قالت الصحف: نتائج زيارتي بن فرحان واورتاغوس.. وجريمة بنت جبيل تتصدر العناوين

الحوارنيوز – خاص
قرأت صحف اليوم في نتائج زيارتي مستشار وزير الخارجية السعودي المكلف بمتابعة الملف اللبناني يزيد فرحان والموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس وما إذا كانا قد بدلا من موقفهما الضاغط على لبنان، فيما العدو يواصل جرائمه وآخرها ارتكابه مجزرة بنت جبيل..
ماذا في التفاصيل؟

- صحيفة النهار عنونت: في ذكرى الحرب… تصعيدٌ يفاقم المخاوف
تصعيد يُظلّل الوسطاء ومجزرة في بنت جبيل… مكوكية أورتاغوس وبن فرحان: السلاح أولاً
وكتبت تقول: أضفت ذكرى مرور سنة على اشتعال الحرب الإسرائيلية على “حز.ب الله” في لبنان التي اقترنت بحصيلة دامية لغارة إسرائيلية على بنت جبيل، أجواء ملبدة بالغموض المقلق حيال الواقع الميداني الذي يظلل الجنوب وعبره سائر المناطق اللبنانية التي لا تزال عرضة بين الحين والآخر لضربات اسرائيلية، في ظل الاهتزاز الدائم الذي يشوب تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل. وإذا كان الاجتماع الذي عقدته لجنة الإشراف على هذا الاتفاق “الميكانيزم” أمس في الناقورة، في حضور ومشاركة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، أعطى الانطباع حيال تفاقم الوضع الحساس الذي لا يزال يثير المخاوف من تدهور ميداني واسع، سواء انطلاقاً من جنوب الليطاني أو من شماله، فإن السلطات اللبنانية وكذلك الجيش اللبناني يجدون أنفسهم وسط مزيد من التعقيدات الخطيرة في رحلتهما لتنفيذ قرارات مجلس الوزراء المتصلة بحصرية السلاح في يد الدولة. وهي تعقيدات تختصر بنارين: نار إسرائيلية لا تبدو في وارد استجابة مطالب لبنان حتى بوساطة أميركية لإنهاء احتلالها للنقاط الخمس، والتوقف عن الاختراقات المتواصلة لاتفاق وقف الأعمال العدائية لتمكين الجيش اللبناني من تنفيذ التزامات لبنان الكاملة لجهة استكمال تنظيف جنوب الليطاني من كل سلاح غير شرعي، ومن بعده المضي قدماً في خطة حصرية السلاح في كل لبنان. ونار “حز.ب الله” الذي يقدم بموقفه الرافض التصعيدي لتسليم السلاح وحملاته الشعواء على الحكومة، الذرائع المباشرة لإسرائيل للمضي قدماً في التشكيك بقدرة الجيش والسلطات اللبنانية على تنفيذ التزامات لبنان.
وسط هذه الأجواء الملبدة، قامت أورتاغوس بزيارتها الخاطفة، فيما تزامنت مع زيارة قام بها أيضاً في الأيام الثلاثة الأخيرة لبيروت، مستشار وزير الخارجية السعودي المكلف الملف اللبناني الأمير يزيد بن فرحان، الذي لم تختلف أهداف زيارته أبداً عن اهداف المكوكية الأميركية التي تضطلع بها مورغان أورتاغوس كما توم برّاك من قبل، والتي اختصرتها أوساط معنية بأنها أولوية مستدامة لتسليم السلاح بأسرع ما يمكن. وفيما اقتصرت زيارة أورتاغوس على الاجتماع الأمني في الناقورة ولقاءات عسكرية بعيدة من الأضواء، تميّزت زيارة الموفد السعودي بإجرائه مروحة واسعة جداً من اللقاءات مع نواب وشخصيات طوال الأيام الثلاثة، بدءاً برئيسي الجمهورية جوزف عون والحكومة نواف سلام واتصال برئيس المجلس نبيه بري. وأمس كشف عن لقاءات له مع الرئيس تمام سلام ورئيس حز.ب الكتائب النائب سامي الجميل وأعضاء تكتل الاعتدال الوطني، إلى العديد من النواب والسياسيين. وأفيد أن بن فرحان ركّز في لقاءاته على الأهداف الكبرى لدعم المملكة لبنان في مسار استعادة السيادة وحصرية السلاح والإصلاح وإعادة الإعمار. ولم يتطرق إطلاقاً إلى موقف بلاده من “الدعوة” التي وجهها “حز.ب الله” للتقارب مع السعودية. وأنهى بن فرحان زيارته لبيروت بعد ظهر أمس وذكر أنه يتوجه إلى نيويورك للانضمام إلى الوفد السعودي المشارك في أعمال الدورة العادية للأمم المتحدة.
ولم يتكشف اجتماع اللجنة الخماسية الأمنية في رأس الناقورة بحضور المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس عن نتائج ملموسة علنية من شانها أن تبدل الواقع المأزوم القائم، إذ تركزت المناقشات وفق ما توافر من معلومات على متابعة تنفيذ اتفاق وقف النار، ثم غادرت أورتاغوس بيروت متوجهةً إلى نيويورك، بعد لقاءات مع مسؤولين عسكريين.
وكشف مصدر لبناني أن أورتاغوس عبّرت عن اهتمام أميركي واسع بتقديم دعم مطلق للجيش اللبناني، مؤكدة التزام واشنطن بالاستقرار في لبنان. كما أبلغ الجانب اللبناني الوفد الأميركي أن الخروقات الإسرائيلية المتكررة تعيق أي مساعٍ جديّة لحصر السلاح بيد الدولة، وقد أبدى الوفد الأميركي تجاوبًا إيجابيًا مع المخاوف اللبنانية.
وفي غضون ذلك، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن “انتصارات إسرائيل على حز.ب الله، وفّرت إمكانية لم تكن حتى في الخيال، وهي إمكانية السلام مع جيراننا في الشمال”.
على صعيد متصل، نشرت قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي معطيات وتفاصيل جديدة عن “عملية الشمال” كما أطلق عليها الجيش الإسرائيلي، بعد مرور عام على العملية، وما تلاها من تطورات. ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي مجموعة من الفيديوهات عبر حسابه على “اكس “عن العملية، وقال: “العملية أسفرت عن إلحاق ضرر ملموس بمنظومة القيادة والسيطرة وقوة الرضوان، وتدمير كامل البنى التحتية الحيوية لحز.ب الله في خط القرى الأول والثاني جنوب لبنان”. وبعد عرض تفصيلي للخسائر التي مني بها الحز.ب، أضاف أدرعي: “منذ انتهاء العملية ودخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، تعمل قيادة المنطقة الشمالية ووحداتها بجهد متواصل لإحباط محاولات حز.ب الله لإعادة بناء قوته. في هذه الفترة تم القضاء على أكثر من 300 مسلح وضرب أكثر من 300 هدف. كما نفذت الفرقة 91 أكثر من 1000 عملية مداهمة ونشاط عملياتي في المنطقة الدفاعية الأمامية المتقدمة”.
وفي منشور آخر، تحدث أدرعي عن محاولات “حز.ب الله” لـ”إعادة إنشاء مقرات ومخابئ على طول الحدود”، وقال إنه “منذ التوصل إلى وقف إطلاق النار يواصل الجيش الإسرائيلي جهوده لضمان ألا يتمكن حز.ب الله من العودة لتهديد مواطني الشمال وإعادة ترسانته”، ولكنه تابع أن “حز.ب الله يحاول إعادة بناء خط القرى على طول الحدود تحت ذريعة إصلاح منازل مدنية، محاولًا إعادة إنشاء مقرات ومخابئ وبنى تحتية تم تدميرها سابقًا”، وأشار إلى أن “الجيش الإسرائيلي لا ولن يسمح بذلك”.
وأضاف: “الجيش الإسرائيلي سيواصل تطبيق تفاهمات وقف النار بحزم حتى لا يتمكن حز.ب الله من العودة إلى هذه الحدود”.
هذه الاجواء اقترنت بغارة دامية شنتها مسيّرة إسرائيلية عصر امس على مدينة بنت جبيل واستهدفت سيارة ودراجة، الأمر الذي أدى إلى سقوط خمسة ضحايا من بينهم ثلاثة أطفال وأصيب شخصان اخران بجروح. وأودت الغارة بكل من محمد ماجد مروة وهو عضو في “حز.ب الله” وشادي صبحي شرارة واطفاله الثلاثة سيلين وهادي وسيلان، فيما الوالدة والبنت الكبرى في حالة دقيقة. وتبين أن العائلة المفجوعة يحمل افرادها الجنسية الأميركية.
وعلّق رئيس الجمهورية جوزف عون على الغارة الإسرائيليّة بالقول: “فيما نحن في نيويورك للبحث في قضايا السلام وحقوق الإنسان، ها هي إسرائيل تمعن في انتهاكاتها المستمرّة للقرارات الدولية وعلى رأسها اتفاق وقف الأعمال العدائية عبر ارتكابها مجزرة جديدة في بنت جبيل ذهب ضحيتها خمسة شهداء بينهم ثلاثة أطفال”. وأضاف: “من نيويورك نناشد المجتمع الدولي الذي يتواجد قادته في أروقة الأمم المتحدة بذل كل الجهود لوقف الانتهاكات للقرارات الدولية، لا سيما الدول الراعية لإعلان 27 تشرين الثاني 2024، والضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية والتزام الإعلان المذكور. فلا سلام فوق دماء أطفالنا”.
كما دان الرئيس نبيه بري المجزرة، لافتاً إلى أن “هؤلاء اللبنانيين الذين يحملون الجنسية الأميركية هم برسم من كان ملتئماً في الناقورة وبرسم التظاهرة العالمية التي تتوافد إلى نيويورك، ونسأل هل الطفولة اللبنانية هي التي تمثل خطراً وجودياً على الكيان الإسرائيلي؟”.
ودان رئيس الحكومة نواف سلام في بيان، المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في حق المدنيين الأبرياء في الغارة على بنت جبيل، والتي ذهب ضحيتها خمسة شهداء بينهم أطفال.
- صحيفة الأخبار عنونت: برنامج القتل الإسرائيلي مستمرّ برعاية أميركية
وكتبت تقول: فيما انتقل جزء من النقاش السياسي حول العدوان الإسرائيلي المستمر إلى نيويورك، حيث وصل الرئيس جوزيف عون على رأس وفد لبنانيّ للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وجّهت إسرائيل أمس، بارتكابها مجزرة جديدة في بنت جبيل، إشارة إضافية إلى عدم اكتراثها بكل الاتصالات الجارية.
وفي المقابل، يواصل الجانب الأميركي التمسّك بموقفه القائل إن لا أحد الآن قادر أو راغب في ممارسة ضغط حقيقي على إسرائيل، وهو ما عكسته النقاشات العسكرية والأمنية التي رافقت انعقاد لجنة «الميكانيزم»، حيث لا يزال الأميركيون يصرّون على أن الجيش اللبناني لم يُنجز مهمته المتمثّلة في نزع كامل سلاح حز.ب الله، لا جنوب نهر الليطاني ولا شماله.
وبحسب ما كان سائداً في الأوساط الرسمية قبل وصول الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، وما نُقل عن الموفد السعودي يزيد بن فرحان، فإن التقديرات كانت تشير إلى اتجاه إسرائيل نحو مزيد من العنف، في فلسطين ولبنان، مع التأكيد أنه «لا يجب على اللبنانيين انتظار أيّ ضغط أميركي على إسرائيل لإلزامها بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار»، في ظل استمرار تأكيد الولايات المتحدة على ما تسمّيه «هواجس إسرائيلية مشروعة».
ولم تبقِ إسرائيل هذه التقديرات في إطار النظريات، إذ واصلت الفصل الجديد من الاعتداءات الذي بدأ منذ يومين، مع حلول الذكرى الأولى للعدوان الواسع على لبنان. فمع انتهاء اجتماع لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في مقر قيادة «اليونيفل» في رأس الناقورة، بحضور أورتاغوس، ارتكبت إسرائيل مجزرة في بنت جبيل ذهب ضحيتها أبٌ وأطفاله الثلاثة.
فقد أطلقت مُسيّرة إسرائيلية عصر أمس صاروخين عند مدخل بنت جبيل الشرقي: الأول استهدف دراجة كان يقودها الشاب محمد مروة الذي استشهد على الفور، والثاني أصاب سيارة المواطن شادي شرارة الذي كان برفقة زوجته أماني بزي وأولادهما سيلان (14 عاماً) وسيلين (10 أعوام) والتوأميْن هادي وأسيل (سنتان). وفيما استُشهد الأب والتوأمان وسيلين على الفور، أُصيبت الأم وابنتها سيلان بجروح بالغة. وقالت مصادر محلية إن العدو يبدو أنه لم يعد يكترث لمصير السيارات المدنية التي يصدف أن تتواجد بالقرب من أهداف تطاردها قوات الاحتلال.
وقد أدان رئيس الجمهورية الجريمة عبر حسابه على منصة «إكس»، مناشداً المجتمع الدولي «بذل كل الجهود لوقف انتهاكات القرارات الدولية، ولا سيما الدول الراعية لإعلان وقف إطلاق النار والضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية والالتزام بالإعلان. فلا سلام فوق دماء أطفالنا».
من جانبه، اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري في بيان صدر عن مكتبه مساء أمس أن «دماء هؤلاء اللبنانيين الذين يحملون الجنسية الأميركية برسم من كان ملتئماً في الناقورة وبرسم التظاهرة العالمية التي بدأت تتوافد إلى الأمم المتحدة». وسأل بري: «هل الطفولة اللبنانية هي التي تمثّل خطراً وجودياً على الكيان الإسرائيلي، أم أن سلوك هذا الكيان في القتل من دون رادع وحساب هو الذي يشكّل تهديداً للأمن والسلم الدوليَّيْن؟».
كما وصف رئيس الحكومة نواف سلام، من على منصة «إكس» الاعتداء بأنه «جريمة موصوفة ضد المدنيين ورسالة ترهيب تستهدف أهلنا العائدين إلى قراهم في الجنوب».
وقد أضيفت المجزرة إلى سجلّ المجازر شبه اليومية التي تستهدف الجنوب وأهله، في إطار سياسة إسرائيلية تحكم بالإعدام على بيئة جغرافية كاملة، وليس على المقاومين فقط، فيما تركّز الدولة اللبنانية جهودها على خطة الجيش لمصادرة سلاح المقاومة دون رادع دولي.
وشهد اجتماع الناقورة عرض ممثّلي الجيش اللبناني لتفاصيل الانتهاكات الإسرائيلية منذ اجتماع اللجنة الأخير في 7 أيلول، مع تأكيدهم على ضرورة انسحاب الاحتلال ووقف الاعتداءات لتمكين الجيش من تنفيذ خطته لنزع السلاح.
ولفتت المصادر إلى أنّ أورتاغوس أبدت تقديرها لما أنجزه الجيش تجاه مصادرة السلاح في جنوبي الليطاني، لكنها اعتبرته غير كامل، ويجب على الدولة أن تكون أكثر حزماً، فيما شدّد ممثّلو العدو على شمول المراحل الأولى للخطة منطقة البقاع التي يزعمون أنها تحتوي على مخازن للسلاح النوعي.
وبحسب المعلومات، غادرت أورتاغوس بيروت بعد الاجتماع، واقتصر برنامج زيارتها على لقاء الضباط الميدانيين، من دون أي لقاء مع قائد الجيش رودولف هيكل، الذي يصرّ على تنفيذ خطته بعيداً من الضغوط السياسية أو الغربية، مع اشتراط وقف الاعتداءات وسحب الاحتلال.
في غضون ذلك، قالت مصادر إن اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية والموفد السعودي يزيد بن فرحان قبل يومين لم يتطرّق إلى مبادرة الأمين العام لحز.ب الله الشيخ نعيم قاسم تجاه المملكة العربية السعودية. وأضافت أن ابن فرحان وضع عون في أجواء الحوار الإيراني – السعودي، واصفاً إياه بأنه «إيجابي وقائم ومستمر»، لكنه تجاهل مبادرة قاسم من دون التعليق عليها سلباً أو إيجاباً.
كذلك علمت «الأخبار» أن اتصالات تجري لعقد لقاء لبناني – فرنسي – سعودي – قطري على هامش اجتماعات نيويورك للبحث في دعم الجيش اللبناني ودعم إعادة الإعمار.
- صحيفة الديار عنونت: الموفد السعودي للبنانيين: لم يحن اوان مؤتمرات الدعم بعد
لبنان إلى المجتمع الدولي: التزامات «إسرائيل» غائبة ووقف النار مهدّد
وكتبت تقول: في لبنان المثخن بالجراح والمتخم بالوعود المؤجلة، يتقاطع هذا الأسبوع ثِقلُ الذكرى مع حدة الحاضر. من الضاحية الجنوبية حيث يستعد حز.ب الله لإحياء مرور عام على اغتيال أمينه العام السيد حسن نصرالله، إلى بنت جبيل التي ارتوت أمس بدماء أطفالها في مجزرة إسرائيلية مروّعة، يتبدّى المشهد اللبناني وكأنه لوحة متشابكة من الدم والسياسة والرهانات الدولية. وفيما يسعى العدو الإسرائيلي إلى تبرير جرائمه بمزاعم عسكرية، تلوح في نيويورك كلمة مرتقبة للرئيس جوزيف عون أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بينما خطف الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان الأضواء في بيروت مؤكداً أنّ زمن المؤتمرات والدعم الخارجي لم يحن بعد، وأن مفتاح الإنقاذ يبقى في يد الدولة اللبنانية وإصلاحاتها. هكذا يدخل لبنان منعطفاً دقيقاً تتداخل فيه رسائل الدم مع حسابات الخارج وصراع الداخل، في لحظة تختصر كل معاني الخطر والانتظار.
هذا ويحل هذا الاسبوع ثقيلا جدا على قسم كبير من اللبنانيين الذين يستذكرون فيه الحملة العسكرية الموسعة التي شنها العدو الاسرائيلي قبل عام على لبنان والتي تخللها في السابع والعشرين من ايلول اغتيال الامين العام لحز.ب الله السيد حسن نصرالله. الذكرى التي ينظم الحز.ب فعاليات شتى لاحيائها ستكون محطتها الاساسية يوم السبت المقبل في الحفل المركزي الذي يقيمه في الضاحية الجنوبية لبيروت والذي من المتوقع ان يشارك فيه عشرات الآلاف.
وسيتخلل الحفل كلمة لامين عام الحز.ب الشيخ نعيم قاسم الذي سيؤكد فيها ثوابت الحز.ب وبخاصة لناحية رفض تسليم السلاح والنقاش بمصيره قبل تحرير الارض والاسرى، ووقف الخروقات واعادة الاعمار.
مجزرة بنت جبيل
ويوم أمس، شهدت مدينة بنت جبيل مجزرة بعدما استهدفت مسيرة اسرائيلية بصاروخين دراجة نارية وسيارة ما ادى وبحسب مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة إلى سقوط خمسة شهداء، من بينهم ثلاثة أطفال، واصابة شخصين بجروح.
واللافت ان المجزرة وقعت في وقت كانت لجنة وقف النار الـ mechanism تعقد اجتماعها في الناقورة بحضور المبعوثة الاميركية مورغان اورتاغاس. ودان رئيس مجلس النواب نبيه بري المجزرة، وقال في تصريح: «خمسة شهداء أب وثلاثة من أطفاله، ووالدتهم الجريحة سُفكت دماؤهم بدمٍ بارد في مدينة بنت جبيل، على مرأى ومسمع من اللجنة التقنية المولجة مراقبة وقف إطلاق النار، وذلك عقب إجتماعها في الناقورة، في حضور الموفدة الأميركية أورتاغوس». وسأل:» هل الطفولة اللبنانية هي التي تمثل خطرا وجوديا على الكيان الإسرائيلي؟ أم أن سلوك هذا الكيان، في القتل دون رادع أو حساب، هو الذي يُشكّل تهديداً حقيقياً للأمن والسلم الدوليين؟».
وبحسب معلومات «الديار» فان ممثل الدولة اللبنانية في لجنة وقف النار أبلغ المجتمعين برسالة واضحة مفادها ان مواصلة اسرائيل خروقاتها واعتداءاتها واحتلالها يعيق ويؤخر تطبيق اي اتفاق، وان لبنان لا يستطيع ان يواصل وحده الوفاء بالتزاماته بوقت يضرب العدو التزاماته بعرض الحائط.
