
الحوارنيوز – حرب غزة
دخل وقف إطلاق النار في غزة حيز فجر اليوم الجمعة بعدما صدقت الحكومة الإسرائيلية على مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب وإعادة المحتجزين.
وقال مكتب بنيامين نتنياهو إن الحكومة “وافقت على الخطوط العريضة لإطلاق سراح جميع الرهائن”.
وسبق هذا الإعلان تصريحات لنتنياهو قال فيها، إن حكومته تواصل جهودها لتحقيق أهداف الحرب، وعلى رأسها إعادة جميع المحتجزين.
وأشار نتنياهو إلى أن إسرائيل في خضم تطور حاسم، وأكد أن هذا التقدم لم يكن ليتحقق لولا “المساعدة الاستثنائية” التي قدمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفريقه.
ووجه نتنياهو شكره الخاص إلى ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر مبعوثي الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة، وقال إنهما بذلا ساعات عمل كثيرة وبذلا قصارى جهديهما لتحقيق ذلك.
وأضاف أن هذه المساعي تصب في مصلحة إسرائيل والولايات المتحدة، وكذلك “الشرفاء في كل مكان”، بهدف لمّ شمل العائلات مع أحبائها.
وفي السياق قالت هيئة البث الإسرائيلي، إن مقترح الرئيس الأميركي يتضمن وقفا فوريا للعمليات العسكرية، بموافقة الحكومة الإسرائيلية على بنود المقترح.
وأفادت الهيئة أن جميع عمليات القصف الجوي والمدفعي والاستهداف ستتوقف 72 ساعة، في إطار تنفيذ بنود المقترح.
كما أكدت أنه ستعلق عمليات المراقبة الجوية فوق المناطق التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي، ضمن الإجراءات المتفق عليها.
وأشارت الهيئة إلى أن إدخال المساعدات الإنسانية سيبدأ فورا، بما يتماشى مع ما ورد في مقترح ترامب، ووفقا لاتفاقية 19 يناير/كانون الثاني كحد أدنى.
وأضافت الهيئة أن المقترح يقضي الانتهاء من انسحاب الجيش في غضون 24 ساعة من موافقة الحكومة الإسرائيلية، وخلال 72 ساعة من الانسحاب يسرّح كل الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات.
وبحسب المقترح ستفرج إسرائيل، توازيا، عن العدد المقابل من الأسرى الفلسطينيين وفقا للقوائم المتفق عليها، وسيشكل فريق عمل من أميركا وقطر ومصر وتركيا ودول أخرى لمتابعة التنفيذ، وفقا للهيئة الإسرائيلية.
وفي سياق متصل، قالت الأمم المتحدة إن 170 ألف طن متري من الغذاء والدواء وغير ذلك من المساعدات الإنسانية جاهزة للدخول إلى غزة، وإنها تسعى للحصول على الضوء الأخضر من إسرائيل لزيادة المساعدة بشكل كبير لأكثر من مليوني فلسطيني في أعقاب اتفاق لوقف الحرب.
وكانت جلسة التصديق على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة تأجلت أكثر من مرة، وجاء آخرها بسبب مباحثات رئيس الحكومة الإسرائيلية مع مبعوثي الرئيس الأميركي.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية، إن ويتكوف وكوشنر دخلا مع نتنياهو إلى جلسة الحكومة، وإنهما غادرا الاجتماع بعد نصف ساعة من بدء الجلسة.
وقال مسؤول أميركي كبير، إن القيادة المركزية الأميركية سترسل 200 جندي إلى إسرائيل من أجل المراقبة والإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، فيما أشار مسؤول أميركي كبير ثان إلى أنه “لا نية لإرسال أي جنود أميركيين إلى غزة”.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيتوجه إلى الشرق الأوسط الأحد، “وسيتم الإفراج عن الرهائن الإثنين أو الثلاثاء وسأكون هناك بالطبع” .وذكر أن ترامب سيلقي خطابا أمام الكنيست الإسرائيلي.
