السلاح المقاوم.. لمواجهة الاحتلال والتوطين ودمج النازحين !(نسيب حطيط)

د.نسيب حطيط – الحوارنيوز
يضغط التحالف الأميركي-الإسرائيلي على الدولة اللبنانية لنزع سلاح المقاومة بصفته السلاح الوحيد الذي يقاوم مشروع السيطرة الأميركية ،بعد استسلام الأنظمة وتدجين الجيوش، اما بالزراعة أو قمع الشعوب وتقييدها او حلّها وتدميرها كما حلّ بالجيش السوري وقبله الجيشان العراقي والليبي.
كانت مهمة السلاح المقاوم تحرير الأراضي المحتلة وحماية لبنان، وقد أنجزالسلاح مهمته الأولى بالتحرير عام 2000 ، ولم يبق سوى مزارع شبعا وكفرشوبا، وانجز مهمته الثانية بحماية لبنان عام 2006 وعام 2024 رغم الخسائر الكبيرة التي لحقت بالمجتمع المقاوم.
بعد إسقاط سوريا وسيطرة جبهة النصرة والجماعات التكفيرية على سوريا، وبعد مشروع “ترامب- نتنياهو التهجيري لغزة ،الذي سيبدأ بعد إسترجاع الأسرى الإسرائيليين وتوطين الفلسطينيين في الدول العربية او غيرها، بالإضافة الى منع عوده النازحين السوريين الى بلادهم حتى بعد انتفاء أسباب تهجيرهم بحجة الخوف من النظام (الذي سقط) وسيطرة التكفيريين الذين يؤيدوهم على السلطة ، بعد كل ذلك صار للسلاح المقاوم مهمات وطنية وإنسانية وقومية جديده أهمها:
– تحرير النقاط الخمس (مسامير إسرائيل الجديدة) ومزارع شبعا وكفر شوبا وحماية لبنان والغاء الاستباحة الإسرائيلية والأميركية للبنان ،بالإغتيالات والقصف.
– منع توطين اللاجئين الفلسطينيين .
– حماية لبنان من حدوده الشرقية مع سوريا من الجماعات التكفيرية التي بدأت تهاجم العشائر والمدنيين، ومنع تجنيس النازحين السوريين .
اذا كانت المهمة الأولى، للسلاح لا تعني اللبنانيين لان الأرض المحتلة في الجنوب، وان المُستَهدفين من العدو الإسرائيلي هم الشيعة بشكل خاص، بالإغتيالات والقصف والتهجير والمجازر ،فإن مسالة منع التوطين والتصدي للجماعات التكفيرية ومنع تجنيس النازحين هي مهمات وطنية وإنسانية ، تمس اللبنانيين جميعاً على إختلاف طوائفهم، حتى الذين تحالفوا مع اسرائيل ولا زالوا يتحالفون،فإذا تم فرض التوطين الفلسطيني-السوري في لبنان(ثلاثة ملايين) فإن الشعب اللبناني(المقيم) سيكون أقليه في بلده ووطنه، تحكمه أكثرية “مسلمة سنّية” متطرفة، لن تسمح بمشاركة السّنة اللبنانيين لها في الحكم ،(كما حصل في سوريا، وتعيين مسؤولين من جنسيات غير سورية بالحكم) لأن “سنّة لبنان” من المعتدلين والمؤمنين بالعيش المشترك والشراكة وقبول الآخر، ولا يؤيدون فكر الإلغاء والإقصاء التكفيري، وسيكون مصير المسيحيين في لبنان ،كمصير المسيحيين في سوريا وفلسطين و”الأزيديين” في العراق ،إما القتل والسبي أو إعتناق الإسلام التكفيري أو التهجير والنفي لأوروبا وأميركا .
لا ضرورة للتنبيه عما سيتعرض له اللبنانيون، فالجميع يسمع ويشاهد ما يجري في سوريا وما جرى في العراق من السبي والاغتصاب والفوضى والقتل والنهب وما يجري في ليبيا …
ان مسؤولية اللبنانيين وان إختلفوا في مسالة توصيف اسرائيل بالعدو او الصديق، وسواء أيدوا المقاومة او وقفوا ضدها ،فعليهم توحيد موقفهم لمواجهة التوطين القادم والمفروض دون نقاش ،لإنقاذ أنفسهم وليس لإنقاذ المقاومة والشيعة!
على اللبنانيين دولة ًوجيشاً وشعباً وطوائف واحزاب وكنيسة ، العمل للتسلّح(ليس ضد بعضهم) بل لمواجهة الأخطار القادمة التي تهدّد مستقبلهم وتهدد لبنان، بدل المطالبة بنزع سلاح المقاومة، وان يستفيدوا من خبرة المقاومة وقوتها للإحتماء بها ومساعدتها واحتضانها. ويمكن للدولة اللبنانية وضع إستراتيجية دفاعية ترتكز على تأسيس ” الحرس الوطني اللبناني” كجيش شعبي من كل الطوائف، بإشراف قيادة مشتركه بين الجيش النظامي والجيش الشعبي للدفاع عن لبنان، لمواجهة العاصفة التي تطيح بالأنظمة ، والدول والكيانات لصالح مشروع اسرائيل الكبرى وأميركا”فرعون العالم الجديد”.
ندعو كل اللبنانيين لليقظة ومواجهة المشروع الأميركي -الإسرائيلي الذي يعمل لتحقيق مصالحه ومحو الهوية الثقافية والدينية للشعوب والديانات وفرض دين آخر جديد، بديلاً عن المسيحية والإسلام بإسم “الديانة الإبراهيمية”، وشطب الخصوصيات الثقافية والحضارية لشعوب المنطقة وتغيير الحدود والدول عبر عمليات “ترانسفير” متبادلة ومتعددة داخل دول المنطقة وخارجها ومن يظن نفسه انه خارج الإستهداف ويصفق لقتل مواطنيه، فهو ساذج او غبي او متآمر وسيصل السيف الى رقبته عاجلاً ام آجلاً .
نذكّر المسيحيين الذين تعاونوا مع اسرائيل كيف تركتهم إسرائيل على” بوابة فاطمة” وما زالوا لاجئين، ونذكّر الدروز والمسيحيين في الجبل كيف تركتهم إسرائيل يخوضون المعارك لقتل وتهجير بعضهم، ونذكّرهم كيف تركت أميركا حسني مبارك وشاه إيران وصدام حسين وزين العابدين بن علي الذي كانوا معها وتخلّت عنهم وكيف ساندت وأيّدت جبهة النصرة واعطتها السلطة في سوريا (ولاتزال تصنّفها إرهابية) وكيف اتفقت مع حركة “طالبان” واعطتها السلطة في أفغانستان، ويمكن ان تعطي السلطة في لبنان لأي جماعة مسيحية او إسلامية ،بشرط الإعتراف بإسرائيل وقبول التوطين الفلسطيني-السوري.
المطالبة بنزع سلاح المقاومة هي الخطوة الأولى لقتلكم وسبيكم وتهجيركم ..استيقظوا !!