أسئلة حائرة على هامش الحدث السوري.. والإستسلام القاتل!(نسيب حطيط)
![](https://al-hiwarnews.com/wp-content/uploads/2025/02/نسيب-حطيط-1-2-780x470.jpeg)
د.نسيب حطيط – الحوارنيوز
لا يمكن تصديق او إستيعاب ماجرى في سوريا . أن تنهار دولة عندها ما لا يقل عن 500,000 عسكري وعشرات آلاف من المخابرات والشرطة وألاف من المستشارين الإيرانيين وآلاف من الجيش الروسي مع الطائرات وآلاف من المقاومين اللبنانيين والعراقيين وترسانة عسكرية ضخمة عرفناها بعد تدمير العدو الاسرائيلي لها من مئات الطائرات وآلاف الدبابات ومصانع الصواريخ والتي لم يتم استعمالها وانهزمت امام بضعه آلاف في سيارات “بيك آب” مدنية، تحمل رشاشات متوسطة بدون حماية سلاح الجو !
حتى الآن لم يتحدث أحد عما جرى في سوريا …كيف اختفى الرئيس بشار الأسد قبل السقوط الخيالي و”الهولوودي” ولا نعرف عنه شيئا بعد أكثر من شهرين من اختفائه .
هل تم قتله او اختطافه؟
هل هرب …هل أستسلم ؟
هل كان ضحية خيانة من الداخل او من الخارج او من كلاهما؟
لم تسقط سوريا نتيجة هجوم الجماعات التكفيرية، بل تم تسليمها دون إتفاقات او تفاهمات مع النظام ،لحفظ الجيش او الموظفين او العلويين او الشيعة والسّنة الذين كانوا مع النظام والذين يشكلون أغلبيه الجيش والشرطة والموظفين ،فهل يمكن التصديق ان النظام قد سلّم كل شيء دون أن يحمي من كان معه او يتلف مستنداته وأرشيفه العسكري والأمني ؟
ويبقى السؤال: من خان الأسد او من خدع الأسد ؟
والسؤال الثاني الأكثر إلحاحاً : لماذا استسلم الشعب السوري والجيش والشرطة وحزب البعث الذي يحكم منذ 50 عاما ،وذابوا جميعا كالملح أمام بضعه آلاف من المسلحين الذين يقتلون ويعدمون ويخطفون بأسلحة فردية؟
لماذا هذا الاستسلام والهروب حدود الجبن والإذلال، فلم نسمع بعد شهرين أي تحرّك لضابط او جندي او مسؤول حزبي من البعث، لمواجهة القتل العبثي والطائفي المتوحش؟
لو ان الذين استسلموا وصدّقوا إجراءات تسوية الاوضاع ثم تم قتلهم، او الذين اختبأوا وهربوا داخل سوريا ويتم إلقاء القبض عليهم واحداً واحداً ، قاموا بالدفاع عن أنفسهم لنجا بعضهم او وعلى الأقل يَقتلون ويُقتلون ويضعون حداً لإستباحة القتل والخطف والتهجير والتطهير الطائفي والمذهبي والمناطقي!
هل تم تجريد كل الشعب السوري من حزب البعث او الناس والعشائر من السلاح ؟
لماذا هذا الإستسلام وإنتظار القتل والذبح ؟
ان أكثر من 400,000 جندي وضابط في الخدمة مع أكثر من مليون جندي وضابط في التقاعد ،ألا يمكن ان يبادر أحد منهم للدفاع عن نفسه وعن أهله وعن وطنه ،سواء باتجاه العدو الاسرائيلي او باتجاه أعوانه وحلفائه من الجماعات التكفيرية والغزو التركي؟
هل كان حزب البعث ،حزب وظائف واحتفالات او حزباً عقائدياً، يمكنه إعادة تنظيم صفوفه لحماية وطنه؟
اين اتحاد شبيبة الثورة وطلائع البعث؟
هل ان الشعب السوري الذي كان مدماك العروبة ورائدها قد استسلم للتتريك والتكفير والتهويد ؟
اين الشعب السوري الذي كان مسانداً وداعماً للبنان المقاومة وعراق المقاومة وفلسطين المقاومة،ألا يستطيع ان يبدأ المقاومة دفاعاً عن نفسه وعن وطنه وكرامته؟
الحقيقة أنه لا يمكن لأحد حماية ودعم الشعب السوري، إذا بقي صامتاً ومستسلماً!