سياسةمحليات لبنانية

العلامة الخطيب يزور الغازية والدوير والمروانية.. ويحذر في خطبة الجمعة من الإنجرار إلى الأفخاخ والفتنة الداخلية

 

الحوارنيوز – الجنوب

حذر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب من الإنجرار إلى الأفخاخ التي تُنصب يوما بعد يوما من أجل جرنا إلى ما يريدون ،داعيا بيئة المقاومة إلى الإنضباط “لأن المقصود هو الإيقاع داخل هذه البيئة والعمل على الفتن الداخلية”.

 ورأى العلامة الخطيب أن “القادم ليس أسهل مما مضى، وهناك واقع آخر وحرب من نوع آخر، ويجب أن نكون على قدرها كما كنا في الحرب العسكرية على قدرها، وأن نعمل مع سائر اللبنانيين على العمل من أجل قيام دولة قادرة تستطيع أن تعمل وفق مصالح لبنان واللبنانيين، وليس وفق الأجندات الخارجية التي يحاول الغرب وتحاول الولايات المتحدة الأمريكية أن تصنعها شيئا فشيئا في داخلنا”.

وكان العلامة الخطيب أدى الصلاة اليوم في مسجد الشحوري في الغازية في حضور مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبد الله ،وألقى خطبة الجمعة أمام المصلين وجاء فيها:

في هذه المرحلة التي نمر بها بعد هذه الحرب الظالمة التي ليست هي حرب اسرائيل وحرب بعض اليهود في فلسطين المحتلة ضد هذه المنطقة، بل هي حرب الولايات المتحده الاميركية ضد لبنان والفلسطينيين والعرب فهي البادئة بالعدوان والداعمة للكيان الاسرائيلي على حساب شعوبنا ومنطقتنا، ونحن قمنا بالدفاع عن أنفسنا ومواجهة هذا العدو وأبلينا بلاءً حسناً، وإن كانت هناك خسائر كبيرة وهناك شهداء كثيرون، وهناك دماء و نزوح، ولكننا قمنا بما علينا لأننا كرام، لأننا نأبى الذل ولأننا نأبى العدوان.  قمنا بواجبنا في هذا المجال وقد أثبت اللبنانيون والمقاومة وهذه البيئة قدرتهم في هذه المواجهة وعنفوانهم واعتمادهم على الثقة بالله سبحانه وتعالى ،وأوقفوا العدو رغم شراسة المعركة والقوة التي يمتلكها والقوى الدولية التي تسنده وتعطيه

لقد استطعنا أن نقف موقفاً سيتحرر فيه كل شبر من أرضنا ولم يستطع العدو عند المواجهة أن يتقدم إلا أمتاراً القليلة، ولكنه دخل كاللص إلى باقي المناطق التي احتلها تحت ظل الاتفاق 1701 ،وهنا ما هو المطلوب منا؟ الآن على الدولة أن تقوم بواجبها، لقد أتيح للعدو الإسرائيلي وبمؤازرة الغرب والولايات المتحدة الأمريكية أن يمددوا شهراً لهذا الاحتلال، ولكن هذا العدو لا يريد أن يخرج ويريد أن يمدد مرة أخرى، وهو في الواقع يريد أن يبقى في هذه المنطقة وأن يفرض أمراً واقعاً. الآن على الدولة أن تقوم بواجبها والقيام بما تستطيع دبلوماسياً وبعلاقاتها مع الخارج وبوضع القوى الضامنة لتطبيق الاتفاق أمام مسؤولياتها، إذا أراد العدوّ أن يبقى وإذا كانت القوى الدولية تتواطأ مع هذا العدوّ كما هو واضح من بداية توقيع هذا الاتفاق إلى الآن، هناك تواطؤ دولي وإلا لما استطاع هذا العدو أن يبقى ساعة واحدة محتلّاً لأرضنا، وإذا لم تجبر القوى المتواطئة مع هذا العدو لم تجبره على تنفيذ هذا الاتفاق فعلى الدولة أولاً أن تثبت أنها دولة ذات سيادة وتحافظ على أرضها، وهذا أول بند في البيان الوزاري الذي هو تحرير الأرض بأي طريقة من الطرق، هذا العدو الذي إن لم يجد أحداً في طريقه ولم يجد أحداً يواجهه حينئذ هذا العدولا يستطيع أن يعيش بسلام، هذا العدو لا يستطيع أن يعيش إلا بالحرب وبالمواجهة ويريد أن يفرض سلامه علينا وعلى هذا المنطقة بالقوة، نفس الأمر الذي نراه في تصريحات رئيس الولايات المتحدة الأميركية الذي يريد أن يُخرج أهل غزة من غزة وأن يشتري هذه الأرض، هو لا يريد حتى شراءها ، يريد أن يستولي عليها بالقوة معتمداً على قوته المادية ويذكرنا بمواقفه بفرعون وهامان.  لقد كان فرعون أقوى نسبياً من الولايات المتحدة الأميركية والغرب ومرّ في هذا التاريخ الكثير من الفراعنة والطواغيت، ولكن النتيجة ماذا كانت؟ النتيجة هي الحق، النصر هو للحق، ولكن كيف يمتحننا الله سبحانه وتعالى؟ يمتحن إيماننا وثباتنا  وعدم تراجعنا،  قد تختلف أساليب المواجهة حسب الظروف التي نعيشها.

وهنا على الصعيد اللبناني، لا نريد أن تكون هذه الحكومة حكومة  تنفيذ القرارات الأمريكية التي تغطي وتنفذ ما يريد الغرب منها، هناك محاولات من أجل  إبراز أن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تفرض على الداخل اللبناني ،هي التي تفرض السياسات على الدولة اللبنانية وعلى الحكومة اللبنانية، على الحكومة اللبنانية بمقدار ما تستطيع وهي تستطيع، أن تستعين بشعبها وأن تستعين بقواها الذاتية حيث استطاعت المقاومة وبقوة وبذكاء أن تواجه هذه الهجمة للولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي لن تكون أداة للولايات المتحدة الأمريكية والغرب في فرض سياساتها القادمة على لبنان، وأول ما ستوجه في هذه السياسة نحو بيئة المقاومة وجمهور المقاومة في لبنان وفي المنطقة، ولذلك نحن بحاجة إلى أن ننتبه وأن لا ننجر إلى الأفخاخ التي تُنصب يوما بعد يوما من أجل جرنا إلى ما يريدون تحقيقه، لا ينبغي أن نقع في الأفخاخ، بالأمس واحد من الأفخاخ وسترون بعدها أشياء أخرى من أجل إيقاع الفتنة الداخلية وإدخال القوى الخارجية إلى لبنان للإستعانة أو لتذرع الغرب بما يجري في الداخل اللبناني من أجل الوجود المباشر في لبنان، لا ينبغي أن نقع في الفخ وأن نحذر من الفتن والشراك المنصوبة في الداخل، وأنا على يقين بأن المسؤولين على قدر من الوعي إن شاء الله وخصوصاً الثنائي الوطني وخصوصاً جمهورنا الذي يجب أن يكون منضبطاً لأن المقصود هو الإيقاع داخل هذه البيئة والعمل على الفتن الداخلية ، نحن نعمل على وحدة اللبنانيين جميعاً، فهل يمكن أن نقع نحن في فخ الفتنة الداخلية الشيعية كما يريدون العمل في المستقبل.  تأكدوا من هذا، ولذلك يجب أن نكون حذرين ونحن على يقين بأن القوى السياسية الشيعية الثنائي الشيعي والجمهور الشيعي سيكون حينئذ أكثر وعياً وترابطاً مما مضى، لأن القادم ليس أسهل مما مضى، بكل صراحة في السياسة هناك واقع آخر هناك حرب من نوع آخر، يجب أن نكون على قدرها كما كنا في الحرب العسكرية على قدرها، وأن نعمل مع سائر اللبنانيين على العمل من أجل قيام دولة قادرة تستطيع أن تعمل وفق مصالح لبنان واللبنانيين، وليس وفق الأجندات الخارجية التي يحاول الغرب وتحاول الولايات المتحدة الأمريكية أن تصنعها شيئا فشيئا في داخلنا.

وطالب  بالعمل على بناء الدولة القوية مع سائر الأطراف اللبنانية وعلى قيام الدولة الحقيقية ذات السيادة، دولة المواطنة التي لا تفرق بين طرف وطرف بعد كل هذه التجارب وبعد كل هذه المعاناة، فنحن حريصون على تحقيق الوحدة الداخلية وإن يضع اللبنانييون اياديهم بايدي بعضهم الآخر، وأن يجهدوا سوياً للمحافظة على لبنان وعلى وجود لبنان وعلى المصلحة اللبنانية.  الآن الشعار المرفوع هو قيام الدولة والاعتماد على الدولة، نحن اول من دعا الى هذه الدولة وإلى اصلاح هذا النظام ولكن بلسان الإمام السيد موسى الصدر، والذين رفضوا قيام الدولة القوية وفتحوا المجال لكل ما جرى، المسؤول عنه الذين منعوا وما زالوا يمانعون من قيام هذه الدولة، نحن مشروعنا الآن هو قيام هذه الدولة، دولة المواطنة، دولة العدالة، دولة المساواة، دولة تحمل المسؤولية من المسؤولين ومن الشعب اللبناني،  نحن في سفينة واحدة، وعلينا جميعاً أن نحافظ على هذه السفينة حتى لا تغرق.

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يُعيد هذا اليوم علينا وعليكم وقد تحققت آمالنا في تحرير أرضنا وفي قيام الدولة القوية القادرة والعادلة دولة المواطنة، وأن يخرج لبنان من هذا الوضع وأن يعود اللبنانيين الذين من دون وحدتهم لن تقوم للبنان قائمة وسيبقى لبنان يتجاذبه العدو الاسرائيلي ويستضعف من الولايات المتحدة الأمريكية ومن الغرب، فلن يكون لبنان مستقبلاً إلا بوحدته و بوحدة شعبه وجيشه ومقاومته التي جميعاً هي تُختصر في الدولة، الدولة هي عبارة عن الجيش والشعب والحكومة، هذه المقاومة ممن هي؟ لم تأت من الصين أو من مكان آخر إنما نبتت في هذه الأرض وهم أبناء هذا الشعب أبناؤنا.

 في الدوير والمروانية

ومن الغازية توجه العلامة الخطيب الى بلدة الدوير ،حيث قدم التعازي لآل قانصو بفقيدهم المرحوم زهير عبد الحليم قانصو.  

ثم انتقل العلامة الخطيب الى بلدة المروانية حيث القى كلمة في ذكرى الثالث للمغدور المرحوم محمود  بنوت.

وتناول في كلمته كرامة الانسان التي دفع الجنوبيون في سبيلها اغلى التضحيات ،وقال اننا لم نواجه اسرائيل في الحرب الاخيرة بل واجهنا الغرب بكله وكلكله ،وشدد على دور الدولة في حماية حدودها والدفاع عن شعبها ،مستغربا حديث البعض عن نزع سلاح المقاومة في هذه الظروف ،وكيف انهم يريدون ان ينزعوا من لبنان عنصر القوة ،في حين يصر العدو الصهيوني على احتلال الارض وتدمير المدن والقرى اللبنانية.

وكرر العلامة الخطيب القول انه ليس لدى الطائفة الشيعية مشروع خاص ،بل ان مشروعها هو مشروع الدولة ،وهو مشروع الامام السيد موسى الصدر،ولكن على الدولة ان تقوم بواجبها تجاه مواطنيها.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى