المعركة مستمرة.. على الرغم من معالم التعب (حلمي موسى)
كتب حلمي موسى من غزة:
تكثر التقارير عن تفاؤل حذر بقرب التوصل لاتفاق وقف اطلاق نار في الجبهة اللبنانية برعاية امريكية. ويشار الى أن اسرائيل ذاتها متحمسة للتوصل الى هذا الاتفاق بعد أن تبين لها استحالة اعادة المستوطنين الى الشمال من دون هذا الاتفاق. وواضح ان هذا الحماس ما كان ليحصل لولا ما اظهره حزب الله من بسالة وقدرة، سواء في الميدان البري او في المجال الصاروخي والمسيرات الانقضاضية.
تراجع الحديث عن ضربة اسرائيلية لايران وحتى للعراق واليمن، وتركزت الانظار حول لبنان وغزة. ومن الجائز أن اسرائيل اقتنعت بشكل نهائي أن أمريكا- بايدن ليست في وارد خوض حرب ضد ايران. وليس مستبعدا ان حكومة يمينية مهووسة تعلق آمالها على ادارة ترامب الجديدة لتحقيق آمالها في توسيع نطاق الحرب.
وأيا يكن الحال، تشكل حماسة اسرائيل للتوصل لاتفاق اقرارا بمحدودية القوة. ومع ذلك تحاول أن تبدي في التفاصيل الصغيرة تمسكها بعنجهيتها. وهكذا تطالب بابعاد فرنسا عن لجنة الاشراف على الانتهاكات عقابا للقاضي الفرنسي الذي شارك في قرار اصدار مذكرتي الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت. كما تصر على عدم عودة نازحي القرى اللبنانية اليها فور ابرام الاتفاق.
وتعمل اسرائيل الان وفق نظرية الطنجرة والضغط العسكري، سواء عبر القصف المتواصل في بيروت والضاحية وكل انحاء لبنان، او عبر محاولات انشاء مراكز ارتكاز في البياضة غربا وفي الخيام وحول بنت جبيل واحتلالها.
وواضح كذلك أن ثمن الحرب واستمرارها بات باهظا جدا في الشمال، بعد ان شلت صواريخ ومسيرات حزب الله مناطق واسعة جدا في الشمال.
وبالنسبة لغزة تمنّي حكومة نتنياهو نفسها بأن اتفاقا مع لبنان اولا يفصل الجبهتين من ناحية، ويشكل ثقلا على حماس يدفعها الى ابداء مرونة تجاه التبادل. ولكن حماس تعلن جهارا أن لا اتفاق حول التبادل من دون اتفاق على انهاء الحرب والانسحاب الاسرائيلي التام وبدء عملية اعادة الاعمار.
وكل ما نسمع يوحي بأن المعركة ما تزال قائمة، وأنه رغم معالم الضعف والتعب لدى الطرفين، الا أن الحلول الوسط لا تزال بعيدة، وتقبّل اي من الطرفين لاشتراطات الطرف الآخر ما تزال معدومة.