قالت الصحف: قراءات في تأثير الانتخابات الأميركية على العدوان والمشهد الميداني
الحوارنيوز – خاص
أفردت صحف اليوم في افتتاحياتها حيزا للقراءة في تأثير الانتخابات الرئاسية الأميركية التي انطلقت مبكرا وتحسم غدا الثلاثاء، على الحرب التي يشنها العدو على لبنان، كما تابعت الصحف أخبار الميدان والصمود الأسطوري للمقاومين والأهالي في جنوب الليطاني.
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: “بعد الثلاثاء كما قبله”: الاستنزاف الطويل
لبنان يثير إنزال البترون مع الدول الخمس
وكتبت تقول”: أن ينتظر لبنان “الثلاثاء الانتخابي الكبير”، غداً، لجلاء مصير الحرب الطاحنة التي تسحقه، فهذا لا يعدو كونه محطة أمل وتمنيات جديدة وليس أكثر، لأن المعطيات الجديّة والواقعية المتصلة بلجم الحرب وإيقافها لا تزال شديدة القتامة ولن يختلف ما بعد الثلاثاء عما قبله، ما لم تتدحرج الأمور نحو الاسوأ. هذه الانطباعات لا يفصح عنها المطلعون والمعنيون في السلطة اللبنانية ولكنها واقعياً تسود كل المناخ الرسمي والسياسي منذ تهاوت مهمة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين قبل أيام في إسرائيل، إذ تيقن الجميع، وفق مصادر وثيقة الصلة بهؤلاء المعنيين، أن حسابات وقف الحرب لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا ترتبط إلا بحسابات إسرائيلية داخلية واستراتيجية وباتت خارج أي حسابات أخرى لفترة طويلة أقلها إلى حين تسلّم الرئيس الأميركي الذي سينتخب مقاليد الرئاسة في كانون الثاني (يناير) المقبل. لذا يخشى هؤلاء المعنيون أن يكون الوضع متجهاً نحو الانزلاق إلى مزيد من الاستنزاف الحربي المفتوح ولو أن الأمل لدى المراجع الرسمية في استئناف هوكشتاين مهمته بعد الانتخابات الأميركية لم ينقطع.
ولعل ما فاقم مناخ التشاؤم أن عملية الانزال والخطف في البترون الجمعة الماضي أدرجها الخبراء العسكريون في اطار فاتحة خطيرة لمرحلة هجومية إسرائيلية تتساقط معها تباعاً كل الخطوط الحمراء التي لا تقيم عبرها إسرائيل أي اعتبار لسيادة الدولة اللبنانية أو لاستباحة معالم الدولة.
وعشية الاستحقاق الأميركي نقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية عن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن “أولويتنا هي تنفيذ القرار 1701″، مؤكداً “أننا ندعم مقترح (الموفد الأميركي) آموس هوكشتاين بما في ذلك نشر قوات لبنانية في الجنوب ووجود الية مراقبة”. وأكد من جهة أخرى “أننا ما زلنا منقسمين من سيتولى الرئاسة”. كما نقلت الصحيفة عن رئيس مجلس النواب نبيه بري قوله: “أريد وقف اطلاق النار أمس واليوم وغدا”، كما نقلت عنه أنه “اذا ساعدت أميركا لبنان فلن نتلقى الأوامر من إيران”.
وزار ميقاتي مساء أمس الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في منزل الأخير في كليمنصو.
نتياهو و”عماد 5″
وأفادت مواقع اعلامية إسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو تفقد أمس منطقة الحدود مع لبنان ونقلت عن نتنياهو قوله: “مع أو من دون اتفاق أن مفتاح اعادة سكان الشمال إلى منازلهم يمر عبر ابعاد “حزب الله” إلى ما وراء الليطاني ومنع إعادة التسلح والرد بحزم على أي هجوم”، واعلن”أننا سنقطع أنبوب الأوكسجين الخاص بـ”حزب الله” من إيران عبر سوريا وسنضرب أي محاولة لاعادة تسليحه”.
وفي المقابل، كان الاعلام الحربي لـ”حزب الله” ينشر فيديو تحت عنوان “لن نترك الساح… ولن نسقط السلاح ” يظهر فيه منصة لصواريخ “عماد 5 ” داخل نفق. ويذكر أنَّ، صاروخ “عماد 5 “هو صاروخ بالستي قصير المدى، تم تطويره في إيران، يُعتبر جزءًا من برنامج الصواريخ الإيراني.
وفيما يُتوقع أن يلتقي الرئيس ميقاتي اليوم سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية لدى مجلس الأمن الدولي لإثارة موضوع الانزال الإسرائيلي في البترون، نشرت إذاعة الجيش الإسرائيلي تفاصيل جديدة عن عملية الكوماندوس البحرية في البترون و”التي أسفرت عن اعتقال قيادي في حزب الله”. وأفادت أنه تم التخطيط للعملية منذ فترة طويلة، وتتبعت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية عماد أمهز لفترة “وانتظرت فرصة تتيح درجة عالية من اليقين لنجاح العملية”. وبحسب الإذاعة، لم يكن الجيش الإسرائيلي يعتزم تحمل المسؤولية عن العملية، و”لو لم تُنشر في وسائل الإعلام اللبنانية، لكانت بقيت سرية ولكن بعد الكشف عن العملية في الإعلام اللبناني، ناقش الجيش الإسرائيلي الأمر وقرر تحمّل المسؤولية”. وتزعم المصادر الأمنية الإسرائيلية أن “المعتقل هو عضو رئيسي في “حزب الله” وشخصية منخرطة بالكامل في نشاطات الحزب”.
* صحيفة الأخبار عنونت: قوات الاحتلال تهرب من القرى الحدودية ونتنياهو يهرب من المطلة: «الكورنيت» يعود إلى ضرب المستوطنات الحدودية
وكتبت تقول: ترجم العدو عجزه عن تثبيت مواقع تمركز لقواته في قرى الحافة الأمامية التي دخلها لمرات عدة، بلجوئه إلى خطوة عسكرية لافتة تمثّلت في سحب معظم قواته من المناطق، والعودة إلى نقاط تبعد عدة مئات الأمتار داخل الأراضي الفلسطينية. فيما تولّت المقاومة مطاردة هذه القوات بالقصف الصاروخي والمدفعي وبالقذائف الموجّهة، ما جعل رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو يفر هارباً من مُسيّرة انقضاضية وألغى زيارة كانت مقرّرة إلى مستعمرة المطلة في إصبع الجليل.
وبعد أسبوع من المعارك العنيفة، والتصدّي البطولي للمقاومين، سحب جيش العدو الإسرائيلي قوّاته، أمس، بشكل كامل، من الأحياء الجنوبية لبلدة الخيام، وتراجعت غالبية القوات إلى داخل الأراضي المحتلة، خلف السياج الحدودي مع فلسطين المحتلة. وكانت قوات العدو قد توغّلت في محور الخيام من اتجاهي المطلة – الحمامص، والغجر – سردا، وتمكّنت من الوصول إلى حي المسلخ جنوبي البلدة، وإلى محيط معتقل الخيام، حيث وقعت اشتباكات عنيفة مع المقاومين، إضافة إلى إمطار القوات الغازية بالصواريخ والقذائف، واستهداف وتدمير الدبابات والآليات. وعند انسحاب القوات الإسرائيلية، أمس، شوهدت جرّافة عسكرية تسحب دبّابة ميركافا، كانت قد استُهدفت خلال الأيام الماضية.
أما في عيتا الشعب، فبعد مواجهات شهدتها أطراف البلدة، بين قوات العدو والمقاومين، تراجعت القوات الإسرائيلية من الحارة الغربية، بعد تدمير منازلها بشكل شبه كامل، ورغم ذلك لم تتمكّن قوات العدو من الوصول إلى حيّ أبو لبن والأحياء الداخلية في البلدة. إلى ذلك، رُصدت تحشّدات لقوات العدو وآلياته في أطراف يارون ومارون الرأس، لناحية مستوطنة أفيفيم وموقع الحدب باتجاه بلدة عين إبل. حيث يبدو متوقّعاً أن تحاول قوات العدو التوغّل من عين إبل باتجاه حيّ المسلخ في أطراف بنت جبيل الغربية، إضافة إلى التوغل من اتجاه يارون ومارون الرأس، كما فعلت عند بداية التوغل البري.
ومع هروب قوات الاحتلال عن معظم القرى الحدودية، عادت المقاومة إلى استهدافها داخل المستوطنات والمواقع الحدودية، بالصواريخ الموجّهة. ويوم أمس، استهدف المقاومون دبّابة «ميركافا» عند بوابة المطلّة، بصاروخ موجّه، ما أدّى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح. كما استهدفوا بصاروخ موجّه جنوداً كانوا يحاولون استحداث غرفة قيادة في مستوطنة المطلّة. وكشف المراسل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أنه «قبل 20 دقيقة من زيارة نتنياهو للمطلة، انفجرت طائرة بدون طيار»، ما دفعه إلى تغيير وجهته. في حين ردّ مكتب نتنياهو، بالقول إن الأخير «لم يطلب إلغاء زيارته إلى المطلة بل العكس هو الصحيح، فرئيس الوزراء يسعى مراراً وتكراراً للوصول إلى عمق المنطقة، بينما تمنعه قوات الأمن».
كذلك، تابعت المقاومة استهداف تجمّعات ومواقع تحشّد قوات العدو، عند أطراف القرى الحدودية وعلى طول المستوطنات، إضافة الى مستوطنات وقواعد عسكرية في عمق الشمال المحتلّ. وتابعت المقاومة استهداف المستوطنات التي كانت أمرت بإخلائها، ومنها مستوطنتا كتسرين ونطوفا نيمرا.
وفي موازاة ذلك، كثّفت المقاومة استهدافها قواعد ومواقع عسكرية في العمق الإسرائيلي. حيث استهدفت، أمس، قاعدة زوفولون للصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية. وفي إطار سلسلة «عمليّات خيبر»، وبنداء «لبيك يا نصرالله»، استهدفت المقاومة قاعدة «بيت ليد» التابعة لقيادة المنطقة الوسطى في جيش العدو الإسرائيلي (تحوي معسكرات تدريب تابعة للواء ناحال ولواء المظليين)، شرقي مدينة نتانيا المُحتلّة، بصلية من الصواريخ النوعيّة، وقد أصابت أهدافها بدقّة. كذلك، شنّت المُقاومة هجوماً جوياً بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة «إلياكيم» (تحوي معسكرات تدريب تتبع لقيادة المنطقة الشماليّة في جيش العدو الإسرائيلي) جنوبي مدينة حيفا المُحتلّة، وأصابت أهدافها بدقّة. واستهدفت، للمرّة الأولى، قاعدة حيفا التقنيّة (وهي قاعدة تتبع لسلاح الجو الإسرائيلي، وتحوي كليّة تدريب لإعداد تقنيي سلاح الجو) في مدينة حيفا المُحتلّة، بصلية من الصواريخ النوعيّة.
وفي تل أبيب، ومع قرب نهاية المرحلة الأولى من العملية البرّية في جنوب لبنان، بحسب «القناة 14» العبرية، «ستُجري المنظومة الأمنية نقاشاً استراتيجياً حول مسألة استمرار القتال في لبنان – هناك سيناريوهات مختلفة مطروحة، من بينها سيناريو الاستمرار في تعميق العملية، وفي إطار ذلك سيقدّم الجيش للمستوى السياسي خطة لمواصلة العملية البرية – وعلى جدول الأعمال أيضاً العمل في مناطق إضافية يطلق منها حزب الله طائراته الانتحارية المُسيّرة». فيما قال مراسل «القناة 12»، إن «ذلك يأتي في إطار المحاولات المستمرة للضغط على حزب الله للتوصل إلى تسوية دبلوماسية».
من جهة أخرى، قال مراسل «القناة 12»، عميت سيغال، إن مسؤولاً إسرائيلياً كبيراً يقدّم تقييماً مثيراً للاهتمام، مفاده أنه «من الممكن التوصل إلى التسوية في لبنان خلال 10-14 يوماً». فيما نقلت قناة «كان» عن مصدر مطّلع، إشارته الى حصول «تقدّم كبير في جهود التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل ولبنان»، وأن «التقييم في إسرائيل يشير إلى أن أي هجوم إيراني ضد إسرائيل لن يلحق ضرراً بمحادثات التسوية مع لبنان».
- صحيفة الديار عنونت: إيران تتوعّد «إسرائيل» بـ«الوعد الصادق 3»
الولايات المتحدة الأميركية تحبس أنفاسها قبل ساعات من فتح صناديق الإقتراع
حزب الله يدك المستوطنات بأكثر من 100 صاروخ خلال 24 ساعة
وكتبت تقول: قبل ساعات من فتح صناديق الاقتراع امام الناخبين في الولايات المتحدة الاميركية لاختيار رئيس جديد للبلاد، بين المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب، ساد التعادل معظم استطلاعات الرأي. وأفاد استطلاع لـ«إبسوس»، بأن هاريس تحظى بـ 49% من أصوات الناخبين المحتملين، فيما يحظى ترمب على 46%..ما يعكس الاستقطاب الشديد.
الوعد الصادق 3
لكن اهتمامات واشنطن الرئاسية بدت في مقلب والتطورات الكبرى الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط في مقلب آخر. فبالتوازي مع مواصلة «اسرائيل» حرب الابادة والتدمير التي تشنها في لبنان وغزة، تركزت الانظار الى طهران المتوقع ان تشن قريبا هجوما جديدا على «تل ابيب» ردا على الهجوم الذي شنته الاخيرة نهاية شهر أكتوبر الماضي على ايران.
ففيما حذّر قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي «واشنطن والكيان الصهيوني بأن المقاومة الإسلامية ستوجه ردا قاسيا لجبهة الشر»، قال نائب قائد الحرس الثوري الإيراني ان «عملية الوعد الصادق الثالثة ستنفذ قطعا، ولكن لا يمكن الحديث عن تفاصيلها»، برز مساء ما ادلى به الرئيس الايراني مسعود بزشكيان عن أن «وقفا محتملا لإطلاق النار في قطاع غزة ولبنان «قد يؤثر في شدة» الرد على الهجمات «الإسرائيلية» الأخيرة التي استهدفت مواقع عسكرية إيرانية.
ونقلت وكالة «إرنا» الايرانية للأنباء عن مسعود بزشكيان قوله «إذا أعاد «الإسرائيليون» النظر في سلوكهم، وقبلوا وقفا لإطلاق النار، وتوقفوا عن قتل المظلومين والابرياء، قد يكون لهذا تأثير في شدة هجومنا ونوعه».
وفي اطار التصعيد الذي تشهده المنطقة، أفادت القيادة الوسطى الأميركية أن القاذفات من طراز «بي 52 « وصلت إلى منطقة عمليات القيادة العاملة بالشرق الأوسط، فيما اعلنت «هيئة البث الإسرائيلية»، أن «الخطوط الجوية الأميركية تلغي جميع رحلاتها إلى «إسرائيل» حتى نهاية صيف عام 2025».
ولا تستبعد مصادر مواكبة عن كثب للتطورات ان «تلجأ ايران خلال هذا الاسبوع لرد سيكون الاقوى على «اسرائيل»، سيُستتبع برد «اسرائيلي» قاس»، لافتة في حديث لـ»الديار» الى ان «واشنطن تحاول الضغط على طهران من خلال قاذفات «بي 52» وغيرها من الاستعدادات العسكرية في المنطقة، لتأكيد جهوزيتها للدفاع عن «اسرائيل» وحتى الانخراط في اي مواجهات مباشرة».
خشية من حرب موسعة
وقالت المصادر ان «اسرائيل تتعامل مع المرحلة الحالية الممتدة حتى العشرين من كانون الثاني المقبل، على انها وقت مستقطع تستطيع خلاله مواصلة حرب الابادة في غزة ولبنان، باعتبار انها غير آبهة برأي الادارة الحالية، وغير ملزمة بأي شيء تجاه ادارة مقبلة لم تتضح بعد، خاصة وان ترامب كما هاريس لا يبدوان مستعجلين لوقف النار قبل استلام أحدهما زمام الحكم في 20 يناير المقبل».
ورجحت المصادر ان «تشهد هذه الفترة تصعيدا على أكثر من مستوى، سواء في غزة او لبنان او حتى على صعيد المواجهة المباشرة بين «اسرائيل» وايران» منبهة من ان «الطرفين قد يجران المنطقة لحرب موسعة، في ظل انشغال واشنطن بأوضاعها الداخلية، ومن هنا خطورة اي خطوة غير محسوبة جيدا من قبل اي طرف».