قالت الصحف:ما بعد القرار الحكومي بحصر السلاح ؟

الحوارنيوز – صحف
ركزت الصحف الصادرة اليوم على مرحلة ما بعد القرار الحكومي بحصر السلاح ،وسط ترقب بعودة المبعوث الأميركي توم براك والموقف الإسرائيلي من التطورات
الأخبار عنونت: واشنطن والرياض لرجالهما: ما زال أمامكم الكثير
وكتبت “الأخبار” تقول: توّجت السلطة اللبنانية في جلستَي الحكومة الأخيرتيْن، مساراً مديداً من الدعم لإسرائيل، أكسبها تهنئة من الوصي الخارجي في الرياض وواشنطن، بينما كان العدو يعتبر القرارات التي صادقَ عليها مجلس الوزراء مؤشراً جيداً ورسالة طيبة من الدولة اللبنانية يُبنى عليها.
لم تعد هذه السلطة، تختبئ خلف الضعف لتبرير استسلامها، بل باتَت تخدم المشروع الأميركي – الإسرائيلي بشكل فاضح، وما فعلته ليسَ سوى تماهٍ كامل مع هذا المشروع الذي يريد اجتثاث فكرة المقاومة، وذلك بعدَ أن ساعدت الدول العربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية بشكل حثيث على تهيئة الساحة اللبنانية لتقبّل هذا المستوى من الخنوع والتعايش مع فكرة تسيّد العدو الإسرائيلي للمجال اللبناني، لا بل استدعائه في بعض الأحيان.
وفي مقابلة مع قناة «المنار» مساء أمس، أعلن عضو شورى القرار في حزب الله النائب محمد رعد، أن ما قامت به الحكومة بشأن سلاح المقاومة، لا يخدم إلا العدو، وأنه خطيئة كان يجب على الحكومة العودة عنها. وقال إن ما جرى شكّل ضربة لعهد الرئيس جوزيف عون، معتبراً أن من اتخذ القرار إنما فعل ذلك استجابة لضغوط الولايات المتحدة وأطراف إقليمية.
وتابع رعد، أن ما يجري من تحركات شعبية رافضة لقرار الحكومة أمر طبيعي، وليس أمراً مقرراً من جانب الحزب، رافضاً إعلان موقف مُسبق من مسألة البقاء في الحكومة من عدمه. وأكّد رعد أن الرهان على فكاك العلاقة مع الرئيس نبيه بري هو خطأ كبير. وترك أمر الحديث عن جهوزية المقاومة إلى ما يعلنه الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم. وفي ردّه على سؤال مباشر حول موقف الحزب النهائي من ملف السلاح، قال بلغة حازمة: الموت ولا تسليم السلاح… ويروحوا يبلطوا البحر!
ما فعلته حكومة نواف سلام، وبتغطية مباشرة من رئيس الجمهورية جوزيف عون، لا يُساهم وحسب في انكشاف البلد، وتعميق الانقسام الداخلي وتعريض مواطنيه للخطر، بل هي تبنّت أهداف الورقة الأميركية وفقَ جدول زمني ألزمت نفسها به من دون مناقشتها، وقبل حتى أن توافق إسرائيل على الورقة وتتعهّد بالقيام بما هو مطلوب منها، أي إن الدولة ستنفّذ كل الشروط الأميركية بمعزل عمّا إذا كانَ العدو سيقوم بخطوات مقابلة، مع مواصلة عملياته التصعيدية في لبنان، بانتظار تحقيق ما يريده. والدليل، أنه في اليوم الذي كلّفت فيه الحكومة الجيش بإعداد خطة لسحب السلاح، شنّت إسرائيل عدواناً واسعاً في الجنوب والبقاع، وفي اليوم الذي أصرّت فيه الحكومة على إقرار أهداف ورقة برّاك، صعّدت إسرائيل من عملياتها في البقاع.
إسرائيل «مرتاحة» إلى الخطوة، وأحفاد «الجبهة اللبنانية» يحْتفون بسلطة عادت إلى منطق «قوة لبنان في ضعفه»
ويرى أركان السلطة الحالية أنهم فعلوا ما بوسعهم لتمرير هذا القرار وتوليد قناعة بأن الأهداف الواردة في الورقة الأميركية تتطابق مع مصلحة لبنان، وأنه ليسَ باقياً سوى أن يقوم الخارج بما عليه أيضاً، بسبب الوهم الذي ركبهم بأن الآلة العسكرية الإسرائيلية والسياسة الأميركية هما في خدمتهم.
بكل الأحوال، كان يوم أمس بالنسبة إلى هذه السلطة والمكوّنات السياسية، يوم انتصار واحتفالات، وانتشى هؤلاء، وهم في معظمهم من أحفاد «الجبهة اللبنانية» التي قادها حزب الكتائب، بالعودة إلى تبنّي منطق «قوة لبنان في ضعفه»، وهم انشغلوا في تلقّي اتصالات خارجية تهنّئهم على فعلتهم، من دون إغفال فكرة أنه ما زال لديهم الكثير لتنفيذه، من الأميركي والسعودي والفرنسي وغيرهم.
وبينما كان هؤلاء يعتبرون أنهم حاصروا فريق المقاومة الذي لم يعد يملك شيئاً للمواجهة، كان هذا الفريق يبحث في خيارات الرد تحت عنوان «عدم السماح لأزلام الرياض وواشنطن بجرّ البلد إلى مشكل وصدام داخليَّيْن»، خصوصاً أن «هذا الهدف أساساً هو مطلب سعودي – أميركي، وفي حال تعامل الثنائي حزب الله وحركة أمل وحلفائهما بمنطق التسرّع والشعبوية فإنهم بذلك ينجرون إلى الفخ الذي نُصب لهم، ولا سيما في النقطة المتعلقة بالعلاقة بين الجيش والمقاومة».
