دولياتسياسة

غرينلاند في عينيّ ترامب : الدانمرك تمتلك جزيرة أكبر منها بخمسين مرة

 

الحوارنيوز – خاص

أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب حفيظة القارة الأوروبية بعد مطالبته بضم جزيرة غرينلاند  إلى الولايات المتحدة ،عارضا شراء هذه الجزيرة التي تمتلكها الدانمرك .فمن هي هذه الجزيرة ولماذا يطمع بها ترامب؟

تعتبر غرينلاند أكبر جزيرة في العالم، مساحتها 2,166,086 كم²(مليونان ومائة وستة وستين كلم مربع)، وهذا في حالة استبعدنا إستراليا كونها كتلة قارية. وتمثل أحد أقاليم الدانمارك على الرغم من أنها تعد جغرافياً جزءًا من أمريكا الشمالية. تقع على بعد 2,090كم شمالي المحيط الأطلسي. وتبعد في بعض أجزائها نحو 16 كم من كندا. وتعد غرينلاند أكبر من الدانمارك بحوالي 50 مرة، ولكن الدانمارك تفوق “غرينلاند في عدد السكان بحوالي 95 مرة.

 

 

  غرينلاند  أي “أرض الناس” أو “الأرض الخضراء” هي تقسيم إداري ذاتي الحكم داخل مملكة الدنمارك ،وهي أكبر جزيرة في العالم. تقع بين المحيط المتجمد الشمالي والمحيط الأطلسي، شرق أرخبيل القطب الشمالي الكندي. وعلى الرغم من أنها جزء من قارة أميركا الشمالية من ناحية الجغرافيا الطبيعية، إلا أنها ارتبطت سياسيًا وثقافيًا بأوروبا (تحديدًا النرويج والدنمارك، القوى الاستعمارية) لأكثر من ألف عام، ابتداءً من عام 986. غالبية سكانها هم من الإنويت، الذين هاجر أسلافهم من ألاسكا عبر كندا الشمالية، واستقروا تدريجيًا في الجزيرة بحلول القرن الثالث عشر.

كانت غرينلاند مأهولة على فترات زمنية على مدى 4500 سنة من قبل شعوب القطب الشمالي الذين هاجر أسلافهم إلى هناك مما يُعرف الآن بكندا. استقر النورثمن في الجزء الجنوبي غير المأهول من الجزيرة منذ بداية القرن العاشر، بعد أن استوطنوا سابقًا في آيسلندا. وأبحر النورثمن في وقت لاحق من “غرينلاند وآيسلندا، وأصبح ليف إريكسون أول أوروبي معروف يصل إلى أمريكا الشمالية قبل 500 عام تقريبًا من وصول كولومبوس إلى جزر الكاريبي. ووصلت شعوب الإنويت في القرن الثالث عشر.

 وعلى الرغم من استمرار تأثير النرويج والنرويجيين، إلا أن غرينلاند لم تكن رسميًا تحت حكم التاج النرويجي حتى عام 1261. وفي أوائل القرن السابع عشر، وصل المستكشفون الدنماركيون إلى غرينلاند مرة أخرى. وبسبب وضع النرويج الضعيف، فقدت السيادة على غرينلاند في عام 1814 عندما جرى حل الاتحاد. وأصبحت غرينلاند دنماركية في عام 1814 ودُمجت بالكامل في الدولة الدنماركية في عام 1953 بموجب دستور الدنمارك. ومع دستور عام 1953، أصبح الناس في غرينلاند مواطنين في الدنمارك.

 

   

في عام 1979، منحت الدنمارك الحكم الذاتي لغرينلاند؛ وفي عام 2008، صوت سكان الجزيرة لصالح قانون الحكم الذاتي، الذي نقل المزيد من السلطة من الحكومة الدنماركية إلى الحكومة المحلية.

 

في عام 1940م، وأثناء الحرب العالمية الثانية غزا الألمان الدنمارك، وتكفلت الولايات المتحدة عام 1941م بالدفاع عن غرينلاند، وتمكنت بالتعاون مع الدانمارك من تدمير محطات الأرصاد التي أقامتها ألمانيا في الجزيرة، وأقامت الولايات المتحدة عدة محطات وقواعد عسكرية بها. وفي عام 1951م توصل الأمريكيون مع الدانماركيين إلى اتفاقية عسكرية تقضي بأن يكون دفاع غرينلاند من مسؤوليات حلف شمال الأطلنطي. وقد أقامت الولايات المتحدة عام 1961م أكبر محطة رادار في العالم في غرينلاند.

 

عام 2019 اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، فكرة شراء الولايات المتحدة لغرينلاند من الدنمارك، وكررها في الفترة التي سبقت ولايته الثانية، بدءًا من العام الحالي.  وفي 9 يناير 2025، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو ”إن الاتحاد الأوروبي لن يسمح لأي دولة بالاعتداء على حدوده السيادية”، وذلك في رده على تهديدات ترامب ضد الدنمارك ورفضه استخدام القوة لضم “غرينلاند.[28]

 

تتكون أراضي “غرينلاند من هضبة داخلية منخفضة تحيط بها جبال ساحلية وتغطي طبقة جليد دائمة ما يعادل 1,740,500كم² أو حوالي أربعة أخماس مساحة الجزيرة. ويتراوح سُمْك الغطاء الجليدي ما بين 1,6كم و3,2كم. ويبلغ ارتفاع جبل جنبجورن أعلى نقطة في “غرينلاند 3,700م، ويقع شرقي الغطاء الجليدي. وتوجد آلاف الجزر بعيداً عن الشاطئ.  

 

المناخ في “غرينلاند بارد جداً، إلا أنه أصبح تدريجيا منذ بواكير القرن العشرين يميل إلى الدفء. وأبرد منطقة هي التي تقع في مركز الغطاء الجليدي، حيث تصل معدل حرارتها إلى  47°م تحت الصفر في شهر فبراير وحوالي -11°م في يوليو. أدنى درجة سجلت عام 1954م، حيث وصلت   66 °م تحت الصفر. وفي الشاطئ الجنوبي تصل الحرارة إلى -8°م في شهر فبراير وحوالي 10°م في يوليو.   معظم البلاد تتعرض لشمس ساطعة في الصيف لمدة 24 ساعة، وتحتجب الشمس تماماً في الشتاء. وهذه الفترات تزداد كلما اتجهنا شمالاً صوب دائرة القطب الشمالي، هذا ما يعرف بشمس منتصف الليل.

16 % من مساحة “غرينلاند هي فقط التي لا يتواجد بها الثلج والجليد بشكل دائم. وهذه المناطق معظمها يتواجد على الساحل المحيطي الأطلسي حيث تكثر الجبال التي تقع في سفوحها أنهار كبيرة تلقي بكتل الجليد الضخمة إلى المحيط.

قدر عدد السكان في “غرينلاند سنة 2022 بحوالي 56,583 نسمة، حيث أن 88% منهم إنويت (أسكيمو) أو خليط من الدانماركيين والإينويت. النسبة الباقية وهي 12% تمثلها مجموعات عرقية أوروبية مختلفة، أغلبهم دانماركيون. أغلب السكان هم من أتباع الدين المسيحي البروتستانتي اللوثري.  

 

 

يعتمد الاقتصاد اليوم في “غرينلاند كثيراً على صادرات الأسماك ومشتقاتها، وتعليب الأسماك وتصديرها يعتبر أكبر مصادر الدخل. وقد استئنفت مؤخرا عمليات التنقيب عن النفط والغاز والمعادن، إلا أنه لا يمكن البدء بإنتاج النفط فعليا إلا بعد عدة سنوات. أنشأت حكومة “غرينلاند شركة النفط الوطنية    لأجل المساعدة في تطوير صناعة المواد الهيدروكربونية في “غرينلاند. كما أطلقت الشركة في بورصة كوبنهاجن لجمع المزيد من الأموال لرأس المال لدعم وتطوير قطاع إنتاج الذهب والياقوت والذي بدأ استغلالهما في عام 2007. كما أن نشاط استخراج المعادن في انتعاش ويشمل استخراج اليورانيوم، الألمنيوم، النيكل، البلاتين، التنغستن، التيتانيوم والنحاس.

 

عانت “غرينلاند في بداية التسعينيات من انكماش اقتصادي، ولكن الوضع بدأ بالتحسن عام 1993، وانتهجت حكومة السلطة الذاتية سياسة مالية مشددة ما ساعد على خلق فوائض في الموازنة العامة وانخفاض مستويات التضخم.  حاليا، تم اكتشاف مصادر جديدة لحجر الياقوت حيث تسعى الحكومة لاستغلاله وتصديره لإنعاش الاقتصاد.

خلال اجتماع اللجنة الدولية لصيد الحيتان التي تضم 85 دولة، سعت الدانمارك لحشد التأييد بين دول الاتحاد الأوروبي لكي يتم السماح ل”غرينلاند بصيد 50 من الحيتان الحدباء في خمس سنوات لإطعام سكانها.

النقل الجوي هو الوسيلة الأكثر شيوعاً في “غرينلاند، حيث تربط حركة النقل الجوي بين مختلف المدن الغرينلاندية وحتى إلى الخارج. النقل البحري موجود بنسبة أقل بسبب كثرة التكاليف وبعد المسافة بين المدن. كما أنه لا توجد طرق برية بسبب كثرة الخلل على الساحل الغربي ما يستلزم تهيئة طرقية متطورة.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى