الضغوط الأمريكية فلسطينيا وسبل مواجهتها(وائل أبو الحسن)
![](https://al-hiwarnews.com/wp-content/uploads/2025/02/thumbnail_IMG-20250211-WA0090-780x470.jpg)
وائل فايز أبو الحسن* – الحوارنيوز / المكسيك
في حال أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية على وقف دعمها لمصر والأردن بهدف إرغامهما على تمرير مخطط تهجير الفلسطينيين من غزة واستقبالهم في أراضيهما، فإنه من الضروري أن تتحرك الدول العربية لمواجهة هذا الضغط. ويجب أن يتم ذلك من خلال تعزيز الدعم لهذين البلدين، وإعادة توجيه الاستثمارات العربية التي تقدر بتريليونات الدولارات نحو هذه الدول بدلًا من استثمارها في الولايات المتحدة. كما ينبغي توسيع هذا الدعم ليشمل لبنان وسوريا، بما يعزز الاستقرارالإقليمي ويحد من التدخلات الخارجية.
علاوة على ذلك، لا بد من اتباع سياسة المعاملة بالمثل تجاه الولايات المتحدة، عبر تقليص التعاون الاقتصادي والسياسي معها، وصولًا إلى التهديد بقطع العلاقات الدبلوماسية وتجميد معظم الاتفاقيات المبرمة. وفي حال عدم تراجع الولايات المتحدة عن هذه السياسات، يجب اتخاذ خطوات تصعيدية، بما في ذلك التقدم بطلب رسمي لإنهاء الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، وسحب قواته من جميع القواعد العسكرية البرية والبحرية والجوية.
إن السياسات التي يتبعها الرئيس الأمريكي الحالي قد لا تؤثر فقط على استقرار الشرق الأوسط، بل ستمتد تداعياتها إلى أوروبا ودول أخرى، التي قد تتعرض للابتزاز السياسي نفسه. ومن الجدير بالذكر أن استقرار أوروبا وأمنها واقتصادها، بل وحتى وحدة دول الاتحاد الأوروبي، ليست أقل تهديدًا من وضع منطقة الشرق الأوسط.
إذا استمر هذا النهج دون رادع، أو لم يتم التعامل معه بحزم قبل فوات الأوان، فإننا أمام خطر تأسيس لصراعات طويلة الأمد تمتد لقرون مقبلة. أما إذا خضعت مصر والأردن لهذه الضغوط ووافقت على هذا المخطط، فإن استقرار أنظمتهما سيكون موضع شك، وقد يؤدي ذلك إلى تداعيات غير محمودة على المستوى الداخلي والإقليمي.
إن هذه اللحظة تتطلب موقفًا عربياً موحدًا وحاسمًا لحماية الحقوق الفلسطينية، وصون السيادة الوطنية لدول المنطقة، والتصدي لأي محاولات لفرض حلول قسرية تخدم أجندات خارجية على حساب الأمن القومي العربي.
*محام ورئيس المجلس الوطني لدى الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم – المكسيك