قالت الصحف: برًاك يكشف لبنان امام العدو.. وسلام مهتم ب”استباحة المعالم”!

الحوارنيوز – خاص
في وقت كشف توم براك ما كان مستورا واعلن بوضوح انحيازه المطلق والمعروف الى جانب العدوان الإسرائيلي ضد لبنان وأهله، كان رئيس وزراء لبنان مشغولا بديباجة لقراره بشأن الأماكن العامة و “التشدد في منع استعمالها قبل الاستحصال على التراخيص والأذونات اللازمة”.
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: تصريحات مباغتة لبرّاك: لبنان يتكلم فقط! تعميم متشدد لسلام حول استباحة المعالم
وكتبت تقول: لم تكن المرة الأولى التي يثير فيها الموفد الأميركي إلى لبنان توم برّاك ضجة لبنانية واسعة حيال تصريحاته ومواقفه من الوضع في لبنان، ولكن تصريحاته أمس “حلّقت” إلى منسوب قياسي من “الغرائبية” لجهة توجيهه انتقادات قاسية إلى لبنان الذي ينتظر ويراهن على دعم واشنطن لمسيرته الأمنية، بما يمكنه من المضي قدماً في خطة حصرية السلاح من جهة، ولجم إسرائيل عن الإغراق في الجنوح الحربي فوق أرضه من جهة أخرى. ولعل ما حوّل اتهامات برّاك للبنان بأنه لم يفعل شيئاً سوى الكلام إلى عاصفة تساؤلات قلقة عما يقف وراء هذا التطور السلبي، أن تصريحات برّاك جاءت معاكسة لأجواء تحدثت عن ارتياح أبدته الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس عقب مشاركتها الأحد الماضي في اجتماع لجنة الإشراف على اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل للخطة التي ينفذها الجيش اللبناني في جنوب الليطاني، علماً أن لبنان الرسمي لم ينظر بارتياح إلى ما أعقب الاجتماع من ارتكاب إسرائيل مجزرة بنت جبيل بحق عائلة من بين ضحاياها ثلاثة أطفال. وبين الملابسات الخطيرة التي أثيرت بعد تلك الغارة الدموية عقب ساعات قليلة من اجتماع “الميكانيزم” وتصريحات برّاك المباغتة أمس، ارتسمت مجدداً معالم التجاذب الضمني بين “المعلن والمضمر” في موقف الإدارة الأميركية الحقيقي من خطة حصرية السلاح كما وضعها الجيش اللبناني ووافقت عليها الحكومة، كما زاد حالة الشكوك أن موقف برّاك، جاء كعامل مبرر لإسرائيل في ما تقوم به وما قد تكون تخطط له في لبنان لاحقاً. هذه الشكوك والتساؤلات القلقة لم ترد في أي تعليق أو رد رسمي لبناني على برّاك، لكن المعطيات المتوافرة تشير إلى أن دائرة الاتصالات اتسعت مباشرة بين المراجع المعنيين ومسؤولين في الإدارة الأميركية لجلاء غموض الانتقادات المفاجئة التي وجهها برّاك وبعض جوانب مواقفه الأخرى، وأن هذا المناخ صار ملازماً أيضاً للأجواء المواكبة لحضور رئيس الجمهورية جوزف عون في نيويورك. كما أن معلومات أفادت أن كلام برّاك أثير في جلسة مجلس الوزراء عصر أمس وأن وزير الطاقة جو صدي طالب بموقف حكومي من كلامه العالي السقف.
وكان الموفد الأميركي توم برّاك فاجأ الأوساط اللبنانية بتصريحات أدلى بها إلى محطة “سكاي نيوز” تطرق فيها إلى موضوع نزع سلاح “حزب الله”، فاعتبر أنّ “كل ما يفعله لبنان هو الكلام، ولم يحدث أي عمل فعلي”، مشيراً إلى أن “حزب الله يعيد بناء قوته وعلى الحكومة أن تتحمل المسؤولية”، لافتاً إلى أنه “خلال هذه الفترة تدفق إلى “حزب الله” ما يصل إلى 60 مليون دولار شهرياً من مكان ما”. ورأى برّاك أن “لبنان يخشى نزع سلاح حزب الله لوجود اعتقاد بأن هذه الخطوة قد تؤدي إلى حرب أهلية”. وشدّد على أنّ الولايات المتحدة لن تتدخل لمواجهة الحزب، سواء من خلال قواتها أو عبر القيادة المركزية الأميركية.
وأكد برّاك أن “إسرائيل لديها 5 نقاط في جنوب لبنان ولن تنسحب منها”، واعتبر أن “الجيش اللبناني منظّم جيدا، ولكنه ليس مجهزًا بشكل جيّد”. وقال: “حزب الله عدونا وإيران عدوتنا ونحن بحاجة إلى قطع رؤوس هذه الأفاعي ومنع تمويلها”. وأشار إلى أن “الوضع في لبنان صعب جداً ولدينا الآن مجموعة جيدة في السلطة”.
تزامن ذلك مع ما نقلته “هيئة البث الإسرائيلية”عن مصدر أمني إسرائيلي بأن “إسرائيل ستتدخل مجدداً في لبنان إذا لم تُتخذ خطوات عملية (على ما يبدو من الجانب اللبناني) ضد سلاح “حزب الله”.
وأضاف أن “احتمال شن عملية برية أوسع نطاقاً في لبنان قائم، إذا لزم الأمر”. كما صرّح بأن “حزب الله” يحاول إعادة تأهيل نفسه، الأمر الذي يتطلب يقظة، وأن إسرائيل تعتقد أن وضع “حزب الله” العسكري لم ينتهِ بعد”. وأضاف أن “حزب الله” لا يملك القدرة العسكرية (لمواجهة إسرائيل) في حال نشوب مواجهة أخرى بين إسرائيل وإيران”.
وفي الوقت نفسه، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن شبكات “حزب الله” المالية. وقال برنامج “مكافآت من أجل العدالة” التابع لوزارة الخارجية الأميركية، في منشور على منصة “إكس”: “ساعدونا في تعطيل تدفق الأموال إلى إرهابيي حزب الله. هل لديكم معلومات عن شبكات حزب الله المالية أو مموليهم؟ اتصلوا بنا، فمعلوماتكم قد تؤهلكم للانتقال والحصول على مكافأة”.
وفي تطور لافت، برز تعميم أصدره أمس رئيس الحكومة نواف سلام إلى جميع الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات واتحاداتها والأجهزة المعنية كافة “في شأن الالتزام بتطبيق القوانين التي ترعى استعمال الأملاك العامة البرية والبحرية والأماكن الأثرية والسياحية والمباني الرسمية والمعالم التي تحمل رمزية وطنية جامعة”، وطلب فيه سلام “التشدد في منع استعمالها قبل الاستحصال على التراخيص والأذونات اللازمة”. وجاء هذا التعميم على خلفية الضجة التي أثارها اتجاه “حزب الله” إلى إضاءة صخرة الروشة بصورة زعيمه الراحل السيد حسن نصرالله.
داخلياً، واصل مجلس الوزراء البحث في مشروع موازنة 2026 وعقد أمس جلسة إضافية. وأفادت معلومات أنه لن تكون هناك ضرائب في ما خصّ تأمين إيرادات الموازنة إنما ستحاول الحكومة أن تحصل على الإيرادات بمنع التهرّب الضريبي والتهريب الجمركي ومنع إنشاء شركات وهميّة وسنفرض تفعيل الجباية. وأشارت هذه المعلومات إلى أن مشروع الموازنة يضم زيادة ضرائب على المواطنين في موضوع القيمة المضافة والمعاملات الشخصية .وقال الوزير فادي مكي رداً على سؤال، من أين ستأتي الحكومة بالإيرادات: “من الضرائب”.
وسبق جلسة البارحة اجتماع عقده الرئيس نواف سلام في السرايا مع وفد من رابطة قدامى القوى المسلحة اللبنانية برئاسة العميد شامل روكز وفي حضور وزراء، المال ياسين جابر، الدفاع ميشال منسى والداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار، وتم خلاله الاتفاق على نقاط أساسية تتعلق بالشؤون المالية والرواتب، ما أدى إلى إنهاء اعتصام المتقاعدين حول السرايا الذين كانوا يعتزمون تعطيل انعقاد جلسات مجلس الوزراء.
ووصل إلى بيروت أمس وفد صندوق النقد الدولي برئاسة إرنستو راميريز ريغو في زيارة هي الرابعة منذ استأنف لبنان مفاوضاته مع الصندوق، وأعلن عن عزمه على توقيع برنامج إصلاحي معه. وعلى جدول الزيارة لقاءات مع عدد من المسؤولين بهدف الاطلاع على ما حققته الحكومة من تقدم على صعيد الإصلاحات الاقتصادية والمالية المتفق عليها. وعلى أجندة الوفد وفق المعلومات المتوافرة نقطتان أساسيتان للبحث، مشروع قانون موازنة 2026 والإصلاحات المقترحة والرؤية المالية والاقتصادية ضمن التوجهات الحكومية للسنة المقبلة، ومدى التقدم المحقق في إعداد مشروع قانون الفجوة المالية. ومن المنتظر أن يحمل ريغو رسالة واضحة في هذا المجال يحث فيها الحكومة على انجاز المشروعين قبل نهاية السنة الجارية وبدء الانشغال بالتحضير للانتخابات النيابية. ولن يكون الصندوق بعيداً عن المناقشات المرتقبة حيال تحديد الفجوة المالية وما هو مترتب على الدولة، وقد استبق وزير المال ياسين جابر وصول الوفد للإعلان أن الدولة لن تعترف بديونها المسجلة في المصرف المركزي.
أما النقطة الثانية، فتتعلق بمسألة شطب جزء من الودائع في إطار عملية شطب استباقي لحقوق المساهمين في المصارف، على ما يتم التداول به.
- صحيفة الأخبار عنونت: برّاك يهدّد لبنان ويكذّب الدولة: تتحدّثون فقط ولا تفعلون شيئاً
وكتبت تقول: لبنان في مرمى التصعيد. بهذه العبارة يُمكن اختزال ما تختزنه الأشهر المقبلة على لبنان من أخطار، تبدأ بالاستنزاف اليومي الذي يمارسه العدو الإسرائيلي ولا تنتهي بتطورات أمنية وعسكرية من النوع الذي يفضي إلى تغييرات كبيرة على الأرض.
هذا الكلام لم يعُد مجرّد استشراف لاحتمالات قائمة، بقدر ما يعبّر عن معلومات يتمّ التداول بها في بيروت استناداً إلى وقائع سياسية وتقارير تُجمِع على أن الوضع في لبنان مرشّح للانزلاق نحو تصعيد إسرائيلي، وهو ما نقله مسؤولون أوروبيون لجهات سياسية، مؤكّدين أن «إسرائيل وأميركا تعتبران أن كل ما قامت به الدولة اللبنانية غير كافٍ، وأن هناك مهلة معطاة للبنان لنحو شهرين، وبعدها لا يضمن أحد ما الذي سيقوم به الإسرائيلي من تصعيد، بما معناه أن لبنان قد يكون على موعد مع عمل عسكري قبل نهاية العام»، ناصحين بـ «عدم الرهان على الأميركيين». كذلك نقلت هذا الكلام جهات عربية أيضاً، من بينها قطر.
ولم يكن عابراً أمس، وفي الوقت الذي تتجه الأنظار فيه إلى احتمالات أن تشهد نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بلورة الاتفاق الأمني المُنتظر بين تل أبيب ودمشق، وعشية الذكرى الأولى للعدوان الصهيوني الذي انفجر في 23 أيلول 2024، كلام المبعوث الأميركي توماس برّاك، لقناة «سكاي نيوز»، وهو الكلام العلني الأكثر صراحة وتعبيراً عما يُهمس به في الغرف المُغلقة، وما تتضمّنه الوتيرة المتسارعة للحركة السياسية التي كشفت وجود تراجعات من النوع التكتيكي لمنع سيناريوهات قد لا تكون في الحسبان، خصوصاً بعد الضربة الإسرائيلية على قطر قبل حوالي 3 أسابيع، وهو ما عكسه أيضاً الموفد السعودي يزيد بن فرحان خلال اجتماعاته اللبنانية قبل يومين.
كلام برّاك أمس لم يكن مفاجئاً للمطّلعين في بيروت، وهم اعتبروا أنه نقل موقفاً أميركياً من دون قفازات يحمِل رسائل عدة، أبرزها للدولة اللبنانية، إذ رأى أن «كل ما يفعله لبنان بشأن الحزب يقتصر على الكلام، من دون أي خطوات عملية». وفيما أشار إلى أن «الوضع في لبنان صعب جداً»، حملَ كلامه تهديداً واضحاً بالقول إن «رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يهتم بالحدود ولا بالخطوط الحمر، وسيذهب إلى أي مكان ويفعل أي شيء إذا شعر بأن إسرائيل مهدّدة»، مشدّداً على أن الولايات المتحدة لن تتدخّل لمواجهة حزب الله سواء من خلال قواتها أو عبر القيادة المركزية الأميركية.
وقالت مصادر مطّلعة إن «كلام برّاك يعكس موقفاً أميركياً وإسرائيلياً سلبياً تجاه الدولة اللبنانية رغمَ ما قدّمته من تنازلات، وإن واشنطن وتل أبيب تعتبران أن السلطة في لبنان تكذب ولا تقوم بما هو مطلوب منها في ما يتعلّق بنزع سلاح الحزب، وهذا ما قد يستدعي تدخّلاً اسرائيلياً مباشراً في الأسابيع والأشهر المقبلة عبر عملية برية تصل إلى نهر الأولي».
ووضعت المصادر كلام برّاك عن أن «حزب الله يتلقّى خلال هذه الفترة ما يصل إلى 60 مليون دولار شهرياً من جهة ما»، لافتاً إلى أنّ «اللبنانيين يظنون أنّ الحزب لا يعيد بناء قوته، بينما هو في الواقع يعيدها»، في إطار تبرير ما قد يقدِم عليه العدو الإسرائيلي لاحقاً.
وترافق كلام برّاك عن تمويل حزب الله، بإعلان وزارة الخارجية الأميركية عن مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن شبكات حزب الله المالية. وقال برنامج «مكافآت من أجل العدالة» التابع لوزارة الخارجية الأميركية، في منشور على منصة «إكس»: «ساعدونا في تعطيل تدفّق الأموال إلى إرهابيّي حزب الله. هل لديكم معلومات عن شبكات حزب الله المالية أو مموّليه؟ اتصلوا بنا، فمعلوماتكم قد تؤهّلكم للانتقال والحصول على مكافأة».
وفي هذا السياق يدخل كلام برّاك عن أن «حزب الله عدوّنا وإيران عدوّتنا ونحن بحاجة إلى قطع رؤوس هذه الأفاعي ومنع تمويلها». وقالت المصادر إن «الكلام الغربي مع لبنان يؤكّد على فكرة نسيان الورقة الأميركية وكل الكلام الذي قيلَ عن خطوات مقابلة يجب أن تلتزم بها إسرائيل، لأن الأخيرة لن تقوم بأي خطوة إلى الوراء بل على العكس، لا في الانسحاب من المواقع التي احتلتها ولا في ملف الأسرى ولا في غيرها، فالعدو واضح في مشروعه ليس في لبنان بل في كل المنطقة، ولبنان يدخل ضمن هذا المشروع»، وهذا أيضاً ما أكّده المبعوث الأميركي بقوله إن «إسرائيل لديها خمس نقاط انتشار في جنوب لبنان، ولن تنسحب منها».
في الموازاة، بقيت الأوساط السياسية في حالة رصد لردود الفعل على دعوة الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم السعودية إلى فتح صفحة جديدة مع المقاومة. وعلى الرغم من أن التعليقات لا تزال في إطار بعض الإعلاميين وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن أي موقف سعودي رسمي لم يصدر.
وكان السياسيون في بيروت يحاولون تقصّي الموقف السعودي خلال الاجتماعات التي عُقدت بين بعضهم والموفد السعودي ابن فرحان، في ظل معلومات تتحدّث عن انطباعات مريحة خرجَ بها من التقوه. وكشفت مصادر بارزة أن «ابن فرحان ركّز في كلامه على العلاقات بين سوريا ولبنان، معطياً انطباعاً بأن المملكة تريد أن تكون راعية لهذه العلاقات في الفترة المقبلة، خصوصاً أنها تعمل على ترتيب الملفات من خلال الاجتماعات التي تُعقد في السعودية بين الجانبين اللبناني والسوري». وفيما قالت المصادر إن «الأيام الماضية شهدت تراجعاً في مستوى الضغط السعودي لأسباب ترتبط بالمتغيّرات الإقليمية»، أشارت إلى أن ابن فرحان أكّد «على ضرورة أن لا يذهب لبنان في اتجاه صيغة صدامية في الداخل».
- صحيفة الديار عنونت: لبنان في «عين عاصفة» التصعيد الاميركي ــ «الاسرائيلي»!
نتانياهو يهدد بالحرب وبراك يتوعد بقطع رؤوس «الافاعي»
اقرار الموازنة دون تصحيح الرواتب… وانصاف العسكريين
وكتبت تقول: ودعت الأم الجريحة اماني بزي زوجها شادي شرارة واطفالها الثلاثة، سيلين وسيلان وهادي، شهداء مذبحة بنت جبيل، عشية تشييعهم اليوم، فيما كانت اسيل لا تزال بحالة حرجة في المستشفى. أفراد عائلة شرارة ليسوا سوى مجرد ارقام او اضرار هامشية بالنسبة لرئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو الذي بشر المنطقة بعام جديد من الحروب على وقع تسريبات اسرائيلية «مريبة» في توقيتها لقناة «الحدث» السعودية توعد فيها لبنان بسنة «حاسمة» اذا لم تقم الحكومة اللبنانية بخطوات عملية لنزع سلاح حزب الله بما يضع لبنان مجددا في «عين العاصفة». اما المبعوث الاميركي توم براك فواكب قرع «طبول الحرب» بتصريحات هي الاكثر فجاجة ووقاحة، وفي توصيفاته للاوضاع «الصعبة» في لبنان، وفي تصعيد نزل «كالصاعقة» على رؤوس المسؤولين اللبنانيين الذين ظنوا انهم حصلوا على الرضا الاميركي بعد الالتزام بورقته دون مناقشة، اكد انه لن يعود الى لبنان لانه لا يريد ان يضيع وقت الرئيس الاميركي «بكلام فارغ»، لانه لا يرى سوى الكلام ودون افعال. والى من كان لديه وهم بالنيات الاميركية، قال براك بوضوح»هل يظنون اننا نسلح الجيش لمواجهة اسرائيل، هذا غير وارد… واصفا ايران وحزب الله «بالافاعي» التي يجب ان تقطع رؤوسهم»!
مراجعة داخلية
براك الذي نعى «وهم» السلام في المنطقة، وتحدث عن طرف يريد ان يهيمن وآخر يجب ان يخضع، كان يشير بوضوح الى ان ما تشهده الجبهات في المنطقة حاليا وبينها لبنان، مواجهة منخفضة الوتيرة، ومجرد وقت مستقطع بين حربين، وهي تصريحات خطرة برأي اوساط سياسية بارزة، لفتت الى ان الامر يحتاج الى استنفار سياسي وديبلوماسي عالي المستوى لمواجهة «العاصفة» الآتية، لان المناخات الاميركية الاسرائيلية القاتمة لم تعد مجرد تسريبات او كلام يقال في الغرف المغلقة، وانما كلام معلن بوضوح ولا يقبل اي التباس، وهذا يحتاج الى مراجعة جدية لمقاربة الحكومة والعهد لملف «حصرية السلاح» الذي تحاول «اسرائيل» والولايات المتحدة تحويله الى مواجهة داخلية تُدخل البلاد في الفوضى.
انشغالات سلام وجدول اعمال عون
وفي هذا السياق، وفيما يبدو رئيس الحكومة نواف سلام مشغولا بكيفية منع ظهور صورة الامينين العامين الشهيدين لحزب الله على صخرة الروشة، تجنب مناقشة كلام براك في مجلس الوزراء امس، بحجة المزيد من الاطلاع والدراسة، ليناقش لاحقا، تحدثت مصادر سياسية عن ادراج هذه التصريحات على جدول اعمال رئيس الجمهورية جوزاف عون في نيويورك حيث سيحاول تلمس خلفيات هذا التصعيد وما يمكن ان يكون انعكاسه على الساحة اللبنانية.
مهلة شهر؟
ووفق مصادر ديبلوماسية، فان الاجواء في واشنطن تتحدث عن مهلة شهر معطاة للبنان كي يثبت جديته في ملف «حصرية السلاح»، والا ستكون «اسرائيل» غير مقيدة في تصعيدها حيث ستنفذ خطة انشاء منطقة عازلة غير محدودة جغرافيا، وهو ما تمهد له بتقصد ارتكاب مجازر ضد المدنيين لدفع الجنوبيين إلى مغادرة قراهم. وفي السياق التهولي نفسه، تروج بعض المصادر ان»اسرائيل» تنتظر انتهاء اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، لعدم اثارة الحساسيات ضدها والتنديد بارتكاباتها، لتسدد ضربة قوية لحزب الله وتثبت للعالم انه لا ينفذ شروط وقف اطلاق النار، عبر الادعاء انه ما يزال يحتفظ بترسانة سلاحه ولا يتعاون مع الجيش في مجال تسليمه ويتواجد في جنوب الليطاني، متذرعاً بأن الجيش اللبناني عاجز عن فرض سيطرته على الارض.
اجتماع حاسم الجمعة!
علما ان هذه المهل غير نهائية، وفق تلك الاوساط، سوف تتحدد الخطوات العملانية بعد الاجتماع المرتقب في نيويورك بين الرئيس دونالد ترامب ورئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو يوم الجمعة المقبل حيث سيتم التفاهم على «خارطة طريق» لكيفية التعامل مع ملفات المنطقة بما فيها الساحة اللبنانية. ولفتت تلك الاوساط، الى ان «خلط الاوراق» الذي تقوم به الولايات المتحدة «واسرائيل» ياتي بعد الاجواء الايجابية التي سادت خلال زيارة المبعوث السعودي يزيد بن فرحان الى بيروت، وثمة مخاوف جدية من ارتفاع منسوب الضغوط في المرحلة المقبلة لانهاء فترة «تجميد» ملف «حصرية السلاح» والدفع الى فوضى داخلية.
تسريبات مريبة
وفي السياق نفسه، نقلت قناة «الحدث» السعودية عن مصدر امني اسرائيلي تاكيده ان العام المقبل حاسم مهددا بالدخل على نحو اقوى في لبنان اذا لم تقم الحكومة بخطوات حاسمة. ولفت الى انه لا وقت محدد ولكنه غير مفتوح، قائلا لا مكان لحالة رمادية بل المطلوب تجريد حزب الله من سلاحه. واقر ان حزب الله يعيد ترميم نفسه ولهذا يجب ان تبقى اليقظة قائمة، اما امكان القيام بعملية برية واسعة في لبنان فممكنة اذا لزم الامر، حسب تعبيره.
براك ينعى «وهم السلام»
في تصعيد غير مسبوق، وفي لحظة شديدة التعقيد انتقد براك في سلسلة مواقف اطلقها امس اداء الدولة اللبنانية في ما يخص عملية حصر السلاح. فاعتبر ان «الوضع في لبنان صعب جداً ولدينا الآن مجموعة جيدة في السلطة، ولكن كل ما يفعله لبنان بشأن نزع سلاح حزب الله هو الكلام ولم يحدث أي عمل فعلي». ولفت إلى أن «الجيش اللبناني منظّمة جيدة ولكنه ليس مجهزًا بشكل جيّد»، وتابع: «إسرائيل لديها 5 نقاط في جنوب لبنان ولن تنسحب منها و «حزب الله» يُعيد بناء قوته وعلى الحكومة أن تتحمّل المسؤولية» .
«قطع الرؤوس»
واضاف: «حزب الله عدوّنا وإيران عدوّتنا ونحن بحاجة إلى قطع رؤوس هذه الأفاعي ومنع تمويلها». ولفت الى أنه «خلال هذه الفترة تدفق إلى حزب الله ما يصل إلى 60 مليون دولار شهرياً من مكان ما»، وقال « اللبنانيون يظنون أن حزب الله لا يعيد بناء قوته لكنه يعيدها». وأكد برّاك أن «لن نتدخل لمواجهة حزب الله سواء من خلال قواتنا أو من خلال القيادة المركزية الأميركية. واكد ان من يظن ان واشنطن تسلح الجيش لمواجهة «اسرائيل» فهو واهم. وفي المقابل، منح حزب الله الحجة لعدم تسليم سلاحه بعدما اشار الى ان ما يحصل من حول لبنان وخصوصا سوريا لا يساعد على ذلك! وتزامنا مع تصريحات براك، رفعت الولايات المتحدة وتيرة ضغوطها على حزب الله لمحاولة تجفيف موارده المالية، واعلنت وزارة الخارجية الأميركية مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن شبكات حزب الله المالية.
نتانياهو والحرب المفتوحة
وكان رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، توعد المنطقة بعام جديد من الحرب، واكد أنّه يجب «تدمير المحور الإيراني»، مؤكداً الاستمرار في الحرب على جميع الجبهات. وقال نتنياهو، خلال اجتماعه مع قادة الجيش في حضور وزير الدفاع يسرائيل كاتس اليوم: «نحن داخل صراع ننتصر فيه على أعدائنا ويجب علينا تدمير المحور الإيراني وهذا الأمر في متناول أيدينا، هذا ما ينتظرنا في العام المقبل. وأضاف: «أود أن أؤكد مجدّداً أنّنا مصممون على تحقيق جميع أهداف حربنا، ليس فقط في غزة، وليس فقط للقضاء على حماس بالكامل، وإطلاق سراح أسرانا، وضمان ألّا تشكل غزة أي تهديد لإسرائيل، بل أيضاً على جبهات أخرى، لفتح آفاق الأمان والانتصار والسلام.
العلاقة بين حزب الله والرياض
وبانتظار رد الفعل السعودي على دعوة الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم السعودية للحوار، لفتت مصادر ديبلوماسية الى ان المبادرة ليست بمعزل، عن التطوّر الإيجابي في العلاقات السعودية- الإيرانية، واللقاء الذي جمع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وجاء بعده زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني للرياض. وأشارت تلك الاوساط الى ان ثمة تغييرا في النظرة الاستراتيجية لدى الدول العربية ومسؤوليها بعد الاعتداء على قطر، وثمة ايضا رؤية أكثر وضوحا بكثير، تجاه دور ايران وحلفائها في المنطقة، وقد تجد المبادرة صداها اذا لم تدخل واشنطن على خط عرقلة التقارب بين دول المنطقة التي تستشعر جميعها خطر «إسرائيل الكبرى»، التي اعلن نتانياهو انها جزء اساسي من استراتيجيته.
مجزرة بنت جبيل
وفيما يستعد ابناء بنت جبيل لتشييع شهداء المجزرة اليوم انتقد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب إبراهيم الموسوي عبر حسابه على منصة «إكس»، الدولة اللبنانية التي وصفها بأنها «عاجزة عن حماية شعبها ولا سيما الأطفال». وقال «دولة لا تستطيع حماية شعبها وبالأخص أطفالها، لا يعوّل عليها. دولة تدّعي بديبلوماسيتها أنها قادرة على توفير الدفاع والحماية بالبكاء عند الأميركيين، لا يُعوَّل عليها». وأضاف أن «مجزرة بنت جبيل بالأمس دليل على العجز الكامل، وإدانة تامة للمجتمع الدولي والدول الضامنة، وللرهانات الخاسرة للسلطة.
عون والاستثمار في لبنان
وعشية كلمة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون امام الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك والتي سيتطرق فيها الى المستجدات المحلية عسكريا واقتصاديا، اكد الرئيس ان خطة «حصر السلاح» ستتم تدريجيا، وعقد الرئيس اجتماعاً مع عدد من رجال الأعمال اللبنانيين في نيويورك، حيث تناول البحث مجموعة من الملفات الوطنية الحيوية. وخلال اللقاء شدد الرئيس عون على ان عودة لبنان الى تأدية دوره في المنطقة، تتطلب عودة الاستثمارات اليه، واشاد الرئيس عون بما يقوم به المنتشرون اللبنانيون في الخارج دعماً لوطنهم، داعياً اياهم الى الاستثمار في لبنان بعد ان باتت الارضية جاهزة لهم لاتخاذ الخطوة المناسبة.



