سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: ضغوط أميركية متصاعدة بالتزامن مع المفاوضات مع ايران

 

الحوارنيوز – خاص

رصدت صحف اليوم المؤشرات المتزايدة حيال الضغط الأميركي على لبنان لمصلحة العدو الإسرائيلي وأمنه الاستراتيجي، حيث تقدم قضية نزع سلاح المقاومة قبل أي بحث بتنفيذ وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار 1701، فيما العهد يعالج الضغوط بحكمة تجنب الوضع الداخلي الانفجار..

الى ذلك تتجه الأنظار الى المفاوضات الأميركية – الإيرانية بعد غد السبت في العاصمة العُمانية وأهميتها على صعيد استقرار المنطقة..

 

ماذا عن التفاصيل؟

  • صحيفة النهار عنونت: نزع السلاح يحرّك التباينات داخل الحكومة

 إسرائيل تهدد الشويفات والمرفأ “يبدّد” التشكيك

رئيس الجمهورية جوزف عون وضع فعلاً التصوّر التنفيذي والعملي لإطلاق حوار في أسرع وقت مع “حزب الله” حول ملف السلاح

وكتبت تقول: بين “الحوار” لاستكمال بسط سيادة الدولة أو “نزع” سلاح “حزب الله”، لم تتمالك الأوساط الراصدة للمناخ الداخلي الرسمي والسياسي منذ قيام نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الاوسط مورغان أورتاغوس بزيارتها الثانية للبنان وما بعد الزيارة، من إبداء التوجس حيال تصاعد معالم التباينات الداخلية حول طريق الاستجابة للمطالب الأميركية والدولية الملحة خصوصاً في ملف السلاح. ومع أن التباينات لم تعد تخفى بسهولة بعدما تكررت ظاهرة إعلان وزراء لمواقف أثارت حملات عليهم، على غرار ما حصل مع نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري ثم مع وزير الثقافة غسان سلامة، فإن هذا “العارض الجانبي” وفق الأوساط الراصدة نفسها يعتبر أمراً نافلاً وحتمياً إزاء الحمى الكبيرة التي انتابت الوسط الرسمي والسياسي برمته لجهة تصاعد الضغط الأميركي المتّسم بجدية غير مسبوقة على الدولة بكل رموزها ومكوّناتها لدفعها إلى التزام أجندة زمنية لنزع سلاح “حزب الله” وسائر المجموعات المسلحة بسرعة لم تتحسب لها معظم المكوّنات الرسمية بهذا الشكل. ولذا كشفت هذه الأوساط أن كلام رئيس الحكومة نواف سلام أمس من بكركي عن اقتراب إدراج موضوع بسط سلطة الدولة على جدول أعمال مجلس الوزراء شكّل إعلاناً إضافياً لتأكيد الجدية الحاسمة التي تتعامل معها الحكومة مع هذا الاستحقاق الذي لم يعد ينحصر تنفيذه في جنوب الليطاني بل يتسع لكل لبنان. وفي معلومات هذه الأوساط أن رئيس الجمهورية جوزف عون قد وضع فعلاً التصوّر التنفيذي والعملي لإطلاق حوار في أسرع وقت مع “حزب الله” حول ملف السلاح وسط المعطيات الداخلية والخارجية الضاغطة بقوة لدفع الحكم والحكومة إلى الشروع تنفيذياً في إثبات الاستجابة لهذا المطلب المسلّم به من كل الاتجاهات. ولفتت إلى أن موقف الحزب من هذا الحوار يبدو مرناً بما يتعين معه انتظار تطور جدي في وقت قريب. ولا يغيب عن هذه الصورة، كما تلفت الأوساط المعنية نفسها، عاملان لا يمكن الجهات الرسمية والسياسية تجاهل أثرهما وهما: ملامح التحذيرات الأقرب إلى التهديدات من مغبة مغامرة لبنان بتحدي الإرادات الدولية التي تُجمع على استعجال وضع أجندة لاستكمال بسط سيطرة السلطة الشرعية واحتكار السلاح، وفي المقابل تصعيد إسرائيل لانتهاكاتها وممارساتها وتهديداتها للبنان على غرار التخويف الذي مارسته أمس بتهديد منطقة الشويفات، كما لو أنها تعد الرأي العام لجولة تصعيدية جديدة على أبواب موسم الاصطياف.

سلام في بكركي

هذه المناخات والملفات شكّلت في أي حال محور الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة نواف سلام أمس لبكركي للمرة الأولى بعد تشكيل الحكومة، فيما ظلت تتردد أصداء وردود فعل من جهة معينة على موقف للوزير غسان سلامة من موضوع السلاح. وسئل سلام إثر الزيارة: هناك بعض الوزراء في الحكومة وتحديداً نائب رئيس الحكومة ووزير الثقافة تحدثوا عن سلاح حزب الله؟ فأجاب: “لدينا الدستور المبني على اتفاق الطائف الذي يقول بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية، وجميع الوزراء يلتزمون هذا الموضوع، كما أن البيان الوزاري أكد حصرية السلاح بيد الدولة. وأكرر جميع الوزراء ملتزمون به، وعلى أن مسألة الحرب والسلم في يد الدولة وحدها، والوزيران ملتزمان ولكنهما عبرا عن الموضوع بطرق مختلفة”. وعن جدول زمني للحكومة لسحب سلاح “حزب الله”، قال سلام: “عندما طرح هذا الموضوع في مجلس الوزراء، فجوابي كان أن نطلب سريعاً من الوزراء المعنيين، لا سيما وزير الدفاع أن يفيدنا عما التزمنا به في البيان الوزاري وكيف نتقدم في بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية، وحصر السلاح. وهذا الموضوع سيكون على جدول أعمال مجلس الوزراء قريبا”. وشدّد على أن على إسرائيل الإنسحاب من النقاط الخمس المحتلة في الجنوب في أسرع وقت، “وهذا ما أكدنا عليه، فخامة الرئيس (عون) ودولة الرئيس (نبيه بري) وأنا لأورتاغوس. وهذا ما نعمل عليه”. ورداً على سؤال، قال سلام: “لم يصلني أي تهديدات لا من أورتاغوس ولا من غيرها حول احتمال عودة الحرب إذا لم تضع الحكومة جدولاً زمنياً لحصر السلاح”.

وبرزت في هذا السياق ردة فعل حادة لـ”القوات اللبنانية” حيال موقف الوزير غسان سلامة، عكسها النائب جورج عدوان ملوحاً بطرح الثقة بالوزير سلامة. واعتبر عدوان “مرة جديدة بأننا نضيع وقتنا إن اعتبرنا أن أي إصلاح ممكن أن يحصل إن لم تفرض سيادة الدولة على كامل أراضيها ويحصر السلاح بالدولة وكذلك قرار الحرب والسلم”. أضاف: “سمعنا الوزير غسان سلامة يتحدث عن أن موضوع السلاح خارج الدولة يرتبط بمسألة إعادة الإعمار، ونقول لرئيس الحكومة نواف سلام إن المطلوب منه اليوم هو تدبير سريع في حق الوزير سلامة لأنه يخالف البيان الوزاري والقرارات الدولية، وإن لم يتم فنحن كتكتل “الجمهورية القوية” قد نطرح الثقة به”. وقال: “طلبنا من الحكومة أن تضع بنداً يتعلق بجمع السلاح وتسلّم المراكز الأمنية والعسكرية على جدول الأعمال، والحكومة التزمت بهذا القرار في بيانها الوزاري ومنحنا الثقة على أساس هذا البيان”.

ولعل اللافت في هذا السياق، أن وزير الثقافة سيحضر “مبدئيا” كما أعلن مكتب النائبة ستريدا جعجع في الرابعة عصر اليوم مؤتمراً صحافياً تعقده النائبة جعجع في معراب لإعلان برنامج مهرجان الأرز، كما يحضر معه وزيرا الخارجية والسياحة. ويسبق هذا المؤتمر مقابلة تلفزيونية لرئيس حزب “القوات” سمير جعجع مساءً عبر برنامج “صار الوقت” يُنتظر أن يتطرق فيها إلى موقف الوزير سلامة وغيرها من مواضيع الساعة.

تهديد الشويفات!

أما في ما يتصل بتطورات الوضع الميداني بين لبنان وإسرائيل، فلفت أمس إعلان المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة “إكس”، “أن حزب الله يحاول خلال الأشهر الأخيرة إعادة إعمار موقع تحت الأرض لإنتاج وسائل قتالية في قلب حي الشويفات في الضاحية الجنوبية، والذي تم إنشاؤه قرب مدرسة وتحت مبانٍ سكنية، وذلك بعد أن تم استهدافه في شهر نوفمبر 2024”.

وأضاف: “تم نقل المعلومات عن هذه المحاولات في مطلع شهر يناير إلى آلية الرقابة، وبناءً عليه تقرر إجراء تفتيش مفاجئ في الموقع لكن الصور الجوية أظهرت أن حزب الله، الذي علم مسبقًا بموعد التفتيش، قام بإخلاء الآليات الهندسية التي كانت تعمل في الموقع في اليوم الذي أُجري فيه التفتيش، ثم أعادها بعد انتهائه”. وتابع: “هذا النشاط الخطير يعتبر خرقًا سافرًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان ضمن اتفاق وقف إطلاق النار. يبقى الجيش الإسرائيلي ملتزمًا باستمرار تنفيذ التفاهمات بين إسرائيل ولبنان، وسيواصل العمل من أجل إزالة أي تهديد عن دولة إسرائيل ومنع أي محاولة تموضع من قبل حزب الله الإرهابي”. ونشر أدرعي صورة قال إنها لـ”موقع الإنتاج” في الشويفات.

في سياق آخر متصل بملف السلاح، قام وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني بجولة على مرفأ بيروت، نافياً عبرها المزاعم عن عودة تحكّم “حزب الله” بالمرفأ، وأعلن أنّ العمل في المرفأ سيجري “بنفس القوّة التي عملنا فيها في المطار”، كاشفًا عن اجتماع عقده مع الأجهزة الأمنية العاملة في المرفأ، ومؤكدًا أنّ “الأمن هنا ممسوك بيد من حديد”. وردًا على ما صدر من تشكيك في قدرة تشغيل المرفأ، قال رسامني: “لن نسمح لأحد أن يشكّك، ولن نسمح بالكلام الذي صدر بالأمس. وإذا في شي، اعطونا أي دليل”.

 

 

  • صحيفة الديار عنونت: ترامب: البرنامج النووي الايراني قضية اميركية و«اسرائيل» تعترض

الرئيس عون يتعامل بحكمة مع حساسية «السلاح»
الانتخابات البلدية: تحالف مفاجئ في زحلة ولوائح مغلقة ببيروت؟

وكتبت تقول: ينتظر اللبنانيون انطلاق المفاوضات الأميركية-الإيرانية الرسمية يوم السبت، مدركين أن مخرجاتها سيكون لها تأثير مباشر في لبنان. إذ إن أي نتيجة إيجابية تصب في مصلحة استقرار المنطقة، ستمنح لبنان فرصة لالتقاط أنفاسه في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها.

والمسار الذي ستسلكه مفاوضات السبت من المتوقع أن يُحدث أثراً بالغاً في الساحة اللبنانية، ما يدفع المسؤولين اللبنانيين إلى حالة ترقب، من دون أن يقاربوا المسألة من منطلق تفاؤلي أو تشاؤمي، خصوصاً أن التصريحات الصادرة عن المسؤولين الأميركيين والإيرانيين لا توفّر مؤشرات واضحة تتيح رسم ملامح ما قد يحدث في مسقط.

وفي هذا السياق، تُجمع الأوساط السياسية والإعلامية الأوروبية على توصيف هذه الساعات التفاوضية بأنها لحظات مفصلية ستُسهم في رسم ملامح المشهد الشرق الاوسطي للسنوات المقبلة.

وفي سياق متصل، لوحظ ان هناك قوى داخلية لبنانية بدأت باثارة الشكوك حول طريقة تعامل الرئيس جوزاف عون مع مسألة تسليم سلاح حزب الله، لتعلق جهات سياسية بان رئيس الجمهورية يتصرف بمنتهى العقل والحكمة، في مقاربة هذه المسألة التي تتسم بحساسية بالغة، والى حد القول ان الرئيس العماد جوزاف عون لم يصل لى سدة الرئاسة لتفجير لبنان، بل لحمايته من الانزلاق نحو الانفجار.

وقد نُقل هذا التوجه بوضوح إلى المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، التي يلاحَظ في تصريحاتها الإعلامية نبرة تحمل طابعاً انتقامياً، وتبتعد عن طبيعة مهمتها المفترضة، والتي تستوجب مراعاة دقة وتشعّب الواقع اللبناني الداخلي.

حاجة ايران لتسوية مع واشنطن

من جهة إيران، أفاد مصدر ديبلوماسي لصحيفة «الديار» أن الجمهورية الإسلامية تواجه حاجة ملحّة الى تسوية أوضاعها الداخلية، في ظل التداعيات السلبية للضغوط الاقتصادية التي أفرزت أزمات معيشية ومالية متفاقمة. وفي هذا السياق، تسعى طهران إلى تحقيق اختراق إيجابي في علاقتها مع واشنطن، الأمر الذي قد يفتح الباب أيضاً أمام تحسين علاقاتها مع عدد من الدول الأوروبية الحليفة للولايات المتحدة.

وأوضح المصدر أن «الشراكة» الإيرانية مع كل من روسيا والصين وفّرت لها نوعاً من الحماية، إلا أنها تبقى محدودة الأثر، ولم تشكّل دعماً كافياً على المستويين الاقتصادي والاستراتيجي. وبالتالي، باتت المعطيات الاقتصادية والإقليمية تحتم على طهران انتهاج مسار تفاوضي مع واشنطن بدلاً من الإبقاء على حالة التصعيد والتوتر، لا سيما في ظل الضربات والخسائر التي مُني بها المعسكر المدعوم ايرانيا في المنطقة.

وأشار المصدر إلى أن إيران قامت بمراجعة شاملة للتطورات التي طرأت في محيطها، وهو ما دفعها الى الانخراط في مفاوضات مع الجانب الأميركي عبر سلطنة عمان. ومن المرجّح أن تكون طهران قد أبدت استعداداً لتقديم بعض التنازلات، إلا أن ذلك لا يعني أنها مستعدة للتفريط بثوابتها، وفي مقدمتها برنامجها النووي السلمي وحقها في ممارسة سيادتها عليه تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما لن تقبل البحث في صواريخها لأنها تعتبر ان ذلك جزء من سيادتها.

في سياق متصل، أفادت معلومات خاصة لصحيفة «الديار» أن المفاوضات الأميركية-الإيرانية المرتقبة في سلطنة عُمان ستكون دقيقة وحساسة، ولن تمتد لفترة طويلة، إذ من المتوقع إحراز تقدم ملموس في الملف النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات المالية الأميركية المفروضة على طهران، والتي تشمل تجميد أرصدة بمليارات الدولارات تعود للدولة الإيرانية في مصارف قطرية وأخرى في دول مختلفة.

ومن جهة الإدارة الأميركية، فإن إدارة الرئيس ترامب لا ترغب في إطالة أمد التعامل مع الملف النووي الإيراني، انطلاقاً من قناعتها بأن التوصل إلى اتفاق بشأن هذا الملف سيمهّد تلقائياً لمعالجة دور التنظيمات التي تدعمها طهران في عدد من الدول العربية.

وتشير المعلومات إلى أن هذه المفاوضات ستجري بعيداً عن الأضواء، وسط رغبة مشتركة لدى كل من واشنطن وطهران في التوصل إلى اتفاق جديد يُقدّم ضمانات لطهران، وفي المقابل يمنح الإدارة الأميركية، وتحديداً الرئيس ترامب، النتائج السياسية المرجوّة.

نصيحة روسيا للايرانيين بالافادة من تباين ترامب-نتنياهو

في غضون ذلك، اكد ديبلوماسي روسي في احدى دول الخليج ان بلاده نصحت الايرانيين بالافادة من الاختلاف بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب ورئيس الحكومة «الاسرائيلية» بنيامين نتنياهو حول سبل التعامل مع البرنامج النووي الايراني، خصوصا ان نتنياهو كان يراهن على البقاء في السلطة لتوجيه ضربة الى المنشآت النووية في ايران حتى من دون مشاركة الولايات المتحدة الاميركية، الامر الذي طرحه يوم الاثنين الماضي خلال لقائه مع ترامب في البيت الابيض بحجة عدم تعريض القواعد العسكرية الاميركية للخطر، لكن الرئيس الاميركي رفض بشكل قاطع هذا الطرح.

واشار الديبلوماسي الروسي الى ان بلاده ليست بعيدة عن الجهود التي تبذل في الكواليس لجعل محادثات السبت تشكل مدخلا مناسبا لسلسلة من الجلسات، توصلا الى اتفاق نووي جديد يأخذ بالاعتبار التطورات التقنية والسياسية في هذا المجال على مدى العشر السنوات المنصرمة.

ومن جهته، ابلغ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الاميركي ماركو روبيو بان روسيا مستعدة للمساعدة بكل الوسائل من اجل تأمين مسار تفاوضي يفضي الى معالجة بعيدة المدى لموضوع البرنامج النووي الايراني، وايضا لافساح المجال امام تطبيع العلاقات الاميركية-الايرانية.

«اسرائيل»: المفاوضات لمصلحة نظام «اية الله»

في المقابل، من الواضح أن «إسرائيل» تعارض بشدة المفاوضات الأميركية-الإيرانية التي تُعقد في سلطنة عُمان، إذ تراها كفرصة لتعزيز نظام الجمهورية الإسلامية بقيادة المرشد الاعلى خامنئي. وتشير المعلومات إلى أن ما سمعه رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو خلال زيارته إلى البيت الأبيض، يؤكد أن الملف النووي الإيراني يُعدّ أولوية أميركية بامتياز، ويتصل مباشرة بالأمن الاستراتيجي للولايات المتحدة.

وتؤكد واشنطن أن إدارتها لهذا الملف تهدف إلى تجنّب أي تصعيد عسكري قد يؤدي إلى فوضى شاملة في منطقة الشرق الأوسط، تكون لها انعكاسات خطرة ليس فقط على الولايات المتحدة، بل أيضاً على «إسرائيل».

اخراج المنطقة من عنق الزجاجة

الى ذلك، كشف مصدر اعلامي عماني للديار ان وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي يعتقد ان اجواء الجانبين التفاوضية تشير الى امكان التفاهم على وضع اطار للمفاوضات يتيح تواصلها في اوقات متقاربة وبروحية من يريد اخراج المنطقة من عنق الزجاجة. اما النقطة الاساسية في محادثات السبت، فتنطلق من قاعدة بالغة الاهمية، وهي ان واشنطن وطهران متمسكتان بالحل الديبلوماسي في ظل الفوضى التي تسود الشرق الاوسط، والتي يستغلها نتنياهو من اجل ترسيخ وجوده في السلطة وتحقيق مخططاته للمنطقة.

الانتخابات البلدية : القوات والكتلة الشعبية حلفاء في زحلة ولوائح بيروت مغلقة

اما في الداخل اللبناني، وعلى صعيد الانتخابات البلدية، فيبدو المشهد في حالة فسيفسائية عجيبة الى حد كبير. ويرجح ان تتجه الامور في بيروت الى الاعتماد على اللوائح المغلقة لضمان تأمين المناصفة بين التمثيل المسيحي والاسلامي. ويبدو ان الخريطة الانتخابية في مناطق عديدة تتجه نحو ظواهر ائتلافية تجمع الاضداد، وتفرق بين الحلفاء. ذلك انه يلاحظ ان زحلة شهدت تطورا مثيرا بلقاء «بنات العم»، النائبة ستريدا جعجع والسيدة ميريام سكاف ارملة الوزير الراحل الياس سكاف. والاثنتان من عائلة «طوق-البشراوية»، لتكرس ائتلافا بين القوات اللبنانية والكتلة الشعبية.

اضف إلى ذلك، ان ما يحصل من نتائج للمعركة البلدية في عروس البقاع، زحلة، يمهد الى حد بعيد لترشيح سكاف على لائحة القوات في الانتخابات النيابية العام المقبل.

المفتي قبلان: الضاحية والبقاع اقرب للدولة من واشنطن

من جانبه، أصدر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، بيانا توجه فيه الى «االقوى السياسية والإعلامية في هذا البلد»: الجنوب والضاحية والبقاع أقرب للدولة من واشنطن وغيرها، ومزيد من الخنق والضغط والإستهتار أمر خطر، والأولوية الآن للإنقاذ الوطني وليس للعراضات الدعائية و«الأسعار الدولية»، والاستراتيجية الوطنية موجودة على الأرض وتطبيقاتها ببلدة الخيام وغيرها هزمت الجيش الأسطورة رغم الدعم الأطلسي الهائل، وهذه تكفي لأن نقرأ الدروس جيداً، والأولوية لبنان بسيادته وشعبه وعيشه المشترك وميثاقيته ومسؤوليات إغاثته الحكومية، فضلا عن المزيد من قدرات حمايته السيادية بعيدا عن «بازار بيع الأوطان».

انتقاد كلام وزير الثقافة غسان سلامة مبالغ فيه

من جهة اخرى، اعتبرت اوساط سياسية ان تلويح جهة حزبية بحجب الثقة عن وزير الثقافة غسان سلامة اذا لم يأخذ رئيس الحكومة اجراء ضده، امر مبالغ فيه، اضافة الى انها حملت كلامه المعتدل تحميلا اكبر من مضمونه. وتجدر الاشارة الى ان الوزير سلامة وصف الوضع اللبناني كما هو ودون اي ملابسات، اضافة الى ان سلامة تبوّأ مناصب من قبل الامم المتحدة لحل المشاكل الدولية، واخرها القضية الليبية.

 

 

  • صحيفة الأنباء عنونت: البحث بالاستراتيجية الدفاعية انطلق … ملف السلاح يتقدّم على وقع مفاوضات سلطنة عُمان

وكتبت تقول: الحدث هو المفاوضات الأميركية الإيرانية المرتقبة يوم السبت في سلطنة عُمان، التي ستحمل معها تداعيات كبيرة على المنطقة ولبنان سلباً أو إيجاباً.

مصادر مواكبة لهذه التطورات أشارت في اتصال مع الأنباء الالكترونية الى ان هذا التبدل في السياسة الاميركية، الذي تزامن مع وجود الموفدة الاميركية في لبنان مورغان اروتاغوس، انعكس بوضوح على تصريحاتها ولقاءاتها بالمسؤولين اللبنانيين، خصوصاً وأنها سمعت من رؤساء الجمهورية جوزاف عون والمجلس نبيه بري والحكومة نواف سلام ومن تقارير لجنة المراقبة كلاماً متقدماُ بموضوع انتشار الجيش في الجنوب وتفكيك الجيش أكثر من 500 هدف تابع لحزب الله في منطقة جنوب الليطاني. وما أُبلغت به بالنسبة لحصرية السلاح في يد الدولة اللبنانية.

المصادر كشفت أن الرئيس عون أبلغ أورتاغوس سيطرة الجيش اللبناني بالكامل عى منطقة جنوب الليطاني، مؤكدة أن عون سيقود مع الرئيس بري حواراً مباشراً مع حزب الله بهدف حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية. ويشمل هذا الحوار البحث في كيفية استيعاب سلاح الحزب والعمل على تمديد المخاوف التي يحملها بشأن مستقبله السياسي وان الرئيس بري متفق مع الرئيس عون على أن يندرج موضوع سحب السلاح من شمال الليطاني ومن كل لبنان ضمن إطار استراتيجية وطنية شاملة تناقش على طاولة حوار يحددها رئيس الجمهورية بمشاركة رئيسي المجلس والحكومة وقيادات سياسية أخرى. 

المصادر نقلت عن الرئيس عون ارتياحه لعملية انتشار الجيش في الجنوب وتطبيق القرار 1701، معتبراً انسحاب اسرائيل من النقاط الخمس ووقف الخروقات الاسرائيلية يساعد كثيراً في بسط سلطة الدولة على كل الاراضي اللبنانية. 

 المصادر نقلت ان حزب الله أظهر مرونة واضحة حيث انه لم يطلق رصاصة واحدة باتجاه اسرائيل منذ الاعلان عن وقف اطلاق النار في تشرين الثاني الماضي. وأن بري ينتظر عودة الموفدة الاميركية الى بيروت بعد تسليمها مطلباً رسمياُ بانسحاب اسرائيل الكامل من النقاط الخمس و تطبيق القرار 1701.

قرار وزاري واضح

من جهته، وقبل زيارته الى سورية للقاء الرئيس السوري احمد الشرع يرافقه وزراء الخارجية يوسف رجي والداخلية احمد الحجار والدفاع ميشال منسى، حط رئيس الحكومة نواف سلام امس الاربعاء في بكركي في زيارة التقى خلالها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي. سلام الذي اعلن من بكركي ان البيان الوزاري اكد على حصرية السلاح، وأن مسألة الحرب والسلم بيد الدولة وحدها وانه طلب من الوزراء المعنيين خصوصاً وزير الدفاع افادته بما تقدم في موضوع بسط سلطة الدولة وحصرية السلاح، شدد عل  الانسحاب الكامل لاسرائيل من النقاط الخمس وان حكومته تعمل على تطبيق القرار 1701. 

من جهة ثانية، توقعت مصادر حكومية أن يفضي لقاء سلام مع الشرع الى معالجة الامور العالقة وفي مقدمها تحسين العلاقات بين البلدين، ومعالجة ملف النازحين، والتعاون لمنع التهريب، واقفال المعابر غير الشرعية، وتفعيل عمل اللجان المشتركة، والبحث في الملفات القديمة، وتسهيل مرور الشاحنات الى الدول العربية عبر سورية. 

المصادر لفتت الى أن الاتصالات بين الجانبين السوري واللبناني مستمرة لتكون الزيارة عملية وليست شكلية. 

جلسة الحكومة

هذا وتعقد الحكومة جلسة لها في السراي الحكومي بعد ظهر غد الجمعة لاستكمال البحث في البنود المالية المدرجة على جدول الاعمال.

حراك إنمائي للقاء الديمقراطي

من جهة ثانية، قام نواب اللقاء الديمقراطي اكرم شهيب وهادي ابو الحسن ووائل ابو فاعور بسلسة زيارات، لا سيما الى القصر الجمهوري.

وأوضحت مصادر اللقاء الديمقراطي عبر الانباء الالكترونية أن الزيارات كانت للبحث في مشاريع مناطقية وإنمائية تهم كل نائب في منطقته وليست لتوجيه رسائل سياسية.

قانون سرية المصارف

على صعد آخر، دعا الرئيس بري الى عقد جلسة مشتركة للجان المال والموازنة والادارة والعدل، والاقتصاد الوطني والتجارة والصناعة والتخطيط، وذلك في الحادية عشرة من قبل ظهر يوم الأربعاء في 16 الجاري تهدف الى درس مشروع القانون الوارد في المرسوم لقم 103 تاريخ 2 نيسان الرامي الى تعديل المادة 7 من القانون المتعلق بسرية المصارف الذي أقر في العام 1956 اضافة الى المادة 150 من قانون النقد والتسليف الصادر في 1 اب 1963 المعدل بموجب القانون 103 تاريخ 18 تشرين اول 2022. ويأتي هذا النقاش في ظل ضغوط خارجية ودولية متزايدة لاعادة النظر بقانون سرية المصارف بما يواكب المعايير العالمية ويعزز الشفافية المالية ومكافحة التهريب الضريبي وتبيض الأموال.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى