قالت الصحف:إهتمام رسمي بوقف العدوان الإسرائيلي ورهان على إعادة تفعيل لجنة المراقبة

الحوارنيوز – صحف
ظل الواقع العدواني الإسرائيلي على لبنان في صدارة الإهتمامات السياسية والإعلامية ،فيما الرهان الرسمي قائم على إعادة تفعيل لجنة الرقابة المشتركة التي سيقوم رئيسها الجنرال جيفرز بجولة اليوم على كبار المسؤولين .
- النهار عنونت: عون إلى الإمارات: لا خشية من سحب السلاح…
جولة الجنرال الأميركي تعيد تفعيل لجنة الرقابة
رئيس الجمهورية جوزف عون سيدعو الجنرال الأميركي إلى أن تضاعف واشنطن الضغط على إسرائيل للجمها، وسيركز على ضرورة تأمين انسحابها من النقاط الخمس
وكتبت صحيفة “النهار”: مع أن المهمة الإجرائية والميدانية للجنرال الأميركي جاسبر جيفرز في رئاسة لجنة الرقابة على اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل، يُفترض ألا توازي زيارات نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الاوسط مورغان أورتاغوس لبيروت في مستوى الأهمية والدلالات الديبلوماسية الأوسع من البعد الأمني الصرف، فإن جولة جيفرز اليوم على الرؤساء الثلاثة تكتسب أهمية كبيرة لجهة إعادة “تحكيم” عامل الرقابة الخماسية الذي تتولاه اللجنة وتفعيل الإجراءات العملانية الملحوظة في اتفاق وقف النار منعاً لاشتعال مواجهات جديدة تصاعدت المخاوف حيالها بعد الغارة الإسرائيلية الأخيرة على الضاحية الجنوبية لبيروت. ووفق المعطيات المتوافرة، فإن الجانب اللبناني سيكون اليوم في موقع المطالب بإلحاح من الجنرال الأميركي ممارسة الضغوط التي يمليها عمل اللجنة على إسرائيل لوقف انتهاكاتها لاتفاق وقف النار في ظل ما يعتبره لبنان الرسمي أنه يقوم من جانبه ومن طرف واحد بتنفيذ التزاماته، فيما تخرق إسرائيل التزاماتها احتلالاً وانتهاكا. ويتعزّز هذا الاتجاه بتقارير ستقدم إلى الجنرال الأميركي عن أن الجيش اللبناني دهم أكثر من 500 موقع لـ”حزب الله” جنوب وشمال الليطاني والضاحية الجنوبية لبيروت.
وفي المعلومات ان الجنرال الاميركي سيحمل إلى المسؤولين الذين سيلتقيهم اليوم تأكيداً لالتزام اللجنة بالاستمرار في عملها، وهو التزام أميركي بالدرجة الأولى باعتبار أن واشنطن ملتزمة تماماً وتتابع عن كثب التطورات، وتضغط من أجل تفعيل عملها. وسيسمع طلباً لبنانياً مماثلاً بتفعيل هذا العمل لتحقيق النتائج المتوخاة منها في وقت أسرع، نظراً إلى ما يرتبه تعطيل عملها من استمرار إسرائيل طليقة اليد في الأجواء اللبنانية. وبحسب المعلومات، فإن رئيس الجمهورية جوزف عون سيدعو الجنرال الأميركي إلى أن تضاعف واشنطن الضغط على إسرائيل للجمها، وسيركز على ضرورة تأمين انسحابها من النقاط الخمس التي لا تزال تحتلها. والى جانب دعوته إلى تفعيل عمل اللجنة، سيدعو إلى زيادة التنسيق مع الجيش اللبناني عند وجود أي اشتباه، بما يحول دون حصول الغارات.
كما لن يغيب موضوع شمال الليطاني في تنفيذ اتفاق وقف النار عن المحادثات. إذ في رأي لجنة المراقبة أن الاتفاق يشمل كل المنطقة وليس جنوب الليطاني حصراً كما يدّعي “حزب الله”. من هنا، سيكون التركيز على هذا الأمر، على أن ينتقل التركيز في ما بعد إلى النقاط الخمس تمهيداً لتحقيق انسحاب إسرائيل منها، باعتبار أنه لا يمكن البحث في أي انسحاب قبل انتشار الجيش في شمال الليطاني، علماً أنه بحسب مصادر اللجنة، فإن آلية اتفاق وقف النار تشمل كل لبنان.
زيارة ابو ظبي
وسيلتقي الرئيس عون الجنرال جيفرز قبيل مغادرته اليوم إلى أبو ظبي في زيارته الرسمية الأولى لدولة الإمارات العربية المتحدة ضمن جولته على الدول الخليجية التي قادته إلى السعودية وقطر واليوم الإمارات. وأعلن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية أمس، أنه “بدعوة من صاحب السمو رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يقوم رئيس الجمهورية اللبنانية جوزف عون بزيارة رسمية إلى أبو ظبي تستمر يومين يجري خلالها محادثات مع صاحب السمو رئيس الدولة وعدد من المسؤولين فيها”.
وعشية الزيارة التي سيكون الوضع بين لبنان وإسرائيل في صلب محادثاتها، أكد الرئيس عون لوفد من الباحثين في معهد الشرق الأوسط للدراسات في واشنطن، أن “الجيش اللبناني يقوم بواجباته كاملة في منطقة جنوب الليطاني ويطبّق القرار 1701 في البلدات والقرى التي انتشر فيها، لكن ما يعيق استكمال انتشاره حتى الحدود هو استمرار الاحتلال الإسرائيلي لخمس تلال لا أهمية استراتيجية لها. وكان من المفترض أن ينسحب الإسرائيليون منها منذ 18 شباط الماضي لكنهم لم يفعلوا على الرغم من المراجعات المتكررة التي قمنا بها لدى راعيي الاتفاق، الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، العضوين في لجنة المراقبة المشكلة بموجب اتفاق 27 تشرين الثاني الماضي”. وكرّر عون دعواته إلى الولايات المتحدة “للضغط على إسرائيل كي تنسحب من هذه التلال وتعيد الأسرى اللبنانيين ليتولى الجيش مسؤولية الأمن بشكل كامل بالتعاون مع “اليونيفيل” ويبسط بذلك سلطة الدولة اللبنانية على كامل التراب الجنوبي”. وإذ أكد أن “قرار حصرية السلاح لا رجوع عنه لأنه يلقى تأييداً واسعاً من اللبنانيين والدول الشقيقة والصديقة”، لفت إلى أن “سحب السلاح لن يكون سبباً لاضطرابات أمنية في البلاد، بل سيتم من خلال الحوار مع المعنيين الحريصين أيضاً على الاستقرار والسلم الأهلي ودور الدولة المركزية”. وقال: “من مصلحة الولايات المتحدة الأميركية أن يبقى لبنان مستقراً وآمناً، وعليها أن تساعده لتحقيق ذلك”.
من جانبه، أكد رئيس الحكومة نواف سلام أن “الاعتداء على الضاحية الجنوبية، والاعتداءات الإسرائيلية الأخرى، تشكّل خرقًا لترتيبات وقف الأعمال العدائية”، معتبرًا أن “تفعيل آلية المراقبة أمر مطلوب لوقف هذه الاعتداءات”. وأشار إلى أن “لبنان يريد وضع حدّ لكل هذه الانتهاكات، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للتلال الخمس ولكل الأراضي اللبنانية”. وأضاف خلال استقباله وفدًا من نقابة الصحافة برئاسة النقيب عوني الكعكي أنه “إذا لم تنسحب إسرائيل بالكامل، فإن ذلك سيهدد الاستقرار”، مؤكدًا أن “لبنان ملتزم بالاتفاق، وعلى الجانب الإسرائيلي أن يلتزم بدوره، ويهمنا بقاء الموقفين الأميركي والفرنسي إلى جانب لبنان لتحقيق ذلك”. وكشف “استمرار العمل لحشد كل القوى الديبلوماسية من أجل وقف الاعتداءات”، مشيرًا إلى “التواصل المستمر مع الأميركيين، والفرنسيين، وكل القوى المؤثرة، لا سيما الدول العربية والأوروبية، مع الحفاظ على هذا الضغط وتفعيله أكثر. ولدى سؤاله عن موقف “حزب الله” من تطبيق حصر السلاح بيد الدولة، قال الرئيس سلام إن “الحزب يعلن دومًا أنه يقف خلف الدولة”، مضيفًا أن “الدولة قد اتخذت قرارًا واضحًا بهذا الشأن، بناءً على البيان الوزاري الذي صوّت الحزب لصالحه”.
ونال لبنان حيّزاً من المناقشات في جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي أمس للبحث في الوضع في الشرق الأوسط، فدعا الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس إلى ضرورة احترام وقف النار في لبنان، كما أن المندوب الصيني لدى الامم المتحدة اعتبر أن على إسرائيل الانسحاب من الأراضي اللبنانية والسورية من دون تاخير.
الانتخابات البلدية
في غضون ذلك، تمضي الاستعدادات بشكل طبيعي لانطلاق الانتخابات البلدية والاختيارية في جولتها الأولى الأحد المقبل في محافظة جبل لبنان. وأعلن وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار أن “التحديثات الامنية لن تُثنينا عن انجاز الاستحقاق الدستوري”. و تفقّد الحجار محافظة جبل لبنان واطّلع على سير الأعمال التحضيرية في المحافظة والتنسيق القائم مع الأجهزة الأمنية، واستمع إلى عرض للتحديات والاحتياجات. كما عاين صناديق الاقتراع التي باتت جاهزة لتسليمها في الوقت المحدّد، وشدّد على ضرورة تأمين تسليمها ومواكبة نقلها إلى مراكز الاقتراع سالمة”. بعد ذلك انتقل الوزير الحجار إلى غرفة عمليات محافظة جبل لبنان، حيث رأس اجتماعًا موسعًا لمجلس الأمن الفرعي استمع خلاله إلى عرض تفصيلي للتدابير المواكبة للمراحل التحضيرية للانتخابات البلدية والاختيارية التي دعي اليها الناخبون في نطاق المحافظة يوم الأحد المقبل، إضافة إلى عرض للأعداد النهائية للمرشحين والبلديات التي فازت مجالسها بالتزكية. وشدّد الحجار على أهمية التنسيق الكامل بين الأجهزة الأمنية المركزية والمحلية لضمان حفظ الأمن وتأمين العملية الانتخابية في جو هادئ ونزيه.
يشار إلى أن رئيس الحكومة نواف سلام سيزور بعد ظهر اليوم ميتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة وستكون مسالة انتخابات بيروت في صلب اللقاء.
- الجمهورية عنونت: هل استبدلت واشنطن جيفرز بآخر؟ ولغة واحدة تواجهه اليوم
وكتبت صحيفة “الجمهورية”: فيما يسعى العدو الإسرائيلي لإبقاء لبنان في مرمى استهدافاته بدعم أميركي مدروس للضربات ومطلق للاستباحة… سيكون الموقف الأميركي الملتبس، محور نقاشات وأسئلة ستدور اليوم بين بعبدا وعين التينة والسراي الحكومي، مع رئيس لجنة مراقبة تنفيذ القرار 1701 جاسبر جيفرز وجنرال أميركي آخر يرافقه، بقيت هويته كما مهمّته مجهولة.
وقال مصدر سياسي متابع لـ«الجمهورية»، إنّ «احداً لم يتبلّغ عن تغيير لرئيس لجنة المراقبة، وما نعرفه فقط أنّ جنرالين أميركيين طُلبت مواعيد لهما مع الرؤساء الثلاثة من دون إعطاء تفاصيل إضافية..». وأضاف المصدر: «ربما يكون تسلّم وتسليم وربما تعزيز لدور اللجنة وعملها. ننتظر نسمع ونرى». وكشف «انّ زيارة المبعوثة الأميركية مورغان اورتاغوس الأخيرة لم تتضمن متابعة تنفيذ القرار 1701، وبالتالي ننتظر اللجنة الميدانية المسؤولة عن تنفيذ الاتفاق ما ستقول… وبالنسبة إلينا ننتظر الإنسحاب الإسرائيلي».
وعن الغارة الجوية الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت الأحد الفائت قال المصدر: «هذا الاعتداء يعني امراً واحداً هو انّ إسرائيل غير ملتزمة بوقف إطلاق النار ولا تريد الانسحاب. وهذا ما سنبلغه بالمباشر إلى رئيس اللجنة الأميركي».
لغة مشتركة
وإلى ذلك، أكّدت أوساط مطلعة لـ«الجمهورية»، انّ جيفرز سيسمع اليوم لغة مشتركة من المسؤولين الذين سيجول عليهم.
وأوضحت الأوساط انّ المسؤولين سيطلبون من جيفرز تفعيل دور اللجنة التي تبدو حتى الآن بلا فعالية، والضغط على تل أبيب من أجل وقف انتهاكاتها المتواصلة للاتفاق وللقرار الدولي 1701، وبالتالي سيشدّدون على ضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي من التلال الخمس وإطلاق سراح الأسرى ووقف الاعتداءات على الداخل اللبناني والتي استهدف آخرها الضاحية الجنوبية لبيروت استناداً إلى ذريعة واهية.
وأشارت الأوساط إلى انّ المسؤولين سيبلغون إلى الجنرال الأميركي انّ لبنان ينفّذ التزاماته، وانّ الجيش يؤدي واجباته، والمطلوب في المقابل من الكيان الإسرائيلي تنفيذ المتوجب عليه واحترام جميع مندرجات اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701.
تجنباً للأسوأ
وفي سياق متصل، توقفت مصادر سياسية عند موقف «حزب الله» الذي عبّر عنه أمينه العام الشيخ نعيم قاسم أخيراً، ووجّه فيه انتقاداً إلى الدولة لموقفها من اعتداءات إسرائيل المستمرة على لبنان، والذي اعتبره غير كافٍ للضغط على العدو وردعه. ووجّه دعوة ملحّة إلى الدولة تطالبها بانتهاج سلوك أشدّ صرامة، تجنّباً للأسوأ.
وقالت هذه المصادر لـ«الجمهورية»، إنّ هذا الموقف المعلن يعبّر عنه «الحزب» في شكل أوضح في أقنية اتصاله مع أركان الحكم. وهو يشترط في أي حال أن تتوقف إسرائيل عن ممارسة اعتداءاتها، وأن تنسحب من المناطق التي تحتلها، كشرط لا بدّ منه لإطلاق الحوار المنتظر في شأن السلاح. إلّا أنّ المشكلة التي تعترض الجانب اللبناني في هذا الشأن تكمن في عجز الحكومة عن ممارسة ضغوط حقيقية على إسرائيل، وفي عدم استجابة الولايات المتحدة لمطالبها. فحتى الآن، ما زالت واشنطن تلتزم دعم الموقف الإسرائيلي، في ملف الحرب مع لبنان. وهذا الأمر يجب أن يدرك اللبنانيون حيثياته وأن يتوافقوا عند طريقة مقاربته، لئلا يتسبب بوقوع أزمة داخلية.
مجلس الدفاع
وفي اي حال، فإنّ كل هذه التطورات الأمنية والعسكرية ستكون محور البحث على طاولة المجلس الأعلى للدفاع الذي سينعقد للمرّة الأولى في عهد الرئيس جوزاف عون وحكومة الرئيس نواف سلام في القصر الجمهوري صباح الجمعة. وعلمت «الجمهورية» أنّ الاجتماع دُعي إليه في ضوء التطورات الأخيرة في الجنوب والضاحية، كذلك يأتي قبل يومين من بدء الانتخابات البلدية والاختيارية، للإطلاع على الإجراءات العسكرية والأمنية واللوجستية التي يتخذها الجيش اللبناني والقوى الأمنية لمواكبة العملية الانتخابية.
واكّد مصدر حكومي لـ«الجمهورية»، انّ اجتماع الجمعة سيكون انطلاقة عمل المجلس الأعلى للدفاع في العهد الجديد بعدما اكتمل عقده، وسيبدأ رسمياً بمواكبة التطورات الأمنية والعسكرية على كل الأراضي اللبنانية وليس في الجنوب فقط.
مصلحة أميركا
وأكّد عون لوفد من الباحثين في معهد الشرق الأوسط للدراسات في واشنطن – (MEI) برئاسة الجنرال الأميركي المتقاعد جوزيف فوتيل التقاه امس، أنّ «من مصلحة الولايات المتحدة الأميركية ان يبقى لبنان مستقراً وآمناً، وعليها ان تساعده لتحقيق ذلك». وقال انّ «الجيش اللبناني يقوم بواجباته كاملة في منطقة جنوب الليطاني ويطبّق القرار 1701 في البلدات والقرى التي انتشر فيها، لكن ما يعوق استكمال انتشاره حتى الحدود هو استمرار الاحتلال الإسرائيلي لخمس تلال لا أهمية استراتيجية لها. وكان من المفترض أن ينسحب الإسرائيليون منها منذ 18 شباط الماضي لكنهم لم يفعلوا على رغم من المراجعات المتكرّرة التي قمنا بها لدى راعيي الاتفاق، الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، العضوين في لجنة المراقبة المشكّلة بموجب اتفاق 27 تشرين الثاني الماضي». وكرّر عون دعوته الولايات المتحدة «للضغط على إسرائيل لكي تنسحب من هذه التلال وتعيد الأسرى اللبنانيين ليتولّى الجيش مسؤولية الأمن بشكل كامل بالتعاون مع «اليونيفيل» ويبسط بذلك سلطة الدولة اللبنانية على كامل التراب الجنوبي».
وإذ أكّد انّ «قرار حصرية السلاح لا رجوع عنه لأنّه يلقى تأييداً واسعاً من اللبنانيين والدول الشقيقة والصديقة»، لفت إلى انّ «سحب السلاح لن يكون سبباً لاضطرابات أمنية في البلاد، بل سيتمّ من خلال الحوار مع المعنيين الحريصين ايضاً على الاستقرار والسلم الاهلي ودور الدولة المركزية. والتطورات التي حصلت في المنطقة لا تزال تساعد على المضي في اعتماد الحلول السلمية، وإن تطلّب ذلك بعض الوقت تفادياً لاي عثرات».
لبنان يريد وقف الانتهاكات
ومن جهته، رئيس الحكومة نواف سلام قال لوفد نقابة الصحافة برئاسة النقيب عوني الكعكي الذي التقاه أمس، أنّ «الاعتداء على الضاحية الجنوبية، والاعتداءات الإسرائيلية الأخرى، تشكّل خرقًا لترتيبات وقف الأعمال العدائية»، معتبرًا أنّ «تفعيل آلية المراقبة أمر مطلوب لوقف هذه الاعتداءات». وأشار إلى أنّ «لبنان يريد وضع حدّ لكل هذه الانتهاكات، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للتلال الخمس ولكل الأراضي اللبنانية».
أضاف أنّ «إذا لم تنسحب إسرائيل بالكامل، فإنّ ذلك سيهدّد الاستقرار»، مؤكّدًا أنّ «لبنان ملتزم بالاتفاق، وعلى الجانب الإسرائيلي أن يلتزم بدوره، ويهمّنا بقاء الموقفين الأميركي والفرنسي إلى جانب لبنان لتحقيق ذلك». وأكّد «استمرار العمل لحشد كل القوى الديبلوماسية من أجل وقف الاعتداءات»، مشيرًا إلى «التواصل المستمر مع الأميركيين، والفرنسيين، وكل القوى المؤثرة، ولا سيما الدول العربية والأوروبية، مع الحفاظ على هذا الضغط وتفعيله أكثر». وعن موقف «حزب الله» من تطبيق حصر السلاح بيد الدولة، قال الرئيس سلام إنّ «الحزب يعلن دومًا أنّه يقف خلف الدولة»، مضيفًا أنّ «الدولة قد اتخذت قرارًا واضحًا بهذا الشأن، بناءً على البيان الوزاري الذي صوّت الحزب لمصلحته».
عون إلى الإمارات
من جهة أخرى، وفي إطار زياراته الخارجية، أعلن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية، انّ الرئيس عون سيزور اليوم دولة الإمارات العربية المتحدة بدعوة من رئيسها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وستدوم الزيارة يومين «يجري خلالها محادثات مع صاحب السمو رئيس الدولة وعدد من المسؤولين فيها».
وقالت مصادر رسمية لـ«الجمهورية»، انّ المحادثات ستتركّز على تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، وحاجات لبنان للمساعدة في مختلف المجالات. كما سيتمّ عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة في ضوء ما يجري من حراك إقليمي ودولي في هذا الصدد.
بريطانيا وقطر
وفي إطار المواقف الدولية، أعلنت السلطات القطرية والبريطانية، في بيان مشترك في ختام أعمال الحوار الإستراتيجي القطري- البريطاني الثاني في الدوحة «تأييد التقدّم الذي أُحرز في عملية الإصلاح في لبنان». ولفت الجانبان إلى «أننا ندعم المسار الديبلوماسي في ما يتعلق بالمفاوضات بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران»، ودعيا إلى «العودة الفورية إلى وقف إطلاق النار وإيجاد أفق سياسي جاد لإقامة الدولة الفلسطينية». كذلك اتفقا على «العمل معاً في سوريا لتقديم المساعدات الإنسانية ودعم جهود إعادة الإعمار»، و«العمل معاً لمعالجة النزاع المدمّر في السودان». وشدّدا على «أهمية الجهود الديبلوماسية للتوصل إلى حل سلمي للنزاع بين روسيا وأوكرانيا».
قضية المرفأ
على صعيد قضية تفجير مرفأ بيروت، التقى وفد قضائي فرنسي أمس النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار، ثم عقد اجتماعاً طويلاً مع المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، وتركّز البحث على تبادل المعلومات حول هذه القضية.
وفيما لم يسلّم الوفد، الجانب اللبناني التقرير الفني الفرنسي، من المقرّر أن يجتمع اليوم مع القاضي البيطار في جلسة ثانية لاستكمال البحث في هذا الملفّ، على أن يلتقي كلاً من رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود ووزير العدل عادل نصار ثم يغادر بيروت غداً عائداً إلى فرنسا.
- اللواء عنونت: لبنان يطلب من رئيس لجنة المراقبة تفعيل الآلية وإلزام إسرائيل باحترام الإتفاق
سلام: حزب الله خلف الدولة.. وملف الرواتب أمام مجلس الوزراء بعد غد
وكتبت صحيفة “اللواء”: يحافظ لبنان الرسمي على وتيرة متصاعدة، في إطار التواصل للطلب من ضامني اتفاق وقف إطلاق النار: الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، فضلاً عن قوة حفظ السلام «اليونيفيل» لكبح جماح الاعتداءات الاسرائيلية، من زاوية ان «لبنان ملتزم باتفاق وقف النار، وعلى الجانب الاسرائيلي ان يلتزم بدوره»، على حدِّ تعبير الرئيس نواف سلام، عشية وصول رئيس لجنة وقف النار الجنرال الاميركي جاسبر جيفرز الى بيروت اليوم، ولقاء الرؤساء الثلاثة: جوزف عون، نبيه بري ونواف سلام.
وقبل الاجتماعات المقرَّرة، كشفت مصادر حكومية أن الجيش موجود في الجنوب، وفي كل لبنان، ويقوم بدوره، في جنوب وشمال الليطاني، امتداداً الى الضاحية الجنوبية، وهو داهم حسب المصادر 500 موقع لحزب الله.
لكن بلدية كفرشيما نفت ما ذكرته مصادر اميركية حول «دخول الجيش اللبناني الى مستودعات تابعة لحزب الله في كفرشيما، على اعتبار ان لا وجود لأية مستودعات له فيها، حتى يأتي الجيش ويدخل اليها».
وتردد ان ضابطاً آخر سيرافق جيفرز، وقد يخلفه في مهمته، وسيُعلن اليوم عن اسمه لدى وصوله، ووصف بأنه اكثر تشدداً من جيفرز.
وأكد الرئيس عون خلال لقائه وفدًا من معهد الشرق الأوسط للدراسات في واشنطن ان «الجيش اللبناني يقوم بواجباته كاملة في منطقة جنوب الليطاني ويطبق القرار 1701 في البلدات والقرى التي انتشر فيها، لكن ما يعيق استكمال انتشاره حتى الحدود هو استمرار الاحتلال الاسرائيلي لخمس تلال لا اهمية استراتيجية لها. وكان من المفترض ان ينسحب الاسرائيليون منها منذ 18 شباط الماضي لكنهم لم يفعلوا على الرغم من المراجعات المتكررة التي قمنا بها لدى راعيي الاتفاق، الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، العضوين في لجنة المراقبة المشكلة بموجب اتفاق 27 تشرين الثاني الماضي».
وكرَّر الرئيس عون دعواته الى الولايات المتحدة «للضغط على إسرائيل كي تنسحب من هذه التلال وتعيد الأسرى اللبنانيين ليتولى الجيش مسؤولية الامن بشكل كامل بالتعاون مع «اليونيفيل» ويبسط بذلك سلطة الدولة اللبنانية على كامل التراب الجنوبي».
واذ أكد الرئيس عون للوفد الاميركي ان «قرار حصرية السلاح لا رجوع عنه لأنه يلقى تأييدا واسعا من اللبنانيين والدول الشقيقة والصديقة»، لفت الى ان «سحب السلاح لن يكون سببا لاضطرابات امنية في البلاد، بل سيتم من خلال الحوار مع المعنيين الحريصين ايضا على الاستقرار والسلم الاهلي ودور الدولة المركزية. والتطورات التي حصلت في المنطقة لا تزال تساعد على المضي في اعتماد الحلول السلمية، وإن تطلَّب ذلك بعض الوقت تفادياً لأي عثرات».
وأشار الرئيس عون الى «حاجة الجيش والقوى المسلحة للمساعدة العاجلة لتتمكن الوحدات العسكرية من تحمُّل مسؤولياتها في حفظ الامن والاستقرار في البلاد»، وقال: «من مصلحة الولايات المتحدة الأميركية ان يبقى لبنان مستقرا وآمنا، وعليها ان تساعده لتحقيق ذلك».
من جانبه، أكد الرئس سلام أن «الاعتداء على الضاحية الجنوبية، والاعتداءات الإسرائيلية الأخرى، تشكّل خرقًا لترتيبات وقف الأعمال العدائية،وأن «تفعيل آلية المراقبة أمرٌ مطلوب لوقف هذه الاعتداءات».
وقال: إن لبنان يريد وضع حدّ لكل هذه الانتهاكات، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للتلال الخمس ولكل الأراضي اللبنانية. وإذا لم تنسحب إسرائيل بالكامل، فإن ذلك سيهدد الاستقرار. واكدا أن «لبنان ملتزم بالاتفاق، وعلى الجانب الإسرائيلي أن يلتزم بدوره، ويهمنا بقاء الموقفين الأميركي والفرنسي إلى جانب لبنان لتحقيق ذلك».
وكشف الرئيس سلام عن «استمرار العمل لحشد كل القوى الدبلوماسية من أجل وقف الاعتداءات»، مشيرًا إلى «التواصل المستمر مع الأميركيين، والفرنسيين، وكل القوى المؤثرة، ولا سيما الدول العربية والأوروبية، مع الحفاظ على هذا الضغط وتفعيله أكثر».
وعن موقف «حزب الله» من تطبيق حصر السلاح بيد الدولة، قال الرئيس سلام: إن «الحزب يعلن دومًا أنه يقف خلف الدولة»، مضيفًا أن «الدولة قد اتخذت قرارًا واضحًا بهذا الشأن، بناءً على البيان الوزاري الذي صوّت الحزب لصالحه».
عون إلى الإمارات
الى ذلك، أعلن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية أن الرئيس العماد جوزاف عون سيقوم اليوم بزيارة رسمية إلى أبو ظبي بدعوة من رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تستمر يومين يجري خلالها محادثات مع رئيس الدولة وعدد من المسؤولين فيها.
ومن ابرز الملفات التي سيبحثها عون دعم لبنان اقتصاديا بعد المباشرة بالاصلاحات، وسياسيا لوقف الاعتداءات الاسرائيلية، ودعم الجيش ليتمكن من مواصلة انتشاره في كامل الجنوب وبسط سلطة الدولة وتسهيل عودة النازحين السوريين، الى جانب عودة السياح والمصطافين الاماراتيين الى لبنان.
وبعد عودته ينعقد مجلس الوزراء يوم الجمعة للبحث في جدول اعمال يتضمن بعض الامورالاصلاحية. كما ينعقد في القصر الجمهوري اجتماع للمجلس الاعلى للدفاع.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان بحث موضوع تعيين مجلس الإنماء والإعمار في جلسة لمجلس الوزراء قريبا ليس واضحا بعد، وفي الأصل فان انعقاد الجلسة هذا الاسبوع غير محسوم بعد.
وقال وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية فادي مكي في رد على سؤال لـ«اللواء» ان ملف تعيين مجلس الإنماء والإعمار ما يزال في مرحلة اجراء المقابلات مع المرشحين لهذا التعيين، وبالتالي فإن الملف لم يصبح جاهزا لإدراجه على جدول اعمال مجلس الوزراء.
الى ذلك علمت «اللواء» ان رئيس الجمهورية راغب في إستكمال التعيينات في مجلس الوزراء. كما انه ابلغ المعنيين بأن التشكيلات القضائية ستصدر قريباً عن القضاء.
وكان عون استمع الى المعطيات التي عاد بها رئيس لجنة الموازنة النائب ابراهيم كنعان والتي تضمنت نتائج حملت مؤشرات ايجابية، سواءٌ لجهة انتشار الجيش اللبناني في الجنوب او معالجة موضوع الفجوة المالية التي تضم ودائع المواطنين، والتي تحتاج حسب كنعان الى اقرار قانون الانتظام المالي.
الرواتب
وطلب رئيس الحكومة نواف سلام ادراج بند رواتب موظفي القطاع العام على جلسة مجلس الوزراء المقبلة، والمرجحة الجمعة او الاثنين المقبل، من ضمن التزامات البيان الوزاري، وخلال دراسة الموازنة العامة للعام 2026.
وتوقع ان يعلن وزير العمل د. محمد حيدر نتائج التفاهم بين اطراف الانتاج الخميس المقبل 8 ايار على الحد الادنى للاجور في القطاع الخاص.
الحجار: إجراء بشفافية للانتخابات البلدية
بلدياً، اكد وزير الداخلية والبلديات احمد الحجار الحرص على اجراء الانتخابات بشفافية وفي كل لبنان وفي المواعيد المقررة، مؤكداً ان الحكومة والوزارة تعملان وفقاً لاجندة الدولة اللبنانية وليس لأي جهة او اجندة خارجية، وتحديداً العدو الاسرائيلي.
ومن دار الفتوى، بعد لقاء المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، اكد الحجار حرص المفتي على المناصفة في المجلس البلدي، وهذا متروك للقوى السياسية في المدينة.
وأكد أن «التحديات الامنية لن تُثنينا عن انجاز الاستحقاق الدستوري». وتفقد الوزير الحجار صباح أمس محافظة جبل لبنان، وكان في استقباله محافظ جبل لبنان محمد المكاوي والقائمقامين ورؤساء الدوائر المعنية بالانتخابات وممثلون عن الأجهزة الأمنية في المحافظة. في مستهل الجولة اطلع الوزير الحجار على سير الأعمال التحضيرية في المحافظة والتنسيق القائم مع الأجهزة الأمنية، واستمع إلى عرض للتحديات والاحتياجات. كما عاين صناديق الاقتراع التي باتت جاهزة لتسليمها في الوقت المحدّد، وشدّد على ضرورة تأمين تسليمها ومواكبة نقلها إلى مراكز الاقتراع سالمة».
بعد ذلك انتقل الوزير الحجار إلى غرفة عمليات محافظة جبل لبنان، حيث ترأس اجتماعًا موسعًا لمجلس الأمن الفرعي استمع خلاله إلى عرض تفصيلي للتدابير المواكبة للمراحل التحضيرية للانتخابات البلدية والاختيارية التي دعي اليها الناخبون في نطاق المحافظة يوم الأحد في الرابع من أيار المقبل، إضافة إلى عرض للأعداد النهائية للمرشحين والبلديات التي فازت مجالسها بالتزكية. وشدد الوزير الحجار على أهمية التنسيق الكامل بين الأجهزة الأمنية المركزية والمحلية لضمان حفظ الأمن وتأمين العملية الانتخابية في جو هادئ ونزيه.
واستمر الاعلان عن فوز لوائح بالتزكية مقابل تشكيل لوائح متنافسة في الكثير من البلدات بساحل المتن الجنوبي –الضاحية الجنوبية وقرى الجبل.
وفي هذا الاطار أُعلن في قضاء بعبدا عن فوز اعضاء لائحة التنمية والوفاء لبلدية بلدة برج البراجنة بالتزكية بعد انسحاب آخر المرشحين المستقلين صلاح ناصر. كما اعلن فوز لائحة «الوفاق العائلي» في بلدية منطقة المريجة – تحويطة الغدير – الليلكي بالتزكية.بالمقابل بقيت بلدتا الغبيرة وحارة حريك عرضة لمعركة انتخابية بين لائحتين في كل بلدة. وكذلك الحال في بلدات بعبدا وعين الرمانة- الشياح وفرن الشباك.
وفي الشمال واصلت دوائر قائمقامية البترون استقبال طلبات المرشحين للمجالس البلدية والاختيارية في قرى وبلدات قضاء البترون، كما بدأ وصول اللوازم الانتخابية وصناديق الاقتراع الى القائمقامية بإشراف القائمقام روجيه طوبيا على أن تنتهي اليوم الاربعاء عند منتصف الليل مهلة الترشح في لبنان الشمالي. وتشهد قائمقامية البترون زحمة مرشحين يتوافدون للتقدم بطلباتهم مع اقتراب انتهاء مهلة الترشيح.
جنوباً، سجلت حالة اعتراض من الاهالي في بنت جبيل على دخول قوة من اليونيفيل الى شوارع المدينة، من دون مرافقة الجيش اللبناني.
- الأنباء عنونت: تلويح إسرائيلي بالتصعيد… جيفرز في بيروت ورسائل في غير مكانها
وكتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: مخاوف ومحاذير تسيطر على عودة التصعيد العسكري الى لبنان خصوصاً بعد الاستهداف الإسرائيلي الأخير للضاحية الجنوبية والذي خلط الأوراق، إذ أنه في المقام الأول يبعث رسالة الى خارج الحدود اللبنانية، الى طهران وواشنطن، خصوصاً أن العدو الإسرائيلي يعتبر أن أي تقدم في المفاوضات الإيرانية الأميركية ليس في مصلحته.
أما لبنان فيواجه الاعتداءات بلغة حاسمة ومنطق الدولة الملتزمة بالقرار 1701 وتطبيق اتفاق ترتيب وقف إطلاق النار. ومن ناحية أخرى، ينتظر ما ستخلص اليه الزيارة المرتقبة لرئيس هيئة المراقبة الدولية المشرفة على تطبيق وقف النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز إلى بيروت اليوم، حيث سيلتقي الرؤساء الثلاث ومراجع أخرى.
هذا وأوضحت مصادر أن جيفرز سيطلع على المرحلة التي وصل اليها اتفاق وقف إطلاق النار من الجانب اللبناني، خصوصاً أن معلومات أشيعت أمس عن مداهمة الجيش اللبناني لـ 500 موقع تابع لحزب الله في جنوب وشمال الليطاني والضاحية الجنوبية لبيروت. ومن المتوقع أن يسجل لبنان رفضه وشكواه الرسمية لرئيس اللجنة حول الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان.
وتطرقت المصادر الى أنه ربطاً بزيارة جيفرز، قد يتم التلويح برسالة ضاغطة للبنان، مفادها “إما يسيطر الجيش اللبناني على كل ما يتعلق بالجانب العسكري لحزب الله وإما سيحصل تدخل”.
وفي هذا السياق، تشدد مصادر جريدة “الأنباء” الإلكترونية على أن الجيش اللبناني مستمر في تنفيذ ما أقرته الدولة اللبنانية لناحية حصرية السلاح، لافتة الى أن “الحوار الذي سبق وأعلن عنه سيحدد كيفية وآلية ومصير سلاح حزب الله”، مشيرة الى أن “أي رسائل سياسية تشكك بقيام الجيش بواجبه ليست في مكانها، خصوصاً أنه يتخذ الإجراءات والتدابير السريعة بالتنسيق مع اليونيفيل”.
كما تعتبر المصادر أن “التطورات قد تكون آخذة مسار التصعيد التدريجي”، ومرد هذه الصورة القاتمة تجاوز العدو الإسرائيلي الخطوط الحمر في الاعتداءات المتكررة على لبنان مع اختلاف هدف وتوقيت كل اعتداء، وما تحدثه الأحداث الأخيرة التي تشهدها المنطقة سياسياً وعسكرياً من تداعيات وانعكاسات”.
لا للتسويف!
لبنان الرسمي ومواقف الدولة اللبنانية العميقة ملتزمة بالخيار الدبلوماسي، إذ يأتي في هذا الإطار تأكيد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، باستمرار العمل “لحشد كل القوى الدبلوماسية من أجل وقف الاعتداءات”، مشيراً إلى “التواصل المستمر مع الأميركيين والفرنسيين، وكل القوى المؤثرة، ولا سيما الدول العربية والأوروبية، مع الحفاظ على هذا الضغط وتفعيله أكثر”.
من جهته، يلفت أستاذ العلاقات الدولية الدكتور خطار أبو دياب لـ”الأنباء” الالكترونية الى أهمية التركيز على المسار الدبلوماسي من جانب المعنيين لمحاولة التأكيد على حصرية السلاح بيد الدولة وعدم الانزلاق إلى لغة الحرب الممنوعة، بحسب ما قال فخامة الرئيس جوزاف عون.
كما يشير الى أن “التسويف في مسألة استرجاع الدولة وإمساكها بقرار الحرب والسلم ليس من مصلحة الفرصة المعطاة للبنان، وكل محاولة تجاوز لذلك ستبقي البلاد في دائرة الاستهداف والتعطيل وربما ضرب الصيف القادم وما تبقى من اقتصاد”.
وفي سياق متصل، يرى أبو دياب أن لا صلة بين المفاوضات الأميركية – الإيرانية ومسألة سلاح حرب الله كما يروَّج، معيداً ذلك الى أنه “لو تم بلورة اتفاق، فليس من الضروري ان يصبح حزب الله أكثر مرونة في لبنان”، مشيراً الى أنه “على العكس من ذلك فإذا اندلعت حرب، يصح التساؤل إذا كان حرب الله سيستخدم أو لا يستخدم ما كان يقول انه في ترسانته من صواريخ دقيقة؟ّ!”.
رسالة أبعد من الضاحية
في قراءة عسكرية إستراتيجية، يعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي العميد الركن المتقاعد نضال زهوي أن الاعتداء الإسرائيلي الأخير ليس كما قبله من إعتداءات، التي كانت تتماهى مع الضغوط الدولية تجاه لبنان حول نزع أو سحب أو تسليم سلاح حزب الله، أو لناحية ملف إعادة الإعمار.
ويعتقد زهوي أن الاعتداء الأخير يصب في محاولة إعادة تأزيم الأوضاع للتأثير على مسار ملف التفاوض الأميركي – الإيراني، وليس فقط بما يتعلق في لبنان، لافتاً الى أنه لو حصل أي رد من حزب الله، كان من الممكن أن يحصد الإسرائيلي هدفين. ويشرح زهوي أن الهدف الأول يتمثل بزيادة الضغط على الحكومة اللبنانية لنزع سلاح الحزب، فيما المسألة الأخرى تكمن في حال حصول أي تصعيد من هذا القبيل، من الممكن أن يتأثر ملف المفاوضات، وهذا لا يصب في مصلحة إسرائيل من الناحية الإستراتيجية الخاصة بها ومن الممكن أن يغيّر المشهد الجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط.
أما الجانب الآخر، فيتعلق بتركيا ودورها وحضورها في سوريا، وفق زهوي. “التركي ورقة مهمة بتموضعه في مراكز معينة في الأراضي السورية كحامي للنظام الجديد”، على حد تعبيره. ويضع زهوي ما حصل بالأمس من تطورات أمنية في جرمانا بإطار مشابه بأهداف إستهداف الضاحية يوم الأحد الفائت.
ويعتقد زهوي أنه “من الممكن أن يكون التصعيد من الجانب الإسرائيلي، كلما أصبحت المفاوضات الأميركية الإيرانية على مقربة من الاتفاق”. ورداً على سؤال حول إمكانية أن يكون التصعيد متبادلاً؟ فيجيب: “أعتقد اليوم أن حزب الله لا يريد التصعيد وهو يضع الكثير من أوراق اعتماده داخل أروقة إتخاذ القرار في الدولة اللبنانية، وبالمقابل ومن الممكن كذلك أن يكون التصعيد الإسرائيلي مضبوط أميركياً في حال لم يرد حزب الله على الاعتداءات.
الإصلاح.. بين الإيجابية وفعالية التطبيق
يبدأ اليوم رئيس الجمهورية جوزاف عون زيارة رسمية الى الإمارات العربية المتحدة، بدعوة من رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على أن تستمر الزيارة ليومين، يجري خلالها محادثات مع رئيس الدولة وعدد من المسؤولين فيها.
وتأتي هذه الزيارة استمراراً لمسار التواصل الذي بدأه عون منذ وصوله الى سدة الرئاسة، والذي كرر خلال كافة زياراته للخارج ما أكده أمس أن “لبنان ماضٍ في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية، ومكافحة الفساد”، إذ أن الأخيرة “تبقى من أبرز الأهداف التي أعمل لتحقيقها بالتعاون مع الحكومة ومجلس النواب”، على حد تعبيره.
وتوازياً، وبعد إنهاء الوفد اللبناني مشاركته في اجتماعات الربيع للصندوق النقد الدولي، وعودة الوفد حاملاُ في جعبته ملامح إيجابية مقرونة بتنفيذ ما تعهد به من التزامات.
وفي تعليق على حسابها على Linkedin، عكست رئيسة معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي مستشارة رئيس مجلس الوزراء لمياء المبيض أجواء النقاشات الإيجابية التي خيمت على الاجتماعات، في محاولة لاستعادة الثقة، ولفتت الى التنسيق والانسجام بين أعضاء الوفد، حيث أظهروا تميزاً في المستوى المهني العالي من حيث الحضور والمناقشات.
كما تحدثت عن تقدير للصعوبات الكبرى للمرحلة المقبلة على ضوء كل ما يعانيه لبنان والمواطنين اللبنانيين. أما التصويت على قانون السرية المصرفية بالشكل النهائي بعد إدخال التعديل المناسب، فلفتت الى أنه تصويت مجلس النواب على القانون أحدث الفرق وأثبت أن المجلس النيابي جدي في الإصلاحات وليس فقط الحكومة جدية في هذا الإطار، ولاقى ترحيباً من صندوق النقد وكل الجهات التي تم التواصل معها.
وأشارت الى أن الجميع أكد أن هذه خطوة أولى، وينظرون بتفاؤل حذر للخطوات المقبلة لا سيما التصويت على قانوني إصلاح القطاع المصرفي والفجوة المالية، مشيرة الى أن كل الجهات التي كانت حاضرة على الطاولة المستديرة أبدت استعدادها للمساهمة في المرحلة المقبلة في حال إقرارهما وأبدى لبنان جدية كاملة باعتمادهما، وأن هذه اللحظة الإيجابية يجب أن تستكمل.
وفي سياق متصل، أكّدت السلطات القطرية والبريطانية، في بيان مشترك بعد انعقاد أعمال الحوار الإستراتيجي القطري البريطاني الثاني في الدوحة، “تأييد التقدم الذي أحرز في عملية الإصلاح في لبنان”.