وقالت أوساط متابعة إن «التعامل مع هذه الفترة يحتاج إلى بحث عميق يأخذ في الحسبان كل السيناريوات وما سيترتب عليها من تداعيات»، وعليه فإن «فريق المقاومة معنيّ بالدرجة الأولى بخفض التوتر في الشارع وعدم السماح بانفجاره، لأن من يدير السلطة في لبنان من الخارج لن يهتم بضرب الاستقرار، لا بل إن واحداً من أهدافه هو دفعنا إلى الصدام الداخلي».
وأكّدت الأوساط أن «مشهد المتظاهرين في الشارع كانَ عفوياً وأن المعنيين حاولوا احتواء الموقف، لأن قيادتَيْ حزب الله وحركة أمل حريصتان على عدم حصول أي تصادم مع المؤسسة العسكرية التي ينتظر الجميع جوابها»، مع التأكيد على أن «ورقة الشارع خيار يأتي في ما بعد وهناك خيارات أخرى على المستوى السياسي تجري مناقشتها في ما يتعلق بالتعامل داخل الحكومة ومعها بالدرجة الأولى».
ومنذ لحظة الإعلان عن القرار شرعت إسرائيل قي قراءته، وعبّرت وسائل إعلام عبرية عنه بأنه «لا يمكن النظر إلى هذا التحول سوى بإيجابية»، مع ذلك شكّك معهد الأمن القومي في إسرائيل في «حول قدرة الحكومة اللبنانية الضعيفة والجيش اللبناني الضعيف على تحقيق الهدف الوارد في القرار — ألا وهو جمع الأسلحة من جميع الميليشيات، وخاصة حزب الله، خلال بضعة أشهر» كما قال، معتبراً أن «حزب الله وعلى الرغم من ضعفه الحالي، لا يزال تنظيماً قوياً يضمّ في صفوفه عشرات الآلاف من العناصر المسلحين».
وأضاف المعهد أن «دفع حزب الله إلى الزاوية وإجباره على التخلّي عن أسلحته قد يؤديان إلى اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن اللبنانية وربما حتى حصول حرب أهلية، رغم أنه يبدو أن حزب الله ليس مهتماً بذلك في هذه المرحلة. ويجب على الولايات المتحدة وإسرائيل أن تدركا ذلك، وأن تدعما القيادة اللبنانية في جهودها لمواجهة التحدّي الصعب القادم».
- النهار عنونت: الترحيب الخارجي رافعة للتحول اللبناني وبراك يعود مجددا
وكتبت “النهار” تقول: في المواقف السياسية الداخلية برز موقف متحفظ لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي اكد” أن حصرية السلاح بيد الدولة مطلب وطني يتفق عليه الجميع، إلا أن الاستعجال والتسرع في هذا الملف يخفي خطرًا ما”
مع ان موجة “تنظيم” العراضات الاحتجاجية بالدراجات النارية وسواها في مناطق مختلفة من ضاحية بيروت الجنوبية إلى الجنوب إلى البقاع الشمالي تواصلت امس ايذاناً بإبقاء صوت الشارع حاضرا في المشهد الداخلي الطارئ الذي يعيش تحولا مفصليا وتاريخيا منذ الثلاثاء 5 آب والخميس 7 آب تاريخي جلستي قراري مجلس الوزراء بحصرية السلاح بيد الدولة وإقرار أهداف ورقة توم براك ، فان ذلك لم يحجب الجانب الأبرز الذي تصاعد في الساعات الأخيرة عبر ترددات الترحيب الغربي والخليجي الواسع بالتحول اللبناني الأخير . وقد اكتسبت ردود الفعل الأميركية والفرنسية والأوروبية والخليجية دلالات مهمة للغاية اذ تسارعت بوتيرة كثيفة ما ان أعلنت واشنطن أولى إشارات الترحيب بقراري مجلس الوزراء بما يؤشر إلى انفتاح مرحلة جديدة طال انتظارها لجهة توقع الدعم الخارجي للسلطة وترجمته ديبلوماسيا وسياسيا واقتصاديا في مقابل التزام الدولة اللبنانية بتنفيذ القرارات المفصلية السيادية التي اتخذها مجلس الوزراء بحذافيرها ومن دون أي تراجع او تلكؤ . وتزامن ذلك مع معلومات من مصادر متعددة تفيد بان الموفد الأميركي توم براك سيعود إلى لبنان في وقت قريب لاستئناف وساطته على أساس الموقف الذي اتخذه مجلس الوزراء من ورقته . وقد بات هذا الجانب اساسياً غداة جلستي مجلس الوزراء فيما ستكون الأنظار شاخصة إلى الحلقة الثانية المقبلة المتمثلة بتسلم مجلس الوزراء خطة قيادة الجيش لتنفيذ قرار حصرية السلاح . واما السيناريوات المتصلة بتصاعد رفض الثنائي الشيعي لقراري مجلس الوزراء فلا يبدو انها ستتجاوز ما حصل حتى الان ان سياسيا وحكوميا بعدم الذهاب أبعد إلى استقالة وزراء الثنائي وهذا صار شبه محسوم او “شارعيا” بعدم تجاوز التعبير السلبي بالتظاهرات الدراجة لا ابعد . وتبقى المرحلة الأكثر حساسية بعد انجاز خطة قيادة الجيش وتبنيها من مجلس الوزراء بما يصعب معه من الان الخوض في التوقعات المتسرعة في انتظار بلورة المناخات حتى نهاية آب على الأقل .
في الانتظار توالت حلقات الترحيب الخارجي امس وكان ابرزها موقف مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي رحب بقرار الحكومة اللبنانية حصر السلاح بيد الدولة في جميع أنحاء لبنان. وأكد الأمين العام لمجلس التعاون أن” هذا القرار يشكل خطوة مهمة نحو تعزيز سيادة الدولة اللبنانية وترسيخ الاستقرار والأمن للشعب اللبناني وتفعيل مؤسساتها”، مشيرا إلى أن” التقدم في هذا المسار مقرونا بالإصلاحات المطلوبة سيسهم بشكل كبير في تعزيز ثقة المجتمع الدولي والشركاء متعدد الأطراف، ويمهد الطريق لبيئة أكثر جذبا للاستثمار، بما في ذلك القطاع الخاص”. كما جدد” تأكيد دعم مجلس التعاون المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، ولمسار الإصلاح وبناء الدولة اللبنانية، وضرورة تطبيق قرارات مجلس الأمن بشأن لبنان، وبخاصة القرار 1701، واتفاق الطائف، لاستعادة الأمن والاستقرار الدائم في لبنان، وضمان احترام سلامة أراضيه واستقلاله السياسي وسيادته داخل حدوده المعترف بها دوليا، وبسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية، بما يلبي تطلعات الشعب اللبناني نحو مستقبل أكثر أمنا وازدهارا واستقرارا”.
كذلك رحبت وزارة الخارجية الفرنسية بالقرار التاريخي والجريء الذي اتخذته الحكومة اللبنانية، الذي عكس تقدماً باتجاه حصرية الدولة للسلاح وذلك وفق جدول زمني وخطة دقيقة. ووصف الناطق بإسم الوزارة القرار بأنه مؤشر قوي يظهر تصميم السلطات اللبنانية على أن يكون لبنان بلداً سيداً وأن يتم إعادة إعماره وتحقيق الازدهار، كما ضمان وحدة أراضيه وفق حدود متفق عليها مع جيرانه ويعيش بسلام معهم.
وأضاف المتحدث الفرنسي ان فرنسا والشركاء الأوروبيين والأميركيين، كما الشركاء في المنطقة، ستواصل الوقوف الى جانب السلطات اللبنانية من أجل تنفيذ تعهّداتها، وستعمل أيضاً من خلال مشاركتها في آلية المراقبة مع الولايات المتحدة على وقف اطلاق النار الذي يمكن تعزيزه. وشدد الموقف الفرنسي على أن باريس تعمل من خلال دعمها للقوات العسكرية اللبنانية والتزامها بقوات اليونيفيل التي تتمتع بدور أساسي على تثبيت الأمن في جنوب لبنان وتطبيق القرار ١٧٠١. ودعت الخارجية الفرنسية جميع اللاعبين اللبنانيين الى احترام قرار الحكومة السيادي والشرعي.
من جهته، اشاد عضو الكونغرس الأميركي داريل عيسى بالقرار خلال زيارته لرئيس الحكومة نواف سلام في حضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون ونائب رئيس مجموعة “تاسك فورس فور ليبانون” نجاد فارس. وقال عيسى “هذا يوم جديد للبنان، ولقد سجل الكثير من التقدم في الأيام الماضية، ونحن نتحدث عن ولادة جديدة للبنان وعن الاعمار واعادة الإعمار اكان في الجنوب او في كل لبنان، وعن الاحتياجات العديدة في قطاعات مختلفة مثل الكهرباء والمياه، وكيف يمكن للولايات المتحدة مع شركاء لها في اوروبا والخليج ان نعمل معا وسريعا من أجل تحقيق ذلك، وبحثنا في المفاوضات الجارية مع صندوق النقد الدولي، وإعادة هيكلة المصارف والعديد من المواضيع، ولكن كل هذه الأمور ما كانت لتحصل لولا وجود حكومة فعالة وموحدة … واعتقد بان اي لبناني صالح يود ان يتأكد من تسليم السلاح، واتوقع بأن يكون التسليم طوعيا، ولكن هذا قرار اتخذته الحكومة اللبنانية، واعتقد بإن الحكومة موحدة حول الحاجة الى تطبيقه، ونعتقد ان الجيش اللبناني سيقوم بما هو مطلوب منه في نهاية آب”.
وكان رئيس الجمهورية العماد جوزف عون اكد في كلمة القاها في خلال رعايته افتتاح مؤتمر “الاقتصاد الاغترابي الرابع” ، “أن الطريق صعب، وأن هناك إصلاحات وقوانين في طور الإعداد. لكن الإصلاح على طريق الإقرار، ونحن نعمل بإصرار على مجموعة ملفات، بعضها صار قانوناً وبدأ تطبيقه، وبعضها لا يزال قيد التحضير والنقاش”:
اما في المواقف السياسية الداخلية فبرز موقف متحفظ لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي اكد” أن حصرية السلاح بيد الدولة مطلب وطني يتفق عليه الجميع، إلا أن الاستعجال والتسرع في هذا الملف يخفي خطرًا ما”، موضحًا “أن نوايا بعض الأطراف قد تكون إيجابية، لكن أطرافًا أخرى، وفي مقدمتهم بعض السفراء، يعملون وفق أجندات محددة تتقاطع فيها مصالح دولهم مع مصالح إسرائيل، التي تضمن استمراريتها عبر تفتيت دول المنطقة. وختم بالتحذير من “الفتنة والانجرار خلف وعود فارغة قد تكون مدمّرة”.
في المقابل اعلن رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل بعد زيارته ووفد كتائبي للرئيس عون في قصر بعبدا : ” وقوف حزب الكتائب الى جانبه وجانب الحكومة ورئيسها. نحن فخورون انه، وللمرة الأولى منذ 35 سنة، وصلنا الى هذا النهار الذي كنا ننتظره. وهو اليوم الذي تكون فيه للدولة اللبنانية الجرأة، من قبل رئيس الجمهورية والحكومة ورئيسها، لأخذ هذه القرارات التاريخية القادرة وحدها على بناء دولة. وهذه الدولة التي يحاول فخامة الرئيس بناءها هي لكل اللبنانيين. وجوابا على كل الكلام الذي يصدر، والذي يذكر فيه البعض بفترة الطائف، وخلاصته ان الزمن كان في إتجاه واليوم بات في إتجاه معاكس، فإنني اريد ان اذكّر انه في التسعينيات حصل إقصاء لكل القوى المسيحية بين نفي وسجن وقتل. وكان هناك وضع يد ووصاية سورية على لبنان. إن الصفحة الجديدة التي يحاول فخامة الرئيس فتحها اليوم، ونحن نحاول معه تقديمها، هي لأول مرة في تاريخ لبنان يكون فيها لبنان من دون وصاية احد أيا كان، وتبنى فيها دولة بشراكة كاملة بين كل اللبنانيين، حيث لا إقصاء لأي كان. ومن هنا أهمية ما يتم العمل عليه اليوم، وما نريد ان نؤكد عليه كحزب الكتائب، بناء على ما تكلمنا به في مجلس النواب، حيث دعونا لمصالحة ومصارحة، والى شراكة حقيقية بين جميع اللبنانيين. ونحن اليوم ندعو كل القوى التي لا زالت متحفظة على مسار بناء الدولة، مؤكدين لها اننا نمد اليد الى جميع اللبنانيين تحت سقف القانون والدولة، وسيادتها والمساواة بين اللبنانيين بحيث لا يكون للبعض حقوق لا يتمتع بها غيرهم.”
في غضون ذلك مضت إسرائيل في عمليات الاغتيال فاستهدف الطيران المسيّر الإسرائيلي امس سيارة رابيد على اوتوستراد صيدا – صور بالقرب من جامعة “فينيسيا”، أدت الى مقتل الاعلامي المراسل والمصور ومدير موقع”هوانا لبنان” محمد شحادة.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة “إكس”، أن طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي نفذت غارة في منطقة عدلون بجنوب لبنان، أسفرت عن مقتل محمد حمزة شحادة، الذي قال إنه يشغل منصب مسؤول استخبارات في قوة الرضوان التابعة لحزب الله.
- اللواء عنونت: الكرة في ملعب الإحتلال بعد قرارات الحكومة.. وبراك عائد
المشهد السياسي يميل إلى التبريد لا التصعيد.. وترحيب عربي ودولي بقرار حصر السلاح بيد الدولة
وكتبت “اللوا” تقول: الثابت في السياسة وعلى الأرض، أن الاستقرار الوطني والسلم الأهلي خط أحمر، وأن الاطراف التي تضمها الحكومة بما فيها الثنائي الشيعي، والمؤسسات المرتبطة به ضنينة بالوحدة وبالاستقرار، والتطلع الى ضمان عمل مؤسسات الدولة.
و قالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» ان رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة لم يتلقّيا أية اشارات حول إمكانية استقالة الوزراء الشيعة، ولفتت الى ان لقاءً سيُعقد بين رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة لبحث تداعيات ما جرى في مجلس الوزراء مؤخراً.
وقالت المصادر ان حملة قوية تشن ضد رئيس الحكومة وقد يرتفع منسوب الإعتراض انما الحكومة مصممة على السير بقراراتها والتزاماتها، وبالتالي لا عودة الى الوراء في ما اتخذ لجهة حصرية السلاح وتكليف الجيش بإعداد الخطة وعرضها على مجلس الوزراء حول تسليم السلاح.
وأكدت ان سيلاً من المواقف الخارجية المرحبة تلقتها الحكومة بشأن هذا القرار، ما يؤشر الى ان المجال اصبح متاحا لمجموعة مساعدات قد تكون في طريقها الى لبنان.
وأوضحت مصادر المعلومات أن إستقالة وزراء الثنائي غير مطروحة حتى الآن، والأولوية ستكون لتسيير شؤون المواطنين والتعامل مع الملفات المعيشية الضاغطة، التي ستُشكّل محور الجلسات الحكومية المقرَّرة حتى نهاية آب الجاري موعد انتهاء مهلة وضع خطة الجيش.
كما قالت مصادر رسمية مسؤولة لـ «اللواء»: ان الكرة الآن في الملعب الاسرائيلي حيث ينتظر لبنان موقف حكومة الاحتلال من القرار اللبناني الحكومي، وهل ستقوم الادارة الاميركية بالضغط على اسرائيل؟ حيث ان لبنان يطالب اميركا بأكثر من موقف ترحيب بقرار الحكومة، بأن تسعى لدى الاحتلال ليقابل موقف لبنان الايجابي بموقف مماثل ولو بخطوة اولى يسهل استكمال البحث بهذا الملف ومن ثم تنفيذ القرار.واذا لم تبادر اسرائيل الى خطوة تنفيذية كوقف الاعمال الحربية العدائية او الانسحاب من النقاط المحتلة او من بعضها او اطلاق سراح بعض الاسرى، فسيتوقف مفعول القرار اللبناني وتتوقف كل الحلول. وسيتصلب حزب الله اكثر في موقفه.والاميركي اصبح في صورة الوضع ونحن ننتظر ان يبادر الى الضغط على اسرائيل لتنفيذ اول خطوة منها في آلية تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار.
واوضحت المصادر ان هناك اتصالات لتهدئة الامور بعد انسحاب وزراء الثنائي من جلسة الخميس، ولكي تبقى ردود الفعل محصورة بإطار المواقف الكلامية وليس بتوترات على الارض.
وينتظر لبنان الرسمي والسياسي والشعبي الخطوة التي ستلي قراري الحكومة في جلستي الثلاثاء والخميس حول تطبيق حصرية السلاح، سواء من الحكومة او من ثنائي امل وحزب الله، او حتى من قيادة الجيش المكلف وضع الخطة التنفيذية لقرار الحكومة خلال شهر آب. كما مطلوب خطوة تنفيذية من الجانب الاميركي للضغط على اسرائيل لتنفيذ خطوة مما نص عليه اتفاق وقف اطلاق النار.فيما الند المتعلق بالجانب السوري وترتيب العلاقات يبدو مجمداً حتى تتحسن وتستقر اوضاع سوريا، لأن السلطة الجديدة منشغلة بامور كثيرة وخطيرة وليست مشغولة بلبنان، حسب مصادر رسمية.
وقالت مصادر حكومية لـ «اللواء» ان لا جلسات لمجلس الوزراء قبل ان تهدأ النفوس، والحكومة تنتظر خطة الجيش اللبناني حول تطبيق جمع السلاح نهاية هذا الشهر حسب قرار مجلس الوزراء لتبني على الشيء مقتضاه، كما ننتظر وصول الموفد الاميركي توم براك بعد نحو عشرة ايام اي يوم الاثنين الذي يلي الاسبوع المقبل(يوما 18 و19 آب).لنعرف ما الخطوة الاميركية التي ستتخذ بعد الترحيب الاميركي بقرار الحكومة.
ولكن ذكرت بعض المعلومات ان وزراء الثنائي لن يقاطعوا الجلسات العادية التي تتناول قضايا معيشية واجتماعية إجرائية عادية. وحسب مصادر وزراء القوات اللبنانية فإن الرئيس نواف سلام سيدعو لجلسة يوم الثلاثاء من الاسبوع المقبل تتضمن بنوداً عادية.
ورأت بعض المصادر ان زيارة وزير العمل محمد حيدر الى بعبدا، اشارة ايجابية من الثنائي، وإن كان المعلن انه اطلع رئيس الجمهورية على نتائج زيارته الى العراق.
وحسب مصادر حكومية فإن ما أُقِرَّ في جلستي الحكومة الثلثاء والخميس جنّب لبنان الاستمرار في دوامة المراوحة والعزلة، وتساءلت: ما الداعي للاعتراض على القرارات ما دامت الورقة الاميركية تلحظ مطالب لبنان بانسحاب اسرائيل ووقف العدوان وتثبيت الحدود واعادة الاعمار.
ورأت المصادر ان الحكومة تقدمت خطوة كبيرة الى الامام فهل سيبادلها المجتمع الدولي بخطوة مماثلة.
وحسبما نُقل عن وزيرة البيئة تمارا الزين: لو اردنا التعطيل لما شاركنا في الجلسات، وكل شيء رهن بما ستؤول اليه الامور.
وكشف رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد ان لا توجه او اي قرار لحزب الله في ما خص الحركة في الشارع او سواها. ووصف قرارات الحكومة بالخطيرة وهي مرتجلة، وليست سيادية.
واشار رعد الى ان تسليم السلاح هو انتحار، ونحن لا ننوي الانتحار.
واعتبر ان الذي اتخذ القرار إمَّا غبي او ارتجل موقفا غير محسوب النتائج.
ورد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ان الانتحار الاستمرار بالسلاح. وقال ان بيئة حزب الله هي المتضررة خلال 24 قرية مدمرة في الجنوب، داعيا حزب الله لطرح الثقة بالحكومة، ووجَّه جعجع تحية الى الوزراء الشيعة الذين انسحبوا من الجلسة بطريقة ديمقراطية و«مرتّبة».
عودة براك
دولياً، تحدثت معلومات عن توجُّه لدى الموفد الاميركي توم براك للعودة الى بيروت في وقت قريب لمتابعة الوضع عن كثب بعد قرارات مجلس الوزراء الأخيرة.
ترحيب بقرار الحكومة
ولاقى قرار الحكومة ترحيبا عربيا وغربيا حيث رحب مجلس التعاون لدول الخليج العربية بقرار الحكومة اللبنانية حصر السلاح بيد الدولة في جميع أنحاء لبنان. وذكرت مصادر المعلومات ان وفدا قطريا سيزور لبنان الاسبوع المقبل للبحث مع الرئيس سلام ووزير الطاقة ما يمكن تقديمه من مساعدات.
كما جرت لقاءات لبنانية- اميركية للبحث في دعم الجيش اللبناني بالمعدات والتجهيزات لتمكينه من تطبيق قرار حصر السلاح ومن ثم التمركز في المناطق التي ينسحب منها الاحتلال الاسرائيلي.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون في بيان له امس، اوردته وكالة الانباء القطرية «قنا»: أن هذا القرار يشكل خطوة مهمة نحو تعزيز سيادة الدولة اللبنانية وترسيخ الاستقرار والأمن للشعب اللبناني وتفعيل مؤسساتها، وأن التقدم في هذا المسار مقرونا بالإصلاحات المطلوبة سيسهم بشكل كبير في تعزيز ثقة المجتمع الدولي والشركاء متعدد الأطراف، ويمهد الطريق لبيئة أكثر جذبا للاستثمار، بما في ذلك القطاع الخاص.
وجدد «تأكيد دعم مجلس التعاون المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، ولمسار الإصلاح وبناء الدولة اللبنانية، وضرورة تطبيق قرارات مجلس الأمن بشأن لبنان، وبخاصة القرار 1701، واتفاق الطائف، لاستعادة الأمن والاستقرار الدائم في لبنان، وضمان احترام سلامة أراضيه واستقلاله السياسي وسيادته داخل حدوده المعترف بها دوليا، وبسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية، بما يلبي تطلعات الشعب اللبناني نحو مستقبل أكثر أمنا وازدهارا واستقرارا».
واعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط، ان «قرار الحكومة اللبنانية اعتماد خطة عملية لتنفيذ قرار حصر السلاح بيد الدولة سبيلاً لاستقرار لبنان».
وأضاف: ان مسألة حصرية السلاح في يد الدولة هو مبدأ اساسي من مبادئ السيادة لا يجوز تجاهله او خرقه تحت اي ذريعة، وان قرار الحكومة اللبنانية باعطاء فترة زمنية للجيش لتطبيقه على الارض، ينبغي ان يلقى تعاونا ومساندة من كافة اللبنانيين والحريصين علي سيادة لبنان واستقلال قراره.
كما رحبت وزارة الخارجية الفرنسية ايضا بما وصفته «القرار التاريخي والجريء الذي اتخذته الحكومة اللبنانية، الذي عكس تقدماً باتجاه حصرية الدولة للسلاح وذلك وفق جدول زمني وخطة دقيقة». وقال الناطق بإسم الوزارة كريستوف لوموان: ان القرار مؤشر قوي يظهر تصميم السلطات اللبنانية على أن يكون لبنان بلداً سيداً، وأن يتم إعادة إعماره وتحقيق الازدهار، كما ضمان وحدة أراضيه وفق حدود متفق عليها مع جيرانه ويعيش بسلام معهم.
وأضاف المتحدث الفرنسي: ان فرنسا والشركاء الأوروبيين والأميركيين، كما الشركاء في المنطقة، ستواصل الوقوف الى جانب السلطات اللبنانية من أجل تنفيذ تعهّداتها، وستعمل أيضاً من خلال مشاركتها في آلية المراقبة مع الولايات المتحدة على وقف اطلاق النار الذي يمكن تعزيزه.
ومن السرايا الحكومية، اشاد بالقرار عضو الكونغرس الاميركي داريل عيسى الذي زار رئيس الحكومة نواف سلام، في حضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون ونائب رئيس مجموعة «تاسك فورس فور ليبانون» نجاد فارس، وقال عيسى بعد اللقاء: بصراحة هذا يوم جديد للبنان، ولقد سجل الكثير من التقدم في الأيام الماضية، ونحن نتحدث عن ولادة جديدة للبنان وعن الاعمار واعادة الإعمار اكان في الجنوب او في كل لبنان، وعن الاحتياجات العديدة في قطاعات مختلفة مثل الكهرباء والمياه، وكيف يمكن للولايات المتحدة مع شركاء لها في اوروبا والخليج ان نعمل معا وسريعا من أجل تحقيق ذلك، وبحثنا في المفاوضات الجارية مع صندوق النقد الدولي، وإعادة هيكلة المصارف والعديد من المواضيع، ولكن كل هذه الأمور ما كانت لتحصل لولا وجود حكومة فعالة وموحدة.
وعن رأيه بما قاله حزب الله بأنه لن يسلم سلاحه؟ قال:ان مجلس الوزراء اللبناني اتخذ قرارا بهذا الشأن، وهذا قرار صادقت عليه الحكومة، وقرار الحكومة يستند الى اتفاق عقد عام ١٩٨٩(الطائف) وينص على تسليم كل الميليشيات سلاحها، وهذا ما تحاول القوات المسلحة اللبنانية القيام به، واعتقد بأن كل مواطن لبناني مخلص يود ان يرى السلاح في يد الدولة اللبنانية، واعتقد بان اي لبناني صالح يود ان يتأكد من تسليم السلاح، واتوقع بأن يكون التسليم طوعيا، ولكن هذا قرار اتخذته الحكومة اللبنانية، واعتقد بإن الحكومة موحدة حول الحاجة الى تطبيقه، ونعتقد ان الجيش اللبناني سيقوم بما هو مطلوب منه في نهاية آب.
سئل: هل انت متفائل بمستقبل لبنان؟ أجاب: نعم انا ارى الان ولادة جديدة للبنان وهذا السبب الذي حملني لاتي الى هنا الآن، والقرارات التي اتخذت الان لم تتخذ منذ عقود، وأومن بشدة بأن هذه القرارات ستتحقق.
كما تلقّى الوزير يوسف رجي مساء امس اتصالاً هاتفياً من وزير خارجية اسبانيا خوسيه مانويل الباريس، هنأ خلاله الحكومة اللبنانية على قرارها القاضي بحصر السلاح بيد القوى الشرعية وبسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية.
تجمُّعات في الضاحية
ولليلة الثانية على التوالي، جرت تجمعات مؤيدة لحزب الله وأمل عند مداخل الضاحية، واتخذ الجيش اللبناني الاجراءات المطلوبة لمنع اي احتكاكات او تعديات.
الاحتلال يستهدف إعلامياً
وفي يوميات الاعتداءات الاسرائيلية، استهدف الطيران المسيّر المعادي سيارة رابيد على اوتوستراد صيدا – صور بالقرب من جامعة «فينيسيا»، ما أدى الى استشهاد الاعلامي المراسل والمصور ومدير موقع «هوانا لبنان» محمد شحادة. وهومن بلدة عدلون.
وقد نعاه زملاؤه في بيان، معبرين عن «بالغ الحزن والاسى لفقدان زميل شجاع ارتقى شهيداً في العدوان الاسرائيلي الغادر، حيث استهدفته مسيرة معادية، وهو يؤدي رسالته المهنية بصدق وأمانة، شاهداً على الحقيقة ومنحازاً لنبض الناس».واكد البيان ان»محمد شحادة لم يكن مجرد ناقل خبر، بل كان صوت الميدان وصورة الواقع، يواجه الخطر ليُوصل الكلمة الحرة من قلب الحدث، مؤمناً بأن الصحافة أمانة في عنق صاحبها».
وزعم جيش الاحتلال الاسرائيلي ان الشهيد محمد حمزة شحادة «عمل مسؤول استخبارات في قوة الرضوان التابعة لحزب الله».
وبعد الظهر، نفذ الاحتلال غارة من مسيّرة استهدفت جرافة في منطقة المحافر بين بلدتي بليدا وعيترون ما ادى الى اشتعالها. والقى العدو مناشيرفي عيترون زعم فيها «أنّ الآلية المستهدفة في عيترون تعمل لصالح حزب الله»!
والقت درون اسرائيلية قنبلتين صوتيتين عند أطراف بلدة رميش باتجاه مزرعة ماعز دون تسجيل إصابات.
والى ذلك، القت درون اسرائيلية قنبلتين حارقتين على المنطقة الواقعة بين بلدتي الجبين ويارين ما أدى إلى نشوب حريق في المنطقة.
واكد رئيس بلدية الجبين جعفر عقيل بأن فرق الدفاع المدني في جمعية الرسالة في الإسعاف الصحي توجهت إلى المكان المستهدف، إلّا ان مسيّرة إسرائيلية اطلقت في اتجاههم صاروخا موجها لمنعهم من إطفاء الحريق، ولم يفد عن اصابات.
وقد ناشد رئيس بلدية الجبين جعفر عقيل قيادتي الجيش و«اليونيفيل» المساعدة في اطفاء الحرائق التي اتت على اشجار الزيتون والأشجار المعمرة في البلدة.
الى ذلك، كشف مسؤول في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» لقناة «الجزيرة» القطرية» امس الجمعة عن «اغتيال عضو اللجنة المركزية أبو خليل وشاح والقائد الميداني مفيد حسن حسين في استهداف إسرائيلي في لبنان».وقد نعتهما الجبهة امس.
وكان الجيش الإسرائيلي قد استهدف سيارة على طريق ديرزنون – المصنع شرق لبنان. ما أدى إلى سقوط 6 شهداء و10 جرحى بينهم عامل نعته ادارة «مطعم الشمس» في عنجر.
- الديار عنونت: ربط نزاع بين الحكومة والثنائي الشيعي بانتظار 31 آب
هل حصل سلام على تطمينات اميركية بالتمديد لليونيفيل دون تعديلات؟حزب الله ضد اي تحرك في الشارع وتنسيق مع الجيش لضبط الاوضاع
وكتبت “الديار” تقول: الانقسام الحالي هو الأخطر على لبنان الكبير وسلمه الاهلي ووحدته منذ الاستقلال، والبلد مفتوح على كل الاحتمالات السيئة، واللبنانيون امام مرحلة خطرة، وجمهور الحزب حاسم بوصف ما جرى في جلستي 5 و7 اب بـانقلاب، سيواجهونه بكل الأساليب المشروعة الديموقراطية المنظمة لان ما اقدمت عليه الحكومة يضع البلاد امام مصير مجهول يهدد كل الانجازات التي تحققت منذ الطائف حتى الان، فتسليم السلاح بنظر جمهور المقاومة خيانة واستسلام ولا يمكن ان يمر، وكأن البعض من المسؤولين لم يتعلموا من تجارب الماضي و ما اصاب الجيش من انقسامات عندما زج بمهام داخلية خلافية بين اللبنانيين، لكن في المقابل، فان حزب الله لم يدع حتى الان لاي تحركات في الشارع وما حصل امس الاول رد فعل عفوي ليس مسؤولا عنه حزب الله او حركة امل بحسب مصادر مطلعة، وهناك تنسيق مع الجيش لضبط الامور، وهذا الأسلوب لا يعتمده حزب الله في توجيه الرسائل كما يتهم البعض، فحزب الله على لسان مسؤوليه ضد اي صدام في الشارع وغير الشارع، وضد اي فتنة اهلية او طائفية، وضد اي صدام مع الجيش، والحزب مع اي خطاب هادئ وموضوعي في هذه المرحلة وضد لغة التخوين والتحذير والتهويل وليس هناك اي قرار بالخروج من الحكومة حتى الان، والحزب معني بتبريد الرؤوس الحامية في البلد بالحكمة والتروي، لانه من السهولة الدخول بالفوضى لكن الخروج منها أصعب بكثير وتجلب على البلد الويلات وهذا ما تريده اسرائيل.
وفي المعلومات، ان الرئيس نواف سلام قاد الانقلاب الكبير دون اعتراضات من الرئيس جوزيف عون، واصر على استكمال جلسة مجلس الوزراء واعلان الموافقة على الورقة الاميركية قاطعا كل خطوط التواصل مع الرئيس نبيه بري وحزب الله مهددا بتعيين وزراء مكان اي وزير شيعي يقدم استقالته، وكان خط هاتفه مفتوحا مع المبعوث السعودي يزيد بن فرحان الذي طلب من نواف سلام عدم رفع الجلسة بعد انسحاب الوزراء الشيعة وإعلان الموافقة على الورقة الاميركية، ولذلك لم يكن مفاجئا ان تتضمن مواقف حزب الله ونوابه انتقادات عنيفة للمملكة العربية السعودية ودورها بعد ان تجنب حزب الله توجيه اي انتقادات علنية للرياض منذ العدوان الاميركي على ايران.
وفي المعلومات ايضا، ان لبنان عاد ساحة لتبادل الرسائل الإقليمية الكبيرة، وان السفير الإيراني في لبنان مجتبى إبادي عقد جلسة منذ 10 ايام مع صحافيين من مختلف الاتجاهات السياسية شارحا لهم الموقف الايراني من تطورات المنطقة وقال كلاما واضحا وصريحا وحاسما امامهم بالنسبة لرفض تسليم سلاح المقاومة الذي واجه «اسرائيل» والقرار لن يمر، واكد ان لبنان لن يستسلم للشروط «الاسرائيلية» واشاد بحزب الله وحركة امل وصمودهما، واكد على استمرار الدعم الإيراني للحزب في كافة المجالات، مشيرا الى ان قرار تسليم السلاح هو قرار اميركي اسرائيلي بالدرجة الأولى، ووصلت اجواء اللقاء الى الرئيسين عون وسلام والسفارات الأجنبية والعربية.
وفي المعلومات، ان الموفد الاميركي توماس براك الذي سيعود الى لبنان في 18 اب الجاري، اشترط للحصول على الموافقة الاسرائيلية السورية على الورقة الاميركية موافقة كل الاطراف اللبنانية وتحديدا من المشاركين في الحكومة وخصوصا حركة امل وحزب الله، لانه من دون موافقة حزب الله لا قيمة لاي اجراء او قرار.
ربط نزاع
وفي ظل الاجواء الملبدة بالغيوم السوداء، تدعو مصادر سياسية الرئيس نواف سلام الى الاقتداء بادارة الرئيس نبيه بري لجلسات مجلس النواب وتمسكه بالميثاقية، ورفضه اقرار اي مشروع قانون اذا لم يحصل على الميثاقية وموافقة كل المكونات الطائفية عليه وكان يعطي النقاشات متسعا من الوقت للحصول على الاجماع، واذا لم يتامن يجمد المشروع فورا، وساير رئيس المجلس التيار الوطني الحر في عز الخلافات معه حول مشاريع القوانين الميثاقية وكذلك القوات اللبنانية رغم حملاتها عليه،ولم يتصرف بكيدية مع اي طرف حرصا على الميثاقية واستقرار البلد.
وتؤكد المصادر السياسية، ان ربط النزاع بين الثنائي الشيعي والحكومة وتحديدا الرئيس نواف سلام قائم حتى 31 اب مع اشتباكات تحت السقف، وكشفت معلومات عن زيارة للموفد السعودي الى لبنان يزيد بن فرحان منتصف اب و قبل تسليم الجيش اللبناني خطته لتنفيذ الورقة الاميركية كما اقرها مجلس الوزراء، وعلى ضوء ما تتضمنه خطة الجيش وموقف الحكومة منها سترسم معالم المرحلة المقبلة حتى نهاية العهد، وفي المعلومات، ان خطة الجيش قد تكون المخرج للمازق الحالي رغم الخوف من الضغوط التي قد تمارس على الجيش خلال الاسابيع القادمة من واشنطن لاقرار خطة شاملة لسحب السلاح والبدء بالتنفيذ مهما كانت العواقب وبغطاء سياسي من نواف سلام حتى لو غاب المكون الشيعي، علما ان مثل هذا الإجراء حسب المصادر السياسية، يفجر البلد برمته وياخذه الى مواجهة كبيرة من دون خطوط حمراء وصولا الى استقالة الوزراء الشيعة وربما النواب الشيعة من المجلس النيابي مع الحق باستخدام كل الاوراق المشروعة والسلمية تحت سقف عدم الاصطدام بالجيش اللبناني مهما كلف الامر، لان سلاح المقاومة لن يسلم كما يعتقد سلام وداعميه مهما كانت الأثمان وعمليات التهويل، وما عجزت عنه اسرائيل في الحرب لن تأخذه في السلم والمفاوضات، ومن هنا، فان أبواب الاتصالات ستبقى مفتوحة حتى 31 اب للوصول الى صيغة ترضي الجميع والا على الدنيا السلام ودخول البلد في نفق مظلم وتطيير الانتخابات النيابية ومحاصرة السراي لاسقاط الحكومة واعلان العصيان المدني، وهذا السيناريو مرهون بوصول الاتصالات الى طريق مسدود، وحسب المصادر السياسية، فان البلاد على مفترق خطر ومن يعتقد ان تسليم السلاح يتم بالطريقة التي سقط فيها النظام السوري ساذج وواهم وبسيط، والمشكلة ان الرئيس سلام يتعامل مع المرحلة بمنطق الغالب والمغلوب، ومقتنع بان حزب الله هزم عسكريا ويجب عليه تسليم سلاحه دون اي شروط وحسب البيان الوزاري، وهذا يفرض على حركة امل التعامل تحت هذا السقف ايضا، وحسب المصادر السياسية، فان الرئيس بري مستاء جدا من مواقف سلام في جلسة مجلس الوزراء وكيفية تصديه للوزراء الشيعة ورفضه النقاش معهم والاستماع الى هواجسهم مع التمسك الحاد بمواقفه رافضا التشكيك بوطنيته مذكرا بأنه أصدر احكاما بحق نتنياهو عندما كان رئيسا للمحكمة الجزائية الدولية، بالمقابل، فان العلاقات مقطوعة كليا بين سلام وحزب الله، وتعرض رئيس الحكومة لاعنف الحملات من مسؤولي الحزب ونوابه واستخدموا بحقه عبارات عالية السقف، فيما الانتقادات لرئيس الجمهورية بقيت تحت السقف وكان لافتا زيارة وزير العمل محمد حيدر لرئيس الجمهورية امس وتم التطرق الى ما حصل في جلسة الحكومة وما صدر من قرارات يعتبرها حزب الله ساقطة وغير ميثاقية.
التمديد لليونيفيل
رغم القرار الاميركي بتجميد واشنطن مساهمتها في تمويل قوات الطوارئ الدولية في الجنوب والمقدرة بـ 600 مليون دولار، فان القرار قد يتم التراجع عنه والموافقة على التمديد لليونيفيل في جلسة مجلس الامن اواخر الشهر الحالي بعد الارتياح الاميركي للقرارات الحكومية الاخيرة في جلستي 5 و7 اب بالنسبة لحصرية السلاح بيد الدولة والقبول بالورقة الاميركية، وهذا الامر قد يسهل التمديد للقوات الدولية في الجنوب دون اعتراضات من اي طرف او تعديلات، علما ان جلسة التمديد لليونيفيل اواخر الشهر الحالي تتزامن مع اعلان الجيش اللبناني خطته لتنفيذ سحب سلاح المقاومة، وهذا عامل ايجابي إضافي للتمديد لليونيفيل الذي يتزامن ايضا مع اعلان الناطق الرسمي باسم اليونيفيل اكتشاف شبكة انفاق سرية تابعة لحزب الله في الجنوب و مصادرة كميات كبيرة من الاسلحة والصواريخ والقنابل من الإنفاق، هذه الخطوة هي الأولى لليونيفيل من دون مساندة الجيش اللبناني وتأكيد على ادوار جديدة لليونيفيل بعد التبدلات في المشهد الجنوبي كما يتم الحديث عن ذلك في الكواليس السياسية الدولية و نشر اليونيفيل على الحدود السورية اللبنانية، والسؤال، هل حصل سلام على تطمينات اميركية بالتمديد لليونيفيل دون تعديلات، وهذا التوجه أبلغه ماكرون الى رئيس الحكومة.



