قالت الصحف :بين التصعيد الإسرائيلي وتهديدات واشنطن ومد اليد إلى السعودية

الحوارنيوز – صحف
بين التصعيد العسكري الإسرائيلي والتهديدات الأميركية ومد اليد إلى المملكة العربية السعودية من جانب حزب الله ،يغادر رئيس الجمهورية العماد جوزف عون إلى نيويورك لإلقاء كلمة لبنان أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة،وهو ما تناولته الصحف الصادرة اليوم.
النهار عنونت : أسبوع لبناني حار بين الجنوب ونيويورك والضاحية
وكتبت صحيفة “النهار” تقول:
رسمت معالم التصعيد الإسرائيلي المتواصل لعمليات القصف والغارات على منطقة جنوب الليطاني، خصوصاً في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة، صورة خطيرة تتعلق بطبيعة التحديات المتنامية التي تواجهها السلطات اللبنانية السياسية والعسكرية. يأتي ذلك في سياق تنفيذ خطة بسط سيادة الدولة وحصرية السلاح بيدها. استناداً إلى المراجعة الميدانية لاستهدافات الكيان الإسرائيلي، بالإضافة إلى بيانات الجيش الإسرائيلي حول الأهداف التي تم استهدافها، يتضح أن إسرائيل تسعى لإثبات استمرار الوجود المسلح لحزب الله في الجنوب، مما يضع السلطة والجيش اللبنانيين في موقف حرج ويزيد من الضغوط عليهما لتغيير طبيعة الخطة الجارية أو مواجهة المزيد من التصعيد والعمليات الإسرائيلية.
يكتسب هذا الهدف دلالات خطيرة، خصوصاً وأن التصعيد الحالي يتزامن مع مجموعة مواعيد مفصلية تتزاحم جميعها في الأسبوع المقبل. فهناك أولاً تحرك دبلوماسي كثيف للبنان، حيث من المقرر أن يسافر رئيس الجمهورية العماد جوزف عون إلى نيويورك في الساعات المقبلة للمشاركة في افتتاح الدورة العادية للأمم المتحدة. كما يشهد الأسبوع المقبل فعاليات إحياء حزب الله للذكرى السنوية لاغتيال أمينه العام المعين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين.
وفي يوم الأحد، تعقد لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل “الميكانيزم” اجتماعاً في الناقورة، بحضور الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس التي تصل اليوم إلى بيروت خصيصاً من أجل المشاركة في هذا الاجتماع، ولن تعقد أي لقاءات سياسية أخرى في بيروت.
تعكس مجمل هذه التحركات والمحطات أولوية الوضع الخطير بين لبنان وإسرائيل في وقت تتزايد فيه جوانب التوتر الداخلية الناتجة عن سخونة السجالات بين حزب الله والأفرقاء السياسيين، بفعل النمط الاستفزازي الذي يعتمده الحزب، مما ينذر بمزيد من الاحتدامات عشية إحياء ذكرى زعيم الحزب الراحل.
في الواقع الميداني، واصلت إسرائيل أمس استهداف المناطق الجنوبية، حيث استهدفت غارة من مسيرة سيارة أمام مدخل مستشفى تبنين الحكومي، مما أسفر عن سقوط ضحية وإصابة أحد عشر شخصاً بجروح، بما في ذلك اثنان بحالة حرجة. وأفادت المعلومات أن المستهدف في غارة تبنين هو حسين حسان رمضان من بلدة الطيبة وسكان جبشيت. كما استهدفت مسيرة إسرائيلية بصاروخ موجه شاحنة لنقل المياه في المنطقة الواقعة بين أنصار وكوثرية الرز، حيث أفيد عن وقوع قتيل.
كما أغارت مسيرة أخرى على محيط منطقة حاروف. ومع أن مجلس الوزراء يواصل عقد جلسات يومية لإنجاز إقرار الموازنة، أعلن أمس وزير الإعلام بول مرقص أن “الحكومة، رغم انكبابها على دراسة موضوع الموازنة، فإن المساعي والضغوط قائمة باتجاه ردع الاعتداءات الإسرائيلية والإيضاح أمام الدول الراعية والضامنة للترتيبات الأمنية لقيامها.
عشية سفره اليوم إلى نيويورك لترؤس وفد لبنان إلى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، عرض رئيس الجمهورية العماد جوزف عون مجمل هذه الملفات مع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، خصوصاً التطورات الأمنية الأخيرة في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية على بلدات وقرى جنوبية وبقاعية، والاتصالات الجارية لمعالجة هذه التطورات.
كما تناول الرئيسان مسار مناقشة مشروع قانون موازنة 2026، إضافة إلى الأوضاع العامة. وبحث الرئيس عون مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل الأوضاع الأمنية في البلاد، واطلع منه على تفاصيل الاعتداءات الإسرائيلية على بلدات وقرى جنوبية، وعلى ما حققه الجيش في مجال مكافحة المخدرات.
يبقى الوضع في لبنان محط أنظار المراقبين في ظل التصعيد العسكري والضغوط السياسية، مما يتطلب تنسيق جهود الدولة مع مؤسساتها الأمنية والعسكرية في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية. لبنان يتطلع إلى استعادة السيادة والأمان في منطقة تتسم بالهشاشة والتوتر، وهو ما يحتاج إلى إرادة قوية وجهود متكاتفة من جميع الأطراف المعنية.
الأخبار عنونت:واشنطن تهدّد | لا مساعدات قبل نزع السلاح: لدينا خطة لتدخّل عسكري إذا فشلت مساعي الحكومة
وكتبت الأخبار: بينما يُنتظر أن تقوم المندوبة الأميركية مورغان أورتاغوس بزيارة إلى لبنان اليوم، لمتابعة تنفيذ خطّة الجيش اللبناني لنزع سلاح حزب الله، أطلق السيناتور الأميركي الصهيوني ليندسي غراهام تهديدات باللجوء إلى القوة العسكرية في حال فشلت المساعي السلمية لنزع سلاح حزب الله.
وقال غراهام، في مقابلة مع قناة «شمس» التي تبث من أربيل، إن «الوقت قد حان لإنهاء وجود حزب الله كميليشيا مسلّحة خارج إطار الدولة»، معتبراً أن الحزب يُشكّل تهديداً مباشراً لأمن لبنان والمنطقة، وأنه «مدرّب ومموّل من إيران، ويخدم مصالحها لا مصالح اللبنانيين».
وأشار غراهام إلى أن واشنطن لا تزال تُفضّل الحل السلمي بالتعاون مع الحكومة اللبنانية، لكنّه لم يُخفِ أن هناك خطة بديلة – الخطة ب، في حال تعثّرت المسارات السياسية. وقال في هذا السياق: «إذا فشلت الجهود لنزع سلاح حزب الله بالطرق السلمية، فإن الولايات المتحدة وشركاءها مستعدّون للانتقال إلى خيارات أخرى أكثر حزماً، بما فيها استخدام الوسائل العسكرية».
وقال السيناتور الجمهوري الذي زار لبنان قبل مدة، إن بلاده «لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما وصفه بـ»تحوّل لبنان» إلى قاعدة عسكرية إيرانية على حدود إسرائيل». وتابع: «إن الدعم الأميركي للبنان، خصوصاً العسكري والاقتصادي، مرتبط بشكل مباشر بمدى التقدّم في ملف حصر السلاح بيد الدولة»، مشدداً على أن هذا الأمر يُعدّ شرطاً أساسياً لأي تفاوض أو دعم أميركي مستقبلي. وحول دور الدول العربية، أوضح غراهام أن «هناك إجماعاً إقليمياً متزايداً» على ضرورة تجريد حزب الله من سلاحه، مضيفاً أن استمرار الوضع الراهن «يُهدّد الاستقرار الإقليمي، ويمنع لبنان من استعادة سيادته الكاملة».
في هذه الأثناء يُتوقّع أن تكون زيارة أورتاغوس شبيهة بالزيارة السابقة. فهي ستنتقل بالطوّافة إلى الناقورة للمشاركة في اجتماع الميكانيزم غداً الأحد، والاجتماع بعدد من الضباط الميدانيين المعنيين بتنفيذ خطّة مصادرة السلاح جنوب الليطاني. وبحسب المعلومات، فإنّ أورتاغوس «غير راضية عن التقدّم البطيء للخطّة، رغم تقديرها لجهود الجيش». ونُقل عن فريق عملها في لبنان أنها سوف «تتحدّث بلهجة عالية السقف تجاه ضرورة الإسراع في سحب السلاح، استغلالاً لضعف حزب الله العسكري في المدّة الراهنة».
وفي السياق، كشف نهار الأمس، عن أضرار كبيرة جرّاء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت بلدات في شمال وجنوب الليطاني يوم الخميس. غير أنّ اهتمام المعنيين تركّز حول معرفة ما إذا كان الجيش اللبناني قد تبلّغ مسبقاً بالغارات. مصادر عسكرية تجيب بأنّ «الجيش لم يكن على علم مُسبق بالغارات، لكنّ الميكانيزم كانت تعلم»، مع الإشارة إلى أنّ آليّة التنسيق بين الجيش والميكانيزم، تقضي بإبلاغه مسبقاً بتحرّكات الأطراف الشريكة فيها، وضمناً إسرائيل.
وهو ما يُطبّق على الجيش الذي ينسّق معها قبل قيامه بأي خطوة، وليس في جنوب الليطاني فقط. وفي أحيان كثيرة، لا تأذن له اللجنة بتنفيذ مهمّات أو تحرّكات أو انتشار، فضلاً عن أنها لا تنفكّ عن نقل طلبات العدو إليه، بالكشف على مواقع يزعم أنها مخازن وقواعد عسكرية للمقاومة.
اللواء عنونت: رسالة سعودية لعون نقلها بن فرحان قبل سفره إلى نيويورك
توازن مالي في الموازنة بين ضغوط الشارع ومتطلّبات صندوق النقد
وكنبت صحيفة “اللواء” تقول:
تركز الاهتمام الرسمي عشية سفر الرئيس جوزف عون، اليوم، الى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وإلقاء كلمة لبنان أمام رؤساء الوفود المشاركة، على الاتفاق على كيفية مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية، وتحصين الوضع جنوب الليطاني، فضلاً عن إنجاز مناقشة موازنة الـ2026، وإقرار موادها قبل وصول وفد صندوق النقد الدولي الى بيروت مطلع الأسبوع.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» انه اذا كان الحدث يتمحور حول اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وما ترافقها من لقاءات ولاسيما بشأن حل الدولتين بمبادرة سعودية وفرنسية، الا ان مشاركة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون فيها ستجعل الملف اللبناني يأخذ حيِّزاً من الاهتمام انطلاقا من الخطاب الذي يلقيه ويسلط الضوء فيه على المقاربة الرسمية لمجموعة قضايا خارجية ومحلية تستدعي المتابعة الدولية.
ورأت المصادر ان عودة لبنان على الخارطة الدولية هو إنجاز بحق ذاته، وقالت ان الرئيس عون سيتحدث عن الاستهدافات الإسرائيلية المتكررة وخرق آلية وقف اطلاق النار واحترام لبنان للقرارات الدولية وتفاصيل اخرى.
الى ذلك أوضحت ان إقرار الموازنة قد لا ينتظر عودة الرئيس عون من نيويورك اذ انه من غير المستبعد ان تبصر النور يوم الإثنين المقبل.
وفي مجال آخر اشارت الى انه لا بد من انتظار توالي ردات الفعل على ما قاله الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بشأن العلاقة مع السعودية.
ومساء امس، وقبل سفره الى نيويورك استقبل الرئيس عون في قصر بعبدا مستشار وزير الخارجية السعودي الامير يزيد بن فرحان، واجرى معه جولة أفق تناولت الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة.
وفُهم ان الموفد السعودي نقل رسالة عاجلة للرئيس عون قبل سفره الى نيويورك.
ومجمل الأوضاع، عرضها الرئيسان عون ونواف سلام في بعبدا، بدءاً من الاعتداءات الاسرائيلية التي لم تتوقف طوال الأيام الماضية.
وكان المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير أقسم اليمين امام الرئيس عون بعد تعيينه رئيساً لادارة الموظفين في مجلس الخدمة المدنية بالوكالة الى حين تعيين رئيس اصيل لهذه الادارة، وحضر مراسم قسم اليمين الرئيس سلام.
وبحث الرئيس عون مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل العدوان الاسرائيلي المتمادي، وما يتعين ان يطرحه الوفد اللبناني الى اجتماع «الميكانيزم» (آلية مراقبة وقف النار) في الناقورة غداً، بمشاركة الموفدة الاميركية مورغن اورتاغوس.
واطَّلع رئيس الجمهورية من وزير الطاقة والمياه جو صدي على نتائج المحادثات التي اجراها في باريس مع المسؤولين في شركة توتال، والمتعلقة بالتنقيب عن الغاز في الحقول اللبنانية.
إذاً، يغيب رئيس الجمهورية عن لبنان اعتباراً من اليوم وحتى نهاية الاسبوع المقبل للمشاركة في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة، ويرتقب ان يثير بشكل خاص في كلمته او في لقاءاته مع رؤساء الوفود المشاركة تصاعد الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان وسقوط المزيد من الشهداء والجرحى وتدمير كل مقومات الحياة في قرى الجنوب كما يحصل في غزة، وسبل لجم كيان الاحتلال عن خرق تفاهم وقف الاعمال العدائية، بينما لم يظهر اي رهان على ان زيارة الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس اليوم الى لبنان ومشاركتها في اجتماع لجنة الاشراف الخماسية ستؤدي الى اي نتيجة طالما ان الاحتلال يدير الأذن الطرشاء لكل مساعي التهدئة.
وافيد من مجلس الوزراء الذي انعقد امس في السرايا الحكومية، عن «اتصالات سياسية عديدة على اعلى المستويات ، وفخامة الرئيس اجرى الاتصالات اللازمة والمساعي وكذلك وزارة الخارجية، كما ان هناك بيانا واضحا من اليونيفيل» كما اعلن وزير الاعلام بول مرقص بعد الجلسة. وقال: فالحكومة رغم انكبابها على دراسة موضوع الموازنة فانها لا تهمل هذا الأمر والمساعي والضغوط قائمة باتجاه ردع الاعتداءات الاسرائيلية والايضاح امام الدول الراعية والضامنة للترتيبات الامنية ان تقوم بدورها.
وقبل سفره، عرض رئيس الجمهورية مع رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام التطورات الأمنية الأخيرة في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية على بلدات وقرى جنوبية وبقاعية، والاتصالات الجارية لمعالجة هذه التطورات. كما عرض الرئيسان لمسار مناقشة مشروع قانون موازنة 2026، إضافة الى الأوضاع العامة وذلك قبيل سفر رئيس الجمهورية الى نيويورك.
وقد سبق وزير الخارجية يوسف رجي رئيس الجمهورية الى نيويورك والتقى امس الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش في مقر الامم المتحدة، ومن المنتظر ان يلتقي ايضا رئيس الجمهورية.
وجدد غوتيريش، خلال اللقاء، «دعم الأمم المتحدة التام للبنان وشعبه»، مؤكدا «تعاطفه معه في ضوء التحديات العديدة التي واجهها».وأشار إلى أن «تمديد مجلس الأمن لولاية اليونيفيل لمدة سنة كان أفضل الممكن»، مؤكدا «موقف الأمم المتحدة المبدئي الذي يدعو إسرائيل إلى احترام سيادة لبنان وسلامة أراضيه، وإلى الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة»، مشددا على «دعم الأمم المتحدة لموقف الحكومة اللبنانية في ما يتعلق ببسبط سلطة الدولة على كل الأراضي اللبنانية».
وثمَّن رجي «وقوف الأمم المتحدة إلى جانب لبنان»، مؤكدا أن «الحكومة اللبنانية اتخذت قرار حصر السلاح، وهو قرار لا عودة عنه، ينفذ بحكمة وبتصميم. كما شدد على ضرورة أن يضغط المجتمع الدولي على إسرائيل للانسحاب من لبنان ووقف اعتداءاتها عليه». وتخوف من «التقارير التي تشير إلى نية إسرائيل توسيع المناطق العازلة على طول الحدود الجنوبية»، مطالبا بـ«تحرير الأسرى اللبنانيين في إسرائيل».
كما شدد على «أهمية البحث في آلية تحل مكان اليونيفيل بعد انسحابها»، مؤكدا أن أمن قوات اليونيفيل وسلامتها أولوية بالنسبة للبنان، مع إدانة كل الاعتداءات على القوات ومقرها».
وتناول رجي موضوع النزوح السوري، مشيرا إلى أن «لبنان لا يمكنه أن يتحمل أكثر أعباء هذا النزوح، لأسباب اقتصادية، اجتماعية وأمنية»، مؤكدا «ضرورة دعم عودة اللاجئين والنازحين إلى سوريا».
وتطرق رجي إلى «الأزمة المالية التي تواجه الأمم المتحدة»، متمنيا «الأخذ في الاعتبار مصالح الموظفين اللبنانيين في الأمم المتحدة».
الموازنة في مجلس الوزراء
على صعيد درس الموازنة، وبعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء عصر امس، ادلى الوزير مرقص بالمعلومات الرسمية الاتية:استكمل مجلس الوزراء جلساته المتعلقة بالموازنة برئاسة دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام وحضور معظم الوزراء بغياب كل من وزيرة التربية ووزير الخارجية والمغتربين، ما حصل هو ان الوزراء الذين لم يبحثوا شؤون وزارتهم لناحية المبالغ المرصودة لهم تابعوا دراستها، وكانت هناك مداخلات لوزراء البيئة والسياحة وكذلك كان هناك اعادة بحث بالمواد المعلقة من الجلسات الماضية والتي كانت بحاجة الى مزيد من التدقيق ، كالمادة ٣٥ والتي كانت مقترحة وتم تعديلها،ذ بحيث اننا حافظنا على الاعفاءات التي كانت معطاة للصحف الورقية والمجلات والكتب حفاظا على هذا القطاع الذي بدأ يتناقص وله اهمية كبرى بالذاكرة والتراث مع تقدم الصحافة الالكترونية وغيرها ، وقد حاولنا على سبيل المثال الحفاظ على هذه المزايا وتفنيد «فرسان الموازنة» اي ان لا يكون هناك احكام او نصوص ليس لها علاقة مباشرة بالموازنة، كذلك مكافحة الشركات الوهمية التي تنشأ خصيصا للاستيراد ولتفادي الأرباح والتهرب منها ومن الرسوم الجمركية وتستغل كواجهة، وايضا ما يتعلق بموضوع الالتزام الضريبي والامتثال من حيث عدم التهرب الضريبي.
اضاف: هذه هي الهواجس التي كانت مسيطرة على النقاش في الجلسة لكي تكون موازنة تعكس بالفعل رغبة الحكومة بعدم اثقال كاهل المواطن بضرائب ورسوم، ولكن في الوقت نفسه ان تستطيع جباية وان لا يكون هناك تهرب ضريبي وان يستمر التوازن بين الإيرادات والنفقات وان لا نحقق عجزا في الموازنة.
تابع مرقص: ولأننا لم ننجز بعد الموازنة وهناك قسم يتعلق بالإيرادات ولم نناقش الواردات سنعقد جلسة عند الساعة الثالثة من بعد ظهر الاثنين المقبل في السرايا.
وحول الوقفات الاحتجاجية للعسكر في المناطق وما اذا ستلحقهم زيادات ملحوظة في الموازنة، قال وزير الاعلام: هناك الكثير من النقاش حول هذه المسائل ان كان بالنسبة للعسكريين او الاساتذة او باقي القطاعات، لكن في نفس الوقت وبالتوازي هذا هو هاجسنا و لكن لا نريد تكرار الأزمة التي حصلت سابقا بسبب سلسلة الرتب والرواتب ، لذلك فاننا نبحث كيفية تلبية هذه الاحتياجات الضرورية والمشروعة واللازمة، وبنفس الوقت ان لا تكون مهملين للنواحية الايرادية والواردات التي يجب تغطي هذه النفقات والحاجات.
وقال: اننا نحاول البحث عن اماكن التهرب الضريبي لمكافحته لانه خلال السنوات الماضية كان يقال بدل زيادة الضرائب على المواطنين يجب الضرائب ومن يتهرب من دفع الضرائب والرسوم ، وقد أعطيت مثلا عن الشركات الوهمية، ولكن في النهاية نحن ندرس الموازنة والتي من الطبيعي ان تتضمن ضرائب ورسوم.
واكد مرقص حق مجلس النواب في تعديل مشروع الموازنة لكنه قال: لكننا نرتقب امكانية التعديل في الحكومة قبل ان يحصل ذلك في مجلس النواب لأننا نبحث كل مادة على حدة من اجل ذلك هي تأخذ هذا الوقت الطويل.
وتابع مرقص: وسنوضح لصندوق النقد وغيره ان الموازنة الحالية تتضمن توازنا بين الإيرادات والنفقات ولا تتضمن عجزا وهذا الامر هو فعلي وليس شكلياً.
انتفاضة الادارة
مطلبياً، هددت رابطة موظفي الادارة العامة بشل المؤسسات، والتوقف الشامل والمفتوح عن العمل، في حال اقرار الموازنة الحكومية من دون اي تصحيح للأجور والرواتب.
واكدت أن «ساعة الصفر اقتربت، وأن صبر الموظفين نفد بالكامل، وأي تجاهل اضافي لمطالبهم المحقة، سيقابل بانتفاضة إدارية عارمة.
نيابياً، سأل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الرئيس نبيه بري: كيف يستطيع مؤيدو امل وحزب الله ان يترشحوا عن المقاعد الستة في الخارج وان يقوموا بالحملات الانتخابية، بينما لا يستطيعون القيام بالأمر نفسه حملاتٍ وتصوتاً للنواب 128 من الخارج.
وابدى استعداد كتلة الحزب النيابية مناقشة اي اقتراح آخر، شرط ألَّا تتحول اللجنة الفرعية الى مقبرة للمشاريع، لأن الوقت قصير امام المهل، داعياً الى احالة المشاريع ككل الى الهيئة العامة لمجلس النواب، لتصوت لما تراه مناسباً من قوانين.
حزب الله لصفحة جديدة مع السعودية
وسط ذلك، توقف المراقبون عند تطور جديد في موقف حزب الله من المملكة العربية السعودية، فدعا امينه العام الشيخ نعيم قاسم السعودية الى فتح صفحة جديدة مع المقاومة مؤكدا ان سلاحها موجه فقط نحو العدو الاسرائيلي وليس الى السعودية او لبنان او اي مكان او جهة في العالم فيما سبق، وقال نائب رئيس المجلس السياسي في الحزب محمود قماطي ان لا مشكلة بين الحزب وبين السعودية. فيما بدا انه بداية تعاطٍ مختلف من الحزب مع تطورات المنطقة واستشعار بالحاجة الى العرب في هذه المرحلة التي يوسع العدو الاسرائيلي عدوانه على المنطقة العربية بعد الغارات على العاصمة القطرية الدوحة.
وربطت مصادر بين التطور الجديد في مواقف حزب الله، سواءٌ العربية او الداخلية، وزيارة امين المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني علي لاريجاني، واجتماعه مع ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان.
وقال قاسم في الذكرى السنوية الاولى لاغتيال احد ابرز قياديي الحزب العسكريين ان سلاح المقاومة وجهته العدو الاسرائيلي، وليس لبنان ولا السعودية، ولا اي مكان آخر، ولا اي جهة في هذا العالم.
واعتبر ان الضغط على المقاومة هو ربح صافٍ لاسرائيل، وعندما لا تكون المقاومة موجودة، فهذا يعني ان الدور سيأتي على الدول.
وفي الشأن الداخلي، وجّه قاسم دعوة إلى مختلف القوى السياسية، بما فيها تلك التي وصلت خلافاتها مع حزب الله إلى حدّ «العداء»، داعياً إلى «وقف تقديم الخدمات المجانية لإسرائيل، والتمسك بالتفاهم الوطني لمواجهة الاستحقاقات القادمة».
وأضاف: «نحن شركاء في الحكومة والمجلس النيابي، فلنعمل معاً من خلال تفاهمات وطنية لتجاوز هذه المرحلة الدقيقة». وأكد أن الضغط على المقاومة هو مكسب صافٍ لإسرائيل، مضيفاً: «غياب المقاومة يعني أن الدور سيأتي على دول أخرى في المنطقة».
ودعا إلى الوحدة في مواجهة المشروع الإسرائيلي، قائلاً: «فلنكن يداً واحدة لطرد إسرائيل وبناء لبنان، ولنُجرِ الانتخابات في موعدها، ونتحاور بإيجابية لصوغ استراتيجية وطنية للأمن القومي».
يُشار الى ان سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري نُقل عنه ان المملكة تعتبر ابناء الطائفة الشيعية في لبنان كأبناء لها.
اليونيفيل تتَّهم جيش الاحتلال بالخروقات
وفي خطوة، تصب في اطار ردع جيش الاحتلال الاسرائيلي، ووقفه عند حد معين، طالبت قوات حفظ السلام العاملة في الجنوب (اليونيفيل) الجيش الاسرائيلي الى التوقف الفوري عن شن اي غارات اضافية، والتزام الانسحاب من كامل الاراضي اللبنانية، مع دعوة كافة الاطراف الالتزام، وتجنيب اي انتهاكات او خطوات من شأنها ان تؤدي الى تصعيد اضافي.
وذكرت اليونيفيل ان احكام قرار مجلس الامن 1701، والتي نصت على التفاهم على وقف الاعمال العدائية شددت على معالجة الخلافات وتجنب اللجوء الى العنف من جانب واحد، مشيرة الى ان استمرار التصعيد يهدد التقدم الذي احرزته الاطراف في جهودها لاستعادة الاستقرار.
ووصفت «اليونيفيل» الاستقرار في الجنوب «بالهش» نتيجة الغارات الاسرائيلية المتكررة، وكشفت ان القصف على ديركيفا وبرج قلاويه جعل اليونيفيل تنتقل الى اماكن آمنة، وتوقفت عند مهام الجيش اللبناني وقوات الامم المتحدة على طول المناطق المسموح لها التحرك ضمنها، معتبرة ان عدوان امس الاول انتهاك واضح وصريح للقرار 1701، ودعت الجيش الاسرائيلي إلى الالتزام بالقرار والانسحاب من النقاط الخمس التي احتلتها.
على الأرض، ومن جراء الغارات الاسرائيلية، سقط شهيدان، وعدد من الجرحى تراوح بين الـ3 و11 جريحاً.
الاول باستهداف سيارته قرب مدخل مستشفى تبنين، والثاني في سيارة بيك آب لنقل المياه في جديدة انصار- قضاء النبطية.
والشهيد في غارة تبنين هو حسين حسان رمضان من بلدة الطيبة وسكان جبشيت.
وبعد ظهر أمس شنَّ العدو غارة استهدفت شاحنة لنقل المياه في حي هونين بالمنطقة بين أنصار وكوثرية الرز، ادت الى ارتقاء شهيد هو عمار هايل القصيباني. ولاحقا اغار طيران العدو على محيط بلدة حاروف وعلى منطقة مزرعة تول قرب النبطية.
وقبل ذلك، القت قوات الاحتلال عددا من القنابل الصوتية على مرفأ الناقورة ما ادى الى إصابة صياد بجروح طفيفة. كما ألقت مسيَّرات اسرائيلية قنبلتين صوتيتين بين بلدتي مركبا والعديسة.
واطلقت مدفعية العدو قذائف مضيئة بإتجاه حرج بلدة يارون بهدف إشعال حريق فيه.
وكان مركز عمليات طوارئ وزارة الصحة، قد اعلن في بيان أن مواطناً من الجنسية السورية أصيب بجروح في واحدة من غارات العدو الإسرائيلي على بلدة ميس الجبل امس الاول.
الديار عنونت: تل أبيب ترفع مستوى التصعيد على الحدود… والرسائل تتخطى لبنان إلى واشنطن
عون إلى نيويورك… كلمة لبنان تحت عنوان العدوان والإصلاحات
من بيروت إلى الرياض: دعوة قاسم لرصّ الصفوف ضد الهيمنة الإسرائيلية
وكتبت صحيفة “الديار” تقول:
في ظل اجواء التوتر الإقليمي والدولي، جاء كلام الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أمس، بمثابة موقف محوري يعكس قراءة الحزب للمرحلة المقبلة، سواء في الداخل اللبناني أو على مستوى الإقليم. فالمنطقة، بحسب وصفه، تقف على «منعطف سياسي خطير»، عنوانه إعادة ترتيب الأولويات، ومحاولة فرض وقائع استراتيجية جديدة بعد الضربة الإسرائيلية التي استهدفت قيادات من حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة.
ففيما يبدو ان منطقة الشرق الأوسط على اعتاب مرحلة جديدة من التوترات والتحديات، قد تكون أكثر تعقيداً من سابقاتها، مع اعلان الرئيس الفرنسي عن اعادة العقوبات الاممية ضد ايران نهاية الشهر الحالي، في قرار لا يُقرأ فقط من زاوية قانونية تتعلق بالامتثال للاتفاق النووي أو انتهاكه، بل يُفهم باعتباره جزءاً من صراع أوسع بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وحلفائها من جهة أخرى، يتجاوز البعد النووي ليشمل الأدوار الإقليمية، والتحالفات العسكرية، ومسارات النفوذ في ملفات اليمن وسوريا ولبنان والعراق وحتى الخليج.
فمن زاوية أعمق، تفتح هذه التطورات الباب أمام إعادة تشكيل ديناميكيات الصراع في الشرق الأوسط، في وقت يشهد الإقليم انتقالاً استراتيجياً دقيقاً، ومحطات مفصلية ستؤثر على توازنات الطاقة، وحركة التجارة، وأمن الملاحة، واحتمالات الانفجار الأمني في أكثر من ساحة.
الشيخ نعيم قاسم
فخلال كلمته في الذكرى السنوية الأولى «للقائد الحاج إبراهيم عقيل ورفاقه»، أطلق الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم مواقف وُصفت بـ»النوعية»، عكست مقاربة سياسية واستراتيجية للأحداث المتسارعة في المنطقة. فقد رأى قاسم أن إسرائيل، بعدما تخطت كل الخطوط الحمراء باستهدافها قادة حركة حماس على الأراضي القطرية، تعمل بدعم أميركي مكشوف على فرض هيمنتها الكاملة على العالم العربي. ومن هنا، شدد على أن الرد لا يكون بتوسيع الشرخ بين الدول العربية، بل بتوحيد الصفوف وفتح صفحة جديدة عنوانها التعاون والمواجهة المشتركة.
وفي هذا السياق، توجه قاسم بدعوة واضحة إلى المملكة العربية السعودية لتجاوز الخلافات السابقة والانتقال إلى مرحلة جديدة من التنسيق، انطلاقاً من كون إسرائيل عدواً مشتركاً يستهدف الجميع من دون استثناء. فكما دعا قاسم اللبنانيين سابقاً إلى التوحد في وجه العدوان، ها هو اليوم يوسّع نداءه ليشمل العرب قاطبة، وفي مقدمتهم السعودية بما تمثل من ثقل سياسي وديني. وأكد أن اللحظة الراهنة تتطلب مسؤولية عربية جامعة، خصوصاً بعدما أثبتت واشنطن انحيازها المطلق لإسرائيل عبر موقف مندوبتها في الأمم المتحدة مورغان أورتيغاس، التي رفضت قرار وقف حرب غزة رغم تأييد 14 دولة له.
بهذا المعنى، أعاد الشيخ نعيم قاسم التأكيد أن الفرصة سانحة لبناء معادلة عربية جديدة، تضع الخلافات جانبا، وتفتح المجال أمام شراكة استراتيجية تكون السعودية أحد أعمدتها الأساسية، بما يعيد للعرب القدرة على الإمساك بمصيرهم في مواجهة المشاريع الإسرائيلية ـ الأميركية.
تفعيل العمل الحكومي
حركة اقليمية يواكبها لبنانيا دفع جديد باتجاه تفعيل العمل الحكومي بعد فترة طويلة من الشلل المؤسساتي والجمود السياسي الذي عطّل العديد من الملفات الأساسية، خصوصًا أن الاستحقاقات الداهمة، من التفاوض مع المؤسسات الدولية، إلى تنفيذ الخطط الإصلاحية، وصولاً إلى الاستعداد للانتخابات النيابية والرئاسية المقبلة، تتطلب مؤسسات فاعلة قادرة على اتخاذ قرارات وتنفيذها.
فتفعيل العمل الحكومي لا يُعدّ مجرد خطوة تقنية، بل هو حدث سياسي بامتياز، يعكس توازنات القوى الداخلية، ومدى تجاوب مختلف المكونات مع الضغوط الدولية، لا سيما الفرنسية والعربية، لإخراج لبنان من حالة الشلل، كما يُنظر إليه كاختبار جدّي لإرادة الطبقة السياسية في تقديم تنازلات من أجل إنقاذ ما تبقى من هيبة الدولة ومؤسساتها.
ورشة نيابية
هذا النشاط الحكومي، يفترض ان تستكمله ورشة تشريعية، مع انطلاق العقد التشريعي العادي، في ظل الأزمات المتداخلة التي يعيشها لبنان على المستويات الاقتصادية، السياسية، والاجتماعية، كخطوة محورية يُعوَّل عليها لتفعيل دور السلطة التشريعية واستعادة ثقة الداخل والخارج بالمسار الإصلاحي للدولة اللبنانية.
«ورشة»، لا تأتي بمعزل عن المناخ الإقليمي والدولي الضاغط، ولا عن التحذيرات المتكررة من المجتمع الدولي، لا سيما من صندوق النقد الدولي والدول المانحة، حول ضرورة تنفيذ إصلاحات هيكلية تبدأ من تحديث المنظومة القانونية والتشريعية في قطاعات مفصلية كالكهرباء، القضاء، المالية العامة، المصارف، والحوكمة، كفرصة لردم الهوة بين المؤسسات والمجتمع، وتحقيق حد أدنى من الإنتاجية البرلمانية، في بلد مثقل بالفساد والانهيار المؤسسي.
ورغم أن العناوين المعلنة قد تحظى بقدر من الإجماع، فإن ما يُقلق المراقبين هو مدى التزام القوى السياسية بجعل هذه الورشة منصة فعلية للإصلاح، لا مجرد محاولة لتجميل المشهد السياسي أمام الخارج، فالاختبار الفعلي يكمن في نوعية القوانين المطروحة، وجدية النقاشات، وآليات التصويت، ومدى قدرة البرلمان على تجاوز الحسابات الفئوية والطائفية.
لقاء جنبلاط – بري
وسط هذا المشهد تبرز العودة لملف قانون الانتخابات النيابية، الذي كان تراجع في الفترة الاخيرة، قبل ان تحرك الاطراف المسيحية مياهه الراكدة، وهو ما قاد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاطه ونجله تيمور الى عين التينة، لمناقشة الموضوع، في ظل «عدم راحته» لنتائج الانتخابات البلدية، وسط حديث عن مسعى «صديقه»، لتامين تحالف درزي متين عماده ثنائية جنبلاطية – ارسلانية.
لقاء رعد – رحال
وليس بعيدا، وفي اطار اللقاءات التنسيقية الدورية، بعد عودة المياه الى مجاريها، زار «كبير مستشاري» رئيس الجمهورية، اندريه رحال، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، الحاج محمد رعد، اذ كشفت مصادر مواكبة أن اللقاء كان صريحًا وواضحا، أعاد إطلاق مسار «الحوار المباشر» بين بعبدا وحارة حريك، حيث جرى مناقشة جميع القضايا والملفات المطروحة على الساحة الداخلية، من «استقرار» العمل الحكومي، الى الموازنة واعادة الاعمار التي يوليها حزب الله اهتماما كبيرا، رغم ان الطبق الاساس على الطاولة كان قانون الانتخاب والصراع حول مسالة «آلية» اقتراع المغتربين، حيث يسعى رئيس الجمهورية لتامين الدعم السياسي لوجهة نظره في هذا الخصوص، وسط «حرص» الفريقين على انجاز الاستحقاق في موعده الدستوري.
وتتابع المصادر انه في موازاة هذا الخط، ثمة خط آخر مفتوح مع اليرزة، في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان واتساع رقعتها، نتيجة عدم التزام إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار على الرغم من كل ما التزم لبنان به، خصوصا مع تفعيل عمل لجنة «الميكانيزم».
التصعيد جنوبا
رؤية لم تكذبها تل ابيب، اذ جاء التصعيد العسكري الإسرائيلي على الحدود الجنوبية عشية اجتماع لجنة «الميكانيزم» ووصول المسؤولة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت، ليشكل محطة خطيرة تعكس عمق التوتر الاستراتيجي الذي يسبق أي محاولة لترتيب الأوضاع في الجنوب اللبناني ضمن أطر أمنية دولية.
ففي الوقت الذي تتكثف فيه المساعي الأميركية والدولية لاحتواء التصعيد المستمر تظهر تل أبيب إصراراً على فرض وقائع ميدانية جديدة، تجعل من أي نقاش حول مستقبل الوضع الحدودي مفخخاً بميزان قوى عسكري ضاغط، لا يمكن فصلها عن محاولة توجيه رسائل مباشرة لعدة أطراف أبرزها لواشنطن:
الولايات المتحدة الاميركية، بأن تل أبيب لن تقبل بأي تسوية لا تتضمن نزع التهديدات على حدودها الشمالية بشكل جذري.
كما أن التوقيت المتزامن مع وصول أورتاغوس يعكس سعياً إسرائيلياً للتأثير في المداولات الأميركية -اللبنانية، ولدفع واشنطن إلى تبني وجهة النظر الإسرائيلية بشكل أكثر صرامة.
وعليه، فإن هذا التصعيد لا يمثل مجرد رد فعل ميداني، بل يأتي في سياق استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى إعادة ترسيم قواعد الاشتباك، وكسر أي أفق لتوازن ردع محتمل، بالتوازي مع تعطيل المسار السياسي الذي تسعى إليه واشنطن عبر لجنة «الميكانيزم»، تمهيداً لفرض ترتيبات أمنية تخدم أولويات إسرائيل، حتى وإن أدى ذلك إلى تفجير الوضع الميداني.
صندوق النقد
وعلى وقع المطالب الشعبية والحركة الاعتراضية في الشارع، ينشغل لبنان الرسمي والقطاع المصرفي، بدءا من الاثنين، بزيارة وفد صندوق النقد الدولي الذي سيطّلع على ما نفذته الحكومة من إصلاحات، سبق أن تمّ نقاشها خلال الزيارة الأخيرة للوفد في حزيران الماضي، حيث تشير المصادر المتابعة الى ان الصندوق يحمل رسالة واضحة الى بيروت مفادها «عدم السير باي اتفاق مع لبنان يُخالف منهجية العمل الدولية المتبعة تحت أي ظرف»، كاشفة ان الصندوق سيطلب بعض التغييرات في هذا القانون «إعادة إنتظام العمل المصرفي»، وفقا لما يقبل به المجتمع الدولي، مطلعا على تحضيرات الحكومة والمركزي المتعلقة بقانون «الفجوة المالية» وموازنة 2026، بإيراداتها ونفقاتها.
زيارة نيويورك
هذا ويغادر رئيس الجمهورية اليوم، متوجهًا إلى نيويورك، للمشاركة في حدثين بارزين يتعلقان بانعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة ومؤتمر حل الدولتين، على ان يبدأ الأحد سلسلة لقاءات مع عدد من الوفود المشاركة في الحدثين، قبل مشاركته الاثنين في مؤتمر حل الدولتين الذي تدعمه فرنسا ودول أوروبية وأميركية وعربية، وتعارضه تل ابيب وواشنطن.
أما الثلاثاء، فيشارك في افتتاح أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة، على أن يلقي كلمة لبنان الأربعاء، والتي ستركز على جملة الملفات، من موضوع العدوان الإسرائيلي المستمر وضرورة وقفه، إلى إعادة الإعمار، مستعرضا جهود العهد في بسط السيادة على كامل الأراضي اللبنانية، مطالبًا بدعم الجيش اللبناني لتنفيذ هذه المهمة.
وتكشف المعلومات ان اتصالات تجري لعقد اجتماع مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، فيما لم تحدد اي مواعيد للوفد اللبناني سواء مع الرئيس الاميركي او وزير خارجيته، رغما ان الثابت حتى الساعة ان عون سيلتقي ترامب خلال العشاء التقليدي الذي يقيمه الاخير على شرف رؤساء الوفود المشاركة، حيث يلقي التحية عليهم.
وعَلِمَ أن الوفد الرسمي سيضم عددًا من المستشارين، من بينهم، رفيق شلالا، جان عزيز، أندريه رحال، والناطقة باسم الرئاسة نجاة شرف الدين، إضافة إلى عدد من المصورين الصحفيين. كما يرافق الرئيس عون، وفق المعلومات، عقيلته السيدة نعمت عون للمشاركة في أعمال لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة.
اجتماعات ما قبل السفر
وعشية سفره، عرض رئيس الجمهورية مجمل هذه الملفات ، مع رئيس مجلس الوزراء وفي شكل خاص التطورات الأمنية الأخيرة في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية على بلدات وقرى جنوبية وبقاعية، والاتصالات الجارية لمعالجة هذه التطورات. كما عرض الرئيسان لمسار مناقشة مشروع قانون موازنة 2026، إضافة الى الأوضاع العامة. كما بحث الرئيس عون مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل الأوضاع الأمنية في البلاد، واطلع منه على تفاصيل الاعتداءات الإسرائيلية على بلدات وقرى جنوبية، وعلى ما حققه الجيش في مجال مكافحة المخدرات في ضوء العمليات النوعية التي حصلت خلال الأيام الماضية في اطار القضاء على هذه الافة وتوقيف المرتكبين.
في حين اطلع الرئيس عون من وزير الطاقة والمياه جو صدي على نتائج المحادثات التي اجراها في باريس مع المسؤولين في شركة « توتال» والمتعلقة بالتنقيب عن الغاز في الحقول اللبنانية.
عملية امنية
وفي امتحان جديد للالتزام لبنان «بالشروط الدولية»، وتحديدا الخليجية، وفي اطار الحملة المركزة التي تطال صناعة وتجارة المخدرات، بالتعاون والتنسيق بين الرياض – دمشق – بيروت، استكملت القوى الامنية والعسكرية ضرباتها بقاعا، وفي بيروت، مستخدمة قواتها البرية والجوية في عمليات المطاردة، استنادا الى معلومات استخباراتية داخلية وخارجية.
عملية البقاع كان سبقها عملية في بيروت، تحديدا محيط مخيم شاتيلا، استهدفت ما يُعرف بـ»الهنغار»، حيث أوقف عشرات الاشخاص، وضبط عدد من الدراجات النارية وكميات متنوّعة من الأسلحة والمخدرات، كما عمد الجيش إلى إزالة معظم كاميرات المراقبة التي كانت العصابات تستخدمها لرصد التحركات وتأمين حمايتها من أي عمليات نوعية ضدها.
ووفقا للمعلومات فان العملية كانت تستهدف ملاحقة تجّار المخدرات، وإزالة الغرف التابعة لهم داخل المخيم. فيما اشتبكت مع مجموعة وسيم حزينة وجماعة المدعو «عُدي» والمطلوب حسن نعيمة الملقّب بـ”جرافة”.


