رأيمن هنا نبدأ

لماذا ترفض السويداء التعاون مع سلطة الشرع؟ (حسن علوش)

 

حسن علوش – الحوارنيوز

 

لم تكن حرب السلطة السورية على جبل العرب ( محافظة السويداء) ذات الغالبية المطلقة من أبناء طائفة الموحدين الدروز مفاجئة. فأبناء جبل العرب الذين كانوا يعيشون كراماً ايام عهدي حافظ الأسد ونجله بشار، تحولوا فجأة إلى معارضين للنظام العلماني السوري السابق، تحت عنوان رفض الديكتاتورية والمطالبة بنظام ديمقراطي في سورية..

 هذا في الشكل، أما في المضمون فيقول مصدر يواكب يوميا حركة الشيخ حكمت الهجري، “أن الحقيقة، تتمثل في أن انهم تبلغوا معلومات مع بداية الحراك السوري ضد نظام الأسد من مرجعية لبنانية درزية، تفيد بأن أجل نظام الأسد اقترب وعليكم “أن تعيدوا التموضع في سياق التحولات الكبرى في المنطقة لحفظ الطائفة والحيّز الجغرافي الذي يحيطها”.

يتابع المصدر: انساق الجموع تحت هذا العنوان، لكنهم فوجئوا لاحقا بأن من تسلم الحكم هو فصائل تكفيرية ذات سجل سياسي وجنائي معروف، وأن المخاطر التي تتهدد الطائفة الدرزية  كحالة وطنية وقومية في سورية، باتت اعظم. وكطائفة درزية توحيدية تجد نفسها ضمن دائرة التهديد الوجودي مع هذه الفصائل”.

ويضيف: حاول الزعيم وليد جنبلاط طمأنة اقطاب السويداء وأرسل لهم أكثر من موفد، قبل زيارته الأولى لأحمد الشرع وبعدها، من دون أن يشكل ذلك مصدر إطمئنان فعلي، واعتبر بعض فعاليات السويداء بأن جنبلاط يبيع الشرع من كيس غيره ولحسابات لا تمت بصلة لمصلحة السويداء واهلها”. 

لماذا هذا الانطباع لدى مراجع السويداء؟

يكشف المصدر أن الهجري وشيخي العقل الآخرين، أجمعوا على “أن منطقة جبل العرب هي جزء لا يتجزأ من الوطن السوري، على أن هذا الوطن لا يكون خارج مفهوم المواطنة الواحدة لمختلف مكونات الشعب السوري دون تمييز.

غير أن ما حصل أن الحكم الحالي – والكلام للمصدر نفسه – سيطرت عليه تنظيمات اسلامية سورية وعالمية، مدعومة من دول خارجية، تريد أن تحكم بقوة السلاح وتفرض شريعتها كنظام حكم مستبد، لا يعترف بوطن ولا بمواطنة.

وكشف المصدر للحوارنيوز أن الشيخ الهجري ارسل مرارا رسائل للشرع بأنه “اذا كنت تريد سلاح أبناء جبل العرب وأن تدخلها رئيسا عزيزا كريما، عليك أن تبني جيشا وطنيا حقيقيا وحكما وطنيا حقيقيا”.

الا أن مثل هذا الخطاب لم يكن يعني للشرع شيئا، فمشروعه بناء دولة تطبق الشريعة وتعتبر الطوائف الاخرى إما أهل ذمة أو مرتدين”.

الأيام المقبلة ستكون أكثر سوداوية، وفقا لتقدير المصدر، لأن المشروع بتصفية الفصائل والطوائف ذات التكوين الوطني قائمة انسجاما مع ما خطط لسوريا في الغرف السوداء.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى