رأي

لمقاومة مدنية تدعم المقاومة المسلحة لتحرير الجنوب (نسيب حطيط)

 

د.نسيب حطيط – الحوارنيوز

 

تتصاعد التهديدات والتسريبات بتمديد العدو وبموافقة أميركية على تمديد الحرب من طرف واحد، والتي أُطلق عليها، لتضليل الرأي العام، “هدنة الستين يوماً”  للإنسحاب الإسرائيلي، فكانت حرب الستين يوماً من طرف واحد يقوم بها العدو الإسرائيلي، بالتعاون مع القوات الدولية، بالتلازم مع عجز حكومي لبناني وإلتزام عاقل وشجاع وذكي من المقاومة.

يتصرّف العدو بحرية كاملة، لإعتقاده ان ظروف المنطقة لصالحه بالكامل ويحاول استغلالها مع حلفائه والمؤيدين له في لبنان والعالم العربي، للقضاء على المقاومة في لبنان التي شكّلت وما زالت العقبة الرئيسية امام سقوط المنطقة في القبضة الأمريكية والإسرائيلية مع انها محدودة العدد والجغرافيا !

يطالب الجميع المقاومة بالرد ،ويتطاول البعض عليها سواء بقصد او غير قصد، بسوء نية او حسن نوايا، لكنهم يرجمون المقاومة ويحيّدون العدو ويحاصرون المقاومة ولا يحمّلون العدو مسؤولية خرقه “لإتفاق تشرين “والقرار 1701.

وهنا نوجه النداء، لأهلنا الشرفاء الصابرين الشجعان، خاصة أهل القرى الحدودية في الجنوب، للبدء  ب”مقاومة مدنية” إعلامية وقانونية، في مواجهة العدو الإسرائيلي والقوى السياسية والشخصيات الإعلامية في لبنان التي تقاتل الى جانب العدو بمواقفها السياسية والإعلامية، وهي التي صمتت عن مخالفات العدو ولا زالت تطالب بنزع سلاح المقاومة ولا تطالب بخروج الإحتلال ولا تستنكر تدميره للمباني المدنية غير العسكرية.

نتمنى على أهلنا وهيئاتهم الإجتماعية والبلدية البدء بما يلي:

–   تشكيل وفود من كل قرية مع مجلسها البلدي والمخاتير وإمام البلدة وهيئاتها الإنسانية والاجتماعية والصحية، وتقديم شكاوى بإسم القرية الى مقر القوات الدولية ولجنة الاشراف على تنفيذ “إتفاق تشرين”، مع إحصاء لما دمّرته اسرائيل من منازل وبنى تحتية ومساجد ومقابر لا علاقة لأي عمل عسكري بها، والمطالبة بالإنسحاب الإسرائيلي.

– مبادرة نواب قوى المقاومة بالتحرك على مستوى البرلمانات العربية والإسلامية والدولية، للمطالبة بالانسحاب والتعويض عما دمّره الاحتلال.

– تشكيل فريق قانوني من المحامين والمهندسين في كل قرية ولإعداد الملفات القانونية والفنية، وتقديم شكاوى ضد العدو الاسرائيلي في المحاكم الدولية، وطلب التعويضات عن الخسائر التي لحقت بالمدنيين دون مشاركتهم في الحرب ودون وجود اي مسلحين في بيوتهم وكرومهم.

–  التقدم بالشكاوى ضد كل إعلامي او مسؤول حزبي او حزب او جماعة سياسية او وسيلة إعلامية في لبنان تقوم بدور المخبر والمحرّض على المقاومة وأهلها، وتمنع وصول أموال الإعمار الى لبنان، ما يشكل إعتداءً على المتضررين، ويساعد العدو الإسرائيلي لتثبيت المنطقة العازلة وارهاق المقاومة وأهلها.  

– تنظيم الإعتصامات أمام سفارات الدول الكبرى وأمام مقرات الامم المتحدة، للمطالبة بالإنسحاب الاسرائيلي .

 –  مطالبة أهالي “شبعا” المالكين للأراضي التي تحتلها اسرائيل بالتحرك القانوني لإثبات ملكيتهم للمزارع وتأكيد انها ليست سورية، حتى تستطيع الحكومة والمقاومة الدفاع عنها ،فإذا تنازلوا عن حقوقهم، فليس على المقاومة التحرّك والقتال نيابة عنهم.

–  إعداد ملفات مصوّرة عن جرائم الحرب الإسرائيلية وترجمتها الى اللغات الأجنبية الأساسية مع أفلام وثائقي،ة قبل البدء بإعادة الإعمار ونشرها على الرأي العام العالمي والاحتفاظ بها كوثائق ضد الإحتلال في المحاكم والهيئات الدولية.

–  تنظيم فعاليات طلابية وشبابية وتنظيم الإعتصامات للمطالبة بالانسحاب الاسرائيلي والمشاركة التطوعية، بإعادة الإعمار .

في هذا الوقت نناشد المقاومة ألا تبادر “الآن” الى أي عمل عسكري وإبقاء المسؤولية في عهدة الدولة التي تطالب بحصرية السلاح بيدها ومن اجل كشف عجزها أو منع المجتمع الدولي لها من قتال إسرائيل، ولكشف عورات السياسيين والإعلاميين والأحزاب اللبنانية التي تخاصم المقاومة وتساعد العدو الإسرائيلي!  

على المقاومة ان تبقى على صمتها وصبرها ومراقبتها للأحداث والإستعداد للمستقبل، من دون الوقوع تحت ضغط الإنفعال الشعبي او الإستفزازات الداخلية المحرّضة عليها، حتى لا تقع في الكمين المخطط ضدها بعد نجاتها من الحرب الأولى، ولتثبيت حاجة لبنان لوجود المقاومة، بالتعاون مع الجيش والشعب المقاوم، وأن هذا العدو لا يلتزم بالإتفاقيات ولا بالقرارات الدولية ولا تردعه إلا القوة.

علينا ان نتعلم أن المقاومة، ليست رصاصاً وميداناً فقط، بل المقاومة كلمة وتظاهرة وإعلاماً وثقافة وقانوناً وشعرا وفنا ومسرحا ً…وعلينا ان نسلك كل وسائل المقاومة ولا نبقى على المقاومة المسلحة فقط دون ترك السلاح الشجاع والعاقل!

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى