اجتماعياتمنوعات

“دور المرأة في التعافي وإعادة البناء”: مؤتمر وتوصيات

 

الحوارنيوز – محليات

 

نظّمت جمعية MIDAL مؤتمرا بعنوان “دور المرأة في التعافي وإعادة البناء – قيادة، تأثير، وتمكين”، بالتعاون مع مؤسسة سعيد وسعدى فخري الإنمائية – الزرارية.

حضر المؤتمر محافظ النبطية الدكتورة هويدا الترك، رئيس اتحاد بلديات ساحل الزهراني علي مطر، ممثل رئيس بلدية الزرارية الدكتور عدنان جزيني، نائب رئيس الهيئة الادارية لمؤسسة سعيد وسعدى فخري الانمائية حسن علوش، البروفسور حسين طرابلسي،فضلا عن حضور واسع من رؤساء وأعضاء جمعيات وأندية محلية، ونساء رائدات في المجتمع، إلى جانب خبراء ومتخصصين في مجالات التنمية، الإعلام، الحماية، والتعليم.

افتتح المؤتمر بكلمة ترحيبية من مديرة مؤسسة فخري في الزرارية ميرا مروة حيث شددت على الدور الذي لعبه المركز في مساندة النازحين خلال وبعد الحرب.

 

وشكّل المؤتمر منصة للنقاش حول آليات تمكين المرأة، وتعزيز مشاركتها في عمليات إعادة الإعمار، وتقديم حلول عملية لمواجهة التحديات التي تعيق تقدمها في مختلف القطاعات، في ظل التحديات التي تواجهها المرأة نتيجة الأزمات.

الجلسة الأولى: المرأة وصنع القرار في مرحلة التعافي

افتتحت الجلسة الأولى بكلمة إيمان طرابلسي، رئيسة جمعية MIDAL، التي رحّبت بالحضور وأكدت أن تمكين المرأة ليس مجرد مطلب، بل هو ضرورة لضمان تعافٍ مجتمعي واقتصادي مستدام. شددت طرابلسي على أهمية إيجاد بيئة داعمة تتيح للمرأة تولي أدوار قيادية، وتمكنها من المساهمة الفعالة في عمليات إعادة الإعمار وصنع القرار.

  محاقظ النبطبة د.هويدا الترك، أول إمراة تشغل منصب محافظ في النبطية والجنوب، الأستاذة الجامعية والمسؤولة الإدارية التي شغلت مراكز فاعلة في الشأن العام، تحدثت عن أهمية إدماج المرأة في مراكز القيادة داخل المؤسسات الحكومية، مشيرةً إلى أن وجود النساء في مواقع صنع القرار يعزز الحوكمة المحلية، ويدعم تحقيق استقرار اقتصادي واجتماعي أكثر تماسكًا. كما أكدت على ضرورة تأهيل النساء وتزويدهن بالمهارات اللازمة لتولي مناصب قيادية في القطاعين العام والخاص.

بدورها، ناقشت د. جوزفين زغيب، الناشطة السياسية والاجتماعية، دور المرأة في إعادة الإعمار، مسلطةً الضوء على الفرق بين التنمية، الإنماء، والنمو، وأهمية تحقيق التوازن بينها لضمان استدامة المشروعات التنموية. كما شددت على ضرورة تعزيز دور المرأة في التخطيط الاستراتيجي المحلي، وتفعيل السياسات التي تضمن إشراكها بفعالية في عمليات إعادة البناء.

من جانبها، تناولت المحامية مريم الشامي، المدربة والناشطة في القضايا الحقوقية والاجتماعية، حقوق المرأة النازحة في ظل النزاعات. وأكدت أن غياب الحماية القانونية الكافية يعرض النساء لمخاطر عديدة، مما يستدعي تكثيف الجهود لضمان بيئة قانونية آمنة ومستقرة للنساء المتضررات من النزاعات. كما أشارت إلى التحديات التي تواجه تطبيق القوانين الدولية الخاصة بحماية النساء والأطفال، داعيةً إلى تحسين آليات تنفيذ هذه القوانين على أرض الواقع.

الجلسة الثانية: التعليم، الحماية، والإعلام كأدوات لدعم المرأة والمجتمع

أدار الجلسة د. رامي علوه، الخبير في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، حيث تركز النقاش على دور التعليم، الدعم النفسي، والإعلام في تمكين المرأة وتعزيز قدرتها على مواجهة الأزمات.

د. ولاء حرب، الأستاذة الجامعية والباحثة في الإعلام والتواصل، تناولت التحديات التي تواجه قطاع التعليم في لبنان بعد الأزمات وتأثيرها على الطلاب والمعلمين. كما أكدت على أهمية دور الأهل، لا سيما الأمهات، في دعم تعليم أطفالهم وتقليل معدلات التسرب المدرسي، مشددةً على أن تمكين المرأة في المجال التربوي يعزز بيئة تعليمية أكثر استدامة، ويحافظ على استمرارية العملية التعليمية رغم الظروف الصعبة.

من جهتها، شددت رنا غنوي، الأخصائية الاجتماعية وخبيرة الحماية الأسرية، على أهمية الدعم النفسي والاجتماعي للنساء بعد الأزمات، مؤكدةً أن غياب الرعاية النفسية المتخصصة يؤدي إلى آثار طويلة الأمد على الأفراد والمجتمع. كما أوصت بتفعيل لجان محلية لدعم التعافي المجتمعي، وإدراج معايير الدمج الاجتماعي في عمليات إعادة الإعمار، إلى جانب تدريب العاملين في الصفوف الأمامية على مقاربات دامجة غير تمييزية.

د. ماي سعادة، الناشطة في المجال الإنساني والاجتماعي، ركزت على أهمية التعليم الرقمي كأداة لتمكين المرأة وتعزيز استقلاليتها الاقتصادية. أوضحت أن التكنولوجيا الحديثة توفر فرصًا غير مسبوقة للنساء لتطوير مهاراتهن والانخراط في سوق العمل بمرونة أكبر. كما شددت، من خلال خبرتها في الهندسة التربوية وتطوير المناهج، على ضرورة تبني استراتيجيات تعليمية رقمية مستدامة، خاصة في المجتمعات المتأثرة بالأزمات، لضمان استمرار التعليم وتعزيز دور المرأة في التنمية.

أما الدكتورة إلسي العيراني، الأخصائية النفسية للأطفال، فتحدثت عن أهمية توفير بيئة داعمة للصحة النفسية للأطفال بعد الأزمات، مشيرةً إلى أن تمكين الأمهات نفسيًا يساعد في بناء بيئة مستقرة تسهم في تخفيف آثار الصدمات لدى الأطفال.

في ختام الجلسة، شاركت الصحافية رنا الجوني عن دور المرأة في الصمود وعن تجربتها كمراسلة ميدانية وحيدة صمدت خلال حرب 2024 في محافظة النبطية، وغطّت الأزمات والصراعات التي مرّت بها النساء في جنوب لبنان. أكدت على دور الإعلام في إبراز التحديات التي تواجهها النساء خلال النزاعات، وضرورة تقديم محتوى يعكس واقع المرأة بموضوعية، ويعمل على تغيير الصورة النمطية وتعزيز الوعي المجتمعي.

خلص المؤتمر إلى مجموعة من التوصيات المهمة التي تسهم في تعزيز دور المرأة في عمليات التعافي وإعادة البناء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى