د.نسيب حطيط – الحوارنيوز
ينتظر المفاوض اللبناني عودة الموفد الأميركي “هوكشتاين” لمعرفة جواب العدو الاسرائيلي حول وقف النار وتنفيذ القرار 1701 من دون تعديلات، والتي وعد بتحصيلها من “دولته إسرائيل”.
انتظر “هوكشتاين” في المرة الاولى عشرين يوما من الحرب البرية، وعندما ظن ان المقاومة أنهزمت ،جاء بورقة مكتوبة فيها شروط الاستسلام، ومهّد له العدو الاسرائيلي بليلة نارية ساخنة، لترهيب المفاوض اللبناني واهل المقاومة، وطلب من المفاوض اللبناني(مع ابتسامته الخادعة) التوقيع من دون نقاش، وإلا فإن التدمير والقتل سيستمران في لبنان معلناً إنذاره الأخير:”وقّعوا قبل فوات الأوان” ..وقد حضر امين عام الجامعة العربية(أبو الغيط) ، كشاهد على الإنذار.
لكن رجال الميدان حوّلوا لرصيد المفاوض اللبناني اوراق قوة مكّنته من رفض توقيع الاستسلام معلناً شروط لبنان، لحفظ استقلاله وسيادته، فغادر “هوكشتاين” معلناً غضبه ، بليلة قصف اسرائيلية متوحشة ضد بيوت اهل المقاومة.
ينتظر “هوكشتاين” نتائج الميدان ،بإنتظار مكالمة من بيروت لإبلاغه، قبول الإستسلام، لكن هاتفه لم يرن ،فأبلغ الاسرائيلي بوجوب زيادة ضغطه والتوحش، فساعده ب 400 طن(قنبلة هيروشيما النووية 15000طن) من المتفجرات في قرية صغيرة في جنوب لبنان ،لكنه سمع على نشرات الاخبار ومن هواتف الاسرائيليين ان الأمور صعبة في جنوب لبنان. فمن حدث امني صعب الى حدث امني أصعب، ومن يوم حزين الى يوم أكثر حزنا، وأعداد القتلى والجرحى تتزايد كل يوم..وستتزايد!
ينتظر “هوكشتاين” وصول العدو الاسرائيلي الى الليطاني من بوابه (العديسة-الطيبة- دير سريان) ويعلن شروطه من بوابة وادي الحجير!
سبعة أيام إضافية و”هوكشتاين” ينتظر ولم يستطع العدو الوصول الى الليطاني ولا احتلال قرية !
إستعجل بعض اللبنانيين،بالإنقلاب على المقاومة ثم الانقلاب على إيران، وهاجموها وكأن ايران هي التي تتدخل وتفتش المطار وتمنع اعادة اصلاح طريق المصنع وتتدخل في الوزارات والقوى الأمنية وتضغط لإطلاق عملاء اسرائيل !
فجأة بدأ الجميع ،بالتراجع عن دعم المقاومة. بعضهم من أعلن وبعضهم من صمت، وبعضهم ينتظر الميدان لإعلان براءته من المقاومة او بقائه معها للمشاركة بحصادها!
إن الميدان بمقاوميه وبنازحيه ومغتربيه الشرفاء ،يرسل رسائل الرفض عبر جثث الجنود الاسرائيليين وجرحاه وعبر توسعة جغرافيا النزوح والتهجير للمستوطنين، وسمفونية صفارات الانذار صعودا ونزولا الى الملاجىء.
لقد وصل العدو الى قمه انجازاته وسيبدأ بالانحدار عن جبل انتصاراته ،أما أهل المقاومة ،فلم يعد هناك ما يخسرونه ، سوى تدمير البنايات والمجازر ضد المدنيين .فقد هجّر العدو كل الشيعة من بيوتهم، وقتل اغلب قيادات المقاومة، وانتهت مرحلة الخسائر للمقاومة وبدأت مرحلة الخسارة للعدو التي لن يستطيع استيعاب خسائرها والتي ستزيدها المقاومة ضمن خط بياني تصاعدي وفق منهجها الاستشهادي، لأنها تخوض حرب الدفاع عن الأمة والدين والعقيدة ، ودفاعاً عن الوجود وعن وحدة لبنان .لقد بدأت مرحلة حصاد الانجازات والانتصارات.
في الايام المقبلة سترسل المقاومة رسائل بالنار والشجاعة والصمود والإستشهاد، بنسخ متعددة :
الأولى: لصندوق بريد “هوكشتاين” تقول “تواضع وتنازل عن شروطك وأقبل شروط المقاومة” !
الثانية: للمفاوض اللبناني: “اطمئن، فالمقاومة والميدان بخير، لا تتنازل وافرض شروطك بقوة”!
الثالثة: لأهل المقاومة الشرفاء الصابرين المقاومين بالنزوح الصامتين عن اوجاعهم :”اطمأنوا… ستعودون كراما اعزاء الى بيوتكم ..”
الرابعة: للناكثين والمنافقين والمخادعين والمنقلبين الذين ينتظرون جثثنا على ضفة النهر:”ستنتظرون طويلا ولن نُهزم ،لا زلنا اقوياء وسنبقى أقوياء، لكن رصاصنا سيبقى في صدر العدو ولن ينحرف باتجاهكم ،لأنكم أخوة لنا في المواطنية، مهما غدرتم ومهما طعنتم، فنحن على سنه رسول الله(ص) الذي قال لأهل مكة الكفار بعدما عاد اليها فاتحاً وكانوا قد حاصروه وهجّروه ومنعوا عنه الطعام والشراب وعدم التواصل او الإيواء-كما الآن (أذهبوا ..فأنتم الطلقاء.) وسنقول لكم عندما ننتصر( اذهبوا ..فأنتم الطلقاء) كما فعلنا اول مرة عام 2000.
ننصحكم الا تكرّروا خطأكم مثل جيش “لحد” الذي تركته إسرائيل على “بوابة فاطمة” ..ولا تكرّروا الحرب الأهلية التي ستكون انهاء لوجودكم…ولا تثقوا بوعود اميركا وإسرائيل …!
كلمة الميدان هي الفصل …وستكون للمقاومين وليس للغزاة!