بقرادوني لـ «الديار»: المرحلة لا تشبه 1982 … ومُشكلة السلاح تحلّ سياسياً
أين لبنان في مشروع «الشرق الاوسط الجديد»؟

الحوارنيوز – صحافة
تحت هذا العنوان كتب كمال ذبيان في صحيفة الديار يقول:
مشروع «الشرق الاوسط الجديد» دخل حيّز التنفيذ، وفق ما اعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب، في فعالية واحتفالية التوقيع على اتفاق وقف الحرب على غزة في شرم الشيخ بمصر، وهذا المشروع وليد «الرئيس الاسرائيلي» الاسبق شيمون بيريز، الذي اعلن عنه في منتصف تسعينات القرن الماضي وعنوانه اقتصادي، وتبنته الادارات الاميركية المتعاقبة مع ولاية الرئيس الاميركي جورج بوش الاب والابن، ويحمله رئيس حكومة العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، فيحقق به مشروعه «التوراتي ـ التلمودي اسرائيل الكبرى»، والذي سُمي «باتفاق ابراهام» مع الرئيس ترامب في «صفقة القرن» التي اعلنها في عام 2018. وسبق للرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر ان تحدث في كتاب له صدر عام 1986، بعنوان «دم ابراهام» والذي يكشف فيه، كيف سارت عملية «اتفاق كامب دايفيد بين مصر والكيان الصهيوني».
وهذا المشروع ستزدهر فيه منطقة «الشرق الاوسط، واعتبره ترامب انه سينهي الحرب، التي اكد انها انتهت في غزة، والتي بدأت قبل 3 آلاف سنة، ولم يعد لايران دور اقليمي، وتقطعت اذرعها في لبنان بضرب حزب الله واغتيال قياداته، ثم في سقوط النظام السوري السابق برئاسة بشار الاسد، وفقدت حركة «حماس» الفعالية في غزة التي ستصبح منزوعة السلاح، وتتحول الى منتجع سياحي. فان ترامب دعا لبنان ورئيسه العماد جوزاف عون، ان ينزع سلاح حزب الله، ويلتحق بقطار «السلام» و»اتفاقات ابراهام»، وبدأ النظام الجديد في سوريا سلوك «طريق السلام».
فلبنان في منطقة تتغير انظمتها وتتبدل تحالفاتها وتتشكل محاورها، فاين سيكون من هذه التطورات، وقد حثته الادارة الاميركية ان يدخل المفاوضات مع العدو الاسرائيلي، بعد ان يكون لبنان اخلى السلاح غير الشرعي، الذي اعلن مجلس الوزراء في جلستين له في 5 و7 آب قراره بحصرية السلاح بيد الدولة، واقر في 5 ايلول خطة الجيش لتنفيذ القرار، والذي باشره في جنوب الليطاني منذ اتفاق وقف اطلاق النار في 27 تشرين الثاني من العام الماضي.
هذه التطورات المتسارعة في المنطقة، لا سيما مع «خطة ترامب» لوقف الحرب على غزة، والتي بدأت مرحلتها الاولى، لكنها ستقف عند المراحل المقبلة، والتي تدور حولها اسئلة واستيضاحات ماذا عن اليوم التالي. فان لبنان بدأ ايضا يتحضر لمرحلة ما بعد شرم الشيخ، فهل هو امام مرحلة تشبه تلك التي شهدها بعد الغزو الصهيوني للبنان في صيف 1982، واوصلت الى اتفاق 17 ايار، الذي هو «معاهدة سلام» بين لبنان والعدو الاسرائيلي، وتم اسقاطه؟
لا يرى الوزير السابق كريم بقرادوني ان المرحلة الحالية تشبه مطلع ثمانينات القرن الماضي، فهي مختلفة كليا، يقول لـ «الديار»، لان لبنان مر في كل المراحل منذ نهاية ستينيات القرن الماضي حتى ايامنا هذه، فعانى من حروب داخلية، واخرى خارجية عليه، وحصلت احتلالات اسرائيلية له، وتدخلات عربية ودولية، لا سيما سورية، فهو عانى كثيراً ودفع فاتورة عالية، وخرج من كل هذه الحروب والازمات، منها حرب «اسناد غزة» التي توقفت منذ حوالى عام، وكانت الحرب الاسرائيلية على لبنان مدمرة، وفيها حصلت اغتيالات لقادة حزب الله، ومن ابرزهم امينه العام السيد حسن نصرالله، ثم خلفه السيد هاشم صفي الدين.
فهذه المراحل التي مر بها لبنان، وحصلت فيها تسويات ووقف الاقتتال، فان لبنان لم يعد امامه سوى موضوع سلاح حزب الله الذي يُحل سياسياً، يقول بقرادوني، وهذا شأن داخلي لبناني، ويتم بالحوار السياسي، ولا يمكن استخدام القوة لمعالجة وجود السلاح، والجيش يتعاطى بحكمة وروية مع هذا الموضوع، وبتوجيه من السلطة السياسية اي الحكومة، ودور اساسي لرئيس الجمهورية جوزاف عون، الذي يتواصل مع حزب الله الذي يتعاطى ايضاً بايجابية، ولا يريد الصدام او الاقتتال.
فلبنان ليس في مرحلة 1982، ولن يكون امام اتفاق 17 ايار جديد، الذي حصل في ظل احتلال اسرائيلي للبنان، يقول بقرادوني الذي يقر بان ترامب لديه مشروع للمنطقة، وهو يريد للبنان ان يكون فيه كما دول اخرى، ويدعو الى السلام، وهذا ما يجب على الاطراف السياسية في لبنان ان تتابعه وتقرأه جيداً، مع الاشارة الى ان تكون القراءة صحيحة.



