حرب لبنانمنوعات

إسرائيل تدمّر أقدم مسجد في جبل عامل

 

الحوارنيوز- صحف

 

تحت هذا العنوان كتب داني الأمين في صحيفة الأخبار:

 

 

لم تسلم المساجد من التدمير المنظّم الذي يعمد إليه العدو الإسرائيلي منذ بدء الحرب على لبنان، فمعظم المساجد، لا سيما في القرى والبلدات القريبة من الحدود تم تدميرها، من بينها مساجد عيتا الشعب، ويارون، وعيترون، وحولا، وكفركلا، ومجدل سلم، وعيناتا، وبنت جبيل، ومارون الراس، وغيرها… وأخيراً وصلت إلى أبناء شقرا النازحين، الذين فقدوا منذ بدء الحرب أكثر من 86 شهيداً ( بينهم 73 شهيداً للمقاومة)، صور مسجد بلدتهم القديم المهدّم، الذي كان يقصده الأهالي وأجدادهم للصلاة منذ أكثر من 265 سنة. وبحسب أحد أبناء البلدة، فإنه «في هذا المسجد تربّى الجيل الأول من المقاومين في البلدة، حيث كانوا يجتمعون بعد الصلاة ويتجهزون لشن عملياتهم العسكرية قبل التحرير في عام 2000». ويذكّر بعدد من شهداء التحرير الذين أدوا الصلاة في المسجد قبل ساعات من استشهادهم داخل القرى والمواقع العسكرية المحتلّة. ويعتبر هذا المسجد من أقدم وأكبر مساجد جبل عامل، إذ تم بناؤه قبل أكثر من 180 سنة من وجود كيان العدوّ الغاصب، «وقد بناه في عام 1768 (1182 هجرية)، السيّد أبو الحسن موسى، وهو جد آل الأمين، الذي كان يقيم فيه صلاة الجمعة، ويحضرها أعيان جبل عامل وعلماؤه وزعماؤه، يتقدّمهم رئيسهم ناصيف النصّار. المسجد مبنيّ على قناطر، وله مئذنة، لا تتعدّى سطحه، في الزاوية الجنوبيّة الشرقيّة، ودرج خارجيّ بجوار جداره الشرقي. وقد بُني في أحسن بقعة، وله صحن محيط به من جوانبه وتم دفن أرضه بالتراب حتى صار عالياً عمّا يجاوره، ومُشرفاً على محيط البلدة القديم».
كما عمد عالم الدين الراحل السيّد علي محمود الأمين إلى تجديد بنائه، قبل عام 1910 (1328هـ.) وبنى له قبّتين. وفي عام 1932 (1350 هـ.)، قام المرجع الديني الراحل السيّد محسن الأمين بإصلاح مبنى المسجد، وطلى القبتين والسقف بالإسمنت، وبنى سوراً لحرمه، وأضاف له «إيواناً» في الجهة الشماليّة. وفي حرب تموز عام 1993، تعرّض المسجد للقصف الإسرائيلي، ما أدى إلى تدمير مئذنته القديمة، واستدعى ترميمه وبناء مئذنة جديدة له لا تراعي طريقة بنائه القديمة. وفي عام 2018، لجأ القاضي السيد محسن أحمد شوقي الأمين إلى تجديد بناء محيطه وقبته الخارجية بطريقة هندسية تراعي نمط بناء المسجد التراثي.
وفي هذه القبّة يقول الشاعر الراحل عبد الرؤوف الأمين (فتى الجبل):

 أحنُّ إلى بيت تفيّأت ظلّه

إلى العين في شقرا، إلى المرج والهَضْبِ

 

إلى القبّة البيضا وما ضمَّ تربُها

من العلماء الصيد والسادة النُجْب

 

أحبّك يا شقراء من أجل حبّهِمْ

ومن أجلهم أهواك في البعد والقربِ.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى