سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: أصداءغزة .. وأجواء التأليف واعدة بإنتظار التشكيلة

 

الحوارنيوز – خاص

عكست صحف اليوم مضمون الاتفاق الذي ابرم أمس بشأن غزة وتراجع العدو عن أهدافه بعد أن دمر ما استطاع في غزة وارتكب مجازر وجرائم حرب وضد الإنسانية..

في لبنان رصدت الصحف أجواء التأليف، وعكست أجواء إيجابية مبدئية بإنتظار ما سيقدمه الرئيس المكلف نواف سلام من تشكيلة وزارية..

ماذا في التفاصيل؟

 

  • صحيفة الأخبار عنونت: سلام يلتقي بري ويراسل حزب الله: طريق التأليف سالكة

 

وكتبت تقول: المناخ السلبي الذي نجم عن مسار تسمية القاضي نواف سلام لتشكيل حكومة العهد الأولى بدأ بالانحسار، على وقع مؤشرات تُفيد بأن أصحاب القرار استوعبوا الانتكاسة وسارعوا إلى معالجتها، حتى لا تتمدّد على بقية الملفات. وفيما كانَ الجميع ينتظِر لقاء الرئيس سلام برئيس مجلس النواب نبيه بري، أوحى الأخير بأجواء إيجابية، مشيراً إلى أن «اللقاء كانَ واعداً». وهو ما أراح المتوجّسين من استحالة صياغة تفاهم بين سلام والثنائي أمل وحزب الله اللذين تفاهما على البقاء معاً في الحكومة أو الخروج منها معاً. وعزّز سلام هذا الجو حين أكّد «أنني ودولة الرئيس نقرأ في كتاب واحد هو الدستور المعدّل بموجب اتفاق الطائف. هذا كتابنا الوحيد الذي نعمل بموجبه معاً».

واستُبق اللقاء باتصالات كسرت الحلقة المُقفلة ووضعت قطار تشكيل الحكومة على السكة. وإذا لم يحدث أي تطوّر سلبي، يُمكن القول إن «موضوع المشاركة من عدمها أصبحَ إلى حدّ ما وراء الثنائي وهو يسعى اليوم إلى تحسين شروط مشاركته فيها»، خصوصاً أن حزب الله وحركة أمل لمسا إصراراً لدى سلام على ألّا يعزل الثنائي نفسه عن الحكومة. وعُلم أن الرئيس المكلف بعث برسالة إلى حزب الله أكد فيها على هذا المناخ. وقالت مصادر مطّلعة إن «أمرين تحقّقا في اليومين الماضيين، الأول كسر الجليد الذي كانَ قائماً، ثم بداية فكفكة العقد في ظل تجاوب الرئيسين جوزيف عون وسلام من دون أن يعني ذلك أن الرجلين يتصرفان من منطلق ضعف، لكنهما يتعاملان بموضوعية وبخلفية من يدرك دقة التركيبة». ولفتت إلى أن «عون قال إنه لن يوقّع حكومة لا يشارك فيها حزب الله وحركة أمل، وإن سلام حريص على موافقة الثنائي عليها»، لكنّ مقاربة الأمور هذه المرة «ستكون مختلفة». وهذا ما يفسّر كلام المعاون السياسي للرئيس نبيه بري، النائب علي حسن خليل، الذي حاول في مقابلة تلفزيونية أولَ أمس، تخفيف التشنج بالقول: «إننا منفتحون على حوار إيجابي مع رئيس الحكومة المكلف، وكل الكلام التشكيكي غير صحيح. ببساطة كان لدينا مرشح وخسر».

وكشفت مصادر مطّلعة على اجتماع بري وسلام أن «الأخير خرج من عين التينة مرتاحاً، وأسرّ إلى مَن سأله بأنه قال للرئيس برّي إنه كانَ يتمنى تشكيل حكومة مصغّرة. لكنه لمسَ من النقاشات مع الكتل النيابية أن هذا الأمر غير ممكن، وهو سيعود إلى تشكيل حكومة من 24 وزيراً، إلا أنه «يصرّ على حكومة تضمّ اختصاصيين»، مشيراً إلى أن «برّي لم يُبد اعتراضاً على ذلك»، وعليه أظهر سلام ارتياحاً لمناخ التفاهم، مشيراً إلى أن اللقاء كانَ محطة ساعدت في قلب الأمور من مناخ سوداوي إلى مناخ واعد.

نقاش حول آلية اتخاذ القرار في الحكومة بما يمنع كسر أحد، وضمان تنفيذ القرار 1701 ضمن حدوده الجغرافية

ومساءً أكّد بري في تصريحات لـ«الجديد» أن المسار السياسي في لبنان يتجه نحو الحل، مشيراً إلى أن «رئيس الحكومة متعاون»، لكنه لم يدخل في تفاصيل الحقائب أو الأسماء مع سلام. وحول ما إذا كانت الحكومة المقبلة ستكون حزبية سياسية أو تكنوقراط، أكّد برّي أن «تحديد شكل الحكومة من اختصاص الرئيس المكلّف». وفي ما يتعلق بمشاركة الثنائي الشيعي في الحكومة، أشار برّي إلى أن «الثنائي يوافق على الأسماء التي يعرضها الرئيس المكلف بشرط أن يكون الشخص المقترح كفُؤاً، أما إذا لم يكن كذلك فيتم رفضه حتى لو كان خيي». وشدّد على موقفه بعدم قبول عزل أي مكوّن سياسي في لبنان، قائلاً: «لم نقبل بعزل أي مكوّن سابقاً ولن نقبل به اليوم»، مشيراً إلى أنه «لا أحد يقبل بعزل حزب الله (…) طالما أنه في الله في السما، حزب الله عالأرض».

وفيما يحاول سلام العمل بشكل مضبوط من دون إعطاء تفاصيل كثيرة، علمت «الأخبار» أن اتفاقاً جرى حول خطوط عريضة للانطلاق منها نحو تفاهمات أوسَع، مع تمسّك سلام بـ«استقلاليته» ودفاعه عن هامش واسع في تحديد معالم الحكومة التي يريد تشكيلها. ومن بين هذه الخطوط، أن الحكومة لن تضم شخصيات حزبية بالمعنى التقليدي، لكنه سيتشاور مع القوى السياسية في الأسماء، ويُمكن لهذه القوى أن تعرض أسماء لشخصيات تكون مقبولة، أو أن ترفض أسماء تعتبرها غير مناسبة. ويجري الحديث عن رغبة القوى البارزة في إبقاء توزيع الحقائب وفقَ الصيغة الحالية مع إجراء بعض التعديلات، إذ يصر الثنائي على عدم ترك وزارة المالية، علماً أن لسلام تصوّره المختلف وهو ما سيظهر بعد تشاوره مع الرئيس عون الذي لم يخرج من أوساطه أي كلام حول تصوّره لشكل الحكومة.

كما دار نقاش بين القوى البارزة حول آلية اتخاذ القرار في مجلس الوزراء الذي ستكون التحالفات فيه مختلفة بعض الشيء عن السابق، إذ لن يكون فيه «ثلث ضامن» لأحد. لذلك ستراعي الآلية ألّا يشعر أي طرف بأنه يسيطر على القرار أو أن لا تأثير له. ومن بين الصيغ المطروحة أن «يُصار إلى اتخاذ القرار بحسب الملفات، فإذا كانت ملفات لتسيير أعمال المواطنين والدولة يُتخذ القرار بالتصويت، أما إذا كان القرار متعلقاً بملفات حساسة فإن على الحكومة أن تتخذ قراراً بالتوافق». وفيما قالت مصادر معنية بالمفاوضات إن البيان الوزاري لن يكون مشكلة، أكّدت أن تفسير القرار 1701 متفق عليه وتطبيقه محصور جنوبيّ الليطاني، أما مسألة التعيينات فلا حديث عنها الآن.

  • صحيفة النهار عنونت: يوم ماكرون: الالتزامات الفرنسية تتجاوز كل السقوف… انفراج واعد في الملف الحكومي بعد لقاء بري – سلام

وكتبت تقول:

تجاوزت أبعاد ودلالات زيارة العمل التي قام بها أمس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبنان، وهي الثالثة له منذ انفجار مرفأ بيروت قبل خمس سنوات، الهدف الرسمي المعلن لها لتهنئة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون بانتخابه لترسم سقفاً لعلّه الأعلى إطلاقاً في التزامات الدعم الفرنسي للبنان في مرحلة “نهوضه” الواعد من الأزمات والحرب والكوارث التي أصابته.

وبدا الرئيس الفرنسي، ان في الخطب والتصريحات التي ألقاها وان في ظهور معالم تفاؤله بما تحقق في لبنان بانتخاب الرئيس عون وانطلاق الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نواف سلام في مهمته، منخرطاً بقوة لا هوادة فيها في تقديم كل أوجه وجوانب الدعم للبنان بدءاً بإكمال تنفيذ الالتزامات السابقة كلها ومن ثم بإعلانه عن الاتجاه لعقد مؤتمر دعم دولي جديد للبنان لمساعدته في إعادة اعمار ما هدمته الحرب الأخيرة ووصولاً إلى ما حصل في كواليس لقاءاته مع الرؤساء لجهة مساندة العهد والرئيس المكلف في تجاوز العقدة الشيعية. ولم يكن غريباً ان تتصاعد معالم الإيجابيات في ملف تشكيل الحكومة خلال وجود ماكرون في بيروت علماً انه كان لافتاً للغاية إطلاقه موقفاً صارماً وحازماً من قصر الصنوبر قبيل مغادرته بيروت لجهة التشديد على حصرية سلاح الدولة والا سلاح خارج الدولة.

وأما في الملف الحكومي فإنّ الخلاصات التي أعلنها الرئيس المكلف نواف سلام بعد لقائيه مع الرئيسين عون ونبيه بري بدت كافية لتعميم انطباعات إيجابية لجهة تحقيق سلام أوّل خرق جدي في معالجة الاعتراضات التي كانت وراء مقاطعة الثنائي الشيعي للاستشارات علماً أنّ ما أعلنه سلام لناحية تداول العناوين العريضة لتشكيلة الحكومة يعكس احتمال أن تكون ولادة الحكومة قياسية في سرعتها.

 

ماكرون

إذاً يوم ماكرون الطويل كانت أبرز محطاته في قصر بعبدا الذي وصله ظهراً وبعد اجتماع ثنائي مع الرئيس عون كانت كلمتان للرئيسين. وطغى طابع وجداني على خطاب الرئيس عون اذ قال “السيد الرئيس، تأتون اليومَ لتهنئتنا. وأنتم تدركون أنّ التهنئة هي للبنان. ولكلِ لبناني. للذين صمدوا وناضلوا وتمسكوا بوطنِهم وأرضهم. للذين عادوا إلى بيوتهم المدمرة أمس، وهم يبتسمون للغد. وللذين رحلوا وعيونُهم علينا. أو سافروا، وأيديهم على حقيبةِ العودة، ينتظرون … وننتظرُهم. قد يطولُ الكلامُ عما يحتاجُ إليه وطنُنا الآن. في السياسةِ والاقتصادِ والأمنِ وشتى المجالات. لكنني اليوم، بإسمِ شعبي، وباسمي شخصياً، أتمنى منكم السيدَ الرئيس أمراً واحداً فقط. أنْ تشهدوا للعالم كلِه، بأنّ ثقةَ اللبنانيين ببلدِهم ودولتِهم قد عادت. وأنّ ثقةَ العالمِ بلبنانَ يجب أن تعودَ كاملة. لأن لبنانَ الحقيقي الأصيل قد عاد. أما الباقي كلُه، فنحن وأنتم وأصدقاؤنا في العالم، قادرون عليه”. وختم: “السيد الرئيس، يقولُ الكاتبُ الفرنسي جان جينيه (Genet)، قوله مرة عنا، “إنّ لبنانَ بلدٌ نتعلمُ فيه كيف نعيش. وخصوصاً كيف نموت”. اليومَ أقولُ لكم، إننا أنجزنا القسمَ الثاني من هذا التعليم، نهائياً وإلى غير رجعة. ومن الآنَ فصاعداً، نحن طلابُ الحياة لا موت فيها.”.

 

من جهته، أكد ماكرون في خطابه “أن فرنسا تقف إلى جانب لبنان وتلتزم العمل معه، معتبرًا أن انتخاب الرئيس أعاد الأمل لهذا البلد. وتوجه إلى عون: “إنتخبتم رئيسًا للجمهورية ومن 9 كانون الثاني عاد الربيع في فصل الشتاء وفخامة الرئيس أنتم الأمل ورئيس الحكومة سيجسد هذا الأمل فانتخاب اللبنانيين لك أكد على مطالبتهم بالتغيير وإنعاش لبنان، سوف ندعمكم وسندعم هدفكم بلبنان ذات السيادة وهذا شرط لحماية لبنان من الاعتداءات ولاستمرار وقف إطلاق النار مع إسرائيل الذي كان نجاحاً دبلوماسياً”.

وأكد أنّ فرنسا تجدد التزامها تجاه اللبنانيين بإنجاح الترتيبات السياسية الجديدة وأنها ستدعم هدفكم بلبنان ذي سيادة، مضيفًا: “نتطلع لانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي وأن يكون السلاح فقط في يد الجيش اللبناني، و سنعمل على تجنيد المجتمع الدولي لمساعدة لبنان في كل المجالات ويجب تعزيز عمل اليونيفيل للتتمكن مع انجاز مهمتها، سنستمر في تدريب الجنود اللبنانيين وننوه بتطبيق القرار 1701 وسنعمل معكم لترسيم الحدود على طول الخط الأزرق”.

وشدد على وجوب تشكيل حكومة جديدة سريعًا، وقال:” اعرف ان كل القوى السياسية ستتحرك لمواكبتكم ومواكبة رئيس الحكومة المكلف والجميع مجند الى جانبكم لايجاد الحلول، و سننظم خلال زيارتكم فرنسا بعد بضعة أسابيع مؤتمرًا دوليًا لحشد التمويل لاعادة إعمار لبنان وفرنسا ستكون الى جانبكم، ونشدد على ضرورة تنفيذ الاصلاحات على الصعيدين القضائي والمصرفي”.

وبعد المؤتمر، عُقد إجتماع رباعيّ ضم إلى الرئيسين عون وماكرون رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. بعدها وقّع ماكرون على السجل الذهبي في قصر بعبدا، وانضم الجميع الى مأدبة الغداء.

وفي خطاب ألقاه مساء في استقبال أقيم للجالية الفرنسية وحضره حشد من الشخصيات اللبنانية أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن رحلات الطيران الفرنسي ستعود إلى بيروت مطلع شباط المقبل. 

سلام: ٢٤ ساعة

على الخط الحكومي الداخلي، اجتمع رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة مع الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة القاضي نواف سلام، حيث جرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية ونتائج الإستشارات النيابية غير الملزمة التي أجراها الرئيس سلام على مدى يومين في مجلس النواب، اللقاء الذي إستمر لساعة إكتفى بعده الرئيس نبيه بري بالقول: اللقاء كان واعداً”. بدوره قال سلام: “في الحقيقة لا أريد أن أقول أكثرية بل كان هناك إجماع من جميع الكتل ومن النواب الذين التقيتهم على ضرورة النهوض سريعاً بالبلد والعمل على الإنقاذ الذي أنا سأتعهد بالعمل 24 ساعة على 24 و7 أيام على 7 أيام، وشعوري من جميع الكتل والنواب المستقلين إستعدادهم للتعاون الإيجابي. سمعت وقرأت في الصحف عن عراقيل وغيرها، اؤكد لكم لا يوجد عراقيل من أحد وأمس مساء رأيت بالإعلام كلاماً لأحد النواب الكرام، قال إننا أمام خيارين وهما إما التفاهم أو التصادم، وأجبناه صحيح هناك خياران إما التفاهم او التفاهم، واليوم سأقول لكم ما هما ليسا بخيارين “لا التعطيل ولا الفشل”، لا أحد سيعطل ولا أحد سيسمح بالفشل بتشكيل الحكومة، نريد تشكيل الحكومة من أجل البدء بالعمل المطلوب للإنقاذ ليس غداً بل بالأمس.

وأضاف: أؤكد لكم أنا ودولة الرئيس أننا نقرأ في كتاب واحد هو الدستور المعدلّ بموجب إتفاق الطائف، هذا كتابنا الوحيد الذي نعمل بموجبه سوياً، وأنا سأبقى على تواصل مع دولة الرئيس من الآن وحتى تشكيل الحكومة، واليوم بعد الظهر سألتقي فخامة الرئيس لأضعه بهذه الأجواء. واضاف: لا حقائب ولا أسماء ولا تصوّر للحكومة قبل أن أجتمع مع فخامة الرئيس والتباحث بالأمر معه. وحول مشاركة الثنائي في الحكومة من عدمها؟. أجاب سلام: سنعود للقاء غداً وبعد الغد كل ذلك بعد إجتماعي مع فخامة الرئيس وبعد أن أكون قد وضعته بالأجواء وتفاهمنا على الخطوط ولدي تصوّر أولي سأعرضه على فخامة الرئيس” .

ومساء التقى رئيس الجمهورية العماد جوزف عون رئيس الحكومة المكلف نواف سلام الذي اطلعه على آخر نتائج الاتصالات والمشاورات التي أجراها خلال الاستشارات النيابية غير الملزمة، ومع رئيس مجلس النواب نبيه بري.

واتفق الرئيس عون والرئيس سلام على وجوب الإسراع في تشكيل الحكومة، خصوصاً في ظل الأجواء الإيجابية التي تبلّغها رئيس الحكومة المكلف من النواب الذين التقاهم ومن الرئيس بري ايضاً.

  • صحيفة الديار عنونت: دعم دولي وعربي غير مسبوق وماكرون: مؤتمر دولي للتمويل والإعمار

موقف الثنائي بعد الاطلاع على التشكيل والأجواء ايجابية
بري لإعلاميين: الأجواء جيدة والأمور نحو الحل

 

وكتبت تقول:

دعم دولي وعربي غير مسبوق للبنان وللعهد الجديد، وتفاهم اميركي _ فرنسي نادر على دعم عهد الرئيس جوزيف عون والرئيس المكلف نواف سلام بغطاء سعودي يشبه مرحلة ولادة الطائف. والمفارقة، ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون استقبله اللبنانيون بتظاهرات الفرح في الجميزة وتقديم «الفطائر» والقهوة، وأعلن من بعبدا عن تنظيم مؤتمر دولي لحشد التمويل لإعادة اعمار لبنان، وسيتم ذلك خلال زيارة الرئيس عون الى فرنسا بعد اسابيع، وشدد على البدء بتنفيذ الاصلاحات في مجالات عديدة وأوحى بعدم وصول المساعدات دون الإصلاحات، فيما تمنى رئيس الجمهورية على ماكرون اعطاء القرار بإعادة شركة توتال للتنقيب عن النفط في «البلوكات» اللبنانية.

فيوم أمس كان مفصليا في تاريخ لبنان، مع الإشارات عن تبديد كل الخلافات لولادة الحكومة بشكل سريع وخلال اسبوع او 10 ايام لأول مرة في تاريخ ولادة الحكومات في لبنان. وحسب المطلعين على الاتصالات، فان الاجواء الداخلية ايجابية جدا، والتقى الرئيس المكلف نواف سلام أصدقاء مشتركين بينه وبين حزب الله، والرسائل كانت ودية واشادة من الحزب بتاريخ سلام القومي والوطني ضد إسرائيل في مراحل شبابه في الجنوب وفي المحافل الدولية، والقضية ليست شخصية في ظل هواجس كبيرة تنتاب الثنائي، وتحديدا حزب الله، بعد التراجع عن الضمانات التي أعطتها أطراف عدة في ملفات متنوعة، لكن حزب الله كان مرتاحا جدا لإعطاء الرئيسين الاولوية لإعمار الضاحية والجنوب والبقاع قبل اي ملف اخر…

وحسب المطلعين على الاتصالات، فان الرئيس جوزيف عون تمنى على الرئيس المكلف عدم وضعه في حصيلة الاستشارات النيابية التي أجراها لتشكيل الحكومة وزيارة بعبدا كما تقتضي الاعراف، قبل اللقاء مع الرئيس نبيه بري ومعرفة موقف الثنائي ليتم بعد ذلك جوجلة كل المواقف ورسم الصورة العامة في ظل حرص الرئيس عون على مشاركة الجميع في الحكومة وعدم عزل اي طرف. وعلم ان سلام على الموجة نفسها مع الرئيس عون، وزار عين التينة والتقى الرئيس نبيه بري وكانت الاجواء ايجابية جدا وواعدة ويبنى عليها، ولم يتم التطرق في الاجتماع الى الاسماء وشكل الحكومة، وانحصر بمناقشة الهواجس والضمانات التي يريدها الثنائي امل وحزب الله. وجدد سلام تأكيده على مشاركة الجميع واعادة الاعمار. ورد الرئيس بري بالاجواء الايجابية نفسها التي طرحها سلام لجهة تسهيل ولادة 

الحكومة وانطلاقة العهد، لكن موضوع مشاركة الثنائي لن تعلن بشكل رسمي قبل استكمال الاجتماعات بين بري وسلام اليوم وغدا والاطلاع على التشكيلة. واشار الرئيس بري لعدد من الاعلاميين: «الاجواء جيدة» والامور نحو الحل، شكل الحكومة من مهمة الرئيس المكلف، لا اتدخل بالأسماء، وعندما يعرض علينا اسماء الوزراء الشيعة نحدد موقفنا، اذا كان الاسم كفوءا نوافق عليه واذا لم يكن كفؤا نرفضه، «لو كان خيي. »

 

وعلم، ان الخلوة التي جمعت ماكرون وبري كانت ايجابية وتطرقت الى الموضوع الحكومي وحرص فرنسا على التنوع فيها ومشاركة الجميع، كما تم التطرق الى موضوع الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب واعادة الاعمار، واشاد ماكرون بدور بري في التوصل الى اتفاق وقف النار. وفي المعلومات، ان الحكومة لن تكون حزبية ومن 24 وزيرا، والتأليف سيكون ضمن معايير: فصل النيابة عن الوزارة، لا تكنوقراط من الحزبيين، الوزارات يتولاها اختصاصيون وكل في مجال عمله، الداخلية أمني، الدفاع عسكري، الشباب والرياضة رياضي، الإعلام اعلامي، الصحة طبيب ولم يتم الدخول بالأسماء حتى الان وتوزيع الحقائب، لكن هناك مسار في التأليف مختلف عن الحكومات السابقة، والدعم الدولي والعربي سيؤمنان الثقة للحكومة، وما جرى في غزة من اتفاق عاجل لوقف النار بعد ضغط مباشر من ترامب يؤكد ان المنطقة متجهة نحو هدوء وتسويات على كل الملفات ومن ضمنها لبنان.

ويبقى اللافت التسريبات التي عممها البعض بعد ظهر أمس، واثارت جدلا واسعا عن فيتو دولي وعربي بدعم داخلي على مشاركة حزب الله في الحكومة، والفيتو لا يشمل حركة امل والرئيس نبيه بري، لكن هذه الاجواء تم نفيها بشكل قاطع من الرئيسين عون وسلام وتاكيدهما رفض الاقصاء لاي طرف، وهذا ما شدد عليه ماكرون، وفي هذا الإطار، قال الرئيس نبيه بري: «لن نقبل عزل اي مكون سابقا ولن نقبله اليوم، ولا أحد يقبل عزل حزب الله» وتابع: «طالما انه في الله بالسما، حزب الله على الارض.»

 

اتفاق وقف النار

وحسب المطلعين، المشكلة ليست بالتأليف او بمواقف الاطراف الداخلية بل في اسرائيل، والانظار موجهة حاليا إلى الجنوب، وهل سيتم الانسحاب الاسرائيلي الشامل في 29 كانون الثاني؟ هل سيترجم الدعم الاميركي وزيارة ماكرون وغوتيريش بدفع اسرائيل الى الانسحاب. وقد شدد الرئيس عون امام ضيفه الفرنسي على ضرورة انسحاب اسرائيل من كل مناطق الجنوب وضرورة الدعم الفرنسي والدولي لإعادة الاعمار، فيما أشار ماكرون الى لقائه رئيس لجنة مراقبة وقف النار الجنرال الاميركي جاسبر وممثل فرنسا في اللجنة في قصر الصنوبر، وانه يتابع موضوع الخروقات الاسرائيلية. وشدد على ضرورة انسحاب الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان وحصرية السلاح بيد الدولة، ويتواصل مع واشنطن لتثبيت وقف النار، فيما اتهم الامين العام للامم المتحدة غوتيريش من الناقورة اسرائيل بخرق وقف النار، وان استمرار احتلال الجيش الاسرائيلي في منطقة عمليات اليونيفيل وتنفيذ عمليات عسكرية داخل الاراضي اللبنانية يمثلان انتهاكا للقرار 1701 ويجب ان يتوقف ذلك.

 

دعم عربي للمشاريع

وبالنسبة للأجواء العربية، فان المعلومات تؤكد، ان الرياض ستضع هبة مالية في المصرف المركزي لدعم الاقتصاد والليرة اللبنانية واعطاء ثقة للمستثمرين اللبنانيين والعرب بالعودة الى لبنان، فيما ستمول قطر صندوق الإسكان لتوسيع دائرة المستفيدين لشراء الشقق المنزلية، وستمول الامارات مشاريع مائية، لكن ذلك مرتبط بتنفيذ حزمة إصلاحات في كل ادارات الدولة.

 

الاستعدادات لتشييع السيد نصرالله اكتملت

اكتملت الاستعدادات لإقامة الاحتفال التاريخي لتشييع الامين العام السابق لحزب الله الشهيد حسن نصرالله في الضاحية الجنوبية، والاحتفال سيكون حدثا غير عادي في تاريخ لبنان وسيشكل محطة استثنائية للرد على كل الذين يشيعون عن نهاية حزب الله وتراجع دوره، والاحتفال سيكون خلال شهر شباط، واعلان الموعد النهائي سيكون بعد 29 كانون الثاني وتنفيذ وقف اطلاق النار ومدى الالتزام الاسرائيلي.

 

الحريري في لبنان في 14 شباط

أعلن تيار المستقبل عن بدء التحضيرات لإقامة مهرجان مركزي حاشد في الذكرى العشرين لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط، وسيلقي الرئيس الحريري كلمة مباشرة امام الحشود الشعبية سيحدد فيها خطة عمل تيار المستقبل للمرحلة الجديدة وموقفه من العهد الجديد وتحالفاته والحكم الجديد في سورية، وبدأ تيار المستقبل الاستعداد للمهرجان الكبير امام نصب الشهيد رفيق الحريري في بيروت.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى