حرب غزةسياسة

أزمة الجثامين الإسرائيليين تهدد خطة وقف الحرب في غزة: ترامب يدعم خطوات تبلغها من نتنياهو

 

الحوارنيوز- حرب غزة

 

في وقت بررت حركة “حماس” الأسباب التي تؤخر الكشف عن جثامين الرهائن الإسرائيليين في غزة وتسليمهم للسلطات الإسرائيلية،أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتصالا بالرئيس الأميركي دونالد ترامب وأطلعه على الإجراءات التي ستتخذها حكومته في غزة على هذا الصعيد وتلقى دعمه في هذا المجال ،ما يهدد خطة وقف الحرب وتصعيد الوضع.

فقد كشفت حركة حماس ليلا أن تأخر إعادة ما تبقى من رفات الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة سيستغرق وقتا لأسباب عدة على رأسها حالة الدمار التي أصابت القطاع.

 

وذكرت الحركة، في بيان لها، أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، “وتهديده بتأخير فتح معبر رفح وتقليص دخول المساعدات الإنسانية، تعكس نهج حكومته الفاشية في معاقبة أهلنا في غزة والتلاعب بالملف الإنساني لتحقيق مكاسب سياسية”.

وأضاف البيان: إن “إعادة جثامين الأسرى الإسرائيليين قد تستغرق بعض الوقت، حيث إن بعض هذه الجثامين دفن في أنفاق دمرها الاحتلال، وأخرى ما زالت تحت أنقاض الأبنية التي قصفها وهدمها”.

وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي “الذي قتل هؤلاء الأسرى هو ذاته الذي تسبب في دفنهم تحت الركام”.

 

وبينت أن “جثامين الأسرى الإسرائيليين التي تمكنت المقاومة من الوصول إليها جرى تسليمها مباشرة، فيما يتطلب استخراج باقي الجثامين معدات وأجهزة لرفع الأنقاض، وهي غير متوفرة حاليًا بسبب منع الاحتلال دخولها”.

ولفتت إلى أن “أي تأخير في تسليم الجثامين تتحمل مسؤوليته الكاملة حكومة نتنياهو التي تعرقل وتمنع توفير الإمكانيات اللازمة لذلك”.

وشددت الحركة على “التزامها بالاتفاق وحرصها على تطبيقه، وحرصها على تسليم كل الجثامين الباقية، فيما يواصل نتنياهو المماطلة وعدم الالتزام بما عليه، بل ويعيق مساعي المقاومة وجهودها الإنسانية في الوصول إلى بقية الجثامين”.

 

 نتنياهو يتصل بترامب

 في هذا الوقت أجرى بنيامين نتنياهو إتصالا بالرئيس الأميركيّ، دونالد ترامب،أطلعه فيه على الخطوات التي تعتزم إسرائيل اتّخاذها في قطاع غزة، بشأن جثث الأسرى الإسرائيليين، التي تدّعي تل أبيب أن حركة حماس لم تلتزِم بتسليمها، وفق ما نَصّ اتفاق وقف إطلاق النار.

 

وجاء ذلك بحسب  تقارير إسرائيلية، مساء الخميس، وذلك بعد وقت وجيز من تهديد الرئيس الأميركيّ، للحركة، بأنه إن “استمرت بقتل الناس في غزة، وهو ما لم يكن جزءا من الاتفاق، فلن يكون أمامنا خيار سوى التدخل وقتلهم”.

  وقال ترامب: “نأمل أن تفي حماس بالتزاماتها، وإذا لم تتصرف بالشكل المناسب، فسنتولى التعامل مع الأمر”.

وذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن ترامب ونتنياهو ناقشا في الإتصال “وتيرة إعادة جثث القتلى، إذ أطلع نتنياهو ترامب على الخطوات التي يعتزم اتخاذها، ردا على تأخيرات حماس”.

ووفق تقرير الصحيفة، فقد “أعرب ترامب في ردّه عن دعمه للخطوات الإسرائيلية”.

 

وأوردت القناة الإسرائيلية 12 في تقرير، مساء الخميس أن إسرائيل قدمت معلومات استخباراتيّة، للوسطاء باتفاق وقف الحرب على غزة، من شأنها المساعدة في تحديد مكان جثث الأسرى الإسرائيليين، غداة إعلان “كتائب القسّام” تسليم جميع جثث الإسرائيليين القتلى، التي تستطيع الوصول إليها في الوقت الحاليّ، مشيرة إلى أن الجثث الأُخرى، “تحتاج جهودا كبيرة، ومعدّات خاصة لاستخراجها”.

. كما نقلت عن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى، أن واشنطن لا ترى خرقا من قِبل حماس للاتفاق، حتّى الآن.

  وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في نقاش مصغّر، عُقد مساء الخميس: “أعلم تمامًا عدد القتلى لدى حماس، وإذا لم نستلمهم، فستعرف إسرائيل كيف تتصرّف، وفقًا لذلك”.

 

ونقلت القناة 12 عن مسؤول سياسيّ، القول إنّ “إسرائيل، بالتنسيق مع الولايات المتحدة والوسطاء، تضغط لاستكمال مرحلة إعادة جميع الجثث التي بحوزة حماس”.

وأكّد المصدر ذاته أن “إسرائيل أطلعت الوسطاء على المعلومات الاستخباراتية المُتاحة، لديها، لتحديد مكان الجثث وإتمام هذه العملية”.

 

وبحسب ما أوردت هيئة البثّ الإسرائيليّة العاّمة (“كان 11”)، فقد قرّرت الحكومة الإسرائيلية، “عدم الموافقة في هذه المرحلة على دخول قوات أجنبية إلى قطاع غزة، للمساعدة في تحديد مكان الرهائن”.

وأشارت إلى أن ذلك يأتي في الوقت الذي يسعى الوسطاء بين إسرائيل وحماس إلى إقناع الحركة، بتسليم مزيد من الأسرى، “مع إدراك أن لهذه القضية تداعيات على التقدُّم في تنفيذ الاتفاق، وعلى المفاوضات في مرحلته الثانية”.

ونقلت هيئة البثّ عن مصدر إسرائيلي لم تسمّه، أنه “إذا لم تُفرج حماس عن الرهائن خلال أيام، فسنُقلص المساعدات الإنسانية، بشكل كبير”.

 

  وقال منسّق شؤون الأسرى والمفقودين الإسرائيليين في مكتب رئيس الحكومة، غال هيرش، لعائلات الرهائن، إنه “اختُتم في القدس، نقاش عمليّاتيّ مطوَّل، بقيادة رئيس الحكومة، وبمشاركة كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية، وكبار أعضاء فريق التفاوُض، ووزير الأمن، والوزير (وزير الشؤون الإستراتيجية، رون) ديرمر”. وأضاف أن “قضية عودة المحتجزين، كانت موضوعا محوريًّا، بالطبع”.

وذكر هيرش أنه “خلال النقاش، استُقطعت استراحةٌ لمحادثةٍ بين رئيس الحكومة، والرئيس ترامب”.ولفت إلى أن “قضية عودة المحتجزين، نوقشت خلال حديثهما، وبعدها تواصَل الاجتماع”.

وقال إن “التواصل بيننا وبين الأميركيين والوسطاء يتواصَل باستمرار، والضغط على حماس مستمرّ، وسيزداد، ولن أخوض بالتفاصيل”.

وأضاف: “نحن مُصِرّون على عودة جميع (المحتجزين)، كما هو مُتفق عليه؛ ولن نتنازل”.

 القوة الدولية

في ظل هذا الواقع كشفت فرنسا أنها تعكف، بالتعاون مع بريطانيا وبالتنسيق مع الولايات المتحدة، على وضع اللمسات الأخيرة على قرار لمجلس الأمن الدولي في الأيام المقبلة، من شأنه أن يضع الأساس لنشر قوة دولية في غزة.

وفي وقت سابق، الأربعاء، قال مستشاران أميركيان كبيران إنه، مع صمود وقف إطلاق النار في غزة الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، بدأ التخطيط لإرسال قوة دولية لإرساء الأمن في القطاع الفلسطيني.

وفي حديثه للصحفيين في باريس، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، باسكال كونفافرو، إن مثل هذه القوة تحتاج إلى تفويض من الأمم المتحدة لتوفير أساس قوي في القانون الدولي وتسهيل الحصول على مساهمات محتملة من الدول.

وأضاف: “تعمل فرنسا بشكل وثيق مع شركائها على تأسيس مثل هذه البعثة الدولية، التي يجب أن يتم إضفاء الطابع الرسمي عليها من خلال اعتماد قرار بمجلس الأمن”.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية أن “المناقشات لا تزال جارية، لا سيما مع الأميركيين والبريطانيين، لطرح مشروع قرار في الأيام المقبلة”.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى