نتنياهو الذي “يسوّق نفسه” على دماء “السيد الشهيد” !(نسيب حطيط)

بقلم د.نسيب حطيط – الحوارنيوز
بعد سبعه أشهر على إغتيال “السيد الشهيد”، نشرت وسائل الإعلام تصريحاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يشرح فيه مراحل العملية والتردّد بإتخاذ القرار وعدم التشاور مع اميركا قبل التنفيذ ،بما سمي القرار- المغامرة التي لا حلول وسط فيها مع احتمالين متناقضين:
-أن تربح إسرائيل وتقتل “السيد الشهيد” مع دفع أثمان كبيرة يمكن أن تلحق بها نتيجة رد محور المقاومة وفي مقدمتهم ايران.
– ان تربح الإغتيال دون اي رد فعال من محور المقاومة بشكل جماعي وشامل وقاسٍ . وهكذا كان ، ربحت اسرائيل الرهان بالإغتيال دون خسائر!
الملفت أنه تم نشر تصريحات نتنياهو بعد سبعة أشهر، بالتلازم مع المفاوضات الأميركية-الإيرانية ، حيث كان الرجل يمدح نفسه من خلال مديح “السيد الشهيد”، ليُظهر نفسه بطلاً من أبطال إسرائيل التاريخيين ،دون ان يحمل صفة “جنرال”، بل تقدم على كل الجنرالات الذين سبقوه ،فوصف “السيد الشهيد” بأنه قائد عسكري، أفلح في إدارة الحرب واغتيال كل أركان عملياته من القادة العسكريين، وأن” نصر الله” كان محور المحور وانه القائد الشيعي الثاني في العالم بعد السيد الخامنئي الذي يعتبره “إبناً له… ليقول نتنياهو( لقد قتلنا ابنك ياخامنئي)!
لكن الجملة الأخطر في تصريحات “نتنياهو” بقوله (إن اغتيال نصر الله، شرط أساسي وضروري لتغيير ميزان القوى في المنطقة على مر السنين، لأنه طالما كان على قيد الحياة، لكان سريعا إعادة تأهيل الإمكانات التي انتقصناها من حزب الله، ولذلك أعطيت التوجيه، ولم يعد نصر الله معنا). !
لكن السؤال: لماذا تم نشر تصريحات “نتنياهو” في هذا الوقت؟
ان تصريحات نتنياهو ،تهدف لتوجيه عدة رسائل للداخل الإسرائيلي وإيران ولمحور المقاومة مع السعي للدفاع عن نفسه ومدحها وتمجيدها وفق الآتي:
-أولا: يريد نتنياهو إظهار نفسه، بطلاً تاريخيا لإسرائيل او “المؤسس الثاني”، والنجاة من محاكمته بالقول للإسرائيليين يكفيني مجداً ان قتلت لكم “نصر الله” الذي يمثل التهديد الخطير والجدي لإسرائيل!
– تبرئة أميركا من قرار الإغتيال والتأكيد على ان القرار كان إسرائيلياً داخليا، إتخذه نتنياهو على الأراضي الأميركية وعلى أبواب الأمم المتحدة .
– توجيه الإنذار لمرشد الثورة الإسلامية السيد الخامنئي،أننا قتلنا “القائد الشيعي الثاني” بعدك ،وفكّكنا محور المقاومة ونحن قادرون ان نقتل القائد الشيعي الأول، وهو انت ، للقضاء على محور المقاومة وقيادته “إيران”.
– تأكيد : نتنياهو أنه لم يقتل رجل دين مدنيا، بل قتل قائداً عسكرياً محنّكاً، يدير الحرب ضد إسرائيل، وانه انتصر في المبارزة مع نصرالله!
– رمى نتنياهو حجراً في أفواه العملاء في لبنان ،بإعترافه ووفق معلومات مخابراته ، أن “السيد الشهيد” كان حرّاً بقراراته وانه أستغل إيران ولم تستغلّه إيران، وكان يأمر إيران ولا تأمره ،بمعنى انه ليس تابعاً او عبداً لها او منفّذاً لسياساتها، وبالتالي ليس حامياً للملف النووي الإيراني، كما كان يدّعي هؤلاء الطحالب.
لم يجد نتنياهو وساماً يعلّقه على صدره السياسي والعسكري في كل حروبه الداخلية والخارجية ،إلا وساماً عالياً استثنائيا هو وسام قتل “السيد الشهيد”، ويريد مقايضته في الداخل الإسرائيلي بالنجاة من المحاكمة وتنصيبه “ملكاً” على عرش إسرائيل، وان يقبض الأثمان من كل العرب الحاقدين على” السيد الشهيد “والمقاومة والعاجزين عن هزيمتهم.
أن يعترف عدوك بموقعك وقوّتك ، فهي صفعة لكل الحاقدين والمشكّكين، ويكفي المقاومة وأهلها وقائدها شرفاً ان يكونوا العقبة الأساس ،التي تمنع ولادة “الشرق الأوسط الأميركي الجديد”، وان يكون شرط ولادة هذا الشرق الإسرائيلي-الأميركي(إسرائيل الكبرى) هو قتل “السيد الشهيد” ليكون رجلاً بحجم أمة.. بل هو أكبر منها!
نقول لنتنياهو: صحيح ما وصفت به “السيد الشهيد”، لكنك أخطأت بالمغالاة بالإطمئنان ، لأن المقاومة وأهلها يتّكّلون على الله سبحانه وتعالى، وهم قادرون على النهوض من جديد وإستعادة قواهم واستكمال المسيرة والثأر لدماء السيد الشهيد والشهداء..