المزاعم الاسرائيلية
وكان لافتا يوم أمس خروج الناطق باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي ليؤكد ان «جيش الدفاع سيواصل تطبيق تفاهمات وقف النار بحزم حتى لا يتمكن حز.ب الله من العودة إلى هذه الحدود»، مدعيا ان الحز.ب «يحاول إعادة بناء خط القرى على طول الحدود تحت ذريعة إصلاح منازل مدنية محاولًا إعادة إنشاء مقرات ومخابئ وبنى تحتية إرهابية تم تدميرها سابقاً»، مضيفاً:»جيش الدفاع لا ولن يسمح بذلك».
وزعم أدرعي أنّ «في إطار العمليّة، تمّت مهاجمة نحو 9,800 هدف، من بينها آلاف منصّات إطلاق الصّواريخ قصيرة المدى، مخازن الأسلحة والذّخيرة، ومواقع القيادة. كذلك تمّت مصادرة 85,000 قطعة سلاح وذخيرة، وتدمير 1,100 بنية تحتيّة تحت الأرض قرب الحدود».
كلمة لبنان في نيويورك
في هذا الوقت تتجه الانظار هذا الاسبوع الى نيويورك حيث يشارك رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وسيلقي كلمة لبنان يوم الاربعاء المقبل. وقالت مصادر مطلعة لـ«الديار» ان الكلمة باتت شبه جاهزة ويتم وضع اللمسات الاخيرة عليها وهي ستشدد على وجوب ممارسة المجتمع الدولي والدول الراعية لاتفاق وقف النار الضغوط اللازمة على اسرائيل لتنفيذ تعهداتها وعلى رأسها وقف اعتداءاتها وانسحابها من الاراضي اللبنانية المحتلة».
ماذا حمل بن فرحان؟
وخطف الموفد السعودي، الأمير يزيد بن فرحان الاضواء لبنانيا خلال نهاية الاسبوع حيث التقى ولاول مرة عددا كبيرا من المسؤولين اللبنانيين. وبحسب مصدر التقى بن فرحان فانه «كان واضحا لجهة دعمه العهد والحكومة والتأكيد على صدق نوايا الرئيسين سلام وعون، لكنه اكد ان اوان المؤتمرات الموعودة لدعم الجيش واعادة الاعمار لم يحن بعد رابطا اياها بخطوات ملموسة يقوم بها لبنان الرسمي سواء على صعيد حصرية السلاح او على صعيد المسار المالي الذي يفترض ان ينتهي بتوقيع اتفاق مع صندوق النقد الدولي». وقال المصدر لـ«الديار»:»كان بن فرحان واضحا جدا بأن سرعة انعقاد المؤتمرين مرتبطة بسرعة لبنان بتطبيق ما هو مطلوب منه».
موقف حز.ب الله من الانتخابات
وقبل 8 أشهر على موعد الانتخابات النيابية بدأ الكباش يشتد بين القوى السياسية انطلاقا باقتراع المغتربين مرورا بالبطاقة الممغنطة والميغاسنتر وصولا للقانون الذي يفترض ان تجري على اساسه الانتخابات.
وكان عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله حاسما يوم امس بقوله:»هناك من يريد تعديل القانون النافذ الحالي تحت عنوان انتخاب المغتربين للـ128 نائبًا، ولكن بالنسبة إلينا هناك قانون نافذ والحكومة مسؤولة عن تطبيقه وإصدار ما يحتاجه من مراسيم تطبيقية، ولن يعدل وفق ما تريده بعض القوى من أجل تغليب منطقها لتغيير المعادلة الداخلية»، مشددا على ان «اي تعديل لهذا القانون يجب أن يتقدم إلى الأمام وليس التراجع إلى الوراء، وهناك اقتراح قانون مطروح على اللجنة الانتخابية هو تطبيق الدستور في المادة 22 التي تقول بانتخاب مجلس نيابي خارج القيد الطائفي وإنشاء مجلس الشيوخ، ومن يريد أن يثبت أنه الأكثرية الشعبية في لبنان ما عليه إلا أن يقبل بتطبيق الطائف والدستور الحالي، وأن نذهب إلى قانون انتخابي عصري خارج القيد الطائفي، وحينها الأكثرية الشعبية تنتخب مجلس نواب وتشكل حكومة وتحكم».



