
أنطوان بو عبود حرب* – الحوارنيوز
البلديات في الدول المتحضرة كأوروبا تتشكل مجالسها من عناصر اختصاص، بدءا من طلاب المدارس كممثل عن الشبيبة CMJ، ثم اختصاصيين او اصحاب خبرة في الزراعة والصحة والبيئة والسياحة وغيرها.
وتكون الانتخابات سباقا إنمائيا وديا بين الاحزاب او غيرها، بناءً على تقديم برامج مدروسة تتطابق مع حاجات وضروريات المجتمع
والمؤسسات ونهضة البلدة او المدينة، وتحسين وتجميل ساحاتها
وشوارعها لتصبح مدينة زاهرة Ville fleuri،والفريق الفائز بالانتخابات يصبح ملتزما بتنفيذ برنامجه، والويل له والف ويل إذا اهمل الوعد والعهد، اوانحاز إلى مصلحة حزبه او زعيم على حساب البلدة اوحساب مواطن، او استغل مركزه لحسابات شخصية او فردية
او سياسية ….
البلدية لكل ابناء البلدة ومصالحهم العامة المحقة والقانونية، لأن الجميع خاضع لقانون الضريبة وتسديدها كما تنصّ القوانين…
كما أن التوظيف يخضع للكفاءة وليس للواسطة وإرضاء اصحاب
الصولجان …
انما في وطني العزيز لبنان، الانتخابات البلدية هي منبرللتحدي السياسي الحزبي والعائلي واثبات الزعامة وديوك الحي….
وبعد الفوز تصبح البلدية ملك الفائز وعرينه الخدماتي لأصحاب الطاعة واداة لقصاص العاصين على ارادته،وعندئذ تفقد البلدية جوهر مضمونها كمؤسسة رسمية إنمائية عامة لكل أبناء البلدة دون استثناء اوتمييز.
وهنا اختصر تصريح احد الزعماء بعد انتهاء الانتخابات في منطقته
اذ قال: صار عندي ٣٦ بلدية.
للأسف اين نحن ؟
بالرغم من شهاداتنا الجامعية واعتزازنا بالعلم والمعرفة والذكاء، نبقى بأكثريتنا نعيش بعقول القطيع، لمصلحة الحزب والزعيم وليس لمصلحة ومستقبل اولادنا واهلنا وقريتنا، فلا نحاسب ونُسائل مسؤولا؟
لذلك اصبحت الهجرة باب رزق وامل وحرية… وفرصة لإثبات الذات والنجاح على غير مستوى.
* مغترب – باريس