سياسةمحليات لبنانية

العلامة الخطيب إتصل بالرئيس سلام مهنئا ووجه رسالة الصوم:لطاولة حوار يدعو إليها رئيس الجمهورية تجمع اللبنانيين للخروج من حالة الإنقسام

ندعو القادة العرب لاتخاذ موقف يواجه المشروع الغربي الإسرائيلي في المنطقة

 

الحوارنيوز – محليات

أجرى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب إتصالا برئيس الحكومة نواف سلام ،مهنئا بنيل الحكومة الثقة وبحلول شهر رمضان المبارك، آملا أن يعيده الله على لبنان والأمتين العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركات.

كما أعرب العلامة الخطيب عن أمله بأن تتمكن الحكومة من تحقيق تطلعاتها التي وردت في البيان الوزاري ،وفي طليعة ذلك تحرير الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي ،وبدء مسيرة الإعمار وإنجاز الإصلاحات ،فضلا عن تعزيز لغة الحوار والتفاهم بين اللبنانيين ،في هذه الظروف الخطيرة التي تمر بها المنطقة.

 

رسالة الصوم

وكان العلامة الخطيب وجه اليوم من مقر المجلس على طريق المطار رسالة الصوم لمناسبة حلول شهر رمضان المبارك،فدعا فيها رئيس الجمهورية إلى طاولة حواروطني يجمع فيها اللبنانيين للخروج باتفاق ينهي الإنقسام ،كما دعا القادة العرب إلى مواقف تواجه المشروع الغربي الإسرائيلي الذي يشكل خطرا شديدا على المنطقة.

وجاء في الرسالة:

مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، ابارك للمسلمين خاصة وللبنانيين عامة هذه المناسبة، واسأل الله تعالى ان تحل علينا وعلى بلدنا العزيز، وبالاخص على اهالي واسر الشهداء وعلى الجرحى، بركاته وخيراته، وان تكون مناسبة نستمد منها روح الصبر والتوكل على الله سبحانه وتعالى، والامل بما وعد المؤمنين الصابرين والمتوكلين عليه والذاكرين له والمغتنمين هذه الفرصة المباركة، بالعودة الى كتابه وتلاوة آياته المباركة استجابة لأمر الله تعالى واستنانا بسنّة خاتم النبيين والمرسلين والائمة من اهل بيته الطاهرين، ابتغاء للثواب والقربى لله رب الارباب ومسبب الأسباب، وللاستزادة من المعارف الالهية والتربوية، ليكون لهذا الشهر آثاره المباركة  الاجتماعية والتربوية والروحية، نرتقي معها الى حيث يريدنا الله تعالى ان نكون، ولنتزود افرادا وجماعة من هذا المخزون، روحيا ونفسيا بما يعيننا على مواجهة تحديات المستقبل، مهما بلغت ونتجاوز الصعوبات والازمات والمصائب مهما اشتدت، ونوثق ايماننا بالله وبوعده وعد الصدق، مهما كان الامتحان شاقا وعسيرا، فالدنيا دار بلاء وامتحان واختبار يختبر الله فيه إيماننا والتزامنا وسلوكنا ومدى قيامنا بمسؤولياتنا، التي تعكس عمق او سطحية هذه الالتزامات صدقا او كذبا أو رياء ونفاقا، شجاعة او جبنا، هو امتحان لانسانيتنا لخيرنا وشرنا. هو امتحان للقيم التي ننتمي اليها لقيمنا الوطنية التي ندعي واءتمنا عليها، ففي الامتحان يكرم المرأ أو يهان.  

لقد اسفرت المرحلة الماضية من حياتنا الوطنية عن الحاجة الماسة الى اعادة الاعتبار للقيم الاخلاقية والوطنية والروحية، التي كان التخلي عنها سببا اساسيا في كثير من الازمات التي يعاني منها مجتمعنا التحلل الاخلاقي والثقافي، الذي اضحى يحاكي الاخلاق والثقافة  التي يصنعها لنا اعداؤنا كما يصنعون لنا ثيابنا وكل حاجياتنا التي تحقق لهم غاياتهم. فاللباس بعد ان كان بغاية الستر تغيرت وجهته ليكون اكثر اثارة من التعري، والثقافة التي عكست ايماننا وعقيدتنا لصناعة الاجيال ليكون لها نورا تستضيء وتهتدي به وتهدي به ويفتح لها وللعالم افاق المستقبل حياة استقرار وامان واطمئنان، حلّ بدلا عنه ما يعبث بمستقبلنا ويحولنا الى عبيد للغرب نحقق اهدافه وغاياته الخبيثة من امة تنتج علماء ومفكريين ومثقفين  وعلماء ومفكرين الى امة مستهلكة لعلم وفكر وثقافة، يصنعه لها الاخرون، كما نستهلك ما ينتجه من السلع والبضائع خدمة لاهدافهم الاستعمارية، ويجعلها امة تابعة له، لا هدف لها في الحياة  الا ان تأكل وتشرب، ولا يتاح لها ان تحصل حتى على ضروريات الحياة الا بشق الانفس، وهي اغنى الامم في ما تمتلكه من الثروات، ولكنه ممنوع عليها ان تتصرف بها الا بما يأذن به الاسياد، وتتنازع بينها على الفتات ويعتدى عليها فيناصر بعضها المعتدي ويلقي اللوم على بعضه الاخر، مبررا للمعتدي الاعتداء وتستخدم كل الاسلحة المحرمة، بما فيها السلاح ما فوق الدمار الشامل وتبث كل السموم المذهبية والطائفية لاضعاف الحالة الوطنية والقومية والاسلامية وتستباح كل الحرمات، فيما العدو لا يخفي اطماعه بل يمارس وبشكل فاضح ووقح ووحشي وفاجر، عدوانه ويقتل البشر ويدمرالحجر بشكل غير مسبوق.

نحن لا نحاسب اخلاقيا هذا العدو، فهو اصلا لا يقيم للاخلاق وزنا او اعتبارا، ولكن لنرى مدى تمكنه من السيطرة على فئات مهمة داخل مجتمعاتنا.إن هذا الواقع يظهر مدى حاجتنا الى حوار جدي لطرح المسائل الاشكالية بين اللبنانيين بعد تشكل المؤسسات الدستورية، من انتخاب رئيس الجمهورية وتأليف الحكومة واخذها ثقة المجلس النيابي،وقد آن الاوان لدعوة فخامة رئيس الجمهورية الى طاولة حوار وطني يجمع اللبنانيين للخروج باتفاق ينهي الانقسام

من جهة أخرى. فقد اعطيت الحكومة الثقة على اساس البيان الوزاري، واخذت على نفسها تحرير الارض ووضع حد للعدوان واعادة البناء والاعمار، ونأمل ان تنجح في تحقيق هذه المهمات وايصال البلاد الى حال من الاستقرار.

أيها الأخوة

إن المنطقة تمر في مرحلة من أخطر مراحلها ،بحيث لم يعد خافيا

على أحد أن المشروع الغربي الصهيوني يسعى إلى إحداث تغييرات كبرى في جغرافية المنطقة، والضغط بكل السبل لإنجاز التطبيع الكامل بين الدول العربية والكيان الصهيوني ،ويبدو أن بلدنا لبنان

في صلب هذا المشروع.

فإسرائيل تحتل أراضي جديدة في لبنان وسوريا، وتواصل عدوانها

على البلدين من دون رادع أو وازع ،وتعمل جاهدة على تهجير

الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية ومن كل ألأراضي الفلسطينية

،ونخشى أن تكون المساحات الجديدة التي تحتلها تهيئة لتوطين الفلسطينيين الموجودين في لبنان والمهجرين الجدد من أرضهم، فضلا عن مصر وألأردن.هذا المشروع سوف يقلب المنطقة رأسا على عقب ،ويهدد كل الكيانات العربية بواقع جديد شديد الخطورة.

 لذلك ندعو القادة العرب الذين ستنعقد قمتهم في القاهرة يوم الثلاثاء

المقبل إلى وعي هذا المشروع ،واتخاذ قرارات على مستوى

خطورته..قرارات تتجاوز الكلام إلى الفعل ،وهم قادرون على ذلك

إذا ما صفت النيات وتحددت المسؤوليات.

كما نكرر دعوتنا الى الجمهورية ألإسلامية ألإيرانية، إلى مواجهة هذا المشروع الذي لن تنجو من مخاطره ،إلى طرح مشروع للمواجهة بالتنسيق والتعاون مع دول المنطقة ،وفي طليعتها المملكة العربية السعودية ومصر وتركيا.

 

 

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى