قالت الصحف:ما بعد زيارة الموفد الأميركي..بانتظار الموقف الإسرائيلي

الحوارنيوز – صحف
قرأت الصحف الصادرة اليوم في ما بعد زيارة الموفد الأميركي توم براك ،لا سيما الموقف الإسرائيلي ،للبناء على الشيء مقتضاه.
- الأخبار عنونت: زيارة برّاك من دون مفاعيل: تثبيت أورتاغوس ولا ضمانات | أهل الحكم مصدومون: إذا لم تلتزم إسرائيل فلن نلتزم
وكتبت صحيفة “الأخبار”: تحوّلت بيروت إلى مهبط للطائرات الدبلوماسية في حركة كثيفة، تعكس تصاعد المعركة السياسية ذات الامتدادات الإقليمية والدولية على الساحة اللبنانية. فبعد أيام قليلة من مغادرة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، وصل المبعوثان الأميركيان توماس برّاك ومورغان أورتاغوس، فيما من المُقرّر أن يتبعهما الموفد السعودي يزيد بن فرحان. وتعتقد الأوساط المواكبة أن البلاد دخلت مرحلة شديدة التوتر، إذ تمثّل هذه الزيارات تتويجاً لتشنّج متصاعد بين إيران والولايات المتحدة.
وواصلت واشنطن تفعيل دبلوماسية الضغوط على الجبهة اللبنانية، مُطالِبة المعنيين باستكمال الخطوات اللازمة لسحب سلاح المقاومة. في هذا الإطار، أتت زيارة برّاك، أولاً لـ«تهنئة» السلطة على اتخاذ خطوة «مهمة»، ولإبلاغها بأن متابعة الملف ستعود إلى عهدة مورغان أورتاغوس. ورغم أن شكل الزيارة بدا «تشجيعياً» لأركان السلطة الممتثلين للأوامر، فإن جوهرها كان مرتبطاً بتطورات عدة تلت مصادقة الحكومة اللبنانية على الورقة الأميركية، أهمّها زيارة لاريجاني.
ولم تطل جولة برّاك وأورتاغوس، إذ غادرا فور انتهاء اللقاءات إلى كيان العدو للحصول على ردّ المسؤولين هناك على المذكّرة، خصوصاً أن تنصّل إسرائيل منها يمنح لبنان مبرّراً لتعليق تنفيذ القرار الحكومي.
وهو ما عبّر عنه نائب رئيس الحكومة طارق متري في مقابلة مع قناة «العربي» القطرية بالقول إن «لبنان في حلّ من الالتزام بالورقة الأميركية إذا لم تلتزم إسرائيل»، مشيراً إلى أن «لبنان لم يتلقّ ضمانات حتى اليوم، وهذه الضمانات المُقرّة شرط أساسي لتنفيذ الورقة». وأكّد أن «لبنان وحز.ب الله ملتزمان بوقف الأعمال العدائية عكس إسرائيل»، وأن «مجلس الوزراء منح الجيش اللبناني مهلة ولم يفرض عليه جدولاً زمنياً»، مشدّداً على أن الالتزام الإسرائيلي بوقف الأعمال العدائية ينبغي أن يسبق أي خطوة لحصر السلاح بيد الدولة.
مفاعيل خطاب قاسم
وقالت مصادر مطّلعة إن الخطاب الأخير للأمين العام لحز.ب الله، الشيخ نعيم قاسم، والذي وُصف بأنه الأعلى سقفاً والأخطر منذ انتهاء الحرب، أفضى إلى أثر أوّلي واضح، إذ «أربك أهل الحكم وصدم بعضهم، خصوصاً من لم يكن يعتقد أن حز.ب الله قادر على المضي بعيداً في الدفاع عن سلاحه». وهو ما جعل خطاب قاسم حاضراً خلال لقاءات برّاك مع الرؤساء الثلاثة وقائد الجيش رودولف هيكل.
واستناداً إلى ما تسرّب عن هذه اللقاءات، بدا الموقف اللبناني «شبه موحّد»، مؤكداً على «ضرورة أن تضمن واشنطن أن تترافق أي خطوة يقوم بها لبنان مع خطوة إسرائيلية مقابلة». وكشفت مصادر مطّلعة أن الرئيس جوزيف عون تناول خلال اجتماعه مع برّاك وأورتاغوس ثلاث نقاط أساسية:
أولاً، أكّد أن لبنان قام بالخطوة الأولى المتوجّبة عليه، واتّخذ قرار حصر السلاح ضمن مهلة زمنية محدّدة، موكّلاً الجيش اللبناني بوضع آلية تنفيذية لقرار الحكومة، وبالتالي على الولايات المتحدة الحصول على موافقة دمشق وتل أبيب على مضمون المذكّرة، إذ لا يمكن للبنان الانتقال إلى المرحلة التنفيذية من دون خطوات مقابلة.
ثانياً، شدّد عون على ضرورة دعم الجيش اللبناني الذي يفتقر للقدرات والوسائل اللازمة ولا يستطيع تنفيذ المهمة بمفرده، مشيراً إلى أن لبنان ينتظر هذا الدعم مع شرح الوضع الأمني الحساس والفراغات التي قد تنتج إذا تفرّغ الجيش لمعالجة ملف السلاح بمفرده.
ثالثاً، دعا عون إلى وضع الأسس اللازمة لإطلاق مشروع الدعم المالي والاقتصادي للبنان.
وفي السراي الحكومي، شدّد رئيس الحكومة أمام برّاك على وجوب قيام الجانب الأميركي بمسؤولياته، عبر الضغط على إسرائيل لوقف الأعمال العدائية، والانسحاب من النقاط المحتلة، والإفراج عن الأسرى. كما أكّد على أولوية دعم وتعزيز قدرات القوات المسلحة اللبنانية، مالاً وعتاداً، بما يتيح لها أداء المهام المطلوبة. وأشار في السياق نفسه إلى أهمية تجديد ولاية قوات اليونيفل، نظراً إلى دورها في ترسيخ الاستقرار ومساندة الجيش في بسط سلطة الدولة في الجنوب.
مواقف عون وسلام التي بدت منسّقة، عكست خشية من ارتدادات قرار الحكومة على المستويين السياسي والشعبي. وقال مصدر رسمي لـ«الأخبار» إن «عون تهيّب الموقف الشيعي الموحّد، وصُدم بالسقف المرتفع للشيخ قاسم، كما كان يظن أن الرئيس نبيه بري متمايز عن الحز.ب في بعض النقاط، لكنه اكتشف العكس تماماً، إضافة إلى حجم الانزعاج في عين التينة من الانقلاب الذي حصل، وهو ما أبلغه بري إلى مستشار عون أندريه رحال الأسبوع الماضي».
وبحسب المصدر نفسه، «فوجئ عون وسلام بسقف حز.ب الله، إذ كانا يظنّان أن الحز.ب سيصمت عن القرار ويضطر إلى التراجع والتنازل، خصوصاً مع التهديدات التي تصل إليه بأن الإسرائيليين سيتكفّلون بما لا تستطيع الدولة اللبنانية القيام به، لكنهما فوجئا بأنه مستعدّ للذهاب إلى أبعد مما كانا يتوقّعان في الدفاع عن السلاح».
واللافت ما نقله سياسي لبناني على تواصل مع السفارة الأميركية في بيروت، بأنّ المبعوث الأميركي وجد حلفاءه في لبنان في حالة قلق كبيرة نتيجة مواقف الشيخ قاسم، وهو ما دفعه إلى سؤال قائد الجيش اللبناني عن تقديراته للإجراءات التي قد تتخذها المؤسسة العسكرية، فكان ردّ العماد هيكل أنّ الجيش ينتظر تفاصيل من الحكومة قبل القيام بأيّ خطوة، ولا يريد أن يقوم بأيّ إجراء قد يضر بالسلم الأهلي في لبنان، وهو ما اعتُبر جواباً دبلوماسياً على الطلب الأميركي غير المباشر، بإعلان التزام الجيش بتنفيذ كل ما يصدر عن الحكومة حرفياً.
وزاد في إحراج السلطة اللبنانية، سلوك إسرائيل خلال الأسبوعين الماضيين، سواء من حيث المواقف السياسية الرافضة لأي تنازل في لبنان، أو من حيث الخطوات العملية على الأرض. فقد تبيّن أنّ إسرائيل، منذ صدور قرار الحكومة، قامت بتحصين إحدى نقاط الاحتلال في أطراف بلدة العديسة، ووسّعت نقطة حراسة على تخوم كفركلا، فيما كان الجواب الإسرائيلي على خطوة الحكومة جولةً لرئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير في الجنوب، إلى جانب تصاعد الاستهدافات.
برّاك لا يحمل أيّ جديد
وجزم المصدر بأن «برّاك لم يحمل جديداً معه»، وأن «اجتماعه في عين التينة لم يكن مختلفاً»، مع العلم أن موقف بري منذ البداية يؤكد على ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها وإيقاف الأعمال العدائية قبل أي حديث عن سحب السلاح. وكرّر بري ما قاله لقناة «العربية» قبل يوم من لقائه برّاك، موجّهاً له عتباً بأن «اتفاقاً حصل معكم في زيارتكم الأخيرة إلى بيروت، فلماذا لم يتمّ الالتزام به ووصلنا إلى ما وصلنا إليه؟».
كما سأل بري الموفد الأميركي عن الالتزام الإسرائيلي باتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي اللبنانية إلى الحدود المُعترف بها دولياً، مؤكداً أن ذلك هو مدخل الاستقرار في لبنان، وفرصة للبدء بورشة إعادة الإعمار تمهيداً لعودة الأهالي إلى بلداتهم، بالإضافة إلى تأمين مقوّمات الدعم للجيش اللبناني.
وقالت المصادر إن الموقف الموحّد الذي سمعه المبعوث الأميركي اضطره إلى القول إن «المطلوب الآن التزام الأطراف الأخرى بمضمون ورقة الإعلان المشتركة ومزيد من دعم الجيش»، وإن «الخطوة المقبلة ستحتاج إلى مشاركة إسرائيلية وإلى خطة لإعادة إعمار كل المناطق، لا الجنوب فقط»، لافتاً إلى أن «الولايات المتحدة لم تقدّم أي اقتراح لإسرائيل بشأن نزع سلاح حز.ب الله»، علماً أن كلام برّاك لم يخلُ من الخداع والتحايل، فهو عادَ وأكّد أن «موضوع السلاح شأن لبناني»، أي إنه غير مربوط بأي خطوة خارجية ولا بشروط، وعلمت «الأخبار» أن «حديثه الذي توجّه به إلى الشيعة جاء بناءً على طلب من الرئيس عون، بسبب التوتر الناجم عن شعور لدى هذا المكوّن بوجود مشروع يستهدفه».
- النهار عنونت: اختراق أميركي سريع تحفيزاً لقرارات الحكومة
برّاك وأورتاغوس يثبّتان “إجراءات الخطوة خطوة“
وكتبت صحيفة “النهار”: مع أنها كانت أقصر الزيارات وأكثرها كثافة واقتضاباً وسرعة، بدت الزيارة الرابعة للموفد الأميركي توم برّاك وإلى جانبه هذه المرة الموفدة السابقة نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الاوسط مورغان أورتاغوس التي اكتسبت “عودتها” إلى الفريق الأميركي المولج بالملف اللبناني توهّجاً ودلالات خاصة، بمثابة رفع سقف الدعم الأميركي للشرعية اللبنانية، لا سيما للرئيسين جوزف عون ونواف سلام، إلى منسوب أعلى للغاية عقب اتخاذ مجلس الوزراء قراريه المفصليين في شأن حصرية السلاح في يد الدولة وإقرار أهداف ورقة توم برّاك. لا بل يمكن الذهاب أبعد في استخلاص المناخات الخلفية التي جاءت بالثنائي برّاك – أورتاغوس إلى بيروت التي أمضيا فيها أقل من 24 ساعة كانت كافية لجولتهما على الرؤساء الثلاثة وقائد الجيش وحدهم، بأن الزيارة شكّلت اختراقاً عاجلاً للتفاعلات السلبية التي حاولت إيران عبر زيارة علي لاريجاني إحداثها وعرقلة المسار الجاري منذ بدء الوساطة الأميركية. وتمثلَ هذا الاختراق في الصدقية التي منحها كلام برّاك في قصر بعبدا لما كان أعلنه رئيس الجمهورية جوزف عون قبل يوم من أن الجانب اللبناني حوّل الورقة الأميركية إلى ورقة لبنانية بعدما عدّل فيها، وتالياً أكد برّاك هذا المعطى. كما أنه محض رئيس الحكومة نواف سلام والحكومة الصدقية المماثلة، حين أكد التوازي والخطوة خطوة في التزامات الورقة خصوصاً من جانب إسرائيل بحيث برزت أجواء جديدة للدفع نحو تنفيذ الالتزامات الإسرائيلية أسوة بالالتزامات من جانب لبنان. وبدا من الواضح تماماً أن مسالة التزام المهلة الزمنية لتقديم وإقرار خطة قيادة الجيش حيال حصرية السلاح وتنفيذها قبل نهاية السنة الحالية، أحدثت الفارق الجوهري في اندفاعة الموقف الأميركي لدعم السلطة اللبنانية والجيش اللبناني بما يعتقد أنه سيترجم بإجراءات سريعة لتوفير مساعدات عسكرية مهمة ونوعية للجيش، بعدما خصص اجتماع برّاك وأورتاغوس مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل لعرض حاجات الجيش تفصيلياً بما يمكنه من الاضطلاع بمهماته الواسعة، إن عبر الحدود الجنوبية والشرقية والشمالية وإن في الداخل اللبناني. ومع أن أكثر لقاءات الوفد الأميركي اقتضاباً وتحفظاً كانت هذه المرة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، فإن البارز في الموقف الذي أعلنه برّاك من بعبدا كان في إبرازه لمسؤولية إسرائيل في تنفيذ التزاماتها الواردة في اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل الذي أعاد الروح بقوة إليه، نافياً العمل على أي اتفاق آخر. وبدا بارزاً أن كلام الموفد الأميركي استتبع بموقف إسرائيلي يصب في الخانة نفسها، إذ قال مصدر سياسي إسرائيلي لقناة “العربية” رداً على برَاك: إن “لا نية لإسرائيل للاحتفاظ بالأراضي اللبنانية وإسرائيل ستقوم بدورها عندما يتخذ لبنان خطوات فعلية. والانسحاب من النقاط الخمس سيتم بموجب آلية منسقة مع لجنة اتفاق وقف النار”. كما أن معلومات تحدثت عن توجّه برّاك إلى إسرائيل بعدما غادر بيروت مع أورتاغوس بعد ظهر أمس في ظل توافر معطيات إيجابية لديه للدفع قدماً نحو إجراءات تنفيذ الالتزامات المتعلقة باتفاق وقف الأعمال العدائية.
وأبلغ الرئيس عون برّاك وأورتاغوس أنه بعد الموقف اللبناني المعلن حيال الورقة التي تم الاتفاق عليها، فإن المطلوب الآن من الأطراف الأخرى الالتزام بمضمون ورقة الإعلان المشتركة، كما أن المطلوب المزيد من الدعم للجيش اللبناني وتسريع الخطوات المطلوبة دولياً لإطلاق ورشة إعادة الإعمار في المناطق التي استهدفتها الاعتداءات الإسرائيلية.
وبعدما هنأ برّاك عون والحكومة بقراراتهما الأخيرة، سئل عن الانسحاب الإسرائيلي أو إيقاف انتهاك الاتفاق، فأجاب: “هذه هي بالتحديد الخطوة المقبلة وهي تتمثل في الحاجة للمشاركة من الجهة الإسرائيلية، كما نحتاج إلى خطة اقتصادية للازدهار والترميم والتجديد لكل المناطق وليس فقط الجنوب”. وقال: “عندما نتحدث عن نزع سلاح “حز.ب الله” فإن الهدف من وراء ذلك هو في الواقع لمصلحة الشيعة وليس ضدهم”، كما شدد على أن “هناك دائماً مقاربة الخطوة خطوة. واعتقد أن الحكومة اللبنانية قد قامت بدورها وقامت بالخطوة الأولى، والآن على إسرائيل أن تبادل ذلك بخطوة مقابلة أيضا”. وقال: “عندما نتحدث عن التنفيذ، ماذا يعني ذلك؟ يعني ذلك أننا نبدأ مباحثات طويلة، و”حز.ب الله” جزء من الطائفة الشيعية ويجب أن يعلموا ما هو الخيار الأفضل من الخيار الموجود… ولكن الخطوة الكبيرة كانت بما قام به فريق رئيس الجمهورية والحكومة في إعطائنا فرصة لكي نساعد ولكي تساعد أميركا على هذا الانتقال والوصول إلى علاقة أكثر هدوءاً مع الجيران”. وأعلن أن “ما نحاول أن نقوم به هو حل أو تطبيق الاتفاق الذي تم انتهاكه. ليس لدينا اتفاق جديد وليس هدفنا خلق اتفاق جديد”.
وأفيد في عين التينة أن الرئيس بري “سأل الموفد الأميركي عن الالتزام الإسرائيلي باتفاق وقف إطلاق النار وانسحابها من الأراضي اللبنانية إلى الحدود المعترف بها دولياً، مؤكداً أن ذلك هو مدخل الاستقرار في لبنان وفرصة للبدء بورشة إعادة الإعمار تمهيداً لعودة الأهالي الى بلداتهم، بالإضافة إلى تأمين مقومات الدعم للجيش اللبناني”.
كما أفيد في السرايا الحكومية أن رئيس الحكومة “أكد أنّ القرارات الصادرة عن مجلس الوزراء إنما انطلقت من المصلحة الوطنية العليا، مشدّدًا على وجوب قيام الجانب الأميركي بمسؤوليته في الضغط على إسرائيل لوقف الأعمال العدائية، والانسحاب من النقاط الخمس، والإفراج عن الأسرى”. كما شدّد رئيس الحكومة على أولوية دعم وتعزيز قدرات القوات المسلحة اللبنانية، مالاً وعتاداً، بما يمكّنها من أداء المهام المطلوبة منها. وأكّد، في السياق نفسه، على أهمية التجديد لقوات اليونيفيل نظرًا لدورها في ترسيخ الاستقرار ومساندة الجيش في بسط سلطة الدولة في الجنوب.
إلى ذلك، قام رئيس الحكومة نواف سلام بعد ظهر أمس بجولة في طرابلس بدأها من معرض رشيد كرامي الدولي، حيث أكد أن “هذا المعلم الوطني لم يُبنَ ليبق صرحًا صامتًا بل ليكون مساحة حية للنشاط الاقتصادي والثقاقي والاجتماعي ورافعة حقيقية للتنمية”. وشدد على أن “حكومتنا وضعت طرابلس في صلب اهتماماتها وعازمون على فتح مسار جديد، وزمن الفعل قد بدأ”. وقال: “مشروعنا يقوم على 4 ركائز: 1 ـ إحياء معرض رشيد كرامي الدولي. 2 ـ تشغيل مطار رينيه معوّض ليكون رافعة إقتصادية. 3 ـ تطوير المرفأ. 4 ـ تفعيل المنطقة الاقتصادية الخالصة”. وأكد “أن قرار حصر السلاح في يد الدولة قد اتخذ ومن دون ذلك لا أمن ولا استقرار ومن دون أمن واستقرار لا استثمار يأتي ولا اقتصاد ينمو”.
أما اللافت في هذا السياق، فهو مضي “حز.ب الله” في التصعيد الكلامي، وقام أمس وفد منه برئاسة نائب رئيس المجلس السياسي محمود قماطي بزيارة ما كان يسمى “القوى والأحزاب القومية” في مركز الحز.ب السوري القومي الاجتماعي في الروشة، وصدر على الاثر بيان باسم المجتمعين دعا الحكومة “إلى التراجع عن قرارها الفتنوي التفجيري الذي لا يهدف سوى لتطبيق الأجندة الأميركية الصهيونية”، وأكد أن “الثقة بالجيش اللبناني الوطني هي ثقة وطنية كبرى”، معتبراً أن “الجيش لا يمكن أن يقف في مواجهة شعبه بتاتا”.
- اللواء عنونت: الإحتلال يستبق وصول براك وأورتاغوس بالتأكيد على الانسحاب الكامل من الجنوب
وحدة موقف رسمي تجاه الخطوة التالية.. ولغة أميركية غير معادية لحز.ب الله
وكتبت صحيفة “اللواء”: تتَّفق معظم المعلومات والمؤشرات على أن محادثات الموفد الاميركي توم براك الذي اصطحب معه هذه المرة الموفدة السابقة، والتي تشغل منصباً لدى بعثة بلادها في الامم المتحدة مورغن اورتاغوس، كانت كما وصفها الدبلوماسي الاميركي تسير بالاتجاه الصحيح.. وهو كان التقى الرؤساء جوزف عون ونبيه بري ونواف سلام وقائد الجيش العماد رودولف هيكل.
وبعد بيروت توجَّه براك وأورتاغوس إلى اسرائيل للحصول على جواب بنيامين نتنياهو على «الورقة المشتركة» التي قدمها الموفد الاميركي إلى لبنان وأقرتها الحكومة اللبنانية.
وقالت مصادر رسمية لبنانية لـ «اللواء» أن لبنان ينتظر تزويده بحيثيات الموقف الاسرائيلي ليبني على الشيء مقتضاه، نظراً لأهمية المحادثات التي جرت مع الوفد الاميركي.
وقالت مصادر سياسية مطلعة ان جو زيارة براك الى بيروت هذه المرة وهي الرابعة افضل من المرات السابقة وحديثه مع الرئيس عون كان مريحا وساده جو من التفهم للموقف اللبناني.
واشارت المصادر الى ان براك الذي زار قصر بعبدا مع نائبة المبعوث الاميركي للشرق الاوسط مورغان اورتاغوس هنأ رئيس الجمهورية على انجاز الحكومة في إقرار حصرية السلاح بيد الدولة واعتبر ان هذا الموقف جدير برجالات الدول، ولفتت الى ان رئيس الجمهورية ابلغ الموفد الأميركي ان لبنان قام بما يجب ان يقوم به كمرحلة أولى وبهدف إستكمال هذا الإجراء فإنه من المطلوب معرفة رأي الاطراف الأخرى المعنية بورقة الأعلان المشترك اي اسرائيل وسوريا، وقال ان لبنان قدم ما لديه ولا بد من ان تبادر اسرائيل وتتجاوب وتقوم بخطوة الى الأمام حتى تبصر بنود الورقة النور ولو تدريجياً.
وعلم ان رئيس الجمهورية اكد ان العمل قائم لوقف اطلاق نار وعودة الهدوء الى المنطقة في حين ان اسرائيل تواصل استهدافاتها ورئيس الاركان يفاخر بها وبعدد الغارات التي تشن، مشيرا الى ان هذا الامر لا يساعد على تحقيق اي تقدم في هذا الموضوع.
ولفتت الى ان براك هنا أبدى استعدادا لمتابعة الموضوع مع الجانب الإسرائيلي اذ لم يكن حاملا لأي جواب منه وانه سيتوجه الى اسرائيل وابلاغ لبنان بالأمر.
وبالنسبة الى ملف اليونيفيل علمت «اللواء» ان رئيس الجمهورية عرض في سياق الحديث سبب تمسك لبنان بهذه القوات ومطالبة مجلس الأمن بالتمديد لها من دون تغيير في مهمامها وعديدها، وقال ان حاجة لبنان في هذا المجال تنطلق من عدة اعتبارات أولها ان الجيش يستكمل انتشاره في الجنوب، وبالتالي فإن وجود اليونيفيل مهم،وثانيا فان وجود قوات من دول متعددة الجنسيات تمنح رعاية دولية للقرار ١٧٠١ الذي يريده لبنان والعالم اجمع ، وثالثا البعد الانساني والإجتماعي لليونيفيل في الجنوب اذ ان هذه القوات تقدم خدمات للمواطنين خصوصا بعدما دمرت الحرب الاسرائيلية منشآت صحية ومستشفيات ومراكز اجتماعية ومستوصفات.
ووصفت جولة المحادثات مع الرؤساء الثلاثة والعماد هيكل بالايجابية والمنتجة حول تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار وحصرية السلاح بيد الدولة ومعالجة مشكلة الاحتلال الاسرائيلي، كما تناول البحث مع عون وسلام حسب معلومات «اللواء» ملف التجديد لليونيفيل ولو لم تتم اثارة هذا الموضوع في تصريحات براك. وغادر الموفدان بيروت بعد الظهر الى فلسطين المحتلة لنقل مجريات الزيارة اللبنانية ونتائجها وبحث في الخطوة الاسرائيلية المرتقبة، وسط معلومات عن عودتهما الى لبنان نهاية الشهر الحالي او مطلع ايلول، بعدما يكون الجيش اللبناني قد انجز خطته لجمع السلاح وناقشها مجلس الوزراء. كما يكون قد صدرعن مجلس الامن الدولي قرار التجديد لقوات اليونيفيل.
وحسب اجواء لقاءات برّاك في لبنان، فهي إتسمت بالايجابية، لأنه رمى الكرة في ملعب الاحتلال الاسرائيلي مطالبا اياه بالقيام بخطوات من جانبه لتطبيق اتفاق وقف اطلاق النار بعدما قام لبنان بما عليه من خطوات.كما ألمح الى ضرورة مبادرة سوريا ايضا لتنفيذ المطلوب منها، عبر كلامه عن ان الحل يشمل «جيران لبنان». وكان لافتاً للإنتباه تطرق براك في تصريحه بالقصر الجمهوري الى إيران وكيفية اشراكها في الحل بإعتبارها جارة ايضا.وقال: على الجميع ان يكون له دور.
وتحدثت المعلومات عن ان برّاك ابدى ايجابية في شأن الطروحات اللبنانية، بإنتظار ما ستقوم به «إسرائيل»، بدءا من وقف النار، من دون ان يقدم السفير الاميركي اي التزام حول الخطوات الاسرائيلية المرتقبة.
ومن جانب الاحتلال، نقلت قناة «العربية» عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله ردا على ما اعلنه برّاك: « أن لا نية لإسرائيل الاحتفاظ بالأراضي اللبنانية، وإسرائيل ستقوم بدورها عندما يتخذ لبنان خطوات فعلية. والانسحاب من النقاط الخمس سيتم بموجب آلية منسقة مع لجنة اتفاق وقف النار» .
وذكرت القناة 14 الإسرائيلية: أن الولايات المتحدة ستحاول التوصل إلى وقف إطلاق نار «طويل الأمد» بين إسرائيل وحز.ب الله.
تفاصيل الجولة
واكد رئيس الجمهورية خلال اللقاء: انه بعد الموقف اللبناني المعلن حيال الورقة التي تم الاتفاق عليها، فإن المطلوب الآن من الأطراف الأخرى (اسرائيل وسوريا) الالتزام بمضمون ورقة الإعلان المشتركة (ولم يُسمِّها الورقة الاميركية)، كما ان المطلوب المزيد من الدعم للجيش اللبناني وتسريع الخطوات المطلوبة دوليا لإطلاق ورشة إعادة الاعمار في المناطق التي استهدفتها الاعتداءات الإسرائيلية.
وحسب معلومات اللواء»، تطرق الرئيس عون الى التجديد لقوات اليونيفيل، مؤكداً الحاجة الى وجودها في الجنوب لأسباب امنية واجتماعية انسانية، لأنها ستكون الى جانب الجيش اللبناني لدى انتشاره في الجنوب والنقاط التي ستنسحب منها اسرائيل، وكون القوة الدولية تشكل غطاء دوليا لتطبيق القرار 1701 ، عدا انها تقدم الخدمات الاجتماعية والطبية لأهالي قرى الجنوب المدمرة. واشار عون الى العلاقة الوطيدة بين اليونيفيل والجيش اللبناني والى متانة التنسيق بينهما. وقد اخذت اورتاغوس علما بالموقف اللبناني على ان تنقله ألى ادارتها.
وقال براك خلال اللقاء مع عون : انه بعد الموقف اللبناني المعلن حيال الورقة التي تم الاتفاق عليها، فإن المطلوب الآن من الأطراف الأخرى الالتزام بمضمون ورقة الإعلان المشتركة، كما ان المطلوب المزيد من الدعم للجيش اللبناني وتسريع الخطوات المطلوبة دوليا لإطلاق ورشة إعادة الاعمار في المناطق التي استهدفتها الاعتداءات الإسرائيلية.
وقال براك بعد لقاء الرئيس عون:قدمنا تهنئتنا لرئيس الجمهورية ولفريقه على الخطوات الكبيرة التي تحققت الى الامام. اننا وسط عملية، واعرف ان الكثير منكم يشعرون بالامل، كذلك نحن نشعر بالامل. وما حصل في ما يتعلق بمجلس الوزراء والوزراء والأشخاص محاولة للعودة الى المكان الذي نعرف فيه الازدهار والسلام اصبح قريبا. ولدينا امور أخرى يجب وضعها سويا وهذا الامر يتحرك بسرعة، واعتقد اننا في الأسابيع المقبلة سنرى تقدما في نواحٍ عديدة.
وسئل براك؟ ماذا عن الانسحاب الإسرائيلي او إيقاف انتهاك الاتفاقية؟
أجاب: هذه هي بالتحديد الخطوة المقبلة وهي تتمثل في الحاجة للمشاركة من الجهة الإسرائيلية، كما نحتاج الى خطة اقتصادية للازدهار والترميم والتجديد لكل المناطق وليس فقط الجنوب. عندما نتحدث عن اسرئيل الامر بسيط، وعندما نتحدث عن نزع سلاح حز.ب الله فإن الهدف من وراء ذلك هو في الواقع لمصلحة الشيعة وليس ضدهم. الفكرة هي ان الشيعة هم لبنانيون وهذا قرار لبناني يستلزم تعاونا من جهة إسرائيل. ان وجود كل هذه المصالح الآن مع اقتراح اقتصادي آتِ ماذا يعني؟ ما هي المصلحة للبنان بشكل عام؟ وما هي المصلحة للجنوب؟ كيف نوقف عدم فهم إسرائيل لما يحصل؟ وهذا كله في المسار الصحيح وهذه هي الخطوة التالية.
واعلن براك ان هناك دائما مقاربة الخطوة الخطوة. واعتقد ان الحكومة اللبنانية قد قامت بدورها وقامت بالخطوة الأولى، والآن على إسرائيل ان تبادل ذلك بخطوة مقابلة أيضا.
وقيل له: واذا كان حز.ب الله ضد هذا القرار ماذا سيحصل؟أجاب: سيكونون قد فقدوا فرصة، ولكني اعتقد ان الامر هو سياق عملي. وعندما نتحدث عن التنفيذ ماذا يعني ذلك؟ يعني ذلك اننا نبدأ مباحثات طويلة، وحز.ب الله جزء من الطائفة الشيعية ويجب ان يعلموا ما هو الخيار الأفضل من الخيار الموجود. ومجددا تبرز أسس كيفية بناء الازدهار، فلا يمكن ان تأخذ شيئا ولا تعطي شيئا في المقابل.اذاً الخطوات التالية لذلك هي بالتأكيد العمل مع الحكومة لنشرح ماذا يعني ذلك، وماذا يعني ذلك للجنوب وكيف يمكن استعادة الازدهار. من سيمول ذلك، من سيشارك وما هو التسلسل خطوة خطوة، كيف نجعل إسرائيل تتعاون، وكيف نجعل ايران تتعاون. في نهاية المطاف ايران ما زالت جارتنا، اذا على الجميع ان يكون له دور في ذلك وان يكون هناك تعاون وليس عدائية او مواجهة.
وعن احتمال تعليق المساعدة الدولية للبنان في حال رفض حز.ب الله نزع السلاح، كيف ستتعاملون مع ذلك؟أجاب: لا يوجد أي تهديدات، في هذه المرحلة من الوقت الجميع متعاون. فيما التعامل مع حز.ب الله وكما قلنا دوماً هو عملية لبنانية.
ومن بعبدا، انتقل برّاك والوفد المرافق الى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري. وقد سأل برّي الموفد الاميركي عن الالتزام الاسرائيلي باتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي اللبنانية، إلى الحدود المعترف بها دولياً، كما اكد بري ان هذا هو مدخل الاستقرار في لبنان، والفرصة للبدء بورشة اعادة الإعمار، تمهيداً لعودة الأهالي إلى بلداتهم، وتأمين مقومات الدعم للجيش اللبناني.
وإكتفى براك بعد اللقاء بالقول: بحثنا وناقشنا ما يهم الجميع كيف نصل الى الازدهار في لبنان في الجنوب والشمال وكافة أنحاء لبنان ولكل اللبنانيين.ولقائي اليوم مع الرئيس بري كان مع شخصية حاذقة لديه تاريخ مذهل. ونحن نتحرك بالإتجاه الصحيح.
وتوجه الوفد الاميركي بعدها الى السراي للقاء رئيس الحكومة نواف سلام، وقدّم التعازي باستشهاد العسكريين في الجنوب الأسبوع الماضي، ونوَّه بالقرارات الحكومية الأخيرة.
وخلال اللقاء، أكّد رئيس الحكومة أنّ القرارات الصادرة عن مجلس الوزراء إنما انطلقت من المصلحة الوطنية العليا، مشدّدًا على وجوب قيام الجانب الأميركي بمسؤوليته في الضغط على اسرائيل لوقف الأعمال العدائية، والانسحاب من النقاط الخمس، والإفراج عن الأسرى. كما شدّد على أولوية دعم وتعزيز قدرات القوات المسلحة اللبنانية، مالاً وعتاداً، بما يمكّنها من أداء المهام المطلوبة منها. وأكّد، في السياق نفسه، على أهمية التجديد لقوات اليونيفيل نظرًا لدورها في ترسيخ الاستقرار ومساندة الجيش في بسط سلطة الدولة في الجنوب.
ودعا رئيس الحكومة إلى إعلان التزام دولي واضح بعقد مؤتمر لدعم إعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي في لبنان. كما تناول البحث المستجدات في سوريا، حيث شدّد رئيس الحكومة على أهمية الحفاظ على وحدتها وتعزيز الاستقرار فيها.
والتقى براك وأورتاغوس قائد الجيش العماد رودولف هيكل في مكتبه في اليرزة، وتناول البحث الأوضاع العامة والتطورات في لبنان والمنطقة. وأشارت المعلومات الى ان قائد الجيش رودولف هيكل سيبحث مع برّاك في تأمين المساعدات اللازمة للجيش اللبناني لينفذ خطّته.
ومن طرابلس، أعلن الرئيس سلام «أن قرار حصر السلام في يد الدولة اتخذ، مشيراً إلى أنه ما دون ذلك لا أمن ولا استقرار، ومن دون أمن واستقرار لا استثمار يأتي، ولا اقتصاد ينمو».
إعادة الإعمار وتوقيع قرض البنك الدولي
وعلى صعيد التحضيرات الجارية لورشة اعادة الاعمار، اجتمع الرئيسس سلام مع نائب المنسق الخاص ومنسق الشؤون الإنسانية والمقيم في مكتب منسق الأمم المتحدة الخاص بلبنان عمران ريزا. وتناول البحث الجهود الحكومية الرامية إلى إعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب والتعافي الاجتماعي والاقتصادي. كما تم التطرق إلى الجهود المستمرة التي تبذلها وزارة الشؤون الاجتماعية في تنسيق وتوجيه الدعم للسكان النازحين جراء الحرب من خلال برنامج «أمان» الذي ترعاه الحكومة. وجدد رِيزا تأكيد التزام وكالات الأمم المتحدة ودعمها لجهود الحكومة في مجالي اعادة الإعمار والتعافي، باعتبارها أساسية لاعادة إحياء المناطق المتضررة وعودة الاهالي اليها.
بدوره، كشف وزير المال ياسين جابر ان توقيع قرض اعادة الاعمار والبالغ قيمته 250 مليون دولار أميركي مع البنك الدولي يتم في الايام المقبلة بعد تفويض مجلس الوزراء في جلسته ما قبل الاخيرة، وزير المال التوقيع على القرض.
وفي إطار الجهود والمساعي التي تبذلها وزارة الخارجية والمغتربين للتمديد للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان في جلسة مجلس الأمن المرتقبة نهاية الشهر الجاري، ووفق صيغة قرار التمديد التي يتمسك بها لبنان، استقبل الوزير يوسف رجّي سفير المملكة المتحدة لدى لبنان هاميش كاول الذي أكد دعم بلاده الموقف اللبناني بشأن التجديد لليونيفيل، وجدد تأييد بريطانيا قرار حصر السلاح بيد الدولة.
وفي السياق نفسه، التقى الوزير رجّي سفير باكستان سلمان أطهر الذي تشغل بلاده مقعداً غير دائم في مجلس الأمن، وأبدى دعم بلاده التمديد لليونيفيل وفق الصيغة التي يعمل لبنان على إقرارها.
ان «المشاورات لا تزال جارية في الأمم المتحدة بشأن تجديد ولاية قوات اليونيفيل فيما يرجح أن توافق الولايات المتحدة على التمديد لليونيفيل وهناك إقتراح أميركي يقوم على تقليص عدد اليونيفيل تدريجيًا وبطريقة مسؤولة».
مشاورات التجديد لليونيفيل
على صعيد التجديد لليونيفيل، أفادت مصادر متابعة ان «وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو وافق على خطة لإنهاء عمل قوات اليونيفيل» بعد ستة أشهر، وقالت المصادر ان «إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب ترى أن الإنفاق على اليونيفيل غير فعّال» .
اضافت: لكن الدول الأوروبية تعارض إنهاء دعم قوات اليونيفيل وستدعم تمديد عملها، لا سيما فرنسا وايطاليا وبريطانيا واسبانيا وغيرها من دول مشاركة في هذه القوات.
اما مندوب لبنان في الامم المتحدة السفير احمد عرفة فقد اصبح في نيويورك وتسلم مهامه من سلفه السفير المعين في البحرين هادي هاشم. وشارك في المشاورات التي لا تزال جارية في الأمم المتحدة بشأن تجديد ولاية قوات اليونيفيل، فيما يرجح أن توافق الولايات المتحدة على التمديد لليونيفيل وهناك إقتراح أميركي يقوم على تقليص عدد اليونيفيل تدريجيًا وبطريقة مسؤولة. وأفيد أيضا بأن لبنان لم يحصل من الجانب الأميركي على جواب نهائي بخصوص موضوع التمديد لقوات اليونيفيل.



