ايزابيل فرنجية في يوم المغترب اللبناني: جولة حول مفاهيم الإنتماء، الإغتراب ودور الدولة
الحوارنيوز -خاص
وجهت "الحوارنيوز" ثلاثة أسئلة للمحامية الدكتورة ايزابيل فرنجية بمناسبة "يوم المغترب اللبناني" وحاورتها عن تجربتها الإغترابية في فنزويلا وتجربتها الغنية في العمل الإغترابي وكان هذا الحوار:
١- الى اي حد تعتبرين الدولة اللبنانية تهتم جديا بقضايا تعني الإغتراب اللبناني؟
إنطلاقاً من إعتبار أن المغترب اللبناني ثروة إنسانية بحد ذاتها حتى تبنت وزارة الخارجية عنواناً لمؤتمر ألمغتربين "مؤتمر الطاقة الاغترابية" قناعة منهم أن المواطن اللبناني المغترب في شتى أنحاء ألكون ،تمكن من أن يكون قدوة وعلامة فارقة في جميع المجالات ،حيث البلد المضيف أمّن له جميع السبل والطرق اللازمة ليكون صالحاً منتجاً ناجحاً في بيئة ترعى نجاحه وطموحاته.
هذا ما يجعل البناني المغترب محتاراً حول مسألة انتمائه وهويته وهنا يطرح السؤال: هل أنا مع وطنٍ لفظني أو مع وطنٍ تبناني؟ و أولوية الإنتماء لأي وطن؟
السياسة الخارجية للدولة اللبنانية في مقاربة الإغتراب تأتي من منطلق الحاجة لهذه الطاقة في إستقطاب رأسمال المغترب كقيمة إضافية للناتج المحلي وتحريك عجلة الإقتصاد الداخلي في مجال السياحة، في قطاع البناء وأهمها المصرفي في ما يختص التحويلات والودائع.
ج:إذا قرأنا هذا الواقع، نرى أنا الدولة تسعى للإستفادة من رعاياها في الخارج ،أي المصلحة تأتي من طرف واحد دون تأمين سياسة رعوية لهذه الطاقة وحمايتها من أي تأثيرات، متغيرات، عوامل تؤذي طمأنينة مغتربيها، أي السياسة الرعوية للدولة اللبنانية أي في ما يختص المغترب هذه السياسة شبه معدومة. مثلاً على ذلك ،وهنا نتكلم عن حالات ملموسة حصلت إبان الأزمة الإقتصادية في فنزويلا وتداعياتها وكيف غاب دور الدولة اللبنانية لجهة إحتضان رعاياها وحصانة رجال أعمالها والمستثتمرين منهم، هذا الدور كان شبه معدوم، و إذا ما دل على شيء؛ فإنه يدل على أنه يتم اللبناني منذ دوافع هجرته من بلده حتى مسيرة وجوده خارجها .
عندما نقارن رعاية الدول البرتغالية الإسبانية أو الإيطالية منها لمغتربيها ومصالحهم وممتلكاتهم و ارزاقهم مع سياسة دولتنا الخارجية ،فحتماً يؤسفني القول إننا شديدو البعد عن منطق ألمبادلة بالمثل. اللبناني بإختصار يتيم الوطن. وكم من جنى العمر اليوم للمغترب في مصارف بلاده أصبح في مهب الريح ، إذاً عن اي إهتمام نتكلم؟
ما يربط اللبناني ببلاده كل ما هو جميل و بعيد عن التزلف وتملق ألسياسة الاغترابية للدولة اللبنانية .
٢- كيف تقرأين تجربة المؤسسات الإغترابية اللبنانية: حضورها، نشاطها، أهميتها؟
ج:أنشئت الجامعة الثقافية اللبنانية، كرابطة عالمية، تجمع ما بين المغتربين على صعيد التعارف والتضامن والتعاون وتوحيد الصفوف والأهداف لما فيه خيرهم أولاً ، و إرتبط إسم الجامعة أيضاً في تعزيز الجوانب الثقافية للشعب اللبناني في جميع أنحاء العالم خدمة لوطنهم لبنان، وطن أجدادهم
أتت مبادرة لاحقاً من قبل وزير الخارجية جبران باسيل تحت عنوان الطاقة الاغترابية، تحلت بمنظومة وبديناميكية جديدة رائدة وواعدة في ضم أكثر عدد ممكن من الطاقات الاغترابية البارزة في جميع المجالات التي تمثل وجه لبنان المشرق في شتى المجلات .وإذ تمعنا في التوصيات التي برزت في جميع اللقاءت من حيث النظرية ، فهي رائعة مضموناً وسباقة من حيث المبادرة في مجال التعاون الإعلامي، الثقافي،الأكاديمي ،الطبي، التجاري والطاقة و ما إلى هنالك ………. ولكن للأسف ما حصدنا منها تطبيقياً سوى ما كان له مردود إنتخابي لتعزيز موقع افرقاء سياسيين لضم أصوات الاغتراب كميزان للتوازنات الداخلية .
اظهرت هذه المؤسسات أن لبنان لا يختصر في شخص، في جغرافية أو في زمن ، لبنان حقاً رسالة الإنسان الذي تخطى الحواجز والحدود ليكون حكاية نجاح عابرة للقارات.
٣ – ما هي ابرز القضايا التي يجب على الدولة اللبنانية أن توليها اهتماما خاصا؟
ج:الأمر الأهم اختصره في كلمة : الثقة
الدولة عليها أن تستعيد ثقة المغترب بوطنه ليعود إلى كنف أهله وناسه راغباً في الإستثمار مسانداً وطنا يئن من أولياء أمرٍ حطموا حلم بناء وطن جريح .اللبناني طاقة إنتاج وعمل ونجاح يشهد له العالم ، اللبناني حيث يوجد مبدع، خلاق، رائد وطليع، واسمح لي هنا أن اختم الحديث بقلم البروفسور فيليب سالم كلامه عبرة لمن يعتبر : «أذَكّركم أنّكم تنتمون إلى شعبٍ له كبرياؤه، فعلى رغم 40 عاماً من الحروب، ليس هناك مِن متسوّل لبنانيّ واحد، إنْ في دمشق أو عمّان أو باريس أو لندن، وليس هناك أيّ لاجئ لبناني واحد يعيش في خيمة أو يَقتاتُ من حسنات الأمم المتّحدة».