الجدول الزمني للاتفاق
وبحسب مصادر متعددة ينص الجدول الزمني لتنفيذ الاتفاق على الخطوات الآتية:
عقب التصويت، ستبدأ إسرائيل بالانسحاب من مناطق داخل قطاع غزة خلال 24 ساعة إلى ما يُعرف بـ”خط الانسحاب” الذي تم التوافق عليه مع حماس ضمن الخطة الأميركية.
- بعد الانسحاب، سيواصل الجيش الإسرائيلي السيطرة على نحو 53% من مساحة القطاع، وهي مساحة أقل من تلك التي نصت عليها خطة ترامب الأصلية.
هذا الخط لم يُكشف رسميًا على الخرائط، لكنه قريب من “الخط الأصفر” الذي أعلنه ترامب نهاية الأسبوع، مع تعديلات محدودة وافقت عليها إسرائيل.
تشمل الانسحابات خروج الجيش من مدينة غزة التي بدأ بالسيطرة عليها ضمن عملية “مركبات جدعون 2”.
- فور تثبيت القوات الإسرائيلية على خط الانسحاب، يبدأ العد التنازلي لمدة 72 ساعة، ويُفترض في نهايتها أن تُطلق حماس جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء دفعة واحدة.
وتُقدّر إسرائيل أن حماس تحتجز 20 أسيرًا على قيد الحياة و28 جثة، وتؤكد الحركة أنها لا تعرف مواقع 9 من الجثث بدقة، وسط توقعات بأن يتم تسليم هذه الجثث لاحقا.
وتشير التقديرات إلى أن عملية الإفراج قد تتم يوم السبت، كي يكون الأسرى في إسرائيل بالتزامن مع زيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، المرتقبة إلى تل أبيب.
غير أن ترامب قال الليلة الماضية: “يوم الإثنين سيعود الجميع إلى بيوتهم”. ويتوقع أن يصل ترامب إلى إسرائيل الأحد لإلقاء خطاب في الكنيست.
في البيت الأبيض، وُصفت الخطة بأنها “إنجاز سلام”، ونُشرت صورة للرئيس مع عبارة “رئيس السلام”.
- لن تشمل الصفقة إطلاق سراح عناصر تصفهم إسرائيل بأنهم من قوات “النخبة” في كتائب القسام الذين شاركوا في هجوم 7 أكتوبر، ولا قيادات بارزة من الحركة الوطنية الأسيرة من بينهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات.
بموجب الاتفاق، ستفرج إسرائيل عن نحو ألفي أسير فلسطيني، من بينهم 250 محكومًا بالمؤبد، و1,700 أسيرًا اعتُقلوا منذ بدء الحرب.
وقدّمت حماس قائمة بالأسماء، وأعاد مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي الرد بتعديلات طفيفة.
وأكدت حماس في بيان داخلي: “نحن بانتظار الموافقة النهائية على قائمة الأسرى، نلتزم لمن بقيوا في السجون أننا سنواصل العمل حتى إطلاق سراح آخر أسير”.
- شدد مسؤول إسرائيلي رفيع على أن خط الانسحاب المعدّل “لا يعرض إسرائيل للخطر”، وقال إنه “يضمن للجيش القدرة على الدخول مجددًا عند الضرورة” في تلميح إلى احتمال استئناف الحرب في أي لحظة.
- تعهدت حماس بإعادة الجثث التي تعرف مواقعها المؤكدة، فيما سيُنشأ فريق دولي مشترك للبحث عن المفقودين.
سيضم الفريق ممثلين عن إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر، وسيتعاون ميدانيًا مع جهات داخل غزة، مع إمكانية الاستعانة باللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وتنص التفاهمات التي أُنجزت في شرم الشيخ على أن يبدأ الفريق عمله مباشرة بعد انتهاء الساعات الـ72 الأولى.
- يتولى منسق شؤون الأسرى والمفقودين في إسرائيل، غال هيرش، متابعة الاتصالات مع الصليب الأحمر لتنسيق عملية تسليم الأسرى.
ويجري العمل على تعزيز طواقم الصليب الأحمر بالمركبات والكوادر داخل غزة لتسريع عملية النقل والإفراج.



