عالم يهلك بين ترامب ونتنياهو…
لسنا بحاجة ليوم قيامة الهي لأننا سندمر هذا الكوكب بعنف او بلطف، يكفي ان يحكمنا رجال او نساء غير متزنين نفسيا لتعم الفوضى والحروب ولتنتشر الاوبئة ولنتسبب بزلازل غير طبيعية من اعتداءاتنا المتكررة على محتويات اعماق الارض تحت تسميات ثروات طبيعية من نفط ومن غاز ومن حديد.. الخ.
نتحدى الطبيعة البشرية ونتحدى الطبيعة المادية وكأن ليس للطبيعة من أهل يدافعون عنها.
لسنا اهل الطبيعة بل نحن اعداؤها.
من نحن وماذا نريد؟
يعلم رئيس الوزراء الاسرائيلي ان الفلسطينيين والعرب والمسلمين والشرفاء في هذا العالم لن يقبلوا عرض ترامب للسلام، الا انه سار مع مخيلة ومع اضطرابات شخصية ترامب الى آخر حدّ. يعلم الاسرائيلي ان لا داعي لمجابهة رجل اسبرطي بعقل بطولي وبلسان صادق يعبر عن افكار غرائزية يغيب عنها المنطق وتغيب عنها ثقافات الشعوب الخاصة لهلوسة تسيطر عليه ،اقلها انه"ما خلق لمسائل بسيطة".
جورج بوش جاءه الهام ان يمضي باتجاه افغانستان لالقاء القبض على الشيخ اسامة ابن لادن.
الملا عمر شاهد ما يُعتبر رؤيا في نومه ان لا يسلّم الشيخ لجورج بوش.
فكانت حروب ما بعد 11 ايلول من سنة 2000.
ما المطلوب منّا ان نفعله مع رئيس مصاب بمرض العظمة والقوة من مباريات المصارعة الى مباريات الشعوب والاديان والمال والرأسمال ؟
اخطر ما يكون ان تقف امام مريض نفسيا مزهوا بنفسه وبقوته، وان تكون فعلا الحقيبة النووية تحت سلطته واقوى الاساطيل تحت امرته، فمن يقدر ان يقنعه انه ضحية شعور خاطىء مرضي بعنفوانه ،ودليله ساطع عن قدرته برئاسته لاعظم دولة وتحت سلطته اقوى الجيوش!!؟
صعب كي لا نقول مستحيل معالجة هؤلاء لانهم لا يعترفون بمرضهم .
اخطر الحالات الوجودية التقاء جنون العظمة وجنون القوة وجنون الدور الالهي مع توفر القوة حقيقة و واقعا وفعلا .
افضل ما نفعله مع مريض نفسي في هذه الحالة ان نسايره وان نتجنب استفزازه كي لا نقدم له فرصة لممارسة جنونه.
نتنياهو يدرك ان المنظومة الاميركية لن تستمر طويلا في انتاج المجانين، وان عليه استغلال الفرصة التاريخية للقضاء على كل الجيوش حول إسرائيل، وان يطرد كل الفلسطينيين وان يسعى قدر الامكان لفتن طائفية وقومية بين المسلمين الى الابد…
علينا ان نتعاطى مع ترامب كأطباء نفسيين وكعلماء اجتماع، والا سنغرق ببحور من الدم في لحظة لا نريدها ،لاننا مهزومون" بالمفرق وبالجملة" . لذلك نفهم تماما بيان جمهورية مصر العربية بما خص صفقة العصر. فحكام الدولة في مصر ليسوا بخونة انما يحاولون التوقي من عاصفة مواجهة مجنون…
لا يخون فلسطين الا من فقد عقله….