د. أحمد عياش – الحوارنيوز
لا يمكن تخيّل الولايات المتحدة، أميركا الحلم وهوليودها، من دون ان يكون متعهد المصارعين الاهوج الاسبرطي بوجه طفولي السيد دونالد ترامب رئيساً لها.
يضطر التاريخ أحيانا الاستعانة بالفوضويين والمقامرين لإعادة ترتيب الجغرافيا العالمية لتصبح اقبح.
في احاديثه الاعلامية حول السيد ترامب كرر السيد مسعد بولس منسق حملة المرشح الجمهوري بما خص الناخب الأميركي-العربي، مقولة “الرئيس القوي” ،ما معناه ان السيد بولس نقل تجربته السياسية-الاجتماعية من التيار الوطني الحرّ اللبناني إلى الحزب الجمهوري الأميركي. وهذا نذير سيء لأن شعار الرئيس القوي لم يستطع وضع حدّ للفساد في الدولة حتى أنه لم يمنع افلاسها.
سيكون لوالد مايكل صديق تيفاني ابنة الرئيس دونالد ترامب ابن بلدة كفرعقا في قضاء الكورة، رأي في أمور لبنان وربما سيكون فيليب حبيبها الثاني، إما في العلن او في الظلّ .
السيد فيليب حبيب اللبناني-الاميركي كان شاهدا فعالا ومساهما في إخلاء بيروت من الفدائيين الفلسطينيين واللبنانيين والعرب وترحيلهم عبر البحر في اتجاه تونس،من دون أن يمنع بعد تسليم السلاح للقوى الأمنية اللبنانية من اجتياح بيروت وارتكاب مجزرتي صبرا وشاتيلا وخطف الف وخمسمائة رجل من بيروت على ايدي اليمين المتطرّف اللبناني والعدو الأصيل.
ستعاد التجربة بتأثير من السيد مسعد بولس لإخلاء جنوب نهر الليطاني من الفدائيين باتجاه البقاع اللبناني .
الأهمّ ان السيد مسعد بولس وفي حديثه عن الاميركيين العرب لمحطة العربية، وكيف ستتوزع أصواتهم، صنّفهم وفق مؤمنين مسيحيين من لبنان ومصر وفلسطين والأردن، ومسلمين من لبنان ومن العراق ومن اليمن. وقال إن أصوات المسيحيين بنسبة 80% تصب في مصلحة الجمهوريين، بينما أصوات المسلمين التي كانت ذات ميول جمهورية سابقا تمردت وصارت للديمقراطيين بعد إجراءات ترامب ضد الحصول على تأشيرة دخول من بعض الدول الإسلامية، لتعود لتتمرد على الديمقراطيين وتميل للجمهوريين بعد الأداء السيء لإدارة ملفي حرب غزة ولبنان من قبل الديمقراطيين. اي انّ السيد مسعد بولس ما زال يرى المشهد الطائفي اللبناني ويسقطه على الواقع الأميركي، وهذا سيء، إذ العربي-الاميركي يحرّكه عقل مبرمج ماليا وتجاريا وربحا وخسارة اكثر من عاطفة طائفية، ولو انها مهمة، الا انها ليست المحرّك لعقل اميركي.
المطلوب من السيد فيليب حبيب الثاني ان يؤثر على عقل الإدارة الأميركية لبناء دولة لبنانية خالية من الطائفيين والفاسدين، وان تُلزم قيادات لبنان المصرفية والسياسية والدينية اعادة الاموال المنهوبة لخزينة الدولة، وان تلزم كل هؤلاء الأشرار الانسحاب إلى شمال نهر المسيسيبي وغابة الأمازون.
أمل كبير معلّق على السيد مسعد بولس الذي سعى ان يكون نائبا في قضاء الكورة، ان يكون مساهما في إنقاذ لبنان من كل الذين غامروا وغدروا به .
المطلوب من فيليب حبيب الثاني ان يطلب اخلاء الانذال الطائفيين أماكنهم إلى ما وراء بوابة سجن رومية.
المطلوب من السيد فيليب حبيب الثاني عدم تكرار تجربة حلول المارونية السياسية والحريرية السياسية والشيعية السياسية، والأهم عدم تجربة أخطاء الوجود العسكري السوري الذي لم يساهم في بناء دولة عادلة وطنية لا طائفية، والاهمّ ايضاً الا يثق بالعدو الاصيل.
لن ينقذ احد لبنان ،سيبقى لبنان فخّاً من الجميع ضد الجميع.. والآتي أعظم!