العالم العربيسياسة

أبعاد ترحيل الفلسطينيين الى مصر والأردن والسعودية!(حسن علوش)

 

حسن علوش – الحوارنيوز

في الشكل، تبدو المواقف التي أطلقها رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو حيال ترحيل أهالي غزة الى عدد من الدول العربية، محاولة للسيطرة على قطاع غزة بدعم رئاسي أميركي بعدما فشل العدو عسكرياً في تهجير الشعب الفلسطيني من غزة ورضخ لتسوية لا ربح فيها.

أما في المضمون فإن تصريحات نتنياهو وقبله تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، هي بمثابة تهديد مباشر للأنظمة العربية في دول الطوق ولنظام الحكم في المملكة العربية السعودية.

لقد استضافت المملكة السعودية قمتين عربيتين في 11 تشرين الثاني 2023 ، وتلتها قمة عربية غير عادية بتاريخ 11 تشرين الثاني 2024 ،وفي كلا القمتين تحدث البيان الختامي عن “مركزية القضية الفلسطينية والدعم الراسخ للشعب الفلسطيني لنيل حقوقه الوطنية المشروعة غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حقه في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو/ حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحق اللاجئين في العودة والتعويض بموجب قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وخصوصا الـقرار 194، والتصدي لأي محاولات لإنكار أو تقويض هذه الحقوق.”

كما أكد بيانا القمتين “على سيادة دولة فلسطين الكاملة على القدس الشرقية المحتلة، عاصمة فلسطين الأبدية، ورفض أي قرارات أو إجراءات إسرائيلية تهدف الى تهويدها وترسيخ احتلالها الاستعماري لها، باعتبارها باطلة ولاغية وغير شرعية بموجب القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وعلى أن القدس الشريف خط أحمر بالنسبة للأمتين العربية والإسلامية، وعلى تكاتفنا المطلق في حماية الهوية العربية والإسلامية للقدس الشرقية المحتلة وفي الدفاع عن حرمة الأماكن الإسلامية والمسيحية المقدسة فيها”.

ونصت مقرارت القمة 1 والقمة 2 على” رفض تهجير المواطنين الفلسطينيين داخل أرضهم أو إلى خارجها، باعتبارها “جريمة حرب وخرقا فاضحا للقانون الدولي سنتصدى له مجتمعين”.

ولا شك أن مواقف الدول العربية، وخصوصا موقف  المملكة العربية السعودية، يعكس الثبات المبدئي والتاريخي حيال قضية الشعب الفلسطيني، ولا تكفي لردع وصدّ الهجمة الصهيونية المدعومة أميركياً..

لم تبادر الأنظمة العربية الى تحويل هذه المواقف الى فعل يضع حدا لتمادي العدو وارتكاب المزيد من المجازر والجرائم التي يعاقب عليها القانون الدولي.

اكتفت هذه الأنظمة بتأكيد مواقفها المبدئية، ولعل ذلك يعود لبنيتها البرجوازية التي ارتبطت بنيويا (سياسيا واقتصاديا) بالمشروع الأميركي في المنطقة، وصار من الصعب عليها تجاوز هذا الارتباط أو فكه بقرار ذاتي!

إن إكتفاء النظام العربي الرسمي بمؤتمرات تدين جرائم العدو في غزة، والإختباء خلف منظمة الامم المتحدة وقراراتها، شجع العدو على التمادي في خططه بتهجير الشعب الفلسطيني الى الدول العربية وتوطينهم لاحقا.

إن الدول العربية مهددة اليوم  بكياناتها ووجودها ومصالحها، وهي باتت ملزمة بتغيير استراتجيتها في مواجهة ما يمكن اعتباره بالون اختبار اسرائيلي – اميركي.

مطالبة نتنياهو بترحيل الفلسطينيين الى السعودية واقامة دولتهم هناك، يأتي في سياق الضغط على المملكة التي رفضت وترفض اي نوع من انواع العلاقة والتطبيع مع العدو قبل قيام دولة فلسطين وفقا لقررات الدولية ذات الصلة.

من هنا ينتظر الشعب العربي ويأمل من القمة الاستثنائية غير العادية المقررة في 27 الجاري في القاهرة ،أن تخرج  بخطة يشعر معها الأميركي بأن مصالحه في العالم العربي مهددة.

قال ترامب سابقا وكرر موقفه مؤخرا بأن دول الخليج العربي عليها أن تدفع مقابل حماية أنظمتها في مواجهة تمدد النفوذ الايراني،  فيما الخطر الحقيقي هو دولة الاحتلال وعصاباتها…

 

لقد استخدمت الولايات المتحدة الأميركية ايران كفزاعة لتعميق الانقسام بين الدول العربية وايران، ويبدو أن الادارة الاميركية أطلقت “بعبعبا” آخر يتمثل في الجماعات الاسلامية المتطرفة بعد أن نجحت في تمكين هذه المجموعات من الحكم في سورية!

 فهل سترضخ الدول العربية لتهديدات ترامب وحليفه الاسرائيلي، أم أنها ستعلن موقفاً يعيد لها اعتبارها وتهدد بما تملكه من أوراق وهي كثيرة؟

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى