تقريراً موسّعاً جاء فيه أنّ «حز.ب الله يعيد بناء قدراته العسكرية ويستعدّ للمعركة المقبلة»، موضحاً أنّ التحليل المهني للهجمات الإسرائيلية على لبنان يكشف عن صورة مقلقة، مفادها أنّ «حز.ب الله يضحّي بقادته على الحدود من أجل إعادة بناء بنيته التحتية، وحشد الأسلحة الإيرانية، والتحضير لحملة في عمق الأراضي اللبنانية».
وأضاف الموقع أنّ «سياسة الاحتواء الهادئ التي تعتمدها إسرائيل ليست ضعفاً، بل هي استعداد». وخلص التقرير إلى أنّ «إصرار حز.ب الله على ترميم قوّته بعد الضربات الموجعة، واستمراره في إعادة بناء قدراته العسكرية في ظل وقف إطلاق النار، يؤكدان أنّ المعركة المقبلة ليست احتمالاً بعيداً، بل هي واقعٌ آخذٌ في التشكّل».
ونقلت صحيفة «معاريف» عن مصادر أمنية قولها إنّ «تصميم حز.ب الله على الحفاظ على قدراته، وإعادة تأهيل ما دُمّر، وتعزيز نفسه، يجب أن يُوضّح للجميع أنّ الحملة القادمة حتمية. فالهدوء النسبي في جنوب لبنان ليس سوى هدوءٍ وهمي، إذ تجري تحت السطح تيارات عميقة ينبغي أن تثير قلق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية».
وفي الأثناء، أجرى وزير حرب العدو يسرائيل كاتس جولة على الحدود مع لبنان، برفقة المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، عشية زيارة متوقّعة لها إلى بيروت في اليومين المقبلين، حيث يُفترض أن تشارك في الاجتماع المقبل للجنة «الميكانيزم». فيما سُرّبت معلومات في بيروت عن قرب وصول موفد مصريّ أمنيّ رفيع المستوى حاملاً رسالةً تتعلّق بـ«تطورات تشير إلى أنّ الوضع أصبح في غاية الخطورة».
- صحيفة الديار عنونت: تصعيد «إسرائيلي» واسع قبل زيارة أورتاغوس إلى بيروت
المطالبون بتعديل قانون الانتخاب يستنفرون لمقاطعة الجلسة التشريعية غدا
وكتبت بولا مراد في الافتتاحية تقول:
كثّف العدو الاسرائيلي في الساعات الماضية عملياته العسكرية في لبنان التي يبدو واضحا أنه يتقصد أن تسلك منحى تصعيديا باستهدافه نهاية الأسبوع أكثر من منطقة في البقاع شرقي البلاد.
الحراك الأميركي
ويأتي هذا التصعيد بالتوازي مع مساع أميركية لمحاولة للحؤول دون جولة جديدة من الحرب يبدو أن تل أبيب تُعد لها، وهي رسالة، بحسب المعلومات، وصلت لقيادة حز.ب الله التي تستعد لكل الاحتمالات. وتؤكد معلومات «الديار» أن الحز.ب يستعد لكل الاحتمالات، وهو وبعكس ما يعتقد البعض ليس ضعيفا ولديه السبل الكافية لمواجهة أي حرب موسعة.
وتقول مصادر رسمية لبنانية إن «واشنطن تسعى لتفعيل عمل لجنة مراقبة وقف إطلاق النار «الميكانيزم»، بعد التعهد بإتمام اجتماعات دورية، وذلك لتجنب عودة المواجهات بين الحز.ب واسرائيل»، لافتة في حديث لـ «الديار» إلى أن «اللجنة تعقد اجتماعا يوم الأربعاء المقبل من المرجح أن تحضره المبعوثة الأميركية مورغن أورتاغوس التي تزور راهنا تل أبيب»، وقال المصدر الرسمي انه تم تحديد موعد الثلاثاء لها في القصر الجمهوري للقاء الرئيس عون، في حين لم يتضح بعد موعد زيارة توم براك الى بيروت.
موقف حز.ب الله
الا أن حز.ب الله لا يستبشر خيرا بالحراك الأميركي، اذ ذكّر عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسين الحاج حسن أنه وخلال اجتماع رئيس لجنة الميكانيزم في المرة الأخيرة مع الرؤساء الثلاثة، قصف العدو عدة نقاط في البقاع». وتساءل في تصريح له: «أي نفاق هو هذا النفاق الأميركي، وكلام العدو يؤكد وجود ضباط أميركيين يشرفون على القصف في لبنان». وأضاف خلال حفل تأبيني لعدد من شهداء بلدة يونين البقاعية: «أيها المسؤولون اللبنانيون هناك اتفاق موجود وعلى الراعي الأميركي أن يقوم بتنفيذه، هو مسؤول ولكنه لا يضغط على العدو ويعطيه كامل الحرية، وترعى هذا الاتفاق لجنة الميكانيزم».
التطورات الميدانية
ميدانيا، كان لافتا التصعيد الذي شهدته مناطق في الجنوب والبقاع يوم أمس الأحد، علما أن العدو كان يخفف من عملياته خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة في بيانات يوم أمس سقوط شهيدين، الأول في غارة للعدو الإسرائيلي على سيارة في بلدة النبي شيت قضاء بعلبك، والثاني خلال غارة على سيارة في بلدة الناقورة قضاء صور. وأدت غارة على بلدة الحفير في البقاع الى استشهاد شخص وإصابة اثنين بجروح.
كذلك أغار العدو بثلاثة صواريخ على سهل بلدة بوداي في البقاع، واقتصرت الأضرار على الماديات.
كما أصيب مواطن بجروح بانفجار من مخلفات الحرب في بلدة عيترون قضاء بنت جبيل. واستهدفت العدى حفارة في بلدة بليدا بصاروخ دون وقوع اصابات .
الموقف الاسرائيلي
واعتبرت مصادر مطلعة أن «العدو الإسرائيلي يحاول القفز على المساعي الأميركية لاحتواء الوضع وعدم تطور الأمور في لبنان إلى جولة حرب جديدة، بخاصة بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب من شرم الشيخ أن المنطقة دخلت مسار السلام»، لافتة في حديث لـ « الديار» الى أن الخلافات الأميركية- الاسرائيلية حول مقاربة الوضع في المنطقة عادت تطفو الى السطح، وأكبر دليل على ذلك تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة».
وكان نتنياهو شدد الأحد على أن «إسرائيل لا تحتاج الى إذن من أحد لضرب أهداف في غزة أو لبنان، رغم موافقتها على الهدنة الأخيرة».
واشار خلال اجتماع لحكومته الى ان «إسرائيل دولة مستقلة، ولسنا مستعدين للتسامح مع هجمات ضدنا. نردّ على الهجمات وفق ما نراه مناسبا، لا نسعى للحصول على إذن من أحد للقيام بذلك. نحن نتحكّم في أمننا».
واعتبر أن «إسرائيل وحدها ستقرر أيا من الدول سيسمح لها بالانضمام إلى القوة الأمنية الدولية التي من المقرر نشرها في غزة».
الجلسة التشريعية
وتتجه الأنظار يوم غدٍ إلى الجلسة التشريعية التي كان قد دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه برّي. وعلمت «الديار» أن معراب تقوم بجهود حثيثة لتأمين عدم انعقاد هذه الجلسة، وبالتالي عدم تأمين النصاب اللازم. إلا أن الحز.ب التقدّمي الاشتراكي أبلغ قيادة «القوات» أنه سيحضر هذه الجلسة وكل الجلسات التشريعية المقبلة.
من جهتها قالت مصادر «الاعتدال الوطني» لـ «الديار» إن التوجه هو لحضور جلسة الثلاثاء، ما قد يُحرج القوى التي تعرف عن نفسها بـ «السيادية» إذا ما تأمن النصاب من دون حضورها، وبالتحديد «القوات اللبنانية»، «الكتائب اللبنانية» ونواب التغيير.
وتشير المصادر إلى أنّه، «وبالتوازي مع الضغوط التي تمارسها معراب على النواب المستقلين والنواب السنّة، هناك ضغوط تمارسها عين التينة في الاتجاه نفسه، ما يُحرج موقف هؤلاء النواب الذين لطالما حاولوا أن يبقوا في موقع الوسط، فلا يكسروا الجرّة مع أيّ من الأطراف». وتضيف المصادر أنّه «بات واضحًا أنّ كل فريق يسعى إلى تثبيت فكرة أنّ الأكثرية في جيبه، في حين يبدو جليًّا أنّ هذه الأكثرية ليست لا في جيب القوى السيادية ولا في جيب القوى الأخرى، إذ إنّها متحرّكة وتُحتسب على القطعة وفق طبيعة كل استحقاق».
اقتراع المغتربين
ولم يعد خافيًا أنّ المعركة حول اقتراع المغتربين باتت معركة كسر عظم، وكان لافتًا ما أدلى به عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب الدكتور حسن فضل الله الذي اعتبر أن «الذين يصرون على الانقلاب على قانون الانتخاب النافذ، إنما يريدون استثمار نتائج العدوان الاسرائيلي في تصرف غير اخلاقي وغير وطني ولا ينتمي الى لبنان الذي يتغنى به الجميع، وهو خلاف للقانون والدستور، ومع ذلك لا مشكلة للبعض حتى لو كان على حساب شريكهم الاساسي في الوطن أن ينقلبوا على القانون، اعتقادا منه أنه أمام لحظة مؤاتية وسط الضغط والاعتداءات الإسرائيلية، وفي ظل الحصار المالي والتهويل السياسي والمحاولات الجارية لعزل هذه البيئة الاساسية في لبنان، للسيطرة على المجلس النيابي».
ولفت فضل الله إلى أن «هذا جزء من المعركة التي تخاض اليوم، والتي لا تستهدف فقط طائفة، بل الموضوع أبعد من ذلك، ويكمن في استهداف بيئة ومجموعة كبيرة من الشعب اللبناني، وهو استهداف للتركيبة الوطنية والتوازنات الداخلية، لأن هناك من يعتبر أن موازين القوى العسكرية اختلت نتيجة للغطرسة الاميركية والعدوانية الاسرائيلية، وبالتالي يريدون تغيير موازين القوى السياسية، ولكن هذا لن يمر لا في المجلس النيابي ولا في الانتخابات».


