“الغُنم” و “الغُرم” :رسالة “المجتمع المقاوم” للثنائية (نسيب حطيط)

كتب د. نسيب حطيط – الحوارنيوز
أسّس الحشد المبارك لأهل المقاومة في تشييع “السيد الشهيد”، لمرحلة جديدة على مستوى الطائفة الشيعية خصوصا، وألزم “الثنائية” بوجوب تغيير منهجها وسلوكياتها مع أهلها، حيث كان يوم 23 شباط يوم ولادة “المجتمع المقاوم”، فبادرت الناس الى إمتشاق عواطفها ،شاهرة قبضاتها وحناجرها للدفاع عن لبنان المقاوم مهدّده الأعداء والخصوم… لا تقتربوا من المقاومة !
لقد دفع المجتمع المقاوم “الغُرم” الكبير، بمواجهة الحرب الإسرائيلية المتوحشة( 25,000 شهيد وجريح وحوالي 400,000 وحده سكنية وتدمير القرى والمقابر وتهجير كل الطائفة) وأعلنت اسرائيل ان كل شيعي، مهما كان موقفه او انتسابه التنظيمي ، فهو عدو لها وطاردته في كل لبنان حتى الأطفال والنساء وكبار السن .
لم تقتل اسرائيل المنتسبين “للثنائية “من الحركة والحزب ولم تدمّر اسرائيل بيوت المنتسبين للثنائية فقط ولم تهجر المنتسبين لها فقط ،إنما قتلت الجميع ودمّرت بيوت الجميع وهجّرت الجميع ودفع الجميع بالدم والأبناء والأرزاق “غرامة” موقفهم العقائدي والسياسي مع المقاومة والعداء لإسرائيل.
يوم 23 نشاط ،تم هدم الجدار بين الثنائية وأهلها وألغى منظومة الانتساب التنظيمي ،حيث انقلبت الصورة وانتسبت الثنائية في أهلها وذاب الأهل الشرفاء في الثنائية، ما يوجب على الثنائية ان ترد التحية بأحسن منها، وان تحفظ حصنها وملجأها بعدما إنفض “أولاد القصعة” عنها ، وليبادر الأخوة في الثنائية الى:
– عدم إستعمال تعبير “جمهور المقاومة، فهذه إهانة للمجتمع المقاوم. فالناس ليسوا جمهوراً مؤيداً للمقاومة ،بل هم أهل المقاومة ورحمها وحماتها والمقاومون.
– إلغاء لوائح الترشيح من الثنائية للإنتخابات البلدية القادمة ،فكل الناس في القرى هم مقاومة، وليتم تشكيل لجان من الثنائية والعائلات والأحزاب، مهمتها منع العملاء والفاسدين من الترشح او الأقل كفاءة، وفتح باب الترشيح لكل أهل الكفاءة ونظافة الكف ولتنتخب الناس من يؤمن مصالح القرية او المدينة .
– إلغاء لوائح التزكية للتوظيف في الأجهزة العسكرية والإدارة العامة والأساتذة الجامعيين والأساتذة في الجامعة والمعلمين في المدارس، لأنه وفق النظام الطائفي في لبنان،فإن هذه الوظائف هي حق “الطائفة الشيعية” عموماً وليست حقاً “للثنائية” حصراً، وأن الإستمرار في رفع اللوائح وتعيين المحازبين وإبعاد المستحقّين وأهل الكفاءة ،يعتبر بالمعطى الشرعي “إغتصابا” للحقوق، والذي سيحاسب الله سبحانه عليه يوم القيامة ،إذا لم يستطع أصحاب الحقوق من الدفاع عن حقوقهم!
– إحترام الناس والمجتمع المقاوم، بعدم ترشيح الفاسدين والفاشلين للإنتخابات النيابية، وإلغاء منظومة “النيابة الدائمة” او “الوزارة الدائمة” حتى الوفاة، وافساح المجال أمام اهل الكفاءة الذين يحمون مصالح المواطنين ولا تكون النيابة تجارة خاصة بهم وبعائلاتهم.
لقد دفع المجتمع المقاوم “الغرم” المتكرّر في الإجتياحات الإسرائيلية والحروب الأهلية، ومن حقّه ان يكون له “الغنم” المشروع والمتاح، وان لا تظلمه الثنائية بأن تفرض عليه “دفع الغُرم” وتحرمه من” الغُنم” وتصادره لنفسها ومحازبيها او ممن يدفعون الهدايا..!
إن للمجتمع المقاوم الحق بأن تحترم “الثنائية” عواطفه ورأيه، ولا تتعامل معه كرعيّة مسلوبة القرار والإرادة ،يطلب منها التنفيذ وعدم الإعتراض، فلا يمكن رد الجميل لها بالإساءة!
للمجتمع المقاوم الحق، بأن تبادر الثنائية لحفظ أمنه الإجتماعي بالتعاون مع الجهات الأمنية، لمنع الخوّات والسرقات وفرض الإشتراكات وغيرها، والبدء بحملة تطهير من الوباء الاجتماعي والأخلاقي الخطير” المخدرات” الذي أهلك شبابنا من الذكور والإناث ويتوسّع داخل المجتمع ويهدد المنظومة الأخلاقية كلها.
للمجتمع المقاوم الحق ان تبادر الثنائية ،لمحاسبة الفاسدين، وعلى المقاومة ان تعلن عن العملاء -إن وجدوا – ومحاسبتهم ميدانياً في ساحات “اشلاء الشهداء” وتسليمهم لأهالي الشهداء للإقتصاص منهم…
لنبادرلتحصين وتطهير المجتمع المقاوم من الشوائب، فالحرب لم تنته وستكون بألف وجه ووجه، فإذا أنجانا الله بدماء الشهداء وصمودهم من الحرب المتوحشة ،فعلينا الإستعداد للحروب القادمة الساخنة والناعمة منها ،بوعي وطهارة وصدق ونظافة كف وعدم تقييد العقل او إعدام الرأي الآخر…