قالت الصحف:بين التطورات المحلية والذكرى الخمسين للحرب والمفاوضات في مسقط

الحوارنيوز – صحف
تعددت اهتمامات الصحف الصادرة اليوم ،بين التطورات الداخلية والذكرى الخمسين للحرب اللبنانية غدا،والمفاوضات الإيرانية الأميركية في مسقط اليوم.
النهار عنونت :الحكومة و13 نيسان: احتكار السلاح و”منتذكر سوا لنبني سوا”
وكتبت “النهار” تقول: اتخذ الموقف الجديد الذي عبّر عنه رئيس الحكومة نواف سلام أمس في الذكرى الخمسين للحرب دلالات مهمة إضافية خصوصاً لجهة إعلانه أنه “لا بد من التشديد اليوم أن لا دولة حقيقية إلا في احتكار القوات المسلحة الشرعيّة للسلاح”.
اتخذ ملف استكمال بسط سلطة الدولة واحتكارها للسلاح الذي صار في الآونة الأخيرة الملف شبه الأحادي الذي يحتل الأولوية المتقدمة أبعاداً سياسية ووطنية ومعنوية واسعة في تزامن تقدم تداوله مع احياء الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب في لبنان في 13 نيسان 1975 نظراً إلى الظروف المفصلية التي يقف عندها لبنان اليوم في مسائل السلاح والحرب والسلم بعد الحرب المدمرة الأخيرة التي كانت ارضه مسرحا لها. وإذ تترقب الأوساط السياسية والشعبية مآل الجدل المتسع حيال الآلية التي يفترض أن تبلورها الدولة كلا في ملف نزع سلاح “الحزب” يبدو من الواضح أن هذا الاستحقاق بات بمثابة المسار الذي يشكل المحور الأساسي الذي تتوقف عليه الصورة المقبلة للبنان كلا سواء على الصعيد الأمني والحدودي أو على الصعيد الاقتصادي بعدما ربط الدعم الخارجي للبنان بملف نزع السلاح.
في ظل هذه المعطيات اتخذ الموقف الجديد الذي عبّر عنه رئيس الحكومة نواف سلام أمس في الذكرى الخمسين للحرب دلالات مهمة إضافية خصوصاً لجهة إعلانه أنه “لا بد من التشديد اليوم أن لا دولة حقيقية إلا في احتكار القوات المسلحة الشرعيّة للسلاح، فهي وحدها التي توفر الامن والأمان لكل المواطنين وهي وحدها القادرة على بسط سلطة القانون في كل ارجاء البلاد وعلى صون الحريات العامة والخاصة. وهذا ما اكّد عليه البيان الوزاري لحكومتنا، حكومة الإنقاذ والإصلاح”. وأضاف: “فلنعمل اذن من اجل دولة قوية عادلة تُعيد الثقة إلى شبابنا، دولة حديثة نعيد بناء مؤسساتها على أساس الكفاءة لا الزبائنية، دولة مدنية تضع في قلب سياساتها الإنسان الفرد، المتساوي في الحقوق والواجبات مع شريكه في المواطنة، لا الطائفة او المذهب. دولة تحفظ الذاكرة لنتعلم من ماضينا كي لا نكرر اخطاءنا، بل خطايانا تجاه بعضنا البعض. دولة تثمن مبدأ المسائلة وترفض منطق “عفا الله عمّا مضى”، دولة تقوم على قوة القانون لا على هشاشة منطق “تبويس اللحى”.
وأعلن الرئيس سلام انه “لكي تكون الذكرى لحظة للتفكير بعبر الماضي وحافزاً الى غد أفضل، فإنني ادعو الى دقيقة صمت وطنية شاملة ظهر 13 نيسان، في تمام الساعة الثانية عشرة، تتوقف فيها الحركة في كل مكان لنكون اجتمعنا، جميع اللبنانيين، تحت شعار “منتذكر سوا، لنبني سوا”.
وسيوجه رئيس الجمهورية جوزف عون رسالة إلى اللبنانيين مساء اليوم عشية الذكرى الخمسين لـ”13 نيسان”.
وعقد مجلس الوزراء أمس جلسة أصدر بعدها بعض القرارات فيما باشر مناقشة بنود مشروع القانون المتعلق باصلاح وضع المصارف وإعادة تنظيمها ولم ينجزه بعد وسيعقد جلسة ثالثة لهذه الغاية عند العاشرة قبل ظهر اليوم لاتمام هذا المشروع، وإحالته إلى المجلس النيابي.
اما الخطوة اللافتة الأخرى التي برزت امس فتمثلت في تفقد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون يرافقه وزير الداخلية والبلديات العميد احمد الحجار، مبنى مصلحة تسجيل السيارات والاليات( النافعة) في الدكوانة، حيث عاين عن كثب سير العمل في المصلحة واستمع الى حاجات أصحاب المعاملات الذين فوجئوا بوصول الرئيس عون باكرا فيما هم كانوا ينتظرون لاستقبال معاملاتهم. وقد بادر الرئيس عون المواطنين المجتمعين عند مدخل المصلحة بأن زيارته هدفها معرفة مشاكلهم والاطلاع على حاجاتهم وقال: “اريد ان أقول لكم اني هنا مع وزير الداخلية لاني اعرف الصعوبات التي تواجهكم، وأقول أيضا من يغطي الفساد هو مشارك بالفساد والمطلوب منكم ان تكونوا انتم عيوننا وأي خطأ تلاحظونه عليكم ابلاغي إياه انا ووزير الداخلية. وان لم نتبلغ يكون الحق عليكم”.وجال الرئيس عون والوزير الحجار في المكاتب، واطلع على سير العمل واستمع الى ملاحظات المواطنين. كما تفقد المكان الذي تجري فيه الامتحانات لنيل رخص السوق، وأعطى توجيهاته.
ومن الدكوانة، توجه الرئيس عون الى مرفأ بيروت حيث استقبله وزير الاشغال العامة والنقل فايز رسامني وجال معه على عدد من المكاتب ومنها مكتب رئيس امن المرفأ، حيث اطلع من رئيسه العميد البير شبيب على ظروف العمل في المرفأ الذي اكد انها تجري بشكل طبيعي باشراف القوى الأمنية المولجة حفظ الامن فيه. ثم عقد اجتماعا موسعا ضم عددا من الضباط وزودهم بالتوجيهات اللازمة.وعلى اثر جولته داخل احواض المرفأ ومركز الحاويات، انتقل الرئيس عون الى مبنى الجمارك حيث استقبله المدير العام للجمارك بالوكالة السيد ريمون خوري، واستمع منه الى عمل الضابطة الجمركية في المرفأ. وشدد الرئيس عون على ضرورة انتظام الرقابة الجمركية على البضائع المستوردة من الخارج واستيفاء الرسوم بعدالة وفق الأنظمة والقوانين المرعية الاجراء، وعدم التهاون مع من يرتكب المخالفات.
وغداة موقف الرئيس عون من “الحزب” اول من امس، أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب علي فياض أن “الحزب، منفتح على أي مسار حواري داخلي تطلقه الدولة اللبنانية لمعالجة الملفات العالقة، خصوصا أن المواقف الرسمية اللبنانية أظهرت إدراكاً عميقاً لأهمية الحوار في حماية الإستقرار الداخلي، الذي تهدده المواقف والسياسات الأميركية خدمة لإسرائيل”. وقال: “إن الضغط على الجيش اللبناني لنزع سلاح الحزب على حد تعبيرهم، ومحاصرة لبنان مالياً، ومنع المساعدات عنه، وإعاقة عملية إعادة الإعمار، واختلاق الأكاذيب المفبركة حول دور مرافئه، وآخرها إستهداف مرفأ بيروت بهدف إخضاعه للوصاية الأمنية الأميركية، مضافاً إلى تغطية الإغتيالات التي يقوم بها العدو الإسرائيلي، يشكل تهديداً مباشراً للإستقرار اللبناني”. واعتبر فياض أن “المواقف الداخلية العدائية والإستفزازية، تؤدي دوراً خطيراً، في الإحتقان الداخلي وتعميق الإنقسامات داخل المجتمع اللبناني، لأنها مواقف تتجاوز دائرة السياسة إلى قضايا جوهرية تتعلق بالمصير والأرض والأمن والحق بحياة طبيعية لمكوِّن أساسي من المكونات اللبنانية”.
إلى ذلك برز على الصعيد القضائي استجواب المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار امس كلا من المدير العام السابق للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، والمدير العام السابق لأمن الدولة اللواء طوني صليبا. وعلى مدى ساعتين ونصف الساعة، استجوب البيطار اللواء إبراهيم، في حضور وكيله المحامي سامر الحاج، ووكلاء الادعاء الشخصي .ولم يتخذ اي اجراء بحقه وقرر تركه رهن التحقيق.وإثر انتهاء الجلسة عبر إبراهيم عن ارتياحه لمسار التحقيق.وعن سبب مثوله أمام المحقق العدلي رغم تقديمه دعوى مخاصمة ضده، أشار إلى أنه “فضل الحضور إلى قصر العدل كي لا يتهم بأنه يعرقل التحقيق القضائي”. وقال: “كان يفترض بالقاضي البيطار أن يوقف الإجراءات عندما تبلغ دعوى المخاصمة لكنه تجاوز كل هذه الأمور ومضى في إجراءاته”.
بعدها، استجوب البيطار المدير العام لأمن الدولة السابق اللواء طوني صليبا، في حضور وكيله المحامي نضال خليل، ولفت صليبا إلى أنه “أجاب على كل الأسئلة وأن القاضي البيطار أدار الجلسة بهدوء وكانت الأجواء إيجابية جدا”. وأوضح أنه “المسؤول الوحيد الذي حضر إلى قصر العدل وأدلى بإفادته أربع مرات في هذا الملف”.
وأشارت المعلومات الى أن القاضي البيطار بصدد استدعاء الوزيرين السابقين النائب غازي زعيتر ونهاد المشنوق يوم الجمعة في 25 نيسان الجاري، في إطار استكمال الاستدعاءات القضائية المرتبطة بملف انفجار المرفأ، على أن يستدعي في أوائل شهر أيار المقبل رئيس الحكومة السابق حسان دياب.
الجمهورية عنونت : “كبسة” رئاسية للنافعة والمرفأ.. ووعد أوروبي بالمساعدة…. مفاوضات النووي بين التفاؤل والتشاؤم والرهان على إيجابيات
وكتبت “الجمهورية”تقول:كل الأنظار متّجهة إلى مسقط، حيث تنطلق اليوم، المفاوضات الأصعب بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، وما يمكن أن يتمخّض عنها من ارتدادات تُجمِع التقديرات على أنّها بإيجابيّتها أو سلبيّتها، ستنسحب على الملفات الإقليمية والدولية. ولبنان الذي يحاول أن يرتدي ثوب الخلاص وينهض من أزمة أو أزمات متتالية ومتناسلة من بعضها البعض، أرهقته لسنوات طوال، شأنه شأن الدول التي تعلّق آمالاً كبيرة على أن تورب هذه المفاوضات أبواب الحروب وتنزع فتائل التفجير التي تهدّد منطقة الشرق الأوسط برمّتها، مراهناً على أن يتمخّض عن الصعوبات والتعقيدات الفاصلة بين عدوَّين لدودَين، ما يعاكسها من انفراجات تنسحب عليه وتمكّن العهد الرئاسي من إكمال المسيرة التي بدأها على خطّ النهوض بلبنان والإنتقال به إلى واحة الإنتعاش الذي يتوق إليه كلّ اللبنانيّين.
ممّا لا شكّ فيه، أنّ كلّ الأنتينات واللواقط والمراصد الدولية مركّزة على «الحدث العماني»، توازيها ما يبدو أنّه سباق محموم بين المحلّلين والمعلّقين والقنوات العالمية والشبكات الإعلامية وكبريات الصحف الدولية ومعها العربية، على مقاربة المفاوضات الأميركية- الإيرانية بتحليلات وتقديرات وتوقعات تأرجحت بين الموضوعية والتفاؤل والتشاؤم. وحتى إنّ المنجّمين والمبصّرين وقارئي الفناجين والضاربين بالرمل اصطفّوا في هذا الطابور!
كل الاحتمالات واردة
الأكيد وسط هذا الزحمة، أنّه في مفاوضات بين طرفَين يجمعهما عداء مستحكِم، وتفصل بينهما فوارق عميقة، وملفات شائكة وقضايا معقّدة، من السذاجة الجزم أو الحسم بنتائج مسبقة، أو القول بمفاوضات بيضاء أو سوداء. فلعلّ التوصيف الأكثر ملاءمة لهذه المفاوضات، جاء عبر تفاؤل حذر أبداه مرجع كبير بقوله رداً على سؤال لـ«الجمهورية»، عمّا إذا كان ينحاز إلى القائلين بمفاوضات بيضاء أو القائلين بمفاوضات سوداء: «مجرّد جلوس الأميركيِّين والإيرانيِّين على طاولة المفاوضات، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، ورفع مستوى المفاوضين، أمر ينطوي على إيجابيات من حيث الشكل. ويجب ألّا نغفل أنّ الشكل هنا، فيه ما يلامس الجوهر، باعتبار أنّ الطرفَين باتفاقهما على المفاوضات يُعطِيان فرصة جدّية للحلّ السياسي والاتفاق، ويُعبّران بصورة غير مباشرة عن رغبتهما بتجنّب التصعيد والمواجهة».
أمّا من حيث المضمون، يتابع المرجع عينه قائلاً: «فما بين واشنطن وطهران وديان من الخلافات وسنوات طويلة من الصدام والعقوبات، ولذلك لا أقول إنّ المفاوضات سهلة، ولا أقول إنّها ستفشل أو إنّها ستنجح، هي في رأيي مفاوضات رمادية تميل وفق مجرياتها إلى البياض أو السواد، وكل الاحتمالات واردة فيها، وربما تطول هذه المفاوضات بحسب الملفات التي ستُطرح فيها، وربما تكون قصيرة. في كل الأحوال فلننتظر، والعبرة تبقى دائماً في الخواتيم».
تفاؤل ديبلوماسي
في هذا الإطار، أبلغ ديبلوماسي أوروبي رفيع «الجمهورية» قوله، إنّه يتوقع أن تكون المفاوضات الأميركية- الإيرانية شاملة، ولا يتوقع نتائج سريعة، «كونها لن تكون مقتصرة على الملف النووي، بل أمام الأميركيِّين والإيرانيِّين مجموعة كبيرة من ملفات محل تناقض وتعقيد كبير بينهما، ما قد يستوجب جولات متعدّدة من المفاوضات قد تمتد لأجل غير معلوم، وربما لأشهر على أقل تقدير».
وعمّا إذا كان يتوقّع أن تُفضي هذه المفاوضات إلى تفاهمات وإيجابيات، أضاف: «لا أملك الحسم، لكن لديّ ما يجعلني أميل إلى التفاؤل أكثر، فالطرفان جادان. ثم أود أن ألفت الانتباه هنا إلى أنّه خلال الأسابيع الأخيرة كان هناك ما يُشبه الخيط الرفيع بين الحرب واللاحرب، لكنّ ديبلوماسية الغرف المغلقة والقنوات السرّية غير المنظورة تمكّنت من تمتينه. وفي اعتقادي أنّ المساهم الأكبر في ذلك هو إدراك الأطراف لما قد تؤدّي إليه الحرب من تهديد، ليس للسلام الإقليمي بل للسلام العالمي، وهو ما حذّر منه الروس وغيرهم الذين تخوّفوا من كارثة بيئية في منطقة الشرق الأوسط، وإعصار اقتصادي سيضرب العالم بأسره».
ماذا عن لبنان؟
أمّا لبنانياً، فتبرز في هذا السياق، ما تصفها مصادر واسعة الإطلاع «الثابتة» لدى المستويات المسؤولة في الدولة، ولاسيما لدى رئاسة الجمهورية، والتي يُعبِّر عنها رئيس مجلس النواب نبيه بري أيضاً، وهي «التركيز على أولوية دفع عجلة إنهاض البلد إقتصادياً ومالياً، والتسريع بالخطوات والإجراءات الحكومية في هذا المجال، بمعزل عن أي أمر آخر».
وبحسب المصادر عينها، فإنّ المستويات المسؤولة في الدولة تأمل أن تنجح المفاوضات، ولا تملك أكثر من ذلك، إلّا أنّها تتقاطع جميعها على حقيقة أنّ واقع لبنان لا يحتمل ترف تضييع الوقت، أو التباطؤ في الإنجاز في انتظار ما ستؤول إليه المفاوضات. ونقلت عن أحد الرؤساء قوله: «المطلوب إكمال المسار الإنقاذي، فإن كانت نتائج المفاوضات سلبية، يكون لبنان قد جمّع عوامل تحصينه، وأمّا إذا ما جاءت إيجابية وانتهت إلى اتفاق بين الأميركيِّين والإيرانيِّين، فهذا الاتفاق إن حصل ستمتد ارتداداته حتماً على مساحة الإقليم ولبنان من ضمن هذه المساحة بالتأكيد، وبالتالي تكون هذه الارتدادات الإيجابية قيمة مضافة ودافعة أكثر لنا إلى مزيد من التقدّم والانجاز في لبنان».
عوامل التحصين
أمّا عوامل التحصين، فيعتبرها مرجع سياسي «مسؤولية مشتركة بين الرئاسات الثلاث والحكومة ومجلس النواب وكل القوى السياسية»، ويُلخّصها لـ«الجمهورية» كما يلي:
أولاً، الشروع بصورة عاجلة في ورشة عمل حكومية واسعة وبصورة مكثفة للإيفاء بكل الالتزامات والوعود التي قُطِعت، ولاسيما في مجال إعادة إعمار ما هدّمه العدوان الإسرائيلي.
ثانياً، الانتهاء الفوري من مرحلة الوعود الكلامية إلى المرحلة التطبيقية، عبر توجيه رسالة عملية عاجلة إلى الداخل اللبناني، وكذلك إلى المجتمع الدولي بصورة خاصة، بجرعة كبيرة من الخطوات الإصلاحية الجدّية ذات الصدقية الأكيدة.
ثالثاً، الانتقال من التغنّي بآلية التعيينات، إلى ترجمتها بإنجاز التعيينات الضرورية والملحّة للقطاعات المرتبطة بالشأن الإصلاحي. وإصدار المراسيم التطبيقية لمجموعة القوانين الإصلاحية التي أقرّها مجلس النواب قبل سنوات، وعُطِّل تنفيذها في العهد السابق لدواعٍ سياسية وكيدية، على رغم من أنّ من شأنها أن تُحدِث نقلة نوعية في المجال الإصلاحي.
رابعاً، إقرار مجموعة القوانين الجديدة المطلوبة في المجال الإصلاحي التي من شأنها تسريع إنضاج التفاهمات وبرامج التعاون مع المؤسسات المالية الدولية، ولاسيما القانونان المتعلقان بالسرّية المصرفية وإعادة هيكلة المصارف، ليس على النحو الذي يُبرّئها من دورها الخبيث خلال الأزمة وتلاعبها بالعملة الوطنية وتهريب الأموال إلى الخارج، وصولاً إلى التشبيح الذي اعتمدته على الدولة وحجز غير قانوني وغير أخلاقي وغير إنساني، وبمعنى أدق سرقة موصوفة لأموال المودعين.
خامساً، إقرار قانون «كابيتال كونترول» عصري وحديث. مع الحفاظ على أموال المودعين، واتخاذ الخطوات العملية العاجلة في إعادة هذه الحقوق إلى أصحابها، وليس بالطريقة التي تُروّج لها بعض المصارف من خلال طروحات بتقسيط أموال المودعين على مدى 10 سنوات أو 20 سنة ما يعني تذويبها بشكل كامل.
سادساً، اتخاذ الخطوات العاجلة في مجال مكافحة الفساد، مع محاسبة بمفعول رجعي لكل المرتكبين، واسترداد الأموال المنهوبة من مختليسها.
العامل الإسرائيلي
على أنّه في موازاة ضرورات التحصين الإصلاحي والإقتصادي والمالي، تبرز ضرورة تفوقها، تؤكّد عليها مصادر رفيعة في «الثنائي»، وتتجلّى في الارتفاع إلى أعلى درجات اليقظة والحذر من العامل الإسرائيلي، في ظل محاولاته المتكرّرة لإرباك الوضع اللبناني ونسف اتفاق وقف إطلاق النار. والمسؤولية في هذا المجال، كما تقول المصادر، تقع على السلطة السياسية في توفير كل الوسائل لمنع الإسرائيلي من تحقيق غايته، بالتوازي مع إعلان الاستنفار الديبلوماسي مع الدول المعتبرة صديقة، وفي مقدّمها الولايات المتحدة الأميركية، لردع إسرائيل ونزع فتيل التصعيد الذي تشعله. وإن كانت التجربة الديبلوماسية المعتمدة منذ إعلان وقف إطلاق النار في تشرين الثاني الماضي، حيث لم يُقابل الجهد الديبلوماسي مع الأصدقاء، ولاسيما الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار، باستجابة جدّية تمنع تفلّت إسرائيل من هذا الاتفاق ويوقف اعتداءاتها وخروقاتها.
أمّا موجبات الحذر، فتردّها المصادر الرفيعة إلى أنّ إسرائيل، باعتبارها الدافع إلى الضربة الأميركية لإيران وإنهاء ملفّها النووي وتغيير النظام فيها، هي أكثر المتضرّرين من المفاوضات بين واشنطن وطهران ووصولها إلى تفاهمات بين البلدَين، ما يعزّز الخشية من أن يُقدِم العقل الشيطاني الذي يحكمها على خطوات عدوانية، ولاسيما على جبهة لبنان، ويشي بذلك اعتداءاتها التي صعّدتها بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، وترافقت مع مزاعم حول نشاطات عسكرية لـ»الحزب» خارج منطقة جنوبي الليطاني، وآخرها على سبيل المثال، ادّعاؤها بإعادة الحزب إحياء منشأة عسكرية في الشويفات، في محاولة واضحة تسعى من خلالها إلى منح نفسها مبرّرات واهية للقيام بعدوان».
استبعاد التصعيد
إلى ذلك، وعلى رغم من اقتناعه بوجوب الحذر الدائم من إسرائيل، يعتبر مرجع أمني أنّ اعتداءات إسرائيل على لبنان منذ اتفاق وقف إطلاق النار، دافعها داخلي بشكل أساسي، والهدف الأساس منها هو تطمين سكان مستوطنات الشمال وحثهم على العودة إليها، فيما هم يمتنعون حتى الآن، وقد كان هذا الأمر أحد أهداف حرب الـ66 يوماً على لبنان ولم يتحقق بالشكل الذي أرادته إسرائيل، لاسيما أنّ آخر الإحصاءات الإسرائيلية تتحدّث عن نسبة عودة للمستوطنين تتراوح بين 10 و15% إلى المستوطنات على رغم من إخلاء «الحزب» لمنطقة جنوب الليطاني.
ورداً على سؤال لـ»الجمهورية»، استبعد المرجع عينه لجوء إسرائيل إلى تصعيد كبير لأسباب متعدّدة، أولها الـ»فيتو» الأميركي على استئناف الحرب. وثانيها الأزمة السياسية المتصاعدة داخل المستويات السياسية في إسرائيل، وحتى في داخل حكومة بنيامين نتنياهو. وثالثها أنّ الجيش الإسرائيلي نصفه متفرّغ للحرب في غزة ونصفه الآخر صار في سوريا. ورابعها أنّ إسرائيل ما زالت مقتنعة بقدرة «الحزب» على مواجهتها وإيذائها، والإعلام الإسرائيلي يشير إلى ذلك بوضوح.
كبسة رئاسية
محلياً، سُجِّلت أمس، كبسة رئاسية للنافعة، إذ قام رئيس الجمهورية جوزاف عون بزيارة إلى مبنى مصلحة تسجيل السيارات والآليات في الدكوانة، يُرافقه وزير الداخلية أحمد الحجار. وتوجّه الرئيس عون بكلمة إلى أصحاب المعاملات في المصلحة: «أنا هنا أتيتُ لأعرف مشكلاتكم. والمطلوب منكم إبلاغي بالصعوبات التي تواجهكم، وأقول لكم مَن يُغطّي الفساد هو مشارك فيه، فكونوا أنتم عيوننا، وأنا ووزير الداخلية هنا لمساعدتكم».
كذلك، قام الرئيس عون بزيارة إلى مرفأ بيروت ورافقه وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، فالتقى المدير العام للجمارك العميد ريمون خوري، وتفقّد سير العمل في الجمارك وفي المراكز الأمنية. وشدّد الرئيس عون خلال الزيارة على ضرورة «انتظام الرقابة الجمركية على البضائع المستوردة واستيفاء الرسوم بعدالة وعدم التهاون مع من يرتكب المخالفات».
على الصعيد الحكومي، أكّد رئيس الحكومة نواف سلام، أنّ الحكومة ماضية في تطبيق برنامج الإصلاح وإقرار مشاريع القوانين المالية التي تخوّل لبنان الوصول إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي. وشدّد خلال استقباله وفداً من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، على أنّ الإصلاحات هي مصلحة أساسية للبنان واللبنانيِّين، لوضع الدولة على طريق التنمية. وقد أكّد الوفد خلال اللقاء استعداد البنك لدعم لبنان ومساعدته فور تحقيق الإصلاحات المطلوبة وتوقيعه الاتفاق مع صندوق النقد.
اللواء عنونت: 50 عاماً على الحرب: رسالة رئاسية وصمت مدوٍ في كل لبنان
الحكومة تفتح ملف تصحيح الرواتب والعطاءات.. ومجلس الوزراء ينجز اليوم قانون الإصلاح المصرفي
وكتبت “اللواء” تقول: على خط التعافي، ينازع لبنان، مع الحكم والحكومة، للخروج من الانفاق المظلمة، متوسماً الخير من اللقاءات الكبرى، ومن حركة الاتصالات والتحركات لكبار المسؤولين: حيث يتوجه الرئيس جوزف عون الى الدوحة تلبية لدعوة رسمية من امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، كما يتوجه الرئيس نواف سلام الى سوريا للبحث في ترتيبات ما بعد الاتفاقية التي جرى التفاهم حولها في محادثات جدة.
وبين ترقب اجتماع السبت (اليوم) 12 نيسان بين المفاوض الاميركي والمفاوض الايراني في سلطة عمان حول الملف النووي الايراني والعقوبات والدور والفصائل المرتبطة به في المنطقة ومضمون الكلمة التي سيوجهها مساء اليوم الرئيس عون لمناسبة نصف قرن على اندلاع الحرب الاهلية في 13 نيسان عام 1975.
والتي دعا لاحيائها الرئيس سلام بالوقوف دقيقة صمت في المناسبة، في وقفة وطنية شاملة ظهر غد الاحد، وتتوقف الحركة في كل مكان تحت شعار: «نتذكر سوا لنبني سوا».
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن ما قام به الرئيس عون امس من خلال زيارتيه الى كل من مرفأ بيروت والنافعة هو في صلب العمل المؤسساتي السليم القائم على مبدأ محاربة الفساد والسير بالملفات بشفافية ورؤى إصلاحية ولفتت إلى أن هذا التعاطي ينم عن جدية بحيث العهد الجديد في البلاد يستتبع معه إجراءات جديدة تنطلق مما تعهد به الرئيس عون في خطاب القسم.
إلى ذلك يفترض أن تكون كلمة رئيس الجمهورية اليوم في ذكرى ١٣ نيسان متضمنة لدعوة إلى طي هذه الصفحة الأليمة ، وتردد أنها مفصلية ومتزامنة مع بدء التواصل المرن مع حزب الله.
مجلس الوزراء: استكمال دراسة وضع المصارف اليوم
وسط ذلك، يستكمل مجلس الوزراء عند العاشرة من صباح اليوم دراسة مشروع القانون المتعلق باصلاح وضع المصارف واعادة تنظيمها، واحالته الى المجلس النيابي لاقراره، ويؤمل ان يشكل مدخلاً اساسياً، ولازماً لاقرار مشروع قانون الفجوة المالية بغية اعادة الانتظام المالي.
ومالياً، قرر المباشرة بدراسة رواتب القطاع العام لانصافهم، في ضوء المباشرة بدراسة موازنة العام المقبل.
وفي الموضوع التربوي تم اقرار مرسوم يرمي إلى إعطاء تعويض موقت إلى جميع العاملين في وزارة التربية والتعليم العالي حيث، أعطى موظفي ملاك التعليم الرسمي في المدارس والثانويات الرسمية والمعاهد الفنية ما قبل التعليم الجامعي تعويضا موقتا شهريا بمقدار١٣ راتبا بالإضافة إلى تعويض مثابرة وفق التعميم رقم٦/٢٠٢٤ الصادر عن رئاسة مجلس الوزراء على أن تحدد شروط الاستفادة من تعويض المثابرة بقرار يصدر عن وزيرة التربية والتعليم العالي.
ويعطى مدراء مدارس والثانويات والمعاهد الرسمية تعويضا قيمته ١٠ بالمئة من التعويض المنصوص عنه في التعميم رقم ٦ (للمدراء المكلفين) و ١٥ بالمئة للمعنيين وفق الأصول. تسري هذه مفاعيل هذه الزيادة من ١ شباط ٢٠٢٥.
٢- للمتعاقدين:
اولا: اعتبارا من بداية العام الدراسي ٢٠٢٤-٢٠٢٥ يعطى المدرسون المتعاقدين بالساعة تعويضا موقتا على اجر الساعة الاساسي وفقا للعامود الثاني ( بدل اجر ساعة) في القرار ٢٠١٤/م/٢٠٢٢ تعويصا مؤقتا بحيث يصبح مجمل ما يتقاضاه المتعاقد عن ساعة التعليم احد عشر ضعف الاجر الاساسي.
ثانيا: اعتبارا من ١ شباط ٢٠٢٥ يضاف الى هذا التعويض تعويضا موقتا يساوي قيمة التعويض المحدد والمذكور في البند اولا اعلاه.( يصبح مجمل أجر الساعة ٢٢ ضعفا).
تشمل هذه الزيادة جميع المتعاقدين ( في الاساسي والثانوي والمهني)، والمتعاقدين على حساب الصناديق ومجالس الاهل دون الذين يتقاضون اتعابهم من الدول المانحة.
ورداً على سؤال عن سبب التأخير في اقرار موضوع اصلاح المصارف، وعما اذا كان «كارتيل» المصارف يتدخل بشكل مباشر بالنقاشات.قال :بالنسبة للجزء الاول من السؤال فان سبب التأخر لاننا ندرس الموضوع مادة مادة، ونقاربها بشكل علمي ودقيق ونطبق عليها حالات عملية حتى نكون بالفعل نعرف ماذا نقر، لذلك فان الموضوع يأخذ نقاشا، وليس لدينا مشكلة بذلك وايضاً ليس لدينا مشكلة لمتابعة درسه غدا (اليوم) ونرسل النص الى المجلس النيابي وفقا لما تقتضيه المصلحة العامة ومتطلبات التفاوض مع صندوق النقد الدولي في الوقت عينه.
تصحيح الأجور في 28 نيسان
وفي اول اجتماع للجنة المؤشر عقد برئاسة وزير العمل محمد حيدر، لاعادة النظر بمعالجة رواتب واجور العاملين في القطاع الخاص، بحضور رئيس الهيئة الاقتصادية محمد شقير ورئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر، ورئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس، وممثلي الجمعيات ووزارات العمل والمال والجامعة اللبنانية، تقرر تشكل فريق عمل مصغر لعقد اجتماعات بدءا من الاثنين وذلك لرفع الحد الادنى للاجور، ورفع قيمة المنحة المدرسية، وزيادة قيمة التعويضات العائلية، على ان تعلن النتائج في 28 الجاري.
وقبيل ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في السراي لاستكمال البحث بهيكلة المصارف، اكد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام أن الحكومة ماضية في تطبيق برنامج الاصلاح واقرار مشاريع القوانين المالية التي تخول لبنان الوصول الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي.وشدد خلال استقباله وفد البنك الأوروبي لاعادة الإعمار والتنمية برئاسة نائب رئيس البنك ماتيو باترون على ان الإصلاحات هي مصلحة اساسية للبنان واللبنانيين لوضع الدولة على طريق التنمية. من ناحيته أبدى الوفد استعداد البنك لدعم لبنان ومساعدته، فور انجاز الإصلاحات المطلوبة وتوقيعه الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.
كبسة الرئيس في المرفأ والنافعة
وكانت الزيارتان المفاجئتن للرئيس عون الى النافعة ومرفأ بيروت، لتفقد سير العمل في المرفقين موضع اهتمام داخلي، واشارة واضحة على الجدية في وقف الفساد في مؤسسات الدولة.
فصباحاً، تفقد رئيس الجمهورية يرافقه وزير الداخلية والبلديات العميد احمد الحجار، مبنى مصلحة تسجيل السيارات والاليات( النافعة) في الدكوانة، حيث عاين عن كثب سير العمل في المصلحة واستمع الى حاجات أصحاب المعاملات الذين فوجئوا بوصول الرئيس عون باكرا فيما هم كانوا ينتظرون لاستقبال معاملاتهم. وقد بادر الرئيس عون المواطنين المجتمعين عند مدخل المصلحة بأن زيارته هدفها معرفة مشاكلهم والاطلاع على حاجاتهم. وقال: اريد ان أقول لكم اني هنا مع وزير الداخلية لاني اعرف الصعوبات التي تواجهكم، وأقول أيضا من يغطي الفساد هو مشارك بالفساد والمطلوب منكم ان تكونوا انتم عيوننا وأي خطأ تلاحظونه عليكم ابلاغي إياه انا ووزير الداخلية. وان لم نتبلغ يكون الحق عليكم.
بعد ذلك، توجه الى مكتب رئيس المصلحة بالتكليف العميد نزيه قبرصلي حيث اجتمع معه في حضور الوزير الحجار واطلع منه على واقع العمل في المصلحة، داعيا إياه الى مضاعفة الاهتمام بمطالب المواطنين والإسراع في انجاز معاملاتهم وتصحيح الواقع الراهن في المصلحة. كما اجتمع الرئيس عون الى الضباط العاملين في المصلحة واكد ان وجودهم في «النافعة» هدفه خدمة المواطنين ورفع الغبن عنهم ومنع الرشاوى وتسهيل معاملاتهم وضبط أي مخالفات ترتكب بحق أصحاب المعاملات. ثم جال الرئيس عون والوزير الحجار في المكاتب، واطلع على سير العمل واستمع الى ملاحظات المواطنين. كما تفقد المكان الذي تجري فيه الامتحانات لنيل رخص السوق، وأعطى توجيهاته.
ومن الدكوانة، توجه الرئيس عون الى مرفأ بيروت حيث استقبله وزير الاشغال العامة والنقل فايز رسامني وجال معه على عدد من المكاتب ومنها مكتب رئيس امن المرفأ، حيث اطلع من رئيسه العميد البير شبيب على ظروف العمل في المرفأ الذي اكد انها تجري بشكل طبيعي باشراف القوى الأمنية المولجة حفظ الامن فيه. ثم عقد اجتماعا موسعا ضم عددا من الضباط وزودهم بالتوجيهات اللازمة.وعلى اثر جولته داخل احواض المرفأ ومركز الحاويات، انتقل الرئيس عون الى مبنى الجمارك حيث استقبله المدير العام للجمارك بالوكالة ريمون خوري، واستمع منه الى عمل الضابطة الجمركية في المرفأ. وشدد الرئيس عون على ضرورة انتظام الرقابة الجمركية على البضائع المستوردة من الخارج واستيفاء الرسوم بعدالة وفق الأنظمة والقوانين المرعية الاجراء، وعدم التهاون مع من يرتكب المخالفات.
الحزب منفتح
وغداة موقف الرئيس عون من حزب الله امس، أكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض أن «حزب الله، منفتح على أي مسار حواري داخلي تطلقه الدولة اللبنانية لمعالجة الملفات العالقة، خصوصا أن المواقف الرسمية اللبنانية أظهرت إدراكاً عميقاً لأهمية الحوار في حماية الإستقرار الداخلي، الذي تهدده المواقف والسياسات الأميركية خدمة لإسرائيل». وقال: «إن الضغط على الجيش اللبناني لنزع سلاح حزب الله على حد تعبيرهم، ومحاصرة لبنان مالياً، ومنع المساعدات عنه، وإعاقة عملية إعادة الإعمار، واختلاق الأكاذيب المفبركة حول دور مرافئه، وآخرها إستهداف مرفأ بيروت بهدف إخضاعه للوصاية الأمنية الأميركية، مضافاً إلى تغطية الإغتيالات التي يقوم بها العدو الإسرائيلي، يشكل تهديداً مباشراً للإستقرار اللبناني». واعتبر فياض أن «المواقف الداخلية العدائية والإستفزازية، تؤدي دوراً خطيراً، في الإحتقان الداخلي وتعميق الإنقسامات داخل المجتمع اللبناني، لأنها مواقف تتجاوز دائرة السياسة إلى قضايا جوهرية تتعلق بالمصير والأرض والأمن والحق بحياة طبيعية لمكوِّن أساسي من المكونات اللبنانية».
واعتبر قيادي في «الثنائي الشيعي» ان مشكلة الحلفاء والخصوم في التعاطي مع ملف السلاح وكأنه لعبة أو هدية نهديها أو نتنازل عنها وانتهى الموضوع، فيما المسألة ترتبط بترتيبات أساسية وجوهرية في الدولة والجيش والسياسة والنظام اللبناني ككل، أو بمعنى أوضح فان حل ملف السلاح ضمن الاستراتيجية الدفاعية مرتبط بتعديلات جوهرية وبإعادة نظر شاملة في الطائف والدستور والنظام السياسي.
يقول القيادي ان الأولوية اليوم هي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وانسحاب العدو من كل الأراضي اللبنانية المحتلة ونحن لا نتحدث هنا عن النقاط الخمس التي احتلها العدو بعد عدوان أيلول بل عن كافة الأراضي اللبنانية المحتلة، وبالتالي أنا لا أكشف سرا إذا أعلنت بان ترتيب ملف السلاح مع الدولة اللبنانية لن يبدأ بمعزل عن بدء الحكومة اللبنانية ورئيس الجمهورية مفاوضات جديّة مع الدول الداعمة للعدو لوقف العدوان أولا ولتقديم رؤيا شاملة حول انسحابه من كل الأراضي اللبنانية المحتلة بما فيها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
وبصريح العبارة أقول ان موافقة الحزب على البحث في أي استراتيجية دفاعية لن يبدأ قبل تحرير كل الأرض وبسط الجيش اللبناني سلطته على كل حبة تراب من الجنوب اللبناني، ووقف استباحة العدو للبنان برا وبحرا وجوا. (راجع ص 3).
تحقيقات المرفأ
قضائياً، لم تستبعد مصادر معنية صدور القرار الاتهامي بانفجار مرفأ بيروت قبل 4 آب المقبل، حيث يكون قد مرت اربع سنوات على الانفجار.
ومثل امس المدير العام السابق للامن العام اللواء عباس ابراهيم امام المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، وكذلك المدير العام لامن الدولة اللواء طوني صليبا، وتركهما القاضي بيطار، بعد الاستماع الى افادتيهما.
واستمر الاستماع الى اللواء ابراهيم لساعتين ونصف، وكذلك ساعتين مع اللواء صليبا.
وسيستمع المحقق العدلي الى رئيس الحكومة آنذاك حسان ذياب، اوائل الشهر المقبل، وعدد من الوزراء والنواب الحاليين، وبينهم الوزيران السابقان النائب غازي زعيتر والنائب السابق نهاد المشنوق.
نشاطات في 13 نيسان
وفي اطار احياء نصف قرن على الحرب الاهلية دعت وزيرة التربية ريما كرامي «كل المدارس والثانويات والمعاهد المهنية والجامعات الخاصة والرسمية، نهار الاثنين الواقع فيه ١٤ نيسان، إلى الوقوف دقيقة صمت بعد إنشاد النشيد الوطني اللبناني، حدادا على ضحايا تلك الحرب وتفكرا بالعبر التي خرج بها الطائف كميثاق الطائفي يسهم في انصهار الشعب بعد تشرذم». كما طلبت منهم في خلال الأسبوع الذي يلي يوم ١٣ نيسان، «تخصيص حصص توعوية ونقاشية وأنشطة مختلفة، وفاقا لما يرونه مناسبا، تضيء على أهم اللحظات التي تجسدت فيها الوحدة الوطنية منذ استقلال لبنان وفي مقدمتها اتفاق الطائف».
وتمنت كرامي «على إدارات المدارس، أن تخصص حصة تعليمية لتلامذة/ تلميذات المرحلة الثانوية، لتطبيق نشاط تعليمي يساعدهم/نّ في الولوج إلى هذه المرحلة الصعبة من تاريخ لبنان، بالإضاءة على مسبباتها وأثرها على حياة الناس والتحوّلات التي حملتها، وفتح نقاشات معهم/نّ بعيدا من الحساسيات والتفرقة، حول كيفية الاستفادة من عِبَر هذه الحرب لترسيخ الإنصهارالوطني ووحدة اللبنانيين».
وأحيت نقابة المحامين في بيروت الذكرى الخمسين لإندلاع الحرب في لبنان، تخليدا لذكرى ضحايا الحرب وشهداء الواجب، ونُظّمت بالمناسبة مسيرة للمحامين بثوب المحاماة، انطلقت من قصر العدل وصولا إلى ساحة المتحف، حيث وضع نقيب المحامين فادي مصري ونقيب المحامين في طرابلس سامي الحسن أكليل غار باسم محامي لبنان على ضريح الجندي المجهول والقيت الكلمات للمناسبة، كما تشهد بيروت ومناطق عديدة احياء للمناسبة عبر ندوات وحوارات.



