الحوارنيوز – صحافة
تحت هذا العنوان كتب عبد الغني طليس في صحيفة اللواء:
كان اللبنانيون ولا يزالون يعرفون جيداً أنهم لا يعيشون في وطن مكتمل البناء النفسي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي، وخصوصاً الجغرافي. كانوا ولا يزالون يدركون أن لبنان عبارة عن مناطق أُلصِق بعضُها ببعضها الآخَر من دون أي ارتباط عضوي بينها، وكَوّنت لبنان. لا إبن جبل لبنان يعنيه في العمق، ما يجري في الشمال أو الجنوب، والعكس صحيح. ولا إبن كسروان يتأثّر لإبن البقاع كما ينبغي، والعكس صحيح. ولا ابن الشوف يدري ويتابع جديّاً ماذا في بيروت، والعكس صحيح. لا بل إبن الأشرفية لم يفكّر في إبن طريق الجديدة يوماً باهتمام جديّ والعكس صحيح. وكذلك الزعماءُ هم زُعَماءُ مناطق لبنانية لا زُعَماءُ لبنان. هذا هو لبنان الحقيقي ولم يحصل أن عملَت سلطات الدولة الرسمية على دفع اللبنانيين إلى التفكير بطريقة مُواطِنيّة صحيحة وصحيّة، فبقي البلد خمسةً وسبعين عاماً عبارة عن مناطق لكل منها همومها ومشاغلها وأسلوب عيشها فضلاً عن دينها الخاص ومذاهبها الخاصة وتالياً رؤيتها المنغلقة على حالها. أما النظرة إلى لبنان الوطن فكانت من خلال مصالح الطوائف أولاً، والمناطق ثانياً، وكيفية إحداث الغلبة على الآخَر بالإهمال والحرمان والمقاطعة!
لذلك يبدو صعباً إن لم يكن مستحيلاً أن يفهم اللبنانيون في بقية المناطق «المستقلّة» (وكلها مستقلّ بنفسه وأفكاره وأوهامه) ماهيةَ حاجة أهل الجنوب إلى حمايةٍ واقعية وحقيقية في وجه إسرائيل. بالتجربة أدركوا أن الجيش اللبناني ممنوعة عنه الأسلحة الحقيقية التي لا تردّ عدواناً كمثل عدوان ٢٠٠٦ والآن عدوان ٢٠٢٤ بل لا تردّ على استهداف مراكزه، والقرار السياسي الذي يقوده ليس منشغلاً بعدَم تسليحه ليدافع عن منطقة مترامية مثل الجنوب، بل تآمر حتى على معاشه الشهري الهزيل، ولم ينل من الدعم إلّا .. الأغاني والڤيديو كليبات. وأن «الثورة الفلسطينية» ماضياً لم تفكّر بحماية الجنوب وبلداته وقراه بقدر تفكيرها في حماية نفسها وشعبها الفلسطيني في البلد. لذلك لبى الجنوبيون نداء الإمام موسى الصدر (حركة أمل، وقبل الثورة الإيرانية بعشر سنين على الأقلّ) لحماية أنفسهم بأنفسهم، بعدما رفضت أطراف كثيرة مناداة الصدر نفسه بتحييد لبنان (نعَم تحييد لبنان) أيام لا مقوّمات صمود بين يديّ البلد ولا أهل الجنوب ولا حتى أيدي السلطات الخنفشارية. لبّى الجنوبيون نداء حماية الذات الجنوبية اللبنانية بما تيسّر من السلاح والفطرة الشعبية السليمة رافضة الاحتلال، تدعمهم منطقة البقاع التي تتقاسم وإياهم الانتماء الديني، والشعور الوطني، وضاحية بيروت الجنوبية للدوافع نفسها، وكذلك فعلَت بعض الأحزاب الوطنية المبدئية ضد إسرائيل، إلى حين تمكَّن «حزب لله» من أن يقود المرحلة من تسعينيات القرن الماضي إلى اليوم. لم تتعرّض كسروان ولا جبل لبنان ولا الشمال ولا الشوف ولا بيروت (إلّا في اجتياح ١٩٨٢) ولا البقاع لذلك التدمير «الموسمي» الذي كانت تُدرّب به إسرائيل طياريها على الأهداف الحية الطبيعية في مناطق الجنوب، فكان طبيعياً أن يبحث الجنوبي عن خلاصه الخاص بالمقاومة بعدما وصلت المعاناة إلى قمّة الانفجار.
وحين دخل حزب لله الحالة السياسية، في المجلس النيابي ثم في الحكومات، كان يدرك تماماً أنه لن يكون إلّا زعيماً في مناطق الشيعة بين الجنوب والبقاع والضاحية، ذلك أن اختراق هذا الستاتيكو مستحيل، وأهم تحالف أقامه كان مع «التيار الحر» وانتهى نهاية مأساوية طائفية ( باسيليّة) فور انتهاء عهد العماد ميشال عون الرئاسي.
الخراب ظَلّ يتلقاه الجنوبي مباشرة، وكذلك الاستشهاد. كان أغلب اللبنانيين يُحصُون عدد البيوت المهدّمة وعدد الشهداء والجرحى ويقولون خرَّب الجنوبيون لبنان الازدهار، في وقتٍ كان أهل الجنوب يستعدّون لإعادة البناء والثبات في الأرض، معتبِرين الأمر ضريبة جِيرة اليهود الذين هذه هي قاعدتهم التاريخية في فلسطين. كان الآخَرون «مستقلّين» وبينهم زعماء المناطق «الآمنة» يعرفون بالخراب والاستشهاد عبر الإذاعة والتلفزيون والصحافة وكفى، وأغلب الزعماء، زعماء المناطق، لم يعرفوا الجنوب ولا زاروه يوماً ( باعتباره غالباً خارج رعيّتهم المناطقية والطائفية!). وكان أولئك الزعماء بقضّهم وقضيضهم يأخذون علماً بما يجري في الجنوب من التدمير والمعاناة عبر الإعلام، وحتى في هذا كانوا بالكاد يكلّفون أنفسهم بإعلان موقف، باستثناء المسؤولين النابِتين في الجنوب والآتين منه إلى بيروت، وبعض الوطنيين خارج قفص الطوائف وهُم قلة نادرة. وكان يُعمَل على تفريغ العاصمة من هواها الشعبي ومزاجها الوطني العروبي بالقصد العمَد من أجل تطييفها وهي حاضنة الكل بلا استثناء حتى خصومها. كانت بيروت تبدو في أقاصي الدنيا لا في منتصف بلد اللبنانيين، وكان يُضغطُ على أهلها بالترغيب حينا وبالترهيب أحيانا لنزعِها من مكان القلب في لبنان!
هي قاعدة «للهمّ نفسي».. أي الّلهمّ مَناطِقي الدينية والبيئة الناخبة لي شخصياً، ومن بعدها الطوفان. ولم يكتفِ المعنيون من زعماء المناطق – الطوائف بذلك، بل وسّعوا بيكار ارتباطاتهم، فاختار زعماء كل فئة أو جماعة أو طائفة لبنانية دولةً في الإقليم ينسجون معها علاقة تحالف وثيق و«يستسلمون» لأمرها في لبنان برباط مادي ومعنوي وتنفيذي لسياساتها ولا حاجة لذكر الأمثلة من فرنسا إلى انكلترا ومصر وسوريا وإسرائيل وإيران والسعودية والولايات المتحدة الأميركية. والكلام الحقيقي العاري من القفازات يَصدُم!
فمنذ التحرير عام ٢٠٠٠ يطالب أبناء المناطق اللبنانية «الناجية» من «الجيرة» الجغرافية لإسرائيل، بأن التحرير حصل، فلتُسلِّم المقاومة سلاحها ولتُلغِ ارتباطها بإيران و»تعود» إلى لبنان. معتَبِرين أن الصراع بات بين إيران وإسرائيل، وحزب لله يقاتل بأهله ومقاوميه وبيئتهم من أجل إيران لا من أجل حفظ الأرض والعِرض. هكذا بالمفضوح!
ويشعر الجنوبي في المقابل بأن التخلي عن السلاح والمقاوَمة معناه العودة إلى «الفِرقة الموسيقية التي تحتل لبنان»، وأن خلْط الحابل الإيراني بالنابل اللبناني هو لتعرية الهدف النبيل بتحرير الأرض، والمحافظة على تحريرها، وتسخيف معنى الشهادة والتضحيات بِردِّها إلى إيران، وللتعمية على إنجازات راكمَتها المقاومة في حشر إسرائيل داخل معادلات ردع لم ينكرها إلا كل مَعْمِيٍّ بالعقل والقلب طائفياً. وتالياً جَعْل صورةِ حزب لله آلةً عسكرية لا غير تؤدي أغراضاً إيرانية. كما يشعر الجنوبيّ بأن التخلي عن السلاح الرادع سيؤدي إلى تجريده من غطاء الحماية الذي أمّنَته المقاومة، وكلامه مفهوم وطبيعي في الجنوب بحكم التجربة المريرة، لكنه «بعيد عن الواقع» في «بقيّة» لبنان، بحُكم البعد عن الشرّ اليهودي المباشر. فضلاً عن أن الجنوبي يعلم بأن المطالبين بتسليم السلاح لم يوافقوا في حياتهم ولو لمرّة واحدة على أي عمليةِ مقاوَمةٍ حصلَت وحصدت من الجيش الإسرائيلي ومن عملائه الذين كانوا في «دولة» سعد حداد وأنطوان لحد من كل الطوائف. لا بل كان زعماء بقية المناطق يرون أمرَ المقاومة انتحاراً. وبعد تحقيق التحرير أُفحِموا بالحدَث الإستثنائي في تاريخ الدولة العِبرية مع العرب، لكنْ ظلوا مصرّين على أن إسرائيل نفذّت القرار الدولي ٤٢٥ ولم تخرج مدحورة، لا لعاملٍ منطقي وموضوعي في رؤيتهم حيال انسحابها، بل «اسْتكمالاً» لآرائهم السابقة المُناهِضة، وتنكيلاً بمشاعر أهل الأرض المحررة الذين دفعوا دماً وأرواحاً وتشريداً للحصول على التحرير. ومع أن مشَاهد الانسحاب من لبنان كانت غايةً في إذلال جيش إسرائيل، ومعه جيش لحد، فقد تصرّف البعض في دولة لبنان تجاهه وكأنه ذُلٌّ له شخصياً ولبيئته «المستقلّة»!
قلتُ إن كلامي لن يعجب أحداً. من هنا أُكمل وللذاكرة فائدة: لقد خاضت الميليشيات المسيحية خلال الحرب الأهلية حروباً مع سوريا في زحلة ثم في الأشرفية، وبعدها حروباً بين بعضها بعضاً لتوحيد البندقية، وبعدها حرب إلغاء فتاكة بين العماد ميشال عون وقوات سمير جعجع، لم تكن أميركا ولا إسرائيل ولا سوريا ولا عراق صدام حسين بعيدة عنها، والضحايا الكبيرة والكثيرة فيها اعتبروها فداءً للبنان.. رغم أن خلفيات تلك الحروب متعدّدة الرؤوس الخارجية الانتفاعية، فلماذا دمارهم وضحاياهم فداءٌ للبنان الذي تُصاغُ له آيات مختلَقَة ومدسوسة ولا أساس لها في التوراة، أما دمار وضحايا وكل عطاءٍ لغيرهم في الوطن فمأجور مرةً لمصر عبد الناصر ومرةً لسوريا الأسد، والآن لإيران الخميني!؟
لم يمرّ عدد من السنوات «المريحة» نسبياً في تاريخ الجنوب إلا بعد عدوان تموز الذي أرسى قاعدةَ ردعٍ فهمَتها إسرائيل ولم يفهمها اللبنانيون «المستقلون» كلٌّ في منطقته. عاش الجنوبي السنوات المريحة معانقاً المقاومة ليس حباً بإيران بل حبّاً بالأمان الذي فرضته المقاومة على الحدود، فالضربة بالضربة والمدني بالمدني لمدة ثماني عشرة سنة كانت فيها إسرائيل متوجّسة من لبنان وسلاح المقاوَمة الاستراتيجي فما اعتَدَت عليه خشية الردّ ضمن «قواعد الاشتباك» التي كانت مُتّبَعة. قواعد كانت تلتزم بها إسرائيل غالباً مرغمةً، أما اللبنانيون «المستقلّون» فلم يؤمنوا بها، وكانوا يتهمون حزب للهُ، وكلٌّ منهم يُمَترسُ وراء منطقته البعيدة عن الشرّ اليهودي و«يغني» للمقاومة، بأنها «حرسُ حدودٍ لإسرائيل».
والحقيقة كانت أن أغلب المُشكّكين إبناء المناطق – «الدوَل» الأخرى ضمن الدولة اللبنانية المُشَتّتةِ النوازع والتيارات « والزعماء»، هم الذين كانوا منفصلين جسدياً وفكرياً وروحياً، ليس منذ الاستقلال بل قبله بكثير، عن واقع أفكار الجنوبيين ومشاعرهم وقناعاتهم وتضحياتهم ودمار بيوتهم مرّةً بعد مرّة، لانشغالهم بتدبير مناطقهم الانتخابية، فكيفَ يهتمون والجنوبيون ليسوا من رعيتهم ولا من بيئاتهم الطائفية !
وهل نبالغ أم نضع يدنا على جرح، عندما نقول إن بعض القرى والبلدات، غير الشيعية في الجنوب لا يحمل أهلها المشاعر والأفكار نفسها للسواد الأعظم من الجنوبيين تجاه مقاومة إسرائيل، بل يتبنون سياسات وتوجّهات زعماء الطائفة التي ينتمون إليها وهُم خارج الجنوب إقامةً واهتماماً، إمّا بالعجز أمام الجبروت اليهودي وإما بالحياد في الصراع أو بإخفاء مواقفهم «المتحركة»؟
نكرّرها جديداً: هذا هو الواقع اللبناني الذي لم ينعكس يوماً وِحدةً (إلّا لِماماً وفي حال الطواريء فقط!؟) حول قضية أساسية ،لا في قضية الصراع مع العدوّ فقط، بل في أي قضية أُخرى بما فيها السيادية والإنمائية والتربويّة والوظيفية، ناهيك عن آخرها وهو فتح المدارس بتحريرها البطركي من النازحين «المُحتلّين». ولكم في كتاب التاريخ الضائع عِبرةٌ!
إلى جانب تنفيذ القرار ١٧٠١، سيعود الجدل حول نزع سلاح حزب لله، متسلّحاً بهَول الدمار في الحجر والبشر في بيئة المقاوَمة، ومبدياً الحرص على الأبرياء والمدنيين، مقتنعاً بأن مسألة مقاومة إسرائيل وجيشها ذات أكلاف ينوء تحتها لبنان الرسمي والشعبي، و«لا يجوز أن تتكرر المأساة» كل عشر أو عشرين سنة. فليُسلّم سلاح حزب لله إلى الجيش (أو يُعاد إلى إيران!) وَلْيَتَوَلّ الجيش وحده مسؤولية الدفاع عن لبنان ولنرجع إلى إتفاقية الهدنة عام ١٩٤٩! وحين تسأل بحرقةِ المَعني مباشرةً، مَن يضمن أمن جنوب لبنان وأهله من الوحش الإسرائيلي يجيبونك إذهبْ إلى السلام. و«سلام» الدول العربية التي سالمَت إسرائيل يشبه الغربال الذي تُقرّر إسرائيل مَن يسقط منه، ومَن تقضم منه ما ترغب، فلا يتبقى غير هَوَانِ دولة «أبي مازن» الفلسطينية المضروبة بالسكاكين من كل جانب، وتهديد نتنياهو بطرد فلسطيني الضفة الغربية إلى الأردنّ، واحتلال فيلادلفيا المصرية أخيراً، ماثلاً أمامك!
وتعبيراً عن «الانفصال» وربما يضيفون إليه «الإنفصام» سيعود أهل الجنوب والضاحية والبقاع إلى بيوتهم المدمرة بالطيران الأعمى، عبْر وعد صادق بإعادة إعمارها «أجمل مما كانت»، ومِن المرجّح أنهم سيتمسكون بالمقاومة أكثر (على عكس التوقعات المحمومة).. هذه المقاومة اليوم، منعَت دخول الجنوب بهدف تدميره كلياً، وإحداث تبديل ديموغرافي، وشرشحَت جيشاً وسلاحاً لا يُقهَر رغم الدمار الفظيع الذي حلّ.
كان أهل الجنوب والبقاع والضاحية مُدركين أن الطيران الإسرائيلي المتوحش «سيفعل الأفاعيل» في مناطقهم إذا اندلعت الحرب. لكنهم كانوا مطمئنين بأنه لن يحتل مرة ثانية بفضل أبناء الجهاد. ومحاولات «عودته» مبيّتة ومدروسة ومدفوعةٌ بمَسح عار هزيمته في عام الألفين، وثأراً لفشله المُجَلجِل في تحقيق أهدافه في عدوان تموز، وتخلّصاً من هَمٍّ استراتيجي يمثله جنوب لبنان لدولته العِبرية شبه «المهيمنة» على الإقليم!
لذلك (وسيبدو كلامي غير منضبط مع مفاعيل تنفيذ القرار ١٧٠١ بقدْر انضباطه مع «واقع» الجنوب والجنوبيين) سيقول الجنوبي فور عودته إلى أرضه مع وقف إطلاق النار: أنتم أبناء مناطق من لبنان ولستم أبناء لبنان كلّه، وهمّكم مناطقكم فقط، وأصغر مواطن فيها يساوي عندكم أكبر رأس في مناطق غيركم. نحن أبناء الأرض التي أحرقتها إسرائيل، ولنا رأينا الثابت في ما جرى ويجري، وكما لكم مناطقكم التي تريدونها آمنة، لنا مناطقنا التي نريدها آمنة بالمقاومة. لقد علّمتكم الدولة البليدة دروس «الحيط..الحيط»، فاحفظوها جيداً، وسنكون نحن مرتاحين بمقاومة هي آباؤنا وأبناؤنا وعائلاتنا لا أبناء إيران مهما جهدتُم في إفراغ معاني السيادة والتحرر والاستقلال عنها وألصقتموها بتحاليلكم التي تخوّننا.
«اللّهمّ نفسي» هي حكمةٌ أنانيةٌ فحواها يصوّر السياسة اللبنانية، وقد اعتمدَتْها كل المناطق في كل لبنان وأغلب الزعماء تبنّوها رسالة مقدّسة، ويُخشى أن تصبح حكمة أهالي الجنوب والبقاع والضاحية اليوم هي بالذات: «للهمّ نفسي» إصراراً وتأكيداً أمام من يعيش «الّلهُم نفسي» في كل حركاته وسكَناته وأنفاسه الطائفية والوطنية وحين يصل موضوع الجنوب يريد فرض «للهم نفسه» علينا!
كلام لن يعجب أحداً؟ لكنّ ما يشفع له أنه عارٍ حتى من ورقة التين، و«كما خلقتَني يا ربّ»… في لبنان